بسم الله الرحمن الرحيم

ديمقراطية العراق تولد مشوهة تحت الاحتلال الامريكي ويتم قتلها في طهران


في الوقت الذي تستمر فيه ايران بعرض الافلام والبرامج التي تستهين بالشعب العراقي والتي تتحدث باسلوب ساخر وجاد عن الحرب (الخمينية الصدامية) يقوم عملائها من الذين دمروا العراق بعد مجيئهم على ظهور الدبابات الامريكية بعد الغزو الامريكي البغيض يقومون وبشكل علني لاحياء فيه بالقيام بتشكيل حكومتهم في طهران!!!! فهل بعد هذا الاستهتار من استهتار وذل وخزي ومهانة؟ ولقد اصبح من العسير على المواطن العراقي التمييز بين من الذي يحكم العراق هل هو (كاظمي قمي) سفير طهران ام غيره ممن سرقوا العراق واشاعوا فيه الفساد الاداري والتردي على مختلف الاصعدة؟

ان الدول المتحضرة وغير المتحضرة على حد سواء لاتسمح بالخيانة والعمالة ولكن في العراق اصبح التسابق على العمالة يعد من مستلزمات تشكيل الحكومات وعقد الصفقات التجارية وسرقة النفط والسكوت عن التدخل الايراني بالعراق وان كان بقتل الابرياء والارهاب. ولكن هؤلاء الذين يسمون انفسهم احزاب ديمقراطية لايفهمون من الديمقراطية الا ما يصب بمصالحهم وجيوبهم وتسلطهم على رقاب الشعب. انهم لايخجلون من انفسهم لانهم يحكمون شعب يقتله الفقر والتجهيل والامراض وتنعدم فيه الخدمات ويتفشى فيه الفساد الاداري وهم مشتركون بسرقته!

انه لمن غرابة الدهر ان نرى ديمقراطية العراق ينتخبها شعب مغلوب على امره تحت الاحتلال بينما تتشكل حكومته من داخل طهران؟! فهل نحتاج بعد هذا الى تفسير او الى سؤال او الى تحليل؟ وهل يوجد من بين هؤلاء من يستحي او يخجل ان يقال عنه عميل وخائن؟!

كما ويبدو ان هؤلاء العملاء سوف يبيعون العراق ليس لايران فحسب ومن اجل السلطة ولكن سوف يفككون العراق ويعطون الاكراد ما يمكنهم يوما ما من الانفصال ويمنحونهم نفط الشمال كله. وسوف نرى في الايام القادمة تكشف الحقائق التي يجب ان يتم كشفها من قبل الجميع دون تغطية.

ان الشعب المغلوب على امره سيفيق يوما ما لكي يحاكم جميع الذين خانوه والذين تسببوا بماسيه فدعهم يتمتعوا قليلا بالسلطة الفاسدة ولكنهم سوف لن يتركوا دون حساب.



نتائج انتخابات الخدم للشعب العراقي


اظهرت النتائج النهائية اليوم بأن الانتخابات العراقية لم يكن فيها فائزاً ولارابحا رغم فوز كتلة العراقية (اياد علاوي) بفارق بسيط بحصولها على 91 صوتا. حيث حصلت كتلة دولة القانون (نوري المالكي) على 89 صوت فقط بينما كتلة الوطنية (الحكيم) على 70 صوت والكردستاني على 43 صوت.

ان التسرع باكالة التهم لمفوضية الانتخابات والمطالبة بالاعادة والتهديد والوعيد لايخدم العملية الديمقراطية بل يضفي على من يصرح بذلك دون براهين ملموسة بنوع من الدكتاتورية والتشبث بالسلطة. علاوة على ذلك فان نوري المالكي ظهر بعد اعلان النتائج منفعلا ومتشبثا بالسلطة بل واعلن بانه سيشكل الحكومة القادمة وهذا لايخدم الديمقراطية.

هناك امر مهم في النتائج هو ان هناك بعض الخروج من القوقعة المذهبية والطائفية مقارنة بالانتخابات الماضية رغم ان هذه المسألة لم تصل الى درجة النضوج ولكنها اصبحت واضحة بفوز القائمة العراقية التي تضم اطياف مختلفة من الشعب العراقي. ان المطلوب هو حكومة وطنية تخرج بالعراق بشكل نهائي من هذه القوقعة ومن المحاصصة الطائفية البغيضة.
المنتصر الوحيد في هذه الانتخابات والفائز الوحيد هو الشعب العراقي الذي تحدى الضروف طيلة هذه السنوات العجاف فالف مبروك للشعب الصابر المجاهد وعلى قوائم الاحزاب الفائزة العمل من اجل خدمة هذا الشعب المثابر. ان القوائم الفائزة هي لاشيء بل خدم للشعب العراقي ومن يستنكف ان يكون خادما او رئيسا للخدم لهذا الشعب فلايستحق الفوز.



نتائج الانتخابات العراقية


تشير نتائج الانتخابات العراقية الى عدة امور من اهمها مايلي:

اولا: ان الشعب العراقي يريد ان يرى تغيراً في الوضع المأساوي الذي مابرح يعاني منه منذ حرب عام 1991 وخاصة بعد الغزو الامريكي واحتلال البلاد عام 2003 وما تلا ذلك من تردي للاوضاع على كافة الاصعدة. بالاضافة الى ذلك فان الشعب العراقي عانى ويعاني من استفحال الفساد الاداري ووجود اشخاص في مواقع للمسؤولية هم غير اكفاء ولكنهم تسنموها بناءا على اسس حزبية وطائفية وشخصية ضيقة.

ثانياً: ان العراق بحاجة الى البديل الذي يبعد عنه المحاصصة على الاسس الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية. حيث ان هذه الاسس التي حكمت العراق منذ الغزو الامريكي البغيض اضهرت بما لايقبل الشك بانها تشكل قنابل موقوتة لاتصلح لحكم شعب متعدد الاعراق والمذاهب.

ثالثاً: ان الدين اسمى من ان يستخدم كذريعة من اجل الحكم ولم ياتي الدين من اجل ذلك بل لتحرير الفرد والمجتمع من القيود البشرية بارادة الله وليس بفرضيات اشخاص باسم الدين. وعلى هذا الاساس فان استخدام الدين من اجل المذاهب وما شابه ذلك اصبح مرفوضا ويجب ان يبقى بعيدا عن السياسة القسرية (انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر).

رابعاً: على كافة الاحزاب التي تدعي بانها تحترم الديمقراطية ورأي الشعب ان تحترم نتائج الانتخابات. وان تلك التي تتشبث بالسلطة لافرق بينها وبين انظمة الحزب الواحد القمعية والدكتاتورية. ومجرد التشكيك بنتائج الانتخابات مرفوض ان لم يكن مشفوعا بأدلة واثباتات محددة. كما وان التهديد او التلويح بالعنف من قبل البعض ان لم يتم اعادة فرز الاصوات هو امر لايمت للديمقراطية بصلة بل وكانه يحرض على العنف وهذا امر خطير خاصة اذا صدر ممن تسلموا وضائف مهمة في الدولة.

العراق بحاجة الى التجديد والبناء واجتثاث الفساد والسياسة الخارجية الناجحة. وان يكون العراق بلدا يحترم المواطن العراقي فيه على اساس المواطنة وليس على اسس الطائفية او المذهب او العرق او العشيرة وما شابه ذلك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter