بسم الله الرحمن الرحيم

جمهورية الموت الديمقراطية


بعد ان تمت كذبة تحرير الرهينة البريطاني (نورمان كمبر) وزميليه الكنديين بعملية على غرار افلام (هولي وود) الامريكية وبواسطة دفع فدية يتم من خلالها تغذية الارهاب جائت عملية قتل الابرياء من المصلين في حسينية المصطفى في حي اور.

ففي العملية الاولى اي تحرير الرهائن المذكورين تمت التغطية على دفع الفدية بافتعال عملية (مفبركة) ومفضوحة بعد ان قبض الارهابيون الملايين من الدولارات وبمساعدة عراقيين يعيشون في الداخل والخارج ومن المجاميع التي تدعي المقاومة. فلا يوجد احد يصدق بان الارهابيون تركوا الرهائن مربوطين في غرفة واحدة وهربوا دون ان يصطحبوهم معهم على الاقل كرهائن لكي لايتم قتلهم هذا اذا ما سلمنا بانهم كان يمكن ان يقتلونهم عندما احسوا بالخطر يداهمهم كما فعلوا ذلك بزميلهم الامريكي. انها مسرحية مفبركة تماماَ.

ولكي يتم اكتمال التغطيةعلى هذه المسرحية الخائبة جائت عملية فعلية وحقيقية ولكن هذه المرة لقتل مصلين عزل من السلاح وليس لهم حول ولاقوة امام غدر جنود الاحتلال والمرتزقة الذين معهم. ان جريمة قتل الابرياء في حسينية المصطفى والجرائم الاخرى التي قامت وتقوم بها قوات الاحتلال سوف لن تمر دون عقاب.

ان الاحتلال الامريكي للعراق اثبت فشله خاصة فيما يتعلق بالجانب الامني وبدلا من ان تتكون ديمقراطية فعلية في العراق صار العراق جمهورية للموت وقطع الرؤوس والارهاب. ولقد استهدفت العقول المفكرة والعلماء لكي يفرغ البلد منها كما وان خيرات العراق كالنفط تنهب ويتفشى فيه الفساد الاداري والمالي.

ان الديمقراطية الامريكية قد انكشفت وصارت لعبة بشعة بعد ان مر على الانتخابات اكثر من ثلاثة اشهر دون تشكيل حكومة وذلك بسبب عدم تطابق نتائجها عما ارادته امريكا. كما وان هناك مايشير الى وجود مخطط امريكي لتدمير العراق واغراقه بحمام من الموت والدم قبل تقسيمه على اساس عرقي وطائفي بغيض.

لقد اصبح واضحاَ بما لايقبل الشك ان الاحتلال يريد ديمقراطية شكلية ينصب بها دكتاتور اخر لكي ينفذ ما يطلب منه بعد ان استكمل دور الدكتاتور الاول. ان الشعب العراقي يرفض حكومة عميلة ولايثق بمن يتمرغ باحضان الاحتلال ويريد من الاحتلال الذي يقتل ابناءه بدم بارد ان يرحل حالاَ.

قوى عظمى قد تضرب اهداف مهمة اذا ما اندلعت حرب في العراق


لاشك ان تشكيل حكومة عراقية متماسكة سوف لن يؤدي الى حل سحري لمشاكل العراق ولكنه سيشكل ضربة قوية على رأس الارهاب والجريمة ومن يدعم ذلك.

لايختلف اثنان بان العراق يمر حالة خطيرة من الفراغ السياسي تزداد مساحتها في كل يوم بسبب غياب حكومة مستقرة و بناءاً على الاستحقاق الانتخابي مع الاخذ بنظر الاعتبار استحقاق المرحلة الحرجة. ان الرابح الاساسي من الفراغ السياسي المذكور هم زمر الارهاب والتكفير ومن يدعمهم من الاعراب من الدول المجاورة. ولابد ان نفهم بان الارهاب يطيل وجود الاحتلال وهو ذريعة لعدم اعمار البلد.

لقد وصف البعض بأن قادة الاحزاب العراقية (المتناحرة على السلطة) بانهم أنانيون وهذا اقل بكثير مما يقال بحقهم لانهم بتناحرهم على السلطة وفي مثل هذه الضروف يشتركون بقتل الشعب وبزجه نحو الهاوية التي لايعلم مداها الا الله اذا ما وقعت. ان كل فرد من هؤلاء الذين يعرقلون تكوين حكومة عراقية يعتبرمشاركاً و بشكل مباشر بقتل الشعب وتدميره وملطخة يديه بدماء الابرياء.

اننا اصبحنا لانثق بالمتربعين على عرش السلطة (الخائبة) ولانثق بالاخرين من جوقة الاحزاب لان الذين لايقدرون على الارتقاء على خلافاتهم ومصالحهم من اجل انقاذ البلاد وهي تنحدر نحو الهاوية لايقدرون على ادارتها في اي ضرف.

ان العراق اليوم يقف على شفا جرف هاوٍ من النار التي اذا ما اندلعت فانها سوف تحرق الاخضر واليابس ليس في العراق وحده بل في الدول المحيطة وخاصة التي تغذي الارهاب. ففي هذه الدول (الاعرابية) توجد انظمة دكتاتورية لها معارضون يتربصون فيها ريب المنون وعندما تندلع (لاسامح الله) حرب اهلية في العراق فأن المعادلة الحالية سوف تنعكس أي ترتد الضربات الموجعة الى داخل هذه الدول ولن يستطع احد ايقافها وان هذه مسألة طبيعية.

كما وان الحرب الاهلية اذا اشتعلت في العراق سوف تسهل على بعض القوى الكبرى لضرب بعض الاهداف المهمة في بعض الدول الاقليمية بشكل مباشر او غير مباشر وسوف تقوم بعض الجماعات الارهابية بزعزعة الامن في نفس الدول التي ترعاها وتمولها.

اننا نحذر من ان العراق بحاجة الى استقرار وبشكل عاجل لان الاهاب وعدم الاستقرار سوف يعم المنطقة كلها وان اية حرب اهلية سوف تمتد الى كافة الدول الاقليمية وسوف لن يتمكن احد من ايقافها.

حكومة انقاذ وطني عسكرية او الانفصال


لم تعد مسألة الوطنية وشعاراتها تنطلي على أحد ويجب عدم التردد او الخوف بتوضيح الواقع الذي يجري في العراق. ان مسألة توضيح الواقع العراقي الحالي هي وحدها التي يمكن ان تضع حداً الى ما يحدث.

ان من الخطأ الشديد تعليق القتل والتشريد الذي يحصل في العراق على شماعة الارهاب لوحده وعلى اشخاص من خارج الحدود رغم علمنا الاكيد بالدور الاعرابي السوري والسعودي والاعجمي فيما يدور. ان الذي يحصل هو حرب طائفية تشن من قبل (السنة المتطرفين) على الشيعة دون تمييز. ويجب ان نشدد هنا ان (السنة المثقفين والمعتدلين) لا يقبلون بهذا الواقع.

بعد ان استفحل الامر وصار القتل والتشريد والنفاق السياسي واضحاَ جداَ ولم يلتفت (منافقو السياسة) الى الاخذ برأي الشعب الذي صوت في الانتخابات فأن الحل يجب ان يكون بيد الشعب العراقي ويثور على الواقع الذي يقتل فيه يومياً.

أن على الشيعة في جنوب ووسط العراق ولكي يحموا انفسهم بدون اللطم والبكاء والعويل أن يعلنوا استقلالهم بدولة خاصة بهم او على الاقل انشاء اقليم واحد كبير ليحكموا فيه انفسهم دون اشراك الاخرين بثرواتهم مهما كانت.

اما بالنسبة (لانصاف السياسين) من الذين سيطروا على القصور الصدامية والذين اصبح بينهم وبين الشعب بون شاسع فانهم لايصلحون الى قيادة هذا البلد (كلهم ودون استثناء). وعليه فيجب قيام حكومة انقاذ وطني عسكرية تقوم باعتقال هؤلاء المنافقن وتقديمهم الى محكمة خاصة وتحملهم مسؤولية التفكك الذي يجري الان. ويجب ان يشمل ذلك المنافقين من باقي الاحزاب السياسية (الاعراقية). وان تقوم هذه الحكومة باعدام جميع من يقومون باعمال ارهابية او يساعدونهم على ذلك وتعليق ابدانهم العفنة لكي تكون عبرة لمن اعتبر في الاماكن التي يقومون بها بعملياتهم الارهابية. كما ويتم تطبيق قانون طواريء وتنصيب محاكم عسكرية فورية الى ان يتم استباب الامن عند ذلك يمكن ان تعاد الحالة الى الوضع الطبيعي التدريجي.

لقد اصبح العراق بلد الموت والتهجير والدمار والتخريب وكافة انواع الجرائم التي تمارس في وضح النهار بينما لاتوجد فيه حكومة ولا امن ولا قوات جيش ولا شرطة تقوم بدرأ ذلك. نحن نعلم بان هذا هو ما تمارسه بعض الدول الاعرابية مثل سوريا والسعودية وغيرها لكي تعرقل العملية السياسية ولكن للاسف الشديد فان هذا هو ما يمارسه المنافقون من (اشباه الساسة العراقيين) من اصحاب الكروش المترهلة والعقليات المتخلفة ممن يعرقلون هذه العملية. هؤلاء يتحملون المسؤولية لانها جزأ لايتجزأ من وضائفهم المهنية.

ان احد الخلفاء كان يقول اذا ضاعت (شاة) في سواد العراق فانه سيكون مسؤول عن ذلك. وان كافة الذين ارتضوا لانفسهم ان يكونوا في قمة السياسة العراقية من (الاحزاب العديدة!) مسؤولون في الدنيا وفي الاخرة (امام الله) عما يحدث الان في العراق. ان لهؤلاء امام الله حساب عسير وسوف يطول وقوفهم امامه وسوف يحاسبون امام جميع الخلائق بغض النظر عن مسمياتهم ومدى تدينهم لان هذا يتعلق بالحق العام وارواح البشر. وان لهم لخزي في الدنيا والاخرة. بماذا سيجيب هؤلاء الاوغاد عندما يسألهم الله عن ماذا قدموا من تنازل وعمل لكي يحقنوا دماء البشر الابرياء من مسلمين وغير مسلمين؟ ان دماء البشر الابرياء هي اهم عند الله من معتقدات ومذاهب واحزاب وقوميات ومصالح هؤلاء الاوغاد الذين يتنافسون على سلطة منهارة وتقع تحت (احذية) جنود الاحتلال التي لولاها لدفع هؤلاء الاوغاد الشعب الى الاقتتال فالى متى يبقى هذا الشعب ساكت على هؤلاء.

المسعورون على السلطة من سماسرة السياسة العراقية


لقد طفح الكيل من معدومي الضمير من (سماسرة) السياسة العراقية من اصحاب (الكروش) المترهلة من الاحزاب و الذين تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين.

ان هؤلاء (السماسرة) لم يفلحوا الا بشيء واحد هو استيلائهم على القصور (الصدامية) وممتلكات الدولة وعلى تندرهم باقتناء(السبح) الملونة وذات (الكراكيش المختلفة) وكأن العراق وشعبه يعيش بخير واسترخاء.

ان كل واحد من هؤلاء (السماسرة) يريد ان يصبح رئيساً او رئيس وزراء ولو على اكتاف شعب يقتله القهر والفقر والمرض والارهاب والاحتلال والتمزق النفسي. ولم يعد ذلك ضرباً من التضخيم ولكن هذه هي الحقيقة بل ان هؤلاء الفاشلين يدعون الوطنية وهم يرون بأن العراق يدمر من كل ناحية بسبب النفاق والترهل والطائفية والمذهبية والحزبية التي يمارسونها.

ان هؤلاء (السماسرة الفاشلين) لم يحترموا الشعب العراقي وما قاله في صناديق الاقتراع بل لايهمهم هذا الشعب وهم الذين وضعوه على حافة الحرب الاهلية التي اذا حصلت فسوف يكون هؤلاء الاوغاد اول من يترك العراق ويعود من حيث اتى ولكن هذه المرة بعد ان ملأ جيوبه بالملايين من اموال العراق.

أن الشعب العراقي مدعو اليوم للتظاهر ضد كافة الاحزاب (الاعراقية) المتشرذمة وعلى اقصائها من الحكم واسقاط كل من لم يحترم رأيه منهم.

ان هؤلاء (الفاشلين) من الذين يدفعون بتأخير الاستقرار في العراق هم الذين يشجعون الارهاب وهم الذين يريدون للاحتلال ان يطول وبوجود (حثالاتهم) لايحتاج المحتل الى تفعيل دور (فرق تسد) لانهم هم الذين يقومون له بذلك.

ان هناك تقارير (استخباراتية) على اهمية قصوى تشير الى ان العراق مقبل على احداث ارهابية قد تكون هي القشة التي تقصم ظهر البعير فتؤدي الى حرب اهلية وتفكك وتشرذم البلد وكلما تسبب سماسرة السياسة العراقية (الفاشلين) بتأخير تشكيل الحكومة بناءاً على الانتخابات السابقة فأن البلاد تقترب من تدهور خطير. وعلى الشعب العراقي ان يفهم بأن هذا التدهور اذا حدث سوف يكون هذا الشعب هو وحده الضحية وان جميع (الفاشلين) سوف ينهزمون. وعليه فأن الشعب يجب ان لايسمح لهؤلاء بالهرب بأمواله والامساك بهم لمقاضاتهم شعبياً.

ان تشكيل اية حكومة ليست مبنية على احترام رأي اغلبية الشعب سوف لن تكون الا نوع من انواع الدكتاتورية وسوف تؤدي الى قيام حرب اهلية وعدم استقرار كما هو الحال في تأخير تشكيلها.

كما وأن تحميل شخص دون غيره مسؤولية التدهور الحالي هو نوع من النفاق والمخادعة والاستهتار بارادة هذا الشعب. ان مسؤولية التدهور الامني وغيره يتحمله جميع الذين يتواجدون في (سلطة ما تحت بساطيل الاحتلال) ابتداءا من (الرئيس المؤقت ونوابه مروراً برئيس الوزراء الحالي ووزراءه المعنيين) وباقي الاحزاب خاصة (جوقة الطائفية والعرقية والمصلحة الذاتية) من الذين يعرقلون تكوين حكومة مبنية على اصوات الشعب.

تباً (للمسعورين) على السلطة وهم ينظرون الى العراق وقد صارت شوارعه تسمى بشوارع الموت واصبح الانسان فيه يقتل ويمثل بجسده (وبالجملة) وبشكل يومي وتدمر موارده الاقتصادية وبنيته التحتية وتهجر عوائله من بيوتها وتقتل على الهوية المذهبية ولا احد يسمع استغاثاتها وتغتصب نسائه بشكل حيواني من قبل عدة (حيوانات لقيطة) ثم تذبح بعد الاغتصاب ويعتدى على علماءه واساتذته واطباءه بكافة انواع الاعتداء القذرة وتقوم جماعات بزرق اطفاله بسموم بدل اللقاحات وفي وضح النهار وتدمر مقدساته وتراثه واصبح مرتع للمخابرات الاجنبية بكافة انواعها دون قيد او شرط ويتعرض الى ما يعجز القلم من كتابته, بينما ينظر الفاشلون سياسياً وشعبياً ووضيفياً من انصاف السياسيين الاضحوكة ولايعملون شيئاً بل على العكس يتصارعون على سلطة كئيبة, هاوية, هزيلة, محطمة, ملطخة بالدم والعار, وتقع مابين بساطيل الاحتلال وقذارة الارهاب.

تباً لهؤلاء (المسعورون) وسوف لن نأسف عليهم اذا ما انبرى من يطيح بهم ويشكل حكومة انقاذ وطني عسكرية تقدمهم جميعاً الى محكمة الشعب لكي ينضموا الى صدام الذي كان دكتاتوراً ولكنه على الاقل حفظ الامن بينما هم الف دكتاتور مع عدم توفر الامن وخراب البلد

الصراع على سلطة تحت بساطيل الاحتلال وشعب يدمر


اصبح واضحاً بما لايقبل الشك ان الكتل والاحزاب العراقية التي دخلت الانتخابات لايهمها العراق كوطن بل ان غاية اهميتها هو مصالحها الحزبية والشخصية والعرقية او الفئوية المحدودة. وليس هذا فحسب بل انها تسعى الى تعزيز هذه المصالح الضيقة على حساب الشعب والوطن. ويشمل هذا جميع هذه الكتل و(التخالفات) وعلى رأسها تلك التي تحاول عرقلة العملية الانتخابية السياسية واستبدالها بالتوافق العرقي والمذهبي.

ان الاشخاص الموجودون في هرم (السلطة) الهشة والتي لاتملك من امرها شيئاً الا ماشاء المحتل مسؤولون مسؤولية مباشرة عن التدهور المرير الذي يمر به العراق وعلى كافة الاصعدة.

كما وان بعض هؤلاء الذين صاروا في هذه السلطة الركيكة قد تجاوزوا حدود صلاحياتهم الدستورية لمجرد أملاء مصالحهم على الاخرين وان كانت مراكزهم السلطوية مجرد وضائف رمزية تشريفية.

ان الشعب العراقي قد سئم من بعض الوجوه التي تريد ان تفرض نفسها عليه. واذا كانت هناك استحقاقات تفرض فان منصب رئيس الجمهورية يجب ان يكون من صالح السنة العرب كما وان الشعب العراقي الذي تعرض الى مجازر تأريخية من جراء دكتاتورية هذا المنصب لايريد ان يرى صلاحيات من يتبوأه تتعدى حدود الرمزية والتشريف لاغير ودون تدخل باي شأن سياسي.

كما وان الشعب العراقي لايريد ان يرى وجوه هذا المنصب تتكرر لاكثر من مرة واحدة وينطبق هذا الحال على الوقت الراهن الذي اثبت فيه وجود (جلال الطالباني) بانه لايخدم الا قضية معروفة سلفاً.

أننا لانتفق مع (ابراهيم الجعفري) ولا مع (كتلته) في كل توجهاته وطروحاته ولكن هذا لايعني ان نحمل هذا البلد المريض اكثر مما هو عليه من فقر وجهل وامراض وتدهور وارهاب وقتل ودماء تلطخ كل بيت وكل شارع وكل شيء.

ان سعي كتلة (طالباني – علاوي – وغيرهم) الى فرض شروط وتوصيات على غيرها وبمباركة دول اجنبية تحتل العراق امر غير مقبول ولايتماشى مع العملية الانتخابية التي مارسها الشعب بشكل حضاري ومتميز بينما يحاولون هم عرقلتها والتعامل معها بعقلية شرق اوسطية دكتاتورية تسلطية متخلفة.

اننا لسنا مع كتلة ضد اخرى ولكن مع العملية السياسية الصحيحة المبنية على الاسس الديمقراطية الحرة والتي تحترم رأي الشعب واغلبيته و في صناديق الاقتراع بغض النظر عمن تكون هذه الاغلبية سواء كانت عربية او كردية او شيعية او سنية او مسيحية او يهودية او صابئية او جاءت من (المريخ) المهم ان تكون هي الاغلبية مع احترام غيرها طبعاً ولكن نعني هنا ما يتعلق بصناديق الاقتراع.

ان هناك فرق مابين قابيلة العمل مع شخص او اشخاص في دائرة واحدة مثل دائرة السلطة ومابين عدم صلاحية هؤلاء للعمل. فلا يوجد في هذا الكون موضف او عامل يعمل مع غيره ويكون متطابق معهم ومتطابقين معه كلياً. ان الذي يريد من الاخرين ان يكونوا كما يشاء لايمكن له ان يعمل باي مجال ولايمكن له ان يخدم بلده الا ضمن نطاق ضيق لايتعدى حدود توافقه مع الاشخاص الذين اختار العمل معهم او اختارهم للعمل معه.

ان الشعب العراقي فيه تنوع كبير وكثير والذي لايستطيع ان يعمل مع شخص كرئيس وزراء مثلاً لايمكن له ان يخدم هذا التنوع الهائل بل سيكون عثرة في طريق كل من لايتفق معه.

نحن هنا لسنا بصدد موضوع فلسفي – سياسي – اجتماعي ولكن بصدد بلد يموت ويقتل ودمائه تسيل ورؤوس ابنائه تقطع وثروته تحرق وتبدد وتسرق بينما يتربع على سلطته التي تقع تحت (بساطيل المحتلين) وبين ارهاب المجرمين أشخاص ليس لهم ضمير ولا عندهم عقول ذات حكمة ولا وطنية ولا يعرفون من الحرية والديمقراطية الا فيما يتعلق بمصالحهم. وهؤلاء لايعيشون مع الشعب لانهم يخافون الموت (فيتمسمرون) في قصور الطاغية وبين الكتل الكونكريتية والسيارات المدرعة التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة. ان الشعب العراقي بريء من هؤلاء ولايهمه ان صار مصيرهم حيث مصيره هو الان من الموت والمرض والهلاك.

الديمقراطية الاعراقية


اصبح واضحاً و بما لايقبل الشك بأن الديمقراطية العراقية كذبة لم تكن تتعدى خروج الشعب العراقي للتصويت الذي وضعت نتائجه تحت تصرف الفيتو الامريكي. ولقد زاد هذا الفيتو دفعاً ضعف وتشرذم قائمة (عبد العزيز الحكيم - الصدر) الحاصلة على اكبر الاصوات ولامسؤولية وأنانية القوائم الاخرى التي تتصرف بشكل طائفي او عرقي او مذهبي.

لقد اصبح ما يسمون بساسة الكتل العراقية اضحوكة تصلح ان تكون مواد (كاريكوتورية) للضحك لولا ان نتائج تصرفاتها تتمثل بالموت والدم والدمار الذي يعاني منه الشعب العراقي يومياً.

ان هذا الموت والدمار الذي يتعرض له الشعب العراقي تتحمل مسؤوليته هذه الكتل السياسية (الاصح العصابات السياسية) التي تتنافس على الحكم المتمثل بشيء واحد لاغير وهو الاستيلاء على القصور الصدامية والحراسات المشددة والسيارات المدرعة والمصفحة.

ان الدول الاخرى (غير العراق) لو تعرضت لجزء يسير مما يتعرض له العراق لسقطت حكومات واعدم مجرمون وطبفت احكام طواريء خاصة. والاهم من ذلك لتم اتحاد الجميع ونبذ خلافاتهم لانقاذ البلاد. اما في العراق اليوم فيقتل الشعب ويطلق المجرمون ولاتنفذ احكام السلطة القضائية الضعيفة هي الاخرى ويطلب من المحتل بالتدخل لكي يستفيد من قاعدة (فرق تسد).

ان هناك فرق بين الديمقراطية المسؤولة وبين تعليل اللامسؤولية بأنها نوع من انواع الديمقراطية. وان عدم اتخاذ قرار بتكوين حكومة تنقذ البلاد هو من ابشع انواع اللامسؤولية وعليه فأن العراق بحاجة الى مجموعة من القضاة الشجعان يجتمعون لاصدار قرارات باحالة المتسببين بعرقلة المسيرة السياسية وتشكيل حكومة الى القضاء بناءاً على تسببهم المباشر في استمرار جميع الجرائم التي تحصل في العراق.

ان كافة الاحزاب التي تتواجد على الساحة العراقية لاتقل دكتاتوريةً عن الاحزاب الاعرابية الاخرى ولولا وجود المحتل الامريكي لرئينا هذه الجرابيع تتقاتل على السلطة بل تدفع الشعب العراقي للتقاتل وتجلس هي تتفرج عليه كما هو حالها اليوم.

تباً لكافة الكتل السياسية (الاعراقية) المتخلفة و(جرابيع) ساستها الذين يتفرجون على الشعب يقتل و يحرق وهم يتصارعون على (جيفة) السلطة بينما يقع البلد بين سيطرة الارهاب وتسلط الاحتلال. الويل لهؤلاء جميعاً من حساب يوم عيسر ان لم يكن في الدنيا فهم في الاخرة من الذين يطول وقوفهم امام الله ولهم عذاب شديد.

ان الشعب العراقي سوف لن يأسف على جرابيع الساسة (الاعراقين) المتخلفين اذا ما خرج دكتاتور تسانده امريكا للاستيلاء على السلطة ويحاسبهم جميعاً لانهم هم السبب في ذلك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter