بسم الله الرحمن الرحيم


الزمن العربي الرديء

قد لايتفق الجميع على تسمية هذا الزمن بالرديء ولكن الاكثرية يتفقون.  هذا لايعني ان بعد الرديء لابد من رديء بل على العكس فمن رحم الازمات يولد الفرج وعندما تتفاقم الاحزان لابد من يسر يأتي بعدها.  اليس الله سبحانه وتعالى الذي وصف بأن العسر لابد ان يأتي ليس بيسر واحد بل بيسريين اثنين.

نعم فالزمن العربي في هذه اللحظة زمن مليء بالازمات والتمزق والاحزان ولكنها ليالي حبلى والحبلى لابد ان تأتي بوليدها ولابد ان يأتي بعد الليل صبح جميل.  نحن موعودون من الله باننا سننتصر والنصر يجب ان يتحقق على انفسنا اولا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.  هكذا انتصر العرب بعد الاسلام وذلك بانتصارهم على انفسهم اولا ولكن ما ان تركوا هذا المبدأ بدأت خسائرهم تتفاقم.  النصر على النفس هو نكران الذات وحب الخير لاخيك ما تحب لنفسك وتنظيم علاقتك بنفسك واسرتك ومجتمعك وما بعد على ذلك على اسس ربانية نقية محورها الله وطريقها مستقيم.

لم يمضي زمنا طويلا حين كان العرب يتوقون للوحدة ويشكلون كتلة مؤثرة اقليميا وعالميا ولكن السياسات الخاطئة لبعض الحكام اوقعتهم ضحايا بيد غيرهم من الاعداء واضعفت قواهم وفككت توحدهم.  وما نراه اليوم هو ذلك الاثر السيء الذي لعبه هؤلاء في تلك البلدان.  فالعراق مثلا هو بلد نفطي كبير يحتوي على مقومات اخرى تضاف للنفط منها العقول البشرية اصبح بعد سياسات صدام حسين الخاطئة على ماهو عليه الان مما لايتاج الى تعليق.  فلولا ان يزج العراق في حرب مع ايران (الحرب الصدامية – الخمينية) لما صارت حرب (مسرحية الكويت) وما تلا ذلك.  ونقول مسرحية لانها لم تكن الا بدفع وتخطيط امريكي عندماىاعطي صدام الضوء الاخضر لاعادة المحافظة التاسعة عشرة الا البلد الاصلي!  كان على صدام ان لايزج العراق بعد حربه هو والخميني في حرب معروفة النتائج.  وحصل ما حصل وتم تدمير العراق (بالحرب العالمية الثالثة) ولو كان صدام يحب بلده ولايريد زجه باتون حروب اخرى كان عليه الرحيل وترك الباب مفتوحا لغيره ولكنه اصر واستمر بالسياسات الخاطئة حتى اطاح بنفسه واسرته ناهيك عن العراق كبلد!  وهكذا دواليك القذافي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح وبن علي تونس وغيرهم. 

نعم العالم كله سيتغير دون ادنى شك والكل ينسون شيء واحد هو الله الذي سيأتي بأمره وبمن هو لقيادة العالم كله موعود ومنتظر.  لاشك فالعالم سيقوده عربي هاشمي من نسل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) اسمه محمد المهدي الذي سيحكم بالعدل والقسط وسيبصط سلطانه على الارض من مشارقها الى مغاربها لتكون الارض كلها عربية تنادي باسم الله النداء الصحيح.    

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter