بسم الله الرحمن الرحيم

شوارتزكوف امام الله لاتنفعه ندامة النادمين
مات نورمان شوارتزكوف الذي قاد الحرب ضد العراق عام 1991 بعد مسرحية احتلال الكويت التي خططت لها امريكا بعد ان اعطت الضوء الاخضر لصدام فاوقعته في الفخ وضنت انها ستكسب حربا تدر عليها الملايين ولكن المكر السيء لايحيق الا باهله عاجلا ام آجلا.  فالحياة الدنيا قصيرة وكل فرد سوف يلاقي حسابه امام الله وكذلك هو الان شوارتزكوف. 
لقد تبختر هذا الشوارتزكوف كثيرا اثناء حرب ما اطلق عليه عاصفة الصحراء ولكن اين هو الان؟  ألم  يلحق بالارواح التي ازهقتها قواته من اطفال العراق وهل اخذ معه غير كل عمل شرير قام به وتسبب به بتدمير البنية التحتية للعراق واستخدام قواته لاسلحة دمار فتاكة لاتزال اثارها تثير الرعب من امراض السرطان وغيرها في البصرة وكافة انحاء العراق. 
ان شوارتزكوف هو واحد من المسؤولين المباشرين في تدمير العراق وقتل اهله وتشريد مواطنيه ونشر الامراض الغريبة في اطفاله واجنته وهو بذلك سيلقى حسابا عسيرا.  لاشك انه بعد ان يرى العذاب الذي ينتظره والارواح التي ستحاسبه بسبب ازهاقه لها سوف يكون يتمنى ان لم يكن الا ترابا منسيا.  سيعض على يديه ويقول ياليته كان ترابا!
ان مصير شوارتزكوف سوف يلاقيه كل من اشترك بقتل اطفال العراق وتدمير بنيته وسوف يحاسبهم الله اشد الحساب دون ادنى شك ولهم جهنم خالدين فيها لايخفف عنهم العذاب ولاهم ينقذون. 
قال تعالى:
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا


فتن كقطع الليل المظلم
لقد قالها سيد الانبياء والمرسلين وسيد البشر من الاولين والاخرين حتى يوم الدين محمد (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) وها هي قطع الليل الحالك من الفتن تتكلم عن نفسها دون تعليق!    
لاشك ان اكثر الناس كما صرح بذلك القران الكريم لايؤمنون ولايعلمون ولايشكرون واكثرهم كافرون.  وليس هذا هو الذي يرتبط بقطع الليل المظلم من الفتن بل تلك الفتن يقصد منها استخدام الدين من اجل اهداف دنيوية غير التي جاء من اجلها مما يؤدي الى فهم مغلوط وممارسات يعزونها للدين وهي ليست منه. 
الناس في هذا العصر خاصة عبيد المادة والشهوات تقلبهم الدنيا حيث تشاء ويتنافسون على دنياهم بشكل دنيء فارغ من الرحمة والاخلاق والتراحم والخوف من الله (لان اغلبهم كافرون به) ولايهمهم ان كان تنافسهم يضر بغيرهم من اجل حصولهم على المال او الجاه او السلطة او ماشابه.  وهذا يجعل تفشي سوء الاخلاق المهنية والوضيفية والاجتماعية ومحاولة الاضرار بالاخرين بواسطة النفاق والتملق والاستعداد لعمنل كل شيء دنيء من اجل الحصول على ما هو فان.  وان جزء من هذه الامور يتعلق بالفتن المظلمة بين المسلمين الذين يفترض بهم ان يكونوا قدوة ووحدة واحدة ضد اعدائهم.  بينما نجد المسلمين اليوم يقتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم الاخر.  ولقد استغل اعدائهم هذا الاختلاف لكي يضعفوهم ويمزقوا شأنهم ويبقونهم تحت الهيمنة الاستعمارية التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لحد هذه اللحظة.  حيث ان استمرار الاستعمار ليومنا هذا اتخذ اشكال غير مباشرة من خلال الهيمنة الاقتصادية والشركات الاجنبية والحكومات وغير ذلك. 
الفتن التي نعيش فيها اليوم تجعل من المسلم المؤمن الصحيح يمسك على دينه كالماسك على جمرة من النار!  لقد اصبح المؤمن الصحيح وهو يعيش وسط متلاطم وغير متجانس من البشر اكثرهم يسعى وراء الدنيا كسعي الملهوف للماء وراء السراب اصبح شأن هذا المؤمن شأناً صعبا جدا لانه يعيش كالغريب بين قطاع الطرق وسارقي قوت الاخرين! 
وفي النهاية فأن الله سوف يمهل الناس بعض الوقت ولكنه يعد لهم عدا ليوم لا ريب فيه وسوف يكون عسيرا على الكافرين يسيرا على المؤمنين يود فيه الظالمون لو انهم كانوا ترابا او لم يكونوا شيئا!  اننا نرى هذا اليوم قريب ولكن اغلب الناس عنه غافلون وسوف يأتيهم بغته حينها لاينفعهم ندم ولاتقبل منهم شفاعة.  وان المقياس الاول والاخير هو توحيد الله وعبادته الحقة بالاسلام وغير ذلك كما صرح به القران الكريم غير مقبول عند الله. 
 ليعبد الناس ما شاؤوا من الهوى والدنيا والمال والشهوات والبقر والفئران والخشب والاصنام وليضلهم الشيطان ويمنيهم ولكنهم في النهاية الى الله يردون وعلى ذنوبهم يحاسبون ولمثواهم الاخير في جهنم يحشرون زمرا زمرا تسوقهم ملائكة لايعصون لله امرا جزاء بما عملوا من شرور في هذه الدنيا.  فالحياة لو كانت دون آخرة وحساب انما هي عبث غير جائز في حكم الله وعدله وقدرته. 
وعليه فان المطلوب منك ومنكي ومن الناس جميعا التفكير والتدبر في الهدف من هذه الحياة؟!  وطبعا كل فرد محكوم بقدرته ومرتبته التي ارتضى لنفسه فمنهم من يعتبر الهدف من هذه الحياة هو العمل والدراسة والزواج والاولاد والمال والتمتع ومنهم من يتخذ اهداف اخرى مشابهة ولكن الاعلى مرتبة والاشرف منزلة هم اولئلك الذين يريدون تحقيق الهدف الاسمى والاعلى وهو نيل الاخرة وعبادة الله الحقة في الدنيا و اولئك هم المفلحون!    
 
 اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ولاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين ولا للقوم الكافرين والمشركين وانصرنا عليهم انك ربنا تؤيد من تشاء من عبادك المخلصين بنصرك العظيم.  اللهم شتت شمل الكافرين والمشركين والظالمين واصحاب الفتن وفرق شملهم ومزق شأنهم وانتقم منهم شر انتقام.  اللهم ربنا الكريم مجيب دعوة المضطرين والمكروبين والغرباء عجل بظهور وليك الذي به تظهر الدين وتظهره على الدين كله الامام المهدي (عليه الصلاة والسلام وعلى جده الكريم).  اللهم وايده بجندك الذين لايراهم احد وبملائكتك الكرام وبالمؤمنين الاشداء من الجن والانس.  آمين


العراق بين التستر على الفساد الاداري والمالي والتشرذم السياسي 
لقد اصبح الفساد الاداري خاصة سرقات اموال وثروات الشعب العراقي هي السمة المميزة لحكومات ما بعد الاحتلال الامريكي منذ عام 2003 ولحد الان.  فعندما يوضع الشخص غير الكفوء والذي لايملك ذرة من الاخلاق المهنية وكيفية التعامل مع الناس ومع المال العام في مكان ما من مؤسسات الدولة سوف لن يتوقع من هذا الشخص الا الفساد العام وسوء الاخلاق المهنية والاجتماعية.  وللاسف الشديد فأن حال العراق منذ عام 2003 ولحد الان هو سوء الادارة والتخطيط وتشرذم الاخلاق المهنية والوضيفية لدى مؤسسات الدولة من اعلى سلطة الى ادناها. 
ومن المضحك المبكي ان يقود العراق اشخاص يتعاملون بعدة وجوه لاتخدم الا مصالحهم الخاصة وتشبثهم بالسلطة وميولهم القومية والطائفية بل والعشائرية الاسرية.  كيف لا وان رئيس العراق الذي لايمتلك صلاحيات الا التشريفية غالبا ما نسمعه يصرح لصالح قوميته الكردية ويعمل من اجلها بينما ينافق في تصريحاته حول العراق الذي هو رئيسا له!  وكيف لايتستر على الفساد المهني والمالي والوضيفي من هم ادنى من منصب رئيس الوزراء اذا كان هو بالدف ناقرٌ.  فهذا الرئيس الوزراء كم تستر على السرقات والسراق بل وعلى الارهابيين وذلك بقوله هو نفسه واخر ما تستر عليه هو صفقة الفساد المالي والسرقة الكبرى التي تمت في وضح النهار بخصوص صفقة السلاح الروسي.  حيث ان سرقة مال الشعب لشراء سلاح مغشوش او منقوص او مسروق المال او ما شاكله انما هي خيانة عظمى لانها تتعلق بتوريط العراق بشراء سلاح غير قادر على حماية الوطن بينما يسرق المال من قبل الذين يحكمون ويتكلمون باسم الشعب.  وهذه السرقة لولا المخابرات الروسية وحنكنتها لما اكتشفها احد ولكن شطارة السراق التي تعلموها عبر سنوات لم تنجح امام تلك الحنكة.  رئيس الوزراء يحاول لفلفة الامر وطمطمته ولكن الله والشعب سيكون للمجرمين بالمرصاد طال الزمن ام قصر فانهم سوف لن ينجون من الحساب والقفص الذي حوكم فيه صدام سوف يسعهم جميعا.
ولقد حدثت احداث منذ عام 2003 وهرب العديد باموال الشعب من وزراء وغيرهم فهل يعتقد هؤلاء انهم فلتوا من الحساب؟  طبعا لا لان لذلك يوم سوف لن يخطأهم.  وبالامس خدعوا الشعب باستيراد اجهزة لكشف المتفجرات اثبتت فشلها حتى على لسان الشركة المصنعة لها بينما لايزال العراق يستخدمها لحد هذه اللحظة وقد تم طمطمة صفقة الفساد المنطوية عليها. وكم مرة تمت سرقات البنوك من قبل كبار في الدولة (كبار بسرقاتهم وبمناصب تسلقوا عليها بمساعدة المحتل الامريكي).
العراق قد فشل في اعادة البناء وابسط مثال الكهرباء وفشل في اخراج نفسه من طائلة الفصل السابع بل والنجاح الوحيد الذي حققته وزارة الخارجية على مستوى سفاراتها وقنصلياتها للمواطن العراقي هو اقصاء العراقيين من ذوي الكفاءات بل وفشلت حتى من اعطاء جوازات سفر لمواطني دولة العراق ونجحت بتوضيف موضفيين لايعرفون الا لغة التخاطب المج وغير الكفوء.  وكيف لا وان هذه الوزارة يديرها شخص كرئيس الدولة ميوله ليس للعراق بل لقوميته وحزبه الكري الذي يهدد رئيسه البرزاني بالانفصال!  وفشلت كافة الوزارات الاخرى دون استثناء الا اللهم بمنح الوضائف بناءا على المحسوبية والمنسوبية وغير ذلك من تدمير لكافة الكفاءات.
والسياسة العراقية منذ عام 2003 ولحد الان فشلت في توحيد الشعب بل وان الشعب العراقي يحالو جاهدا ان يعطي هؤلاء السياسين بعض الدروس بالوحدة والمواطنة الشريفة من خلال عدة فعاليات بينما هم اي السياسيون العراقيون منهمكون بترديد الشعارات الطائفية والفئوية والقبائلية وكل يغني على ليلاه!  ان المشهد العراقي السياسي عبارة عن شرذمة من الطائفية تنهش بجسم العراق منذ عام 2003.  وبدلا من ان يصبح للعراق جيش يحميه اصبح له جيشان واحد كردي واخر عربي كادت ان تقع بينهم حرب ضروس.  واين من العراق المواطنة الواحدة بينما يعامل العراقي في مناطق كردستان وكأنه اجنبي بحاجة الى كفيل وما الى ذلك فهل بعد ذلك يعقل ان يخدم وزير كردي العراق خاصة اذا كان ذلك يتعلق بالخارجية؟  انه التشرذم الحق الذي اصبح لاينفع معه العلاج.  فبربك كيف يكون العلاج مع سياسيين من امثال علاوي كلما حصل صراع بين البرزاني والمالكي تسابق هو الى البرزاني للتنازل عن شيء كي يحصل على تأييده!  هذا غيض من فيض ولاينفع مع هؤلاء جميعا الا بان يبتعد كافة الموجودين في الساحة العراقية من سياسيين شرذمة وقدوم اخرين يقسمون للعراق وليس للطائفة ولا للقومية ولا للحزبية.
ما دامت الطائفية وغياب الحنكة الوطنية والمهنية والكفاءة وانعدام الشفافية وتفشي الفساد الاداري والمهني وما شابه ذلك كله هي التي تحكم العراق فلن يصيب العراق خيرا ولن يتمكن من النهوض الى الابد.  والخلاصة لان خير الكلام ما قل ودل فأن العراق سوف لن يتقدم ولن ينهض مع وجود هؤلاء السياسين على هرم السلطة سواء التشريعية او التنفيذية وهو بحاجة الى سياسة جديدة تقوم على مبدأ الكفاءة والوطنية بغض النظر عن كافة المسميات الطائفية والقومية والحزبية وما شاكلها وهذا ما لم ولن يقدر عليه هؤلاء ولله درك ياعراق! 

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter