بسم الله الرحمن الرحيم

أخطر أمر يمر به العراق في تأريخه الحديث منذ تاسيس الجمهورية حتى الان


أتضح بما لايقبل الشك وبعد احتلال دام 5 سنوات ولايزال مستمرا بان امريكا وحليفاتها لديها (أجندة) طويلة الامد تريد تحقيقها من خلال هذا الاحتلال البغيض. لم تأتي امريكا التي قتلت الشعب العراقي وهدرت مقدراته وشردت اهله من اجل عيون هذا الشعب ولا حتى من اجل الذين يحتمون بها لانها ان شائت ترمي بهم وتاتي بغيرهم وما الحديث عن الاتفاقية طويلة الامد الا خطوة بهذا الاتجاه أي اتجاه الهيمة المستمرة على مقدرات وسيادة العراق ومستقبله ومصير اجياله القادمة التي ستلعن كل من يدخل بلدها في اتون احتلال لاينتهي.

من يتصور ان امريكا تريد الخير للعراق او ان مصلحة العراق قد التقت مع مصالح امريكا هو مخطيء وقد بين وسيبين الزمن ذلك اكثر. كان الكثير منا يأمل في بداية الحرب عام 2003 أن تكون امريكا صادقة بما تقول ولكن السنوات التي تلت ذلك اثبتت العكس. فامريكا هي التي اوقعت العراق في فخ القاعدة وباقي زمر القتل والارهاب وشجعت على الفساد الاداري ابتداءاً بحالات السلب والنهب التي جرت على مرئى ومسمع جنود الاحتلال بل وبتشجيع منهم وبادخال عناصر مخربة من دول عربية مجاورة كان هدفها حرق العراق وتدميره. امريكا التي يعامل جنودها من المرتزقة وغيرهم العراقيين كما تعامل الحيوانات تتواجد بصماتها في الخراب الذي حل في العراق واضحة في كل زاوية وجزء وبيت فالوضع العراقي قد زاد سوءا شديدا بعد احتلال امريكا البغيض ولم يتغير فيه الا انه اصبح ساحة تجول وتصول بها المخابرات العالمية والجواسيس وعصابات القتل مثل البلاك وتر وماشابهها وغيرهم وحدث ولاحرج!

لايزال العراق مخربا بل وزاد خرابا ولم ينتهي فيه القتل الجماعي بل صار بدلا من ان يكون سريا صار علنيا وعلى ايدي مجهولين بمسميات مختلفة وبدلا من وجود دكتاتور واحد صارت فيه ديمقراطية الدكتاتوريين ليصبح كل واحد منهم له جيش وحراس وسيارات مدرعة وقصور وخدم واموال تصرف وتهرب. وبدلا من قادسية صدام صارت هناك قادسيات متعددة الاولى في النجف والثانية في الفلوجة والثالثة في البصرة والرابعة في الموصل وهناك قاطع ديالى وقاطع عمليات الديوانية وكربلاء وغيرها على عدد الاقضية والنواحي بل والقرى والشوارع والجسور والاصغر من ذلك! وقد اعطت امريكا بعض الدول المجاورة الفرصة للمجيء وقتل العراقيين اما بالجملة او بالعدد بل والانتقاء مثل الضباط والطياريين والاطباء والاساتذة وعقول العراق الاخرى التي لاتتماشى مع أهواء وسياسة هؤلاء و اولئك. وبعد ان كان العراق يمتلك جيشا مدربا وقويا ويعد من اقوى الجيوش وله قوة جوية ضاربة ووسائل دفاع جوي يشهد لها كركوك والموصل والوسط والجنوب والغرب اصبح ضعيفا مشغولا بالقضاء على عصابات هي من صنع امريكي خالص فهو جيش لايقوى على الدفاع عن نفسه امام اضعف الجيوش ولقد وضعته امريكا تحت فيتو بابقائه رهنا لتوجهات جيوشها مع عدم السماح له بالتطور وامتلاك السلاح القوي وفرض اجنداتها عليه.

اتضحت الان نوايا امريكا البغيضة وهي ربط العراق بمعاهدة احتلال طويل تخرج به العراق من الواقع الذي وضعته فيه بعد مسرحية احتلال الكويت مقابل تحويل العراق الى قواعد امريكية تصول وتجول فيه طائراتها ويدخل جنودها اليه دون سمات دخول بمطارات خاصة و لايخضعون الى قانون عراقي ويمكن ان يعتقلوا اي عراقي يريدون دون ادنى تدخل من قبل الحكومات التي ستاتي! علاوة على ذلك فان امريكا ستكون هي الحاكم الفعلي لانها سوف تملي ما تريد على الحاكم ليكون ذليلا تحت ارادتها. ان اخراج العراق من البند السابع هو ليس تفضل ولايمكن ان يكون ورقة تفاوض لان خروج العراق من هذا البند يجب ان يكون تحصيل حاصل وليس فضلا تتفضل به امريكا وتفاوض به كورقة مع حكومة لاتملك من ارادتها الا ماتسمح به امريكا.

ان التفاوض حول انهاء الاحتلال يجب ان يكون مع الشعب العراقي وبعد اخراج العراق من البند السابع وليس قبله فذلك كان والعراق يحكم من قبل صدام اما اليوم فان العراق تحت الاحتلال وله حكومة لاتمتلك حرية كاملة دون تدخل الجانب المحتل فكيف يمكن للاحتلال ان يفاوض حكومة هو نفسه يكبل يديها ببند كان المراد منه تكبيل النظام السابق؟! ان المطلوب من مفاوضي حكومة نوري المالكي اذا كانوا وطنيين ان يحذروا هذا الامر الخطير وهو اخطر امر يمر به العراق منذ حرب ايران وحرب الكويت وحرب جورج بوش الصغير. وعليهم ان يطلبوا من الجانب الامريكي ان يقوم مجلس الامن باخراج العراق من البند السابع قبل ونأكد قبل اتمام المحادثات حول الاحتلال. ثم ان يعلنوا وبشكل شفاف للشعب عن تفاصيل الذي يدور واشراك الشعب بواسطة ممثلين عنه ومنظماته المتعددة في ذلك. وفوق هذا وذاك يجب ان لايمر شيء من هذا القبيل الا بعد عرضه للتوصيت عليه من قبل الشعب وبشكل حر ودون تدخل وهناك وسائل مختلفة للتصويت غير البرلمان لان رأي الشعب في هذا المجال يراد له ان يكون مباشر. بهذا الشكل تصبح الحكومة العراقية تتفاوض بقوة اي اذا وضعت الشعب هو الاول والاخير في حق التفاوض. وليعلم نوري المالكي ومفاوضيه هو انهم في هذه الضروف اقوى من امريكا في هذا المضمار لانها تمر بضروف لاتحسد عليها وان حق العراق بانهاء الاحتلال حق لايختلف عليه اثنان. علما بان القبول بقواعد ترهن ارادة العراق هو خيانة وطنية يجب ان يتجنبها كل حر شريف وان يقاطع مثل هذه المفاوضات وينأى بنفسه عنها حتى لايدخله التاريخ في قوائمه السوداء. يمكن التفاوض على امور عديدة ولكن ليس القواعد الثابتة دون جدول زمني لخروج هذه القوات حال استعداد القوات العراقية بالقيام بالدور.

ان ربط العراق بمعاهدة احتلال امريكي طويل الامد بوجود قواعد عسكرية يكون بها للجندي الامريكي الدخول الحر للبلاد والتدخل بشؤونه واعتقال اهله دون الرجوع لحكومة هذا البلد ويكون فوق القانون وتجول به الطائرات الحربية الامريكية في اجواء العراق يعتبر هذا استهتار فاضح بسيادة وامن ومستقبل العراق بل والامة الاسلامية كلها. ان ذلك يبقي العراق مرهونا بيد امريكا ولايسمح له بالرقي والتقدم الابمشيئة المحتل وسيبقى مصدرا للصراع تدخله امريكا في ذلك متى شائت.

ان الشعب العراقي لايمانع من معاهدة صداقة تعتمد على الاحترام المتبادل بين الشعب العراقي والشعب الامريكي ولكن يجب ان يكون ذلك مرهونا بانتهاء الاحتلال وعدم وجود قواعد امريكية ثابتة في العراق فهذا امر مرفوض وغير قابل للمناقشة واذا تم فان الذين يوقعون عليه من الجانب العراقي يتحملون المسؤولية الكاملة امام الله والشعب والاجيال القادمة ويمهدون الى انطلاق مقاومة مسلحة ضد الاحتلال والى حتمية صدور فتاوى تجيز ذلك لان الامر عنذاك يتخطى جميع الخطوط الحمراء وستسيل من اجله الدماء اكثر مما هي عليه الان.

اننا ندعو جميع الشرفاء والوطنيين على مختلف اتجاهاتهم لمقاومة هذه المعاهدة الدنيئة التي ستدخل العراق في ظلام دامس لاينتهي وترهن اجياله القادمة الى امد لايعلمه الا الله.

ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ .

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ .


ان اسس اية معاهدة يجب ان لاتكون اقل من انهاء الاحتلال وعدم وجود قواعد عسكرية باي شكل من الاشكال على الاطلاق والا فمقاومتها تصبح واجب وطني وديني وشرعي.

وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter