بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يظهر الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى ظهوره الكريم)


قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): لاتذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي.

وذكر رسول الله بأن المهدي من ولد علي وفاطمة ومن ولد الحسين (عليهم السلام) وان اسمه يواطيء اسم رسول الله وانه يملك الدنيا ويشيع العدل والقسط بعد ان امتلأت الدنيا ظلما وجورا. ولقد جاء ذكر علامات الظهور وتفاصيل اخرى نحن لسنا بصدد ذكرها في هذا المقال القصير ولكن ننصح بقراءة ما قيل عنها خاصة من قبل أئمة اهل البيت الذين هم اجداد المهدي وابناء رسول الله (عليهم السلام). كما وذكر ظهور المهدي (عجل الله تعالى ظهوره الكريم) عن طريق كافة المسلمين كما وينتظر قدومه العديد من غير المسلمين فهو المنقذ المنتظر الذي سيطهر الارض من الفساد والظلم والجور والفقر وتكون فيه الامة الاسلامية ودين التوحيد (الاسلام) مدعوما بقوة الهية لايقف شيء بوجهها الا دمرته. ومن الذي لاشك فيه والمذكور بشكل واضح وكبير هو ان المهدي اذا ظهر ستخضع له كافة الامم ليس بالقوة فقط ولكن بالعلم الذي يأتي معه والذي سيكون اكبر من 99% من العلم الذي وصلت له البشرية حينها بل وسيصحح العلم الخاطيء الذي فرضته (الحضارة) المادية العلمانية على الناس.

عندما يظهر المهدي (عجل الله تعالى ظهوره الكريم) ستكون معه جنود من السماء ومن ضمنها الملائكة التي قاتلت مع المسلمين في معركة بدر الكبرى وسوف تسخر له القوى غير الطبيعية بأذن الله. وهو سوف يرسخ دين التوحيد بشكل لم يسبق له مثيل من قبل حتى في عهد اخر الرسل وسيدهم وسيد ابناء البشر (محمد المصطفى) (صلى الله عليه واله وسلم). سوف تدين للمهدي (عجل الله تعالى ظهوره الكريم) كافة الامم وسوف يظهر معه المسيح (عليه السلام) ويصلي خلفه (اي المسيح خلف المهدي) ويكون قائد من ضمن قواده ليقوم بنكران التثليث والصليب ويتبرأ كذلك من عقيدة المسيح الذي يحمل ذنوب غيره.

أن ظهور المهدي المنتظر (عجل الله تعالى ظهوره الكريم) قد اقترب جداً وهذا سيفرح كافة المسلمين الذين يتعرضون في هذا الزمن الى الظلم والجور والعدوان من كافة الاعداء. كما ولقد اصبحت القيم الربانية والاخلاقية منبوذة بينما اخذت البشرية بالسير نحو هاوية القيم الساقطة والظلم والجور والتمادي والاستعلاء والتكبر والطغيان سواء على مستوى الافراد او الجماعات او الدول. ولقد اصبح الفساد والسقوط والاخلاق الشاذة هي المعيار الذي تقاس به الحريات والتقدم والتحضر. ولاشك بان الذين يدعون الى القيم والخير والعدل والطريق المستقيم اصبحوا في هذه المتاهات هم المنبوذون والمطاردون والمضطهدون وان غالبية هؤلاء هم من المسلمين. وفي حين ان الاسلام دين السلام والقيم ودين الانبياء كافة وان خاتم الرسل المصطفى هو سيد الاخلاق والقيم والمثل الاعلى للبشرية كافة ولكن اعدائه اصبحوا يسخرون منه دون رادع في اعلامهم وصحفهم ومنتدياتهم. وهذه كلها من علامات الظهور القريب والذي سيعمل على وضع نهاية لكل افاك معتد اثيم غلو زنيم.

لقد اصبح البشر اليوم في كافة المستويات وخاصة في الغرب لايفكرون الا ببطونهم وفروجهم ومتعهم الدنيوية. وغالبا ما تكون هذه الامور مبنية على الصعود على رقاب الغير والتسلق الظالم وسرقة خيرات الاخرين وسفك دمائهم. ونحن نرى ان معظم الشعوب المغلوبة على امرها عادة ما تكون الشعوب الاسلامية خاصة بعد سقوط الامبراطورية الروسية التي بعدها اصبح الغرب يتخذ من الاسلام عدوا رئيسا له. هذا ليس فقط كلام ولكن يشهد على ذلك الاعلام الغربي والحروب التي تفتلك بالدول الاسلامية ومنها العراق وافغانستان وفلسطين ناهيك عن التدخلات الدنيئة التي تقوم بها تلك الدول بسرقة خيرات المسلمين وافتعال كافة السياسات التي تنوي الى تركيعهم وابقائهم متخلفين. ولقد اظهرت وثائق (وكيليكس) المستمرة البعض القليل من هذه التدخلات السافرة.

ان على المسلمين كافة التوحد ضد الهجمات التي يشنها اعدائهم وان يستخدموا عقولهم بشأن ذلك وان يقفوا مع كل دولة اسلامية تحاول التقدم والرقي بكافة المجالات ومساندتها. كما وان ظهور الامام المهدي المنتظر القريب يجب ان يحفز النفوس ويستنفرها على طريق الوحدة وان لايكون ذلك فقط الجلوس والانتظار. على كل مسلم ان يمهد لظهور المهدي ولو بكلمة ولو بقلبه ان لم يتمكن على غير ذلك. ان وقت ظهور الامام المهدي قد اقترب فاعدوا له القوة بكافة المجالات لان الاعداد النفسي هو جزء من التهيوأ لما سيأتي به الله من قوة مساندة. وعلى الجميع الدعاء والتوسل بالله بتعجيل الظهور الشريف الذي اصبح قريبا باذن الله فالله يراه قريبا حتى وان رأيناه نحن بعيدا. اننا مسؤولون عن الاعداد لظهور المهدي (عجل الله تعالى ظهوره الكريم) وسوف يسألنا الله عليه حتى ولو جاء الظهور بعدنا. اذ ان علينا ان نعد له العدة والقوة والنفوس والثبات ولانتخذ من غيبة الامام الحالية كمبرر للاتكال والقعود لان هذا خطأ كبير.

فيابشرى المظلومين ويابشرى المكروبين ويابشرى المحرومين والمستضعفين وكافة المسلمين باقتراب ظهور مخلصهم وراد الظلم والذل والجور عنهم. يابشرى الموحدين من المسلمين كلهم ويابشرى أمة محمد المصطفى باقتراب الظهور.

اللهم عجل بظهور ولينا والدافع عنا وامامنا ومعز الدين والتوحيد وناصر المظلومين والمستضعفين والباسط يده بالعدل والقسط ونكال المجرمين والمعاندين والقاسطين والجائرين والظالمين والمستكبرين الذين يسعون في الارض فسادا. اللهم اقهر به اعدائك واعداء عبديك من امة محمد المصطفى وارفعهم رفعة لم ولن ينالها احد قبلهم ولابعدهم. آمين رب العالمين.

الامام الحسين (عليه السلام) رمز الحرية والكرامة لكافة البشر في جميع العصور


تمر في كل عام وفي شهر محرم الحرام ملحمة بشرية عظيمة الشأن لاتهم فقط المسلمون الشيعة فقط بل تشمل البشرية كلها في مختلف العصور والى يوم الساعة. انه يوم العاشر من محرم الحرام والذي قتل فيه الامام الحسين بن علي (عليه السلام) واهل بيته الاطهار وهم الذين يمثلون اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم). والقاتل هو يزيد بن معاوية وزياد بن ابيه وعمر بن سعد بن ابي وقاص ومن كان معهم في ذلك الجيش.



الطعام يطبخ ويقدم مجانا

الامام الحسين بن علي (عليه السلام) هو ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء (عليهم السلام) ولقد كان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يدعوه هو اخيه الحسن بابنه ولقد قال فيه احب الله من احب حسينا وقال فيه الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. كما وكان الحسن والحسين من وصفهما القران الكريم (ابنائنا) في اية المباهلة اي ابناء رسول الله (عليهم السلام) وكانا كذلك من ضمن الخمسة الذين طهرهم الله واذهب عنهم الرجس حسب القران الكريم اي اهل البيت حيث كان سادسهم جبريل (عليه السلام) عندما وضع عليهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ردائه وقال فيهم اللهم هؤلاء اهل بيتي. وكان هؤلاء هم علي وفاطمة والحسن والحسين ومعهم رسول الله وجبريل (عليهم السلام). كما وقال رسول الله في الحسين حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا وغير ذلك كثير من الاحاديث التي زخرت فيها كتب الاحاديث عند كافة المسلمين على مختلف مذاهبهم.
لقد تربى الحسين (عليه السلام) في حجر النبوة وفي حجر فاطمة وعلي وكان امتدادا لبنو هاشم واسماعيل وابراهيم ونوح من اجداده الموحدين ذوي الكرم والجود والاخلاق الراقية التي تولاها رب العزة والجلالة.

لقد كانت الفترة المباشرة التي توفى بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فترة خطيرة حصل فيها تقرير لمصير الامة الاسلامية امتدت اثاره الى يومنا هذا وسوف تمتد الى ماشاء الله. فلقد اجتمع عدد من الانصار وهم سكان المدينة في موقع لهم يجتمعون به يسمى (سقيفة بني ساعده) واختاروا لهم رئيس لهم هو سعد بن عبادة فعندما سمع بعض المسلمين (ابو بكر وعمر ابو عبيدة) بالتحديد تركوا رسول الله مسجى بعد موته وذهبوا الى تلك السقيفة فحصل نزاع شديد على السلطة ذكرته كتب التاريخ بالتفصيل. وبعد تصايح وتهديد بالقتل وما شابه ذلك صارت الخلافة بواسطة البيعة لابي بكر وكان يسانده في الامر عمر. ثم رفض بعض المسلمين تلك البيعة ومنهم المقداد وابوذر وعمار بن ياسر وعلي بن ابي طالب وفاطمة بنت محمد والزبير بن العوام وغيرهم. كما وامتنع بعض المسلمين مثل قوم مالك بن نويرة من دفع الزكاة الى ابو بكر والذين تم قمعهم من قبل خالد بن الوليد الذي (نزى) على امرأة مالك بن نويرة في ليلة قتله لزوجها بعد ان امنهم وقتلهم غدرا. بعد ذلك صارت الخلافة الى عمر ثم الى عثمان بن عفان. كان ابو بكر وعمر قد اتخذوا من علي بن ابي طالب مستشارا لهم ورغم سلب السلطة الدنيوية منه بقيت السلطة الدينية والاحكام الشرعية لاتقوم الا اذا قال فيها ابو الحسن قوله او على الاقل بالمهام الصعبة والكبيرة التي كانت تعصى عليهما وما اكثرها. ولكن عندما صارت الخلافة الى عثمان وهو من بني امية قرب منه اهله وعشيرته وتسلط هؤلاء على رقاب الناس بالظلم والسيطرة على الاموال والتسلط وغيرها فضج الناس منهم في الامصار مثل مصر والبصرة وغيرها. كما وترسخ الحكم والملك والسلطة لمعاوية بن البي سفيان الاموي في دمشق منذ عهد عمر وازداد في عهد عثمان. فثار الناس وجاؤوا من مصر والبصرة وغيرها وحصل ان قتل عثمان ثم اجتمع الناس على علي بن ابي طالب وانتخبوه للخلافة وكان اول خليفة ينتخب من قبل الناس علاوة على تنصيبه من قبل رسول الله لذلك الشأن من قبل وفي عدة مواقف واحداث يمكن الرجوع لها في التاريخ الا ان علي كان فقيرا لايرغب اليه اصحاب السلطة والاموال والارستقراطيين. هنا لازال المسلمون امة واحدة ولكن معاوية رفض ذلك وصارت احداث منها واقعة الجمل بقيادة طلحة والزبير وعائشة وغيرها مما شقت الامة الاسلامية الى عدة فرق كانت قد مهدت لها احداث السقيفة وما تلاها. بعد ذلك تحول الصراع الاموي الى صراع على السلطة والملك فعندما قتل الامام علي (عليه السلام) في مسجد الكوفة وترسخت السلطة الى معاوية في الشام قام هذا الاخير بتنصيب ابنه يزيد قبيل وفاته بالقوة العسكرية والقتل والاغتيالات والتخويف والاموال. كان يزيد بن معاوية شاربا للخمر لاعبا بالقرود لايهتم الا بلمذاته وهكذا احاط نفسه باشخاص وولاة مثله من امثال بن زياد في البصرة ثم الكوفة وغيرهم.




الاشجار هنا هي موقع السقيفة


كان يزيد شخص متغطرس متسلط ظالم يحب اللهو وشرب الخمر واقتراف الحرام ولقد اتخذ من الدين مجرد وسيلة لكي يرسخ سلطته. ولقد احاط بنفسه بمجموعة من المنافقين والمعادين لاهل بيت النبوة ومنهم (السير جون) الروماني. وبعيد موت معاوية واستلامه السلطة بعث الى عامله على المدينة ان ياخذ البيعة له من بعض الممتنعين ومنهم الامام الحسين (عليه السلام)! فكيف بالامام الحسين ان يبايع شخص مثل يزيد وهل يجوز ذلك؟! لم يكن الحسين شخصا عاديا فهو سيد شباب اهل الجنةى وهو امام ذلك العصر وقائده حسب توصية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهي لابد ان تكون توصية الله سبحانه وتعالى واختياره لهذه الامة. اما ابن الزبير فقد فر الى مكة واعتصم بها مما دعى يزيد الى ضربها بالمنجنيق وحرق الكعبة وهدمها وقتل من اعتصم بها من الملسلمين كما ارسل بجيش الى المدينة فاستباحها هي ونسائها لمدة ثلاثة ايام على الاقل وهذه التي تعرف بوقعة (الحرة) وهي في كتب التاريخ بالتفصيل مذكورة ولايزال قبور شهدائها في البقيع.
اما بالنسبة للحسين فقد بعث اليه عدد كبير من اهل الكوفة بان يقدم اليهم لينصروه فقرر التوجه وكذلك فعل الى الكوفة ولكنه كان يعلم بانه سوف يلقى مصير الاستشهداء منذ لحظة انطلاقه. فقرر الامام بان دين جده لايمكن ان يستقيم الى يوم القيامة الابقتله وهذا ما صرح به عندما قتلوه حيث قال (عليه السلام) (ان كان دين محمد لايستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذيني)!


لم يترك الامام الحسين اهل بيته واولاده لانه كان يعلم لو انه تركهم فان يزيد سوف لن يتردد من ان ياخذهم رهائن ويعذبهم وينتهك كرامتهم لو انه تركهم في المدينة او مكة. ولقد كانت هناك امثلة حول ذلك من قبل حدثت لغيره مع معاوية ومع يزيد. فقرر الحسين ان يرحل بجميع اهله ممن يمكن ان ياخذون رهائن لو انه سار لوحده. كما وان الحسين عليه السلام لم يكن هاربا او خائفا لكي يسير الى غير الكوفة مثل ما قيل له من ان يسير الى اليمن او غيرها من الحصون في الجبال. فهو الحسين وهو علي وهو محمد وهل جبن هؤلاء يوما ما لكي يسيروا للاختفاء. ولو سار الحسين مختفيا الى غير كربلاء لما استمرت ثورته الى يومنا هذا وستبقى الى يوم الدجين حيث يرث الله الارض ومن عليها وهناك سيتم محاسبة من قتل الحسين ومن سكت عنه ومن رضي به من الاولين ومن الاخرين على مشهد الاشهاد في ذلك اليوم العصيب.

الحسين يغادر مدينة جده رسول الله حيث كربلاء





الى الكوفة عبر الصحراء

وبعد ان سار الحسين بعدد قليل من اهل بيته لايتعدى السبعون شخصا ومنهم الاطفال والنساء جهز يزيد جيشا عدده 33000 رجل وفارس بكافة العدة والتجهيز العسكري ونصب المنحرف عبيد الله بن زياد حاكما على الكوفة. كان بن زياد (لعنه الله) معروفا بعنجهيته وعدم رحمته واضطهاده وكل صفة غير انسانية. ومنذ قدومه الكوفة حكم بطريقتين هما التخويف بكافة الطرق والاستمالة لضعيفي النفوس بالاموال. ولقد قام بتقل مبعوث الامام الحسين الى اهل الكوفة (مسلم بن عقيل) وصاحبه هاني بن عروة بابشع طريقة وذلك بضربه وقطع رأسه ورميه من اعلى قصر الامارة ثم صلبه وتعليقه في السوق.

مسلم بن عقيل رسول الحسين الى الكوفة يتم قتله بابشع صورة


بينما بعث بن زياد جيشه لكي يحاصر الحسين (عليه السلام) واهل بيت رسول الله ويجبره الى النزول في كربلاء يواصل جيش يزيد بقيادة عمر بن سعد التقدم الى ذلك الموقع بعدد يفوق 33000 جندي بينما لايوجد مع الامام الا ما يقارب 100 شخص من اهل بيته ومن اصحاب رسول الله واصحاب علي.
وعند وصول ذلك الجيش اراد الحسين عليه السلام ان يذكر اهل الكوفة بانهم بعثوا اليه بحوالي 500 كتاب لكي يقدم عليهم لنصرته فنكر هؤلاء ذلك ولكن الامام اخرج لهم الكتب!
ثم ذكرهم الامام الحسين انه بن بنت رسول الله وانهم بفعله هذا بقتله ومنعه من المسير يفعلون شيء عظيم ومنكر لايمكن ان يغتفر بل ولاتقوم له السموات والارض. ولكن هؤلاء القوم قد اصم الشيطان عقولهم وقلوبهم واعمى ابصارهم.

ومما فعله هؤلاء الاوغاد من جيش يزيد وعمر بن سعد هو انهم منعوا الحسين عليه السلام واهل بيته بما في ذلك الاطفال والنساء من شرب الماء رغم صحراء كربلاء المحرقة! بل انهم قتلوا طفل الحسين الرضيع الذي لم يكن عمره يتجاوز 6 شهور عندما جاء به الى الجيش طالبا له بشربة ماء فرموه بسهم اخترق رقبة الطفل الرضيع وقتلوه في يدي ابيه مما جعل الحسين عليه السلام ان يضع يده تحت رقبة الطفل المقتول ويجمع دمه ثم يلقي به الى السماء لكي يشهد الله على هذه الجريمة البشعة. ولقد شاهد هؤلاء الاوغاد الرعاع من الهمج والمجرمين اية واضحة وهي ان دم الطفل لم يعد منه قطرة واحدة الى الارض عندما رماه الحسين الى السماء ولكنهم عموا وصموا ولم يرعووا.

وفي العاشر من محرم الحرام هاجم اوغاد المجرم عمر بن سعد وبن زياد ويزيد ومنهم شمر بن ذي الجوشن وغيرهم من الانذال مخيم الامام الحسين فقتلوا الرجال وروعوا النساء والاطفال وحرقوا الخيام بابشع الصور الاجرامية. قبل ذلك قال لهم الحسين مقولته الشهيرة (اذا وقع السيف بيننا كنت امة وكنا امة) اي انهم منذ ذلك اليوم صارت الامة ام مع الحسين ام ضده ولايوجد شيء وسط فأما مع الحسين واهل بيت رسول الله (عليهم السلام) او مع المعسكر المعادي لهم سواء من الذين يسكتون ولايدينون هذه الجريمة ولايتبعون طريق الحسين واهل بيت الرسول او مع المعسكر الاموي المعادي ولايوجد شيء بديل. هذا بالضبط معنى قول الحسين لهم (اذا وقع السيف بيننا كنتم امة وكنا امة). وبالفعل فقد صار الانقسام الكبير منذ ذلك العهد.


اللحظات الاخيرة قبيل المعركة

خلال ساعات قليلة تم قتل جميع اهل البيت النبوي بما فيهم الامام الحسين (عليهم السلام) واصحابهم القلائل ثم تمي سبي النساء والاطفال وضربهم بالسياط ونهب مما معهم من حلي ومعدات. ولقد تم ذلك بطريقة وحشية بربرية تنم عن حقد ونفاق وعمى هؤلاء الاوغاد.

عائداً بدون الحسين زينب تسأله: اين تركت اخي الحسين؟!


لقد قطعوا الرؤوس وتركوا الاجساد دون دفن


جيش يزيد وبن زياد يحرق الخيم على نساء اهل بيت النبي محمد ويروع اطفالهم!





هذا هو المكان الذي تم قتل الحسين فيه وقطع رأسه!

عندما وصل ركب السبايا الى قصر بن زياد اللعين اخذ يضرب ثنايا الامام الحسين بقضيب في يده وهو يضحك ويبدي السرور الذي ينم عن نفسية (سادية) مريضة لاتمت الى الانسانية الصحيحة بصلة. ثم اراد هذا الوغد القذر ان ينال من نساء اهل البيت النبوي مما جعل (زينب بنت علي بنت فاطمة الزهراء) من ان تلقي بخطبة بليغة جدا تصف فيها حجم الكارثة والجريمة التي ارتكبها هؤلاء. ثم امر بن زياد المعلون والذي سيصلى نارا حامية بقتل علي بن الحسين (زين العابدين) مما دفع زينب عليها السلام من منع ذلك بكل الوسائل طالبة من هذا اللعين ان يقتلها معه ان اراد قتله فعلا. وكان علي بن الحسين مريضا لم يستطيع المشاركة في القتال وكان هذا لامر الهي لئلا تخلو الارض من حجة وامام ولكي لاينقطع نسل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو النسل الموصول حتى يوم القيامة.

قبر الامام الحسين في القاهرة في كربلاء



مسجد الامام الحسين في القاهرة حيث يدفن الرأس الشريف



الجامع الازهر قر ب جامع الامام الحسين في القاهرة



قبر الشهداء الذين قتلوا مع الامام الحسين في كربلاء

ثم قام جيش الاوغاد بنقل النساء والاطفال كسبايا الى دمشق حيث يزيد وكانوا عندما يمرون بالقرى والمدن يقولون للناس ان هؤلاء خوارج خرجوا على الخليفة ولايقولون من هم! حتى وصلوا الى سورية في دمشق حيث الوغد الظالم المجرم يزيد بن عاوية. ولقد كان الاسرى مقيدين بالسلاسل مما ادمى اجسادهم وكذلك مات قسم من الاطفال في الطريق بسبب الضرب والاهانة والتعب والحالة النفسية الشديدة وهم يرون رؤوس رجالهم وابائهم واعمامهم واخوانهم ترفع في المقدمة منهم!


اسرى اهل البيت النبوي بالسلاسل الحديدية يقادون الى يزيد

قبيل وصول الجيش بالاسرى الى دمشق مروا بدير راهب مسيحي رأى سيء عجيب وهو ان هناك نور يخرج من رأس مرفوع على رمح ويمتد الى عنان السماء. فعندما اقتربوا من الدير حل الظلام وارادوا الراحة هناك فطلب الراهب هذا الرأس على ان يعطيهم جميع ما معه من اموال في صرة. فقبلوا عندها اخذ الراهب يسمع رأس الحسين يقرأ القران طيلة ليلة وجوده معه مما جعه يمسحه ويسألهم عنه فقالوا بانه رأس الحسين بن بنت النبي. بعد ذلك استسلم هذا الراهب وكان لسان حاله يقول تبا لامة تقتل بن بنت نبيها وتسكت على ذلك الظلم.



في قصر الطاغية يزيد


يبقى الحسين خالدا الى يوم القيامة وتبقى ثورته هي الثورة الوحيدة التي لم ولن تخمد روحها حتى ذلك اليوم. انها رمز لكل الاحرار في العالم ضد الطغيان والتكبر والتجبر. ان الحسين رفض الانحناء الى الطغاة وكذلك صار الطغاة على مر العصور يخافون من ذكر الامام الحسين لان ذلك يذكر الناس بعدم القبول بالظلم والاستبداد والخنوع. ولقد صار الحسين رمزا للاحرار من العالم حيث قال فيه (غاندي زعيم الهند) لقد تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر. ولقد سألت امرأة يوما ما لماذا تحزنين على الاما الحسين في كل عام فاجابت: ان الحزن على شخص قريب وعزيز يمكن ان يخبأ مع مرور الايام ولكن الحزن على الامام الحسين (عليه السلام) هو حزن على الانسانية كلها وهذا سوف لن يزول مادام هناك ظلم وظالمين وعبودية ودكتاتورية بكل انواعها. لقد قالها الامام الحسين عليه السلام بان العيش مع الظالمين برماً والموت عزاً.

ولقد كتب الكثير من المفكرين الاجانب عن الامام الحسين ومن هؤلاء الالماني (جرهارد كونسلمان) الذي قال ان الامام الحسين بشخصيته الواقعية وبمقتله انتصر على الظلم ولقد كان الحسين بمقتله اخطر من الحسين حيا على يزيد وتقويض النظام الاموي فيما بعد. ويضيف هذا المفكر الالماني بان شهادة الحسين في كربلاء تبقى رمزاً للحرية والكرامة والرفض للطغاة.

ستبقى ثورة الحسين رمزا للانسانية في الحرية والكرامة ورفض الظلم والطغيان والتجبر والفساد في جميع العصور.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter