بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعني قتل الحسين بن علي بالنسبة للامة الاسلامية؟


لم يكن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) اماماً عادياً ولاشخصاً ثائراً ضد الظلم والطغيان والفجور بالمعنى الذي يمكن ان يقاس به كغيره كما وان الحسين لم يخرج مصلحاً بالمعنى المتعارف عليه لفترة زمنية محدودة فحسب.

ان الحسين بن علي (ع) ثورة مستمرة ضد الظلم والنفاق والطغيان والاستبداد والدكتاتورية من اجل التحرر الذي يكبل الانسان في قيود ذاتية واجتماعية. ثورة نحو السمو الرفيع الدرجات وبمعاني انسانية غير منحصرة بنطاقات ضيقة كالطائفية والمذهبية والعشائرية والقومية وماشابهها.

ان الحسين يمثل معاني عديدة لايمكن حصرها في مجلدات ولكن يمكن الاجابة على بعض منها وببساطة عند مراجعة بعض النصوص التأريخية المتيسرة. فالامة الاسلامية هي اخر الامم التي بعث فيها نبي وهو اخر الانبياء وخاتم الرسل (صلى الله عليه واله وسلم). ولقد ترك هذا الرسول الكريم لهذه الامة منهاجاً عظيماً من المباديء الاخلاقية والاسس الرصينة التي تنظم حياة الفرد والمجتمع بكل تفاصيلها وترك مع ذلك اهل بيته وذريته بحيث لايفترقون عن تلك المباديء والاسس وهم اقرب الناس اليها. ولطالما اوصى بهم الا انه خص فاطمة والحسن والحسين من الوصايا بما يجعلهم يمثلونه وكأنهم هو عندما لايكون موجوداً. ولقد ورد عند كافة المذاهب الاسلامية الكثير في ذلك ونورد هنا ما جاء في الاصحاح المعتمدة بشكل رئيسي عند المذاهب الاربعة من اهل اهل السنة.

فلقد ورد في صحيح البخاري 3455:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ أي (ألحسين) وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا.

وفي صحيح مسلم عن عائشة 4450 :

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.

وفي الترمذي 3666 :

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِِ.


وفيه 3702:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالُ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ طَرَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ قَالَ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ فَقَالَ هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِيَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا.

وفيه 3705:

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَكَانَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ ادْعِي لِيَ ابْنَيَّ فَيَشُمُّهُمَا وَيَضُمُّهُمَا إِلَيْهِ.

وفيه 3708:

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ.

وفيه 3805:

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ السُّدِّيِّ عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ.

وفي ابن ماجة 140:

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ أَبِي الْجَحَّافِ وَكَانَ مَرْضِيًّا عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي.

وفيه 141:

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّةِ قَالَ فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَ الْقَوْمِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَفِرُّ هَا هُنَا وَهَا هُنَا وَيُضَاحِكُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَالْأُخْرَى فِي فَأْسِ رَأْسِهِ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ.

وفي مسند احمد 18278 نهى رسول الله من افزاع الحسن والحسين:

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ شَكَّ زُهَيْرٌ قَالَ فَبَالَ حَتَّى رَأَيْتُ بَوْلَهُ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَارِيعَ قَالَ فَوَثَبْنَا إِلَيْهِ قَالَ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ دَعُوا ابْنِي أَوْ لَا تُفْزِعُوا ابْنِي قَالَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.

وفيه ان رسول الله (ص) نفسه لم يفزعه حتى ينهي بوله عليه!:

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى صَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ قَالَ فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ دَعُوا ابْنِي لَا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ.

وهناك الكثير مما قاله رسول الله (ص) بحق الحسن والحسين (ع) ولانريد التعليق على ذلك ولكن للباحث عن الحقيقة ان يرى ويتفكر بمعنى ما قيل دون عصبية لجهة او مذهب ولعل البحث في كتب الاصحاح عند اهل السنة يكفي في معرفة الحقيقة. والحقيقة هي ان الحسين (ع) واهل بيت الرسول بشكل عام ومنهم زينب بنت علي (عليها السلام) وباقي الاطفال والنساء الذين اخذوا سبايا الى يزيد هم في الحقيقة امتحان للأمة الاسلامية. حيث ان الحسين (ع) سيبقى هو الامتحان الخالد الذي يجدد في كل سنة. اذ يدل التاريخ على مر العصور و منذ استشهاد الحسين الى يومنا هذا بأن في كل عام يمر عاشوراء نجد هناك من يجدد او يعيد قتل الحسين او يرضى به بشكل او باخر او يسكت عليه او لعله يرفع من وتيرة ابتهاجه وطربه بشكل متعمد او على الاقل يظهر او يتظاهر او يفتعل اللامبالاة. وهذه الاوصاف كلها تتفاوت بها بعض بلدان ومجتمعات الامة الاسلامية التي طمست لها الحقائق وحرفت من قبل قتلة الحسين ومن تبعهم وسار على منهجهم من ولاة وسلاطين وماشابه بحيث افتعلوا في بعض البلدان اعيادياً واحتفالات كعيد (عويشيرا في بلاد حكمها عمرو بن العاص) في يوم عاشوراء ومنهم من يصوم منافساً اليهود على موسى (ع) رغم الخطأ في حساب تأريخ ذلك الامر وهو ليس في العاشر من محرم ومنهم من ينذر صوم العاشر شكراً لله. وهذا كله للتمويه وطمس مقتل الحسين ولكن يأبى الله غير ذلك والامتحان والبلاء مستمر.

وقد نكتفي بحديث واحد قاله رسول الله (ص) وهو (حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسيناً).

فاذا كان رسول الله (ص) هو نفسه جزء من حسين كما الحسين هو جزء منه فيا عجباً كيف رضيت أمة تدعي انها تدين بدين محمد ان تقتل من هو جزء من محمد ومحمد جزء منه؟!
كيف قبلت هذه الامة ان تقطع رأس الحسين وتمثل به وتترك جسده في العراء دون دفن وتنتهك حرم رسول الله (ص) وتسبيهم وتروع الاطفال برفع رؤوس ابائهم في طريق طويل من الكوفة الى دمشق يزيد. اليس الراهب الذي رأى نوراً يشع من رأس الحسين فاشتراه بكل مايملك من نقود لليلة واحدة وهو يسمعه يرتل القران افضل من الامة التي قتلته وانتهكت حرمه؟!

ان الامتحان مستمر ونفس الامة التي قتلت الحسين لاتريد ان تتذكره بل وتعتبره شيء من الماضي قد انقضى فلاغرابة لانها تعتبر رسولها (رجل ميت!)! ولكن هيهات فالامتحان مستمر والحسين هو الفيصل بين الحق والباطل والصدق والنفاق والحرية والعبودية. كما وان على الذين يحبون الحسين ان يسيروا على نهجه الصادق من الوفاء للعدل والاخلاق ونصرة المظلوم ومساعدة الفقراء والتواضع للناس بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم ومحاربة الفساد بالكلمة والموعضة الحسنة وصلة الرحم واحترام اراء الاخرين وان اختلفوا معهم فحب الحسين عقيدة وعمل ومباديء وليس حزن وبكاء فقط رغم ان الحزن على الحسين علاج للنفس وترقيق للقلوب وبلسم لمداواة الهموم بالسمو فوقها نحو منزلة الحسين.

سلامٌ على ابي عبد الله الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى جد الحسين وامه وابيه واخيه فبهم كان دين الاسلام وبهم صار للعرب شئناً ولولاهم لما كان. ونسأل الله سؤالاً دائم البركة ومستمر مادام وجه الله ان يجعلنا ممن تشملهم شفاعة الحسين وجد الحسين واهل بيتهم يوم لاينفع مال ولابنون ولاشفاعة الا من ارتضى له الله والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وانا لله وانا اليه راجعون.

أذا بقي الوضع كما هو فأن العراق مقبل على كارثة دكتاتورية ابشع من صدام


اذا كان الناس كاشخاص ومجموعات يقاسون بافعالهم وبنتائج هذه الافعال فلابد ان يكون اولئك الذين يقدمون خدمة للبشرية في العلم والتكنولوجيا والبناء والثقافة خيراً من الذين لايقدمون شيئاً وبالتأكيد خيراً من الذين يقومون على النقيض من ذلك.

ان الذين يقتلون الابرياء من الناس انما يقتلون الناس جميعاً لان البريء الذي يقتل قد يكون اي انسان وفي اي مكان كان. وان الذين يقتلون طلاب العلم ما هم الا متخلفون عقلياً و جهلاء لايمتون للحضارة او الدين باية صلة. والذين يقتلون الحجاج بعد عودتهم من الحج ما هم الا قطاع طرق لادين لهم وهم من الكافرين. كما وان الذين يقتلون العمال وهم ينتظرون فرصة عمل طارئة ليوم او ساعات طلباً للرزق لاعالة عوائلهم ما هم الا مجرمون يكرهون العمل بل لايحسنون صنعة غير القتل والتدمير.

لاتوجد كلمات يمكن ان تصف خساسة ونذالة واجرام الذين خططوا ومولوا وساندوا ونفذوا وساعدوا في جريمة تفجير الطلبة في الجامعة المستنصرية. فهؤلاء هم انفسهم الذين قتلوا الحجاج بعد عودتهم من الحج وهم انفسهم الذين قتلوا ويقتلون العمال والباعة والكسبة والمتسوقون ويحرقون الاسواق في كافة مناطق العراق. وهؤلاء هم انفسهم الذين تطلق عليهم بعض الابواق الاعلامية الاعرابية وبعض الهيئات المنافقة بالمسلحين او المقاومة او الجهاديين او مسميات اسلامية معينة.

فاذا كان ما حصل في الجامعة المستنصرية جهاداً اسلامياً (كما يبدو من خلال الانتحاري الذي يتطلب غسل دماغه بالشعوذة الكاذبة) فلا خير في هذا الدين الشيطاني ودين محمد (ص) منه براء براءة الذئب من قميص يوسف. ان الدين قد اصبح بسبب هؤلاء المتخلفين عقلياً وافعالهم الاجرامية التي تقام تحت مسميات دينية اصبح منبوذاً من قبل الاخرين وجعل من لايجرأ على المساس به سابقاً يتطاول على رموز هذا الدين الحنيف ابتداءاً برسوله الى كتابه ومناهجه وبشكل كبير. اما اذا كان عمل الجامعة المستنصرية جهاداً ضد الاحتلال فلا بارك الله بمثل هذا الجهاد (وطيح الله حظ من يساند ويمول هكذا مقاومة).

لقد اصبح واضحاً وبما لايقبل الشك بأن الذين يقومون بالاعمال الاجرامية في العراق تحت مسميات المقاومة والجهاد انما هم اليد اليمنى التي يرسخ بها المحتل وجوده لانها تعطيه الذريعة القوية للاستمرار بالوجود بل وبتعزيز هذا الوجود بشكل اكبر.

ان الامر الاغرب من هذه الافعال الاجرامية هوعدم تمكن الحكومة العراقية ولا السياسيين العراقيين من تفادي حدوث الهجمات الارهابية علماً بانها تحدث بنفس الطرق وفي نفس الاماكن وبشكل متكرر مثل تفجيرات (مساطر العمال) ومراكز الشرطة ومدينة الثورة ومراكز العلم كما حصل في مهزلة (مديرية البعثات) وغير ذلك. ليس هذا فحسب بل ان هذه الحكومة لم تتمكن حتى الان من القاء القبض على المتسببين في بعض الحوادث الرئيسية التي ادت الى تأجيج الارهاب مثل حادث تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء وحادث مديرية البعثات ومساطر العمال وحادثة كربلاء وجسر الائمة وحرق سوق الشورجة وغيرها بما في ذلك حادث الجامعة الحالي الذي سيمر كما مرت الهجمات الارهابية الاخرى.

ان الحكومة العراقية الحالية (برئيس وزرائها نوري المالكي) مسؤولة امام الله والشعب والتاريخ الذي لايرحم بتعقب جميع مرتكبي الجرائم سواء كانت صغيرة او كبيرة وجلبهم الى العدالة قبل ان يتسنى لهم الاستمرار بجريمة ثانية او حتى التفكير بها. ان هذا لم يحص ولن يحصل ما دام الناطقين باسم وزارت (نوري المالكي) الامنية يخرجون بعد كل ضربة قوية ليكذبوا على الناس بان الخطة الفلانية لم تكتمل بعد وغير ذلك من تصريحات تستهين بارواح العراقيين الابرياء. ان حادثة الجامعة المستنصرية هي اكبر تحدي يواجه هذه الحكومة منذ ولادتها العسرة. اذ انه اختبار لمصداقية هؤلاء فهل سيلقون القبض على المتسببين والمخططين والمساعدين في هذه الجريمة البشعة خلال ايام ام ان ذلك سيسجله عليهم التاريخ كفشل ذريع كما حصل مع باقي الجرائم التي لم يكشف النقاب عن مرتكبيها حتى هذا اليوم. فمن هم الذين ارتكبوا جريمة تفجير المراقد في سامراء؟ و هل لحكومة المالكي ان تكون صريحة وتكون لها مصداقية مع الشعب وتقول له من الذي ارتكب الجرائم السابقة؟! ان الشعب يريد ان يعرف ويريد ان يتم الاقتصاص من المجرمين؟ اذ ان هذا الشعب قد فقد الثقة بحكومة المالكي ولم يراها الا دمية طيعة لاتملك من امرها شيئاً دون التصريح من المحتل!

وهؤلاء الذي انتخبهم الشعب من اعضاء (ما يسمى بالبرلمان) أين هؤلاء التلاميذ والتلميذات الذين تكثر غياباتهم من الحضور وكأن العراق يعيش في الجنة وليس في جحيم ارهاب الارض. أن قسم من هؤلاء (البرلمانيين) في الحقيقة يعيشون خارج العراق منذ فترة طويلة والقسم الكثير يسافر لفترات طويلة او كثير السفر حيث يتمتعون وعلى حساب الدولة بافخر الفنادق ذات الدرجة الخامسة وبجوازات سفر ذات تصاريح خاصة ويتقاضون رواتب خيالية مقارنة بالمواطن الذي يعاني من الارهاب وضنك الحياة اضافة الى سوء تمثيلهم له بل والاستهتار بذلك. اضف الى ذلك ان بعض هؤلاء طائفيين وان وجودهم في هذا البرلمان انما يمثل الوجه الاخر للارهاب.

ان سياسيو العراق الحاليين اذا لم يتغيروا او يغيروا فانهم سيجرون العراق الى كارثة لايعلم نتائجها الا الله. والجميع يعلم ان امريكا قد فشلت في حل المشكلة الامنية وسوف لن تنجح اعتماداً على معطيات خطتها القادمة وهي الان تبحث عن مخرج لسحب قواتها الذي قد يكون قريباً. وهناك معطيات تدل على ان بعض المجموعات الارهابية المدعومة اقليمياً تعد العدة للانقضاض على السيطرة على البلاد حالما تغادرها قوات الاحتلال. ونحن نعلم ان اول من يهرب من بطش هذه المجموعات هم انفسهم الذين يمثلون الحكومة والسياسيين والبرلمانيين. ولاضير اذا كانوا سيذهبون الى معارضة خمسة نجوم اخرى!

اننا لانكتب هذا استهجاناً باحد بل لكي نلفت الانظار وخاصة انظار من يحكم باسم الشعب اليوم بان يلتفتوا الى نقطة مهمة الا وهي ماذا سيصنعون اذا رحلت امريكا من العراق خلال شهر من الان؟ فاذا قالوا لايمكن ان يحصل ذلك فانهم واهمون ولايفهمون المصلحة السياسية ولن يقرؤا التاريخ جيداً. ان امريكا يهمها مصالحها وان تطلبت تلك المصلحة الرحيل فانهم سوف يفعلون ذلك خلال اسابيع او ايام. ان هناك ضغط امريكي داخلي على اعلى المستويات لسحب القوات وهناك مصلحة امريكية انتخابية لايمكن اغفالها. وعليه فان الحكومة يجب ان تعزز سيطرتها على كافة انحاء البلاد وان تبدأ بخطط واسعة لاجتثاث المجموعات التي تقوم بالارهاب والجريمة وبقبضة حديدية دون تردد او ارتخاء. وان على هذه الحكومة ان تكون صريحة مع الشعب دون كذب وتلبيس وان تقوم بتسليح الجيش والشرطة واعادة بناء القوة الجوية خاصة السمتية منها واستحداث فرق عسكرية متخصصة بمكافحة الارهاب وفرق ذات تدخل سريع كما ويجب تطهير هذه الفرق من العناصر الغير مرغوب بها لان البعض يفكر باختراقها لاحداث انقلابات عسكرية.

كما ويجب ان تعاد الخدمة الالزامية العسكرية مما سيكون لذلك مردودات ايجابية فعالة على مختلف الاصعدة. ويجب ربط العراق بالعالم بمطارات فعالة في المناطق المستقرة حالياً لكي يكون هناك انفتاح يسهل الكثير من المهمات حتى العسكرية والامنية ولكي لايتم الاعتماد على طرق تعتبر خطرة حالياً وستكون بيد المجموعات الارهابية حين انسحاب القوات الامريكية.

ان الحكومة الحالية مطالبة بتغيير الكثير من توجهاتها ومطلوب منها الاسراع بالقضاء على الارهاب ووضع خطة ستراتيجية متكاملة وبدائل لاحكام السيطرة على البلاد قبل فوات الاوان. فالحكومة التي فشلت باحتواء الارهاب في قلب العاصمة وهي تحتمي بين الاسلاك الشائكة في منطقة محدودة ومع وجود قوات الاحتلال التي تساعدها فانها سوف تفشل بشكل ذريع اذا انسحب الاحتلال وقد لاتصمد لايام معدودة. وعليه يجب ان تنتبه تلك الحكومة للاسراع بفرض السيطرة و بالقبضة الحديدة قبل ان يقبض على هذه القبضة غيرها. ويجب ان يتم العمل بناءا على اساس واحد هو ان الحكومة قادرة على السيطرة الكاملة على البلاد فيما لو انسحبت قوات الاحتلال غداً!
والحليم تكفيه الاشارة.

هل يمكن أن يحصل انفصال الرأس في حالات الشنق؟


عندما خلق الله الخلق وابتدأ بالعقل فأمره أن يقبل فاقبل ثم قال له ان يدبر فادبر فجعل له الخيرة من امره وعليه فبالعقل يكون الحساب وبه يكون العقاب. ثم عرض ذلك على المخلوقات فأبت كلها ان تحمله وفضلت الطاعة التامة لله دون معصية ألا الانسان فانه قبل بأن تكون له الخيرة في هذا الامر مما جعل بؤبؤه الذي لايتجاوز عدة مليمترات يتسع للكون باكمله بل ولقد تيسرت له مكونات هذا الكون من راحة وجمال واستمرارية ولكن الانسان ظلوم جهول.

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب : 72 )

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت : 11 )

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران : 83 )

لقد استخدم الانسان وسائل عديدة لتعذيب او قتل نفسه او ابناء جنسه و منذ بدايات وجوده على الارض ولعل من اول هذه الوسائل التي اكتشفت اثارها مع الانسان القديم هو الشنق. كما ويعتبر الشنق من الوسائل التي استمر استخدامها سواء للعقاب العادل او من قبل الانظمة القمعية او للانتحار. وبسبب هذه الاستخدامات المتعددة والمتكررة عند كافة الشعوب وخاصة الانتحار فقد تمت دراسة هذه الوسيلة من قبل الطب الجنائي او الطب العدلي بشكل مستفيض وعلى اسس تشريحية وفسلجية وبناءاً على دراسات حالات الانتحار العديدة.

ومن الوسائل التي استخدمت لقتل الخصوم وخاصة من قبل (الاعراب) هو قطع الرؤوس. فالتاريخ العربي الاسلامي مليء بهذه الحالات التي لطالما استخدمت من قبل الامراء والسلاطين والحكام وذلك بارسال جيش او مجموعة مسلحة تقوم بقتل الخصم مقابل حفنة من المال او ماشابه والمجيء برأس الضحية المغدور بشكل همجي القصد منه الارهاب. ولقد مارس النظام القمعي (الصدامي) جرائم عديدة ابشع من ان توصف.

يعتبر الشنق رغم بشاعة منظره الذي يثير الرعب في النفوس عند مشاهدة المشنوق معلقاً من ارحم وسائل القتل او العقاب. فأن المشنوق بمجرد نزوله مع الحبل يفقد الوعي بشكل تام ولايحس بالالم بل ينفقد لديه الاحساس ويدخل في غيبوبة تامة حتى الموت. فعند هبوط المشنوق ينقطع الحبل الشوكي بسب ضعف التمفصل (الفهقي-المحوري) المتكون من فقرتي الرقبة الاولى والثانية مما يؤدي الى قطع الحبل الشوكي فينفصل الدماغ عن باقي الجسم خلال الثواني الاولى من الشنق. وعليه فان المشنوق يدخل بحالة غيبوبة يفقد فيها الالم لمجرد تعليقه. ولعل هذا هو السبب في ان العديد من حالات الانتحار شنقاً يكون سببها ممارسة بعض الشذوذ الذي لانريد ان ذكره تجنباً للتطرق الى السوء الغير مرغوب فيه. في هذه الحالات يكون القصد اللذة ولكن الشيطان اسرع فيحص الانتحار الغير مقصود بسبب الغيبوبة التي ذكرناها اعلاه وعدم تمكن الشخص من التراجع في اللحضة الاخيرة اي ينزلق بلذته نحو الموت.

ان ترافق انقطاع الرأس في حالات الشنق نادرة الحدوث ولكنها تسجل بشكل مستمر من قبل مؤسسات الطب الجنائي في مختلف انحاء العالم. ولها اسباب عديدة مثل قوة سقوط الجسم وعدم مطاطية الحبل المستخدم وارتفاع مسافة السقوط عن الارض.

ولقد سجلت حالات من هذه الانواع نورد منها هنا على سبيل المثال الموجودة في الروابط التالية:

http://www.springerlink.com/content/xwmdl0egxmqurcm4/

حيث سجلت هنا حالة انتحار شاب عمره 22 سنة في المجلة العالمية للطب الجنائي بانتحاره شنقاً من فوق جسر مما تسبب بقطع رأسه مابين فقرتي الرقبة الاولى والثانية الضعيفتين وبشكل تام فبقي الرأس معلقاً بينما سقطت الجثة في النهر.

وفي الرابط التالي سجلت حالة انتحار تسببت بقطع كامل للرأس رغم عدم وجود عوامل مساعدة لذلك وفي رجل عمره 52 عاماً.

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=PubMed&list_uids=7710313&dopt=Abstract

ويمكن ان يحصل انفصال الرأس سواء كان الشنق انتحاراً او غيره اعتماداً على اسباب يعتبر بعضها مجهولاً ومبهماً بالنسبة للطب الجنائي. كما ويمكن ان يحص ذلك في اي مكان كالانتحار في البيت كما هو في الرابط التالي لرجل عمره 47 سنة.

http://cat.inist.fr/?aModele=afficheN&cpsidt=1205339


ومهما تكن الاسباب والمسببات فالعراقيون اكثر من غيرهم يتذكرون ايام كان (برزان التكريتي) الساعد الايمن لصدام اثناء ايام (ابو طبر) والاعدامات الاولى وقتل رفاقهم البعثيين ثم من بعد ذلك عندما كان مديراً للمخابرات حينها زرع الرعب في قلوب الناس وحول جهز المخابرات الى وسيلة لارهاب الناس والتجسس عليهم واثارة الرعب في نفوسهم. ناهيك عن نهب الاموال والفساد والقتل والدمار.
انها ايام لايمكن ان تندمل جراحاتها بسهولة وتبقى ندبها ما دام الانسان على قيد الحياة.

وسبحان الله الذي يمهل ولايهمل والحليم من اعتبر

ولكم في القصاص حياةً يا أولي ألالباب


البلاد لاتحترم الا باحترام قوانينها ويأتي على اعلى السلم الهرمي للقانون القضاء. ففي الايام السابقة افتعلت ازمة غير مبررة بعد اعدام صدام ولقد كان ابطال هذه الازمة هم انفسهم الذين يدافعون عن الارهاب والدمار في العراق وهم انفسهم الذين انتفعوا من صدام بل وانتفعوا من الحصار الذي حصد ملايين العراقيين ودمر بلادهم. فلايخفى على احد ان هؤلاء هم اصحاب كوبونات النفط ومصاصي دماء اطفال العراق. كما وان من الذين افتعلوا هذه الازمة هم بعض الحكومات الدكتاتورية القمعية التي تستخدم نفس الاساليب القمعية التي تتطابق تماماً مع اساليب صدام وهي اما ان تدعم الارهاب في العراق او تتستر عليه او على الاقل تغض الطرف عن مواطنيها الذين يدعمونه بوسائل متعدد ابتداءاً بالاعلام وانتهاءاً بالدعم المالي واللوجستي.

وعليه وبعد هذه المقدمة المختصرة جداً يقع على عاتق الحكومة العراقية الحالية ان تثبت لهؤلاء بانها تحترم فقط القانون العراقي بقضائه العادل وتحترم رأي (الناخب) المواطن العراقي باغلبيته الساحقة وذلك بالقيام بواجبها كجهة تنفيذية للقضاء العادل واحكامه الصادرة لتقوم بتنفيذها. ان الخوف من الابواق المنافقة سوف يجعل من هذه الابواق تعلو على عدالة القضاء العراقي النافذ وهذا ما لا يجب ان يكون أبداً.

ان العدل أساس الملك والتراخي بشأنه يولد الانفلات خاصة من قبل المجرمين الكبار وعليه فيجب ان تنفيذ الاحكام القضائية العادلة دون خوف ولاتردد ولاداعي لنشر الصور عند تنفيذ تلك الاحكام بل يكتفى بالاعلان عنها بشكل مقتضب ورسمي ويترك التعليق لوسائل الاعلام كل حسب رغبته. ولكم في القصاص حياة يا أولي ألالباب.

للانصاف يجب ان ندعو ونبتهل لله بأن يمن على العرب الذين حزنوا على صدام بما يطيب خواطرهم


لاشك بأن الساكت عن الحق ما هو الا شيطان اخرس ولكن رغم ذلك فان هناك شيطان اسوأ من هذا الا وهو الذي يرى الحق واضحاً ويتبع الباطل كمن يرى القاتل الظالم المستبد ويرى ضحاياه بالجملة فلا يهتم لذلك ولكن عندما يعاقب القاتل بسبب جرائمه فأنه يحزن عليه. وهذا الاخير يكون كمن شارك القاتل بجرائمه.

سوف يذكر التاريخ وما نضع هذا هنا الا امانة للتاريخ القادم الذي سيذكر بان (الاعراب) قد شاركوا بشكل مباشر وفعلي بتدمير العراق وقتل شعبه وعلى الاخص منذ عام 1979 حتى الان. ولقد تمثل التدمير الاعرابي للعراق بمشاركتهم صدام في حربه ضد الخميني فمنهم من وقف مع الاول مثل الاردن و الكويت والسعودية ودويلات النفط الخليجية ومصر ومنهم من وقف مع الثاني مثل ليبيا القذافي وسوريا حافظ أسد. ثم بعد انتهاء تلك الحرب التي يتحمل الاعراب جزء كبير من المسؤولية فيها شارك الاعراب بشكل مباشر وكبير هذه المرة ومع أمريكا وبواسطة جيوشهم وامكانياتهم المادية بتدمير العراق وقتل اهله في حرب الكويت تلاها دمار بحصار اقتصادي فرضته امريكا ونفذه الاعراب وقتل فيه مليون طفل عراقي. ثم جاء التدمير الاخير المستمر وهو الحرب التي هرب بها صدام (رغم انه قائد الجيش) وسقطت فيها بغداد ولقد شاركت فيها دول الخليج والاردن وغيرها تلا ذلك التدمير الارهابي الاعرابي. وهكذا شارك الاعراب بقتل وتدمير العراق بشكل اجرامي ونذالة غير منقطعة النظير.

ودون ادنى شك فأن الاعراب قد سكتوا على جرائم صدام ضد الشعب العراقي ولاسباب عديدة و معروفة. ولم يلقى صدام باعدامه الا جزء يسير من العقوبة التي يستحقها عن جرائمه التي لاتحصى وسواء تم تنفيذ الحكم فيه في العيد او قبله او بعده فأن ذلك سوف لن يغير من الواقع شيئاً ولايوجد أي نص ديني او قانوني او غير ذلك يمنع من تنفيذ حكم العدالة بالمجرمين في وقت معين.

لقد حُرِمَ العراقيون من العيد على مدى عقود عديدة حتى نسى القسم الكبير منهم بأن هنالك شيء اسمه عيد او على الاقل لم ياتي لهم العيد بما يفرح واخذ اكثرهم يتحسر على الزمن الذي مضى ما قبل حكم صدام. فلقد مرت على العراقيين اعياد تلو اعياد لم يعرفوا فيها طعم العيد بل وكان الموت يحصدهم حصداً حتى خلال الاعياد في اثناء ايام الحروب المذكورة اعلاه بما في ذلك (الحصار الامريكي الذي نفذه الاعراب) ناهيك عن حصاد الارواح المستمر بسبب الارهاب الاعرابي الذي يحتفل به الاعراب باقامة الاعراس للانتحاريين من السفلة الساقطين الذين يبعثونهم لقتل العراقيين. ولقد شهد هذا العيد مقتل العشرات في الكوفة وغيرها.

اذا كان الاعراب فعلاً يحبون (صدام) فما علينا الا ان ندعو الله مخلصين له الدعاء صباحاً ومساءاً بأن يسلط الله عليهم من هو مثل (صدام) في كل بلد من بلدانهم ليحكمهم لاعوام متتالية فيذيقهم السم الزعاق ويبث في قلوبهم الخوف والرعب ويزج اوطانهم بحروب بعد حروب بعد حروب ويريهم مقابر جماعية لاتعد ولاتحصى واذا ثاروا ضده يدمرهم بالسلاح الكيمياوي ويسلط عليهم اجهزة قمعية متعددة ومتداخلة تزجهم في سجون رهيبة واعتقالات وتشرد ويبدد ثروات بلدانهم ويلجم أفواهم ويسلب حراياتهم ويقطع ارزاقهم ويمن عليهم بغذاء بالبطاقة التموينية التي نصفها (دقيق فصم التمر الممزوج بالطحين الرديء) مقابل النفط وموت تحت حصارات جائرة بالجملة وقبول بفرق تفتيش مستهترة بسيادة بلادهم. كما ونتوسل لله ان يمن عليهم بنفس الاجهزة القمعية التي سلطها حبيبهم على العراقيين وابناء مثل ابناءه يتسلطون على بناتهم في الجامعات والطرقات ويقطعون السنتهم ورؤوسهم ويعتقلونهم من بيوتهم ومن جامعاتهم واماكن عملهم. هكذا واكثر كان حبيبهم يعمل بالعراق فاللهم يمن عليهم باحباء يحكمونهم مثل صدام الذي صفق له الكويتيون واعتبروه بطل وزعيم قومي وبضمنهم (سعاد الصباح) ولكنه حكمهم لشهور فقط فعرفوا من هو (حبيب العرب وبطلهم) فاصبحوا بمديحهم له منقلبون. ولولا هذه التجربة معه لكان الكويتيون كباقي الجوقة الاعرابية ونذكر هذا فقط كمثال على من اكتوى بنار (حبيب مذيعات القنوات الاعرابية وقناة اعلان مدفوع الثمن).

وبما ان الاعراب يحبون (صدام) فاننا لانظن بانهم يختلفون معنا في دعائنا لهم بالقول:

اللهم اعطي الاعراب في بلدانهم حكام مثل (صدام) يحكمونهم فيفعلون بهم مثل ما فعل صدام بالعراق والعراقيين حتى يزجزونهم في اتون حروب لاتنقطع يكون اخرها حرب يهرب بها هؤلاء الحكام فيتركون بلدانهم تقع تحت الاحتلال رغم انهم قادة الجيش ثم تكون بلدانهم بسبب هؤلاء الحكام مثل العراق اليوم. اللهم لكي نرى ماذا يفعل الاعراب الذين لبسوا السواد على قاتل العراق عند ذاك عندما يلقون القبض على من فعل بهم نفس ما فعل صدام بالعراق. فهل سيحاكمونهم ام انهم سيمزقزونهم شر ممزق ويعتبرونهم خونة هربوا امام الاحتلال رغم قيادتهم للجيوش! اللهم انت وحدك تعلم ماذا سيفعلون وانت وحدك تعلم بانهم منافقون فاللهم سلط عليهم من يحكمهم مثل صدام اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين وخاصة الذين حزنوا عليه منهم ليذلهم ذلاً كما اذل العراق وسلمه للاحتلال فاللهم اذلهم بحكام مثل صدام وانت فعالٌ لما تريد.

الاعراب يدقون اسفين تقسيم العراق كمرحلة اولى لتقسيم دولهم


لقد غالى الاعراب بكيل الصفات المبالغ فيها لوصف انفسهم بالكرم والجود واغاثة الملهوف وماشابه ذلك الى حد التخمة العنصرية. ولقد وصل الحد بهم الى انهم نسبوا الى انفسهم هذه الصفات حتى في فترة ما قبل الاسلام التي تعد فترة مظلمة في تأريخ العرب لما كانت تتصف به من فساد اجتماعي وقبلي وعنصري وحروب وغزوات وسلب ونهب وقتل وسبي وما الى ذلك. ليس ذلك فقط بل تجدهم يبالغون فيقولون كما قال اليهود بانهم الامة التي اختارها الله لحمل رسالته وهذا ليس صحيح. فالله سبحانه وتعالى عندما قال:

(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )

لم يقصد بذلك العرب بل الامة من (المؤمنين بالله الذين يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهؤلاء ليس من الضروري ان يكونوا من العرب فقط). علاوة على ذلك فأن الاية الكريمة تضرب مثل بأهل الكتاب (ويجب ان نلفت الانتباه هنا ان اهل الكتاب معناه المسيحيون او اليهود كلهم) ثم يجب االانتباه اكثر الى ان الاية تستطرد فتقول (منهم المؤمنون) أي من اهل الكتاب (وأكثرهم الفاسقون) أي ان (منهم) فئة او امة قليلة هم المقصودون بالايمان. ولابد من التفريق بين الايمان الحق وبين المظاهر المتعلقة بالدين فليس كل من لف لنفسه عمامة واطال لحيته او قصر ثيابه بمؤمن اذ ان الايمان هو العمل واحترام الغير مهما كان والاخلاص لله بالسر والعلن وعدم اجبار الغير على اتباع ما يراه هو صحيحاً. كما وان للايمان درجات تكتمل باقران كمال العقل بالاخلاص والايمان بالله. وهنا لابد ان نعرف بان القران طلب من العرب ان لايقولوا (آمنا) لانهم لم ينالوا تلك الدرجة بعد.

(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات : 14 )

وعليه فان الامة التي هي خير امة اخرجت للناس لايمكن ان تكون الامة التي قتلت (أبن بنت نبيها) هي خير امة اخرجت للناس والا لانقلبت الموازين رأساً على عقب كما وانها لايمكن ان تكون الامة التي قطع بها الامراء رؤوس بعضهم البعض من اجل السلطة والمال وباسم الدين ولاتزال كذلك.

ان الذي يتتبع وبشكل بسيط جغرافية الارض التي منها انطلق الاسلام يكتشف مدى قوة الاسلام للوصول الى ارجاء الارض من رحم الصحراء المحاطة بالجبال والتضاريس القاسية. ومن عناصر قوة الاسلام هو انه نزل على امة متناحرة متقاتلة تحب ان تحكم بالدكتاتوريات القاسية وكما تعظم اصنامها فانها تعظم اصنام بشرية تتحكم برقابها. فهذه الامة التي تحب الدكتاتوريات وترضخ للظلم وتحب الرموز التي تذلها وتتقاتل على (بعير) لمدة اربعين سنة لايمكن ان تحمل الاسلام الا اذا كانت هناك معجزة الهية يراد منها القول ان هذا الاسلام الذي انتشر في الارض متحدياً البيئة القاسية كان يحمل تحدي آخر هو انه جاء الى قوم شتى متفرقون لايقدرون على ايقاف القتال على (بعير) لمدة اربعين سنة بين قبيلتين صغيرتين فكيف بهم ونشر دين كامل هو اخر الاديان ومكملها. أي ان الدين اشتمل على قوة ذاتية تتمثل بأن هؤلاء القوم هم الذين حملوا لواءه الى الغير رغم التحفضات على الطرق التي بها تم ذلك.

(لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال : 63 )

ان هذه الامة التي احبت الدكتاتوريات وتعودت المديح لمن يغدق عليها والهجاء لمن ليس لها مصلحة معه واطاعة من يذلها وتحريف سلاطينها الدين لكي يسهل عليهم الاستيلاء على السلطة والاستمرار بها ففرضوا طاعة عمياء لاولياء الامور ولو كانت رؤوسهم (كزبيبة) هي نفسها الامة التي حزن فيها ناعقي الفضائيات العربية ولبسوا السواد على الدكتاتور الذي اعدم بسبب جرائمه (اي اعدم نفسه بواسطة جرائمه).

عندما احتل صدام الكويت تدافع (الاعراب) في فضائياتهم وفي جامعتهم وعلى مستوى رؤسائهم وملوكهم للتعجيل بضرب وتدمير العراق ولم يحزن منهم احد على العراقيين الذين احترقوا في العراق من شماله الى جنوبه ويشهد على ذلك طريق (الموت) بين صفوان والكويت بل اشتركت جيوشهم في تدمير العراق وقتل العراقيين ولايزالون لحد هذه اللحظة ومنذ ذلك الحين يفرضون على العراق حصاراً قتل مليون عراقي وبايدي عربية فرضت و تفرض الحصار. وهنا لابد ان ننتبه الى نقطة مهمة هي ان القتل عند الاعراب نوعان احدهما مقبول و الاخر مرفوض ينطبق عليها قول الشاعر:

قتل امرءٍ في غابة مسألة لاتغتفر وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

فسواء ارتدت بعض مذيعات قنوات الاعراب وبعض القنوات العراقية مثل (قناة اعلان مدفوع الثمن) ام لا فان ذلك سوف لن يغير من الامر شيئأ. ونحن نعلم بأن البعض من الذين ارتدوا السواد هن مذيعات من بلدان عربية فقيرة يعملن في مشايخ الخليج النفطية طلباً للوضيفة ولقمة العيش التي لايجدونها في دولهم وطلباً لبعض الدولارات سواء من الراتب او من (امور غير ذلك) علماً بان السواد كان نصف عاري كما خرجت به مذيعة في قناة عربية يبدو انها استحسنته مع بعض المجوهرات ليكون حزنها ملوناً منقوشاً على خلفية بيضاء مسطحة كالسهل بين الجبلين. وبكت بعض المذيعات على (اعدام صدام) بينما نفس هذه (الجرابيع) كانت ولازالت تبتسم وتهتز كالرقص عندما تعرض صوراً للعراقيين يقتلون بالمفخخات والاحزمة الناسفة والاجساد الاعرابية النتنة القادمة من بلدان الاعراب ثم يقيمون لهؤلاء السفلة الانتحاريين الاعراس. فهم يبتسمون بعد وقبل عرض اخبار قتل العراقيين من الابرياء من العمال وغيرهم (والذي يشك في ذلك لينظر اليهم جيداً) بينما تمتد اياديهن الى المناشف الورقية لمسح ما سال على (وجناتهن التي تخبأ اصباغها شحوباً ممجاً) من دمع على صدام اللهم الا اذا كانت احداهن تلبس عدسات لاصقة فانها كانت تطلب من المخرج قطع الخبر (لفاصل ثم نعود).

واما الدولة التي انطلق منها الارهاب ومن اراضيها ضرب العراق بواسطة الجيش الامريكي الذي دمر العراق فهي تستهجن اعدام صدام لكي تسقط عنها ورقة التوت حيث كانت ومازالت تريد ان يستمر العراق بلداً تحت حصار (النفط مقابل الغذاء مع صدام حاكماً عليه مذلاً لشعبه قاتلاً لهم). وهذا هو حال دول الاعراب الاخرى.

اذا كان لابد من اتخاذ قرار فان العراق يجب ان ينسحب من جامعة الاعراب واذا بقيت سياسات الاعراب مبنية على الطائفية فلابد من اتخاذ قرار خطير وهو انفصال العراق الى دول ثلاثة تمهيداً لتقسيم بعض دول المنطقة المجاورة على نفس الاساس الذي دفع الاعراب اليه العراق ان يتقسم. ان المنطقة تتجه نحو منعطف خطير سوف يتندم الاعراب اذا لم يراجعوا انفسهم ويتخذوا خطاً مسانداً لشعب العراق كشعب وليس لحكامه او جلاديه كرموز قومية وان كانت ظالمة. ان الاعراب يدفعون وبارتياح وتوجه خارجي على تقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي ومذهبي وقومي وهذا سيمهد لتقسيم (السعودية) الى اربعة او خمسة دويلات اضافة الى تقسيم بعض الدول والمشايخ الاخرى بشكل يماثل تقسيم بعض الدول الاوربية خلال السنوات الماضية.
ان الاعراب يجب ان ينتبهوا ويقفوا مع العراق كشعب واحد ليمنعوا تقسيمه الذي سيكونون هم السبب الرئيسي فيه ليكون فاتحة تقسيمات اول ما تطال بعد العراق ودون ادنى شك هو (السعودية) ولن تجني براقش الا على نفسها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter