بسم الله الرحمن الرحيم

السيارات المفخخة سوف تنتقل الى كافة الدول عاجلا ام اجلا


لاينكر احد بان الارهاب هو صناعة امريكية صرفة. فالقاعدة وطالبان هما من صناعة امريكا اضف الى ان القاعدة لاتخلو من وجود العناصر التي تعمل لصالح امريكا بشكل او باخر. وان ما يجري في العراق من زعزعة للامن وعدم الاستقرار وزرع العبوات والسيارات هو ان لم يكن من فعل المحتل فان هذا المحتل يتحمل مسؤولية كبيرة في ذلك. فهو الذي وفر الفرص العديدة للارهاب ان يؤسس له موطأ قدم وقواعد في العراق. ان المحتل الامريكي كان وما يزال يساعد على اطلاق سراح المجرمين والارهابيين الكبار والصغار ويحمي المفسدين والسراق. اما المحتل البريطاني فهو الذي قام بمهاجمة مراكز حفظ الامن والشرطة في البصرة ودمر الابنية والسيارات والممتلكات بشكل مستهتر ولااخلاقي. وقد لاحظنا ذلك اليوم من هجوم القوات المرتزقة على مدينة الصدر وقتلهم للابرياء. وهم انفسهم الذين دمروا العراق ايام الحرب مع ايران والكويت والحصار.

تعد بريطانيا هي الحليف الاول والاساس وربما الاخير المتبقي في حرب (جورج بوش) القذرة ضد العراق. وبعد ان اسقط الشعب البريطاني توني بلير بسبب مواقفه الكاذبة من هذه الحرب جاء (كوردن براون) ووضع على رأس وزارة خارجيته معارض لحرب جورج بوش ففهم من ذلك بشكل لايقبل الشك بان العلاقة الحميمة بشأن الحرب بين جورج بوش وصاحبه (بلير) قد اوشكت على نهايتها قريبا. ورغم ان جورج بوش ساعد بلير على تبوأ منصب لجنة المفاوضات الشرق اوسطية فان ذلك سوف لن يمنع (براون) من سحب قواته خلال الفترة القصيرة القادمة وبشكل قد يكتمل قبل نهاية العام او بداية عام 2008 على ابعد تقدير. وعليه فان امريكا دفعت عناصرها المرتبطين بالقاعدة ان تتبنى ستراتيجية السيارات المفخخة في لندن لكي تضغط على براون لابقائه على تأيد الحرب كما هي الان في العراق. علما بان امريكا وقادتها العسكريين ما برحوا يصرحون بان الحرب قد تطول في العراق لسنوات وهذا ليس صحيح حسب الحسابات العسكرية والامنية لو توفرت الارادة والقوة لتصحيح الوضع في العراق. وللاسف في حين تمتلك امريكا الثانية فهي ليس لديها الرغبة والارادة في تحقيق الامن في العراق بل جعلت فقدان الامن في العراق شماعة لتحقيق ماربها وبقائها وبدفع مباشر وغير مباشر وواضح وغير واضح من قبل بعض الدول ومنها (اسرائيل) لاضعاف العراق والهائه بما هو فيه.

ان السيارات التي لم تنفجر في لندن قد تكون مسرحية مخطط لها بواسطة امريكا لكي تبقي براون على تأيده لجورج بوش. اذ ان الادلة التي اعطيت من قبل شرطة لندن بوجود مسامير ووقود واسطوانات غاز هي غير كافية. اذ ان الكثير من المصانع والحرف الصغيرة تستخدم هذه الامور خاصة اذا ما عرفنا بان السيارتين لم تنفجرا وان مدينة نيويورك قد وضعت في حالة تأهب. هذه كلها ادلة على ان امريكا قد تكون وراء السايارتين في لندن وذلك بواسطة عناصرها المرتبطة بالقاعدة. وهنا يتم ضرب عصفورين بحجر واحد وهو الصاق التهمة بالمسلمين وتأجيج الوضع الغربي ضدهم وضد مسلمي بريطانيا الذي يعانون من ضغوط كبيرة عليهم من قبل الشرطة البريطانية منذ عام 2005 بحيث تحولت بريطانيا الى دولة بوليسية ضد المسلمين القاطنيين فيها.

سواء كانت سيارتي لندن مفبركتين او بواسطة امريكا فان ما تفعله امريكا وحلفائها بالعراق سوف يرتد عليهم وان السيارات المفخخة سوف تنتقل عدواها وتنفيذها الى مناطق اخرى محاذية للعراق مثل السعودية والاردن وسوريا والكويت وايران وتركيا ولبنان ومناطق بعيدة دون استثناء. هذا ما سيكون وهذا ما سيحدث وسوف لن يأسف العراقيون على احد لانهم كانوا ولايزالون ضحية لكل هؤلاء.

حكومة كتلة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة فشلت فشلا ذريعا وتتحمل المسؤولية كاملة


جرائم
فضائح
ضعف
فساد بكافة الانواع
ارهاب
قتل
تهجير
لجوء
اغتيالات
فقر وبطالة
احتلال
مخابرات اجنبية
عصابات سلب وسرقة واغتيالات
استهداف للعقول العلمية والثقافية
تدمير البنية الاساسية والتراث
تجهيل الشعب
تفكيك النية الاجتماعية
ترسيخ للطائفية والمذهبية
تاخير عجلة البناء بل واعادتها الى الوراء لسنوات كثيرة
وزراء غير اكفاء ومعزولين في المنطقة الخضراء
مجلس رئاسي متناحر
سياسيون واحزاب دكتاتورية بل ومنها ارهابية
اعضاء برلمان لايمثلون الا انفسهم ولربما كتلهم ولكن بالتاكيد ليس ناخبيهم
شعب يعيش على بحر من النفط ولكنه في افقع حالات الفقر والعوز
نفط منهوب وخيرات معطلة
نظام صحي متهريء وتعليمي يتراجع وخدمات ليس لها وجود
هذا وغيره هي منجزات حكومات ما بعد الاحتلال ابتداءا من حكومة (الحقير الحرامي بول بريمر) ثم مجلس الحكم الذي ما كان اعضائه الا كاطفال مدرسة ابتدائية لم يستقر عويلهم الا بعد ان تم تنصيب كل واحد منهم كرئيس لمدة شهر! ثم حكومتي (اياد علاوي والجعفري الفاشلين) والافشل من كل هؤلاء هو (نوري المالكي) الذي لايعلم بان وزير ثقافته متهم بجرائم قتل لابناء لزميل لهم في السياسة وهو (مثال الالوسي) بل وان مثال الالوسي قد اعطاهم مثالا بالاخلاق والصبر والجلد والوطنية واحترام القانون فهو لم يكن يوما ما طائفياً بتصريحاته ولم يعرف عنه يوما ما بانه يميل الى الشيعة او السنة او غيرهم. فنحن عندما نستمع الى الاستاذ مثال الالوسي لانعرف هل هو ينتمي الى هذه الطائفة او تلك وكل ما نخرج به هو انه عراقي اصيل يضع الحق في محله حتى ولو كان على نفسه.

ان رئيس الوزراء الذي لايعرف بان وزرائه فيهم القتلة والارهابيين لايصلح ان يبقى في الحكم ويجب ان تتم تنحيته بل ويجب ان تتحمل كتلته وحزبه المسؤولية عن جميع الجرائم المذكورة اعلاه لانها لم تعمل شيئا لدرئها بل ولقد تكررت الكثير من هذه الجرائم ضد الشعب بنفس الاساليب وفي نفس الاماكن وعلى نفس الايدي!

ان كتلة الائتلاف و حزب الدعوة بقيادة (عبدالعزيز الحكيم الذي دفعها الى ابنه عمار الحكيم بالوراثة!) فشلت ثم فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ادنى مستويات التقدم بل وانها تحاول الكذب والتدليس والنفاق والضحك على الذقون بالقول انها حققت منجزات. ولعل هذه المنجزات مايخصها هي وحدها فقط.

ان العراق دولة مختلفة المذاهب والاعراق ومن صالح شعبها هو ان لايتدخل اصحاب العمائم بالسياسة لكي يفرضوا اجنداتهم الخاصة وعلى حساب الشعب. ان لهؤلاء الحرية بالكلام والنقد ولكن اثبتت تجارب الشعوب بان زج الدين في السياسة لايؤدي الا الى الحروب والاقتتال والدكتاتورية الدينية. فالدين هو اسمى من السياسة وان اصحاب العمائم الذي جاؤوا بعد الغزو ليحكموا عليهم ان يفهموا بان الحكم هو مسؤولية هم قد فشلوا فيها وسوف يحاسبهم الشعب حسابا عسيرا ان لم يفعلوا شيئا لتدراك الامر عاجلا قبل اجلا. والكلام موجه الى كتلة (عبد العزيز الحكيم وابنه وحزب المالكي). وان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب

هل يفيد كتلة الائتلاف وحزب الدعوة ترقيع حكومة المالكي ام المطلوب هو تغير جذري؟


جائت حكومة (نوري المالكي) بعد تعسر ولادتها الى الحياة معاقة. فلقد تأخر ظهور هذه الحكومة في بداية تكوينها بشكل مريب يمكن ان نعزيه الى عدة اسباب ولكن يتضح بعد مرور اكثر من سنة عليها بأن ضعف (المالكي) هو احد اهم الاسباب لذلك. ومن ناحية اخرى فان حزب المالكي (الدعوة) وكتلة (عبد العزيز الحكيم) تتحمل مسؤولية ضعف وتدهور الاوضاع لانها الكتلة الاكبر التي تتبنى السلطة التنفيذية في البلاد.

لاشك ان العراق يرزخ تحت وطأة الاحتلال (الامريكي البريطاني) البغيض والذي لايرغب احد في بقائه على ارض الرافدين ولكن هذا لايمنع من ان الضعف الحكومي هو سبب في استمرار ليس العنف فحسب بلسبب في تدخل الاحتلال بشكل استفزازي في الشأن العراقي.

ان الدول ذات الديمقراطية الحقيقية اذا ما حصل فيها جزء من مليون جزء مما يحصل في العراق لاستقالت الحكومة واعلنت الاسباب للتدهور الحاصل ولتشكلت حكومة بديلة او اجريت انتخابات مبكرة. وعليه وبسب تمسك الحكومة الحالية (بكراسيها) في المنطقة الخضراء فانها تثبت للعالم والعراقيين بانها حكومة (دكتاتورية) ولدت في رحم احزاب دكتاتورية متزمته لاتقل شمولية من (الحكم الصدامي) ان لم تكن اسوأ. فلعلها فعلت اكثر مما فعل صدام لو خلا لها الجو دون وجود رادع (المرتزق الانكلوسكسوني).

لاندري هل ان حكومة واحزاب العراق تدرك ما ينتضرها من حساب وما سينتج عن استمرار الوضع العراقي من مخاطر ام انها في عزلة تامة عن السمع والنظر والعبرة؟ نحن نعلم ان هناك (سايكولوجية) معينة تنتج عن وجود الانسان في سلطة ما تجعله غير مسستعد للتخلي عنها بسهولة. وكلما كانت السلطة اكبر واستمرت فترة اطول كلما كان هذا التأثير السايكولوجي اعمق. هنا لايخلو المشهد من (الميتافيزيقيا الشيطانية) او قل تاثير الشيطان في محاكاة الانسان وذلك بتنميق السلطة وملذاتها في نفوس البشر. ينتج عن ذلك امور عديدة ومنها (الدكتاتوريات) التي يعمق نشأتها الاحزاب والشعوب.

ومما لاشك فيه فان الاحزاب العربية والعراقية بالذات لاتختلف عن غيرها في ذلك (فكل حزب بما لديهم فرحون) وكلهم تربى على دكتاتوريات متعددة الوجوه خاصة الاحزاب التي تسيس امورها بالدين. ان الدين يجب ان يسمو فوق الاحزاب ويجب عدم تلويثه بكتل او احزاب والا فانه يصبح سلعة تنتخب او لا تنتخب. وللاسف الشديد فان البعض يستغل الدين من اجل تمرير مصالح (كتلوية) وذلك بمحاكاة المواطن البسيط مستغلين الاندفاع الفطري الديني او المذهبي فيه. وهذا هو نفس المبدأ الذي يتم فيه تجنيد (الارهابيين) لتفجير انفسهم باسم الدين وقتل الحرث والنسل الذي حرمته كافة الاديان. كما ويصب في نفس الاتجاه الذي يوزع مفاتيح الجنة على (السذج والبسطاء) من الناس لتحرير (القدس) من خلال قتل (الشيعة في كربلاء).

ليس هذا فحسب بل ان هناك من ينادي باسم الدين باشاعة الفاحشة والفساد لكي يظهر (الامام المهدي المنتظر – عليه السلام-) وهذا قمة الانحلال الذي يرفضه الامام ومن يتبعه!

ان (حكومة كتلة الائتلاف وحزب الدعوة) فشلت فشلا ذريعا لايمكن ان يغفل عنه وهي باصرارها على عدم تغيير نفسها بشكل جذري اوالاستقالة تكون مسؤولة امام الله والشعب عن جميع الجرائم والفساد الحاصل. والذين يقولون منهم بان هذه مسؤولية مشتركة يجب ان يعلموا بان المسؤولية هي على عاتق من ارتضى ان تناط به المسؤولية ويتحملها. فالجمل عندما يناط به حمل ثقيل يؤديه بجدارة بينما لايمكن للارانب ان تقوم بذلك الحمل ولايمكن للخفافيش ان تواجه ضوء النهار.

ان العراق بلد مختلف الاعراق ولايمكن معه ان يكون الحكم بواسطة احزاب دينية لها نظرة تكفيرية لاتقل احيانا عن نظرة الجماعات الارهابية ما عدا الاسلوب. ان الدين يجب ان يكون بعيدا عن السياسة لانها تقلل من قدره وقيمته وقيمة الدين اسمى واجل واعظم من نفاق السياسة ودهاليزها. واذا تدخل الدين في السياسة فعلى الاسلام السلام والتاريخ مليء بالحروب التي نتجت عن ذلك. ولنا في الائمة (عليهم السلام) نموذجا يقتدى به فهم قد ابتعدوا عن سماسرة السياسة ومواخيرها وتركوا ذلك لسلاطين العباسيين والامويين.

لاشك فالوقت يضيق على (كتلة المالكي) وعليهم اتخاذ ما يلزم للقيام بتغيير جذري ولهم في توني بلير عبرة والا فان ايامهم قد تكون معدودة مهما عملوا من ترقيع.

عندما ينجلي ليل الطغاة سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


لم يكن النظام الصدامي يمثل حزب البعث بل كان صدام عالة على الحزب بنفس الطريقة الدكتاتورية المطلقة التي طبقها على الشعب بل وبشكل اكبر. وعندما سقط صدام استبشر العراقيون خيراً رغم انهم لم يتفقوا مع طريقة الاطاحة به عن طريق دخول القوات الغازية.

ولكن للاسف الشديد لم يدم فرح العراقيين طويلا وخاب املهم. فالذين جاؤوا مع الاحتلال الامريكي البريطاني البغيض لم يكونوا سوى سماسرة (دكتاتوريات) متعددة الوجوه والمشارب. ولقد اثبتت الاحداث السابقة خاصة بعد الانتخابات الفاشلة بان حزب الدعوة وكتلة الائتلاف قد فشلت فشلا ذريعا في قيادة البلاد. لقد حدث العكس تماما فاغرقت هذه الكتلة ورئيس وزرائها نوري المالكي البلاد في اتون حروب مختلفة وفساد مستشري ووعود كاذبة ووزراء يفتقرون الى ابسط الامكانيات والخبرات ما عدا انتمائاتهم الطائفية والعرقية والمذهبية.

اضافة الى ذلك فان الكتل العراقية (العائدة مع المحتل الامريكي البغيض) جائت مسعورة للحكم والسلطة ولم تتمكن من الاستقلال عن الارتماء باحضان البلدان التي احتضنتها عندما كانت في صفوف (معارضة الخمسة نجوم). ولم تكن هذه النجوم الخمسة تقتصر على بلد دون اخر فهي قد تكون (سعودية او ايرانية او سورية او امريكية او بريطانية) وغيرها.

السؤال هو متى ستعترف كتلة الائتلاف وحزب الدعوة بفشلهما وهل ستستمر الكتل الاخرى تعمل على وتر الاستيلاء على السلطة فحسب ام تنبري منها من يهمها امر العراق كبلد يجب انقاذه من الاحتلال وما جاء معه من سلبيات كثيرة؟

ان على الجميع الاتعاض من مصير الطغاة فالله و التاريخ والشعب لايرحم من لايرحم غيره وان موعد الظالمين الصبح اليس الصبح بقريب لكي يعلموا أي منقلب سينقلبون؟!

كما جنت براقش على نفسها هل ستجني كتلة الائتلاف على نفسها؟


عندما يفشل رئيس او رئيس وزراء يمثل كتلة معينة او حزب في الدول الديمقراطية يعتبر ذلك فشلا لتلك الكتلة او الحزب. وعلى هذا الاساس يقوم الحزب المعني باتخاذ الاجراءات السريعة لكي يبدل هذا الرئيس حتى لا يتم اقصاء الحزب كله من الحكم. وخير مثال هو ما حصل مؤخرا مع رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) الذي اجبره حزب العمال لكي يتنحى ويأتي بديل عنه لكي يعطي هذا الحزب لنفسه فرصة للفوز في الانتخابات القادمة ولكي لايفقد اصوات الناخبين بشكل متزايد كما هو الحال مع ناخبي بريطانيا بسبب الاخفاقات التي تعرض لها حزب العمال في الصحة والخدمات والتعليم وحرب العراق.

اما بالنسبة للعراق فالامر مختلف لان العراق ليس بلد ديمقراطي كبريطانيا والديمقراطية المزعومة وتحت نير الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني البغيض انما هي غطاء للاحتلال لكي يذر الرماد في عيون العراقيين الذين اتعبتهم هموم العقود العجاف من القتل والدمار والحروب والحصار والتعسف والدكتاتورية وهي كلها نتاج لسياسات هذه الدول نفسها. فلقد فشل رئيس وزراء العراق الحالي (نوري المالكي) كما فشل من قبله (ابراهيم الاشيقر الجعفري) و (اياد علاوي). وبما ان (المالكي) و (الجعفري) يمثلان كتلة (الائتلاف) فان هذا الفشل يسجل على هذه الكتلة وبالذات على حزب المالكي (حزب الدعوة). وعليه فان هذا الائتلاف امام معضلة كبيرة وفشل ذريع يجب ان يتحمله ولكن للاسف فان الدكتاتورية التي نشأت عليها الاحزاب لاتسمح لهم باتخاذ الاجراءات التي يتم فيها التصحيح والنقد. ليس ذلك فحسب بل ان كتلة الائتلاف تعتمد في زعاماتها (الوراثة) فقد ورث عبد العزيز الزعامة من (اخيه) والان يورثها لابنه ولايمكن ان يعترض عليه احد من كتلته او حزبه.

ان تمسك بعض المجموعات والاحزاب في كتلة الائتلاف بالولاء لايران وبشكل يثير الكثير من التساؤلات والمخاوف التي لانريد تعديدها هنا يضيف مشكلة اخرى الى مشاكل الاداء الضعيف للحكومة المشكلة من قبل هذا الائتلاف. وعليه لكي يكسب هذا الائتلاف تأييد العراقيين له عليه ان يفكر جدياً باتخاذ خطوات كبيرة لاجراء تبديلات تتناسب والواقع العراقي الحالي. وان اول هذه الاجراءات يجب ان يكون تبديل الحكومة بشكل جذري وذلك باجراء اتصالات مع باقي الكتل السياسية وبشكل سريع. وعلى اي حكومة مشكلة ان تتشكل من وزراء مهنيين ذوي اختصاصات تتعلق بوزاراتهم وخبرة يمكن لهم بتحقيق تقدم للعراق ولايهم ان يكون جميع هؤلاء الوزراء من غير الكتل السياسية بل ومن الافضل ان لايكونوا منها. كما ولايهم ان يكون نصفهم سنة والنصف الاخر شيعة بل الافضل ان لايتخذ ذلك معيارا للتشكيل. ومن ناحية اخرى يجب على كتلة الائتلاف ان لاتقع في احضان (ايران) بشكل يمتهن سيادة البلد والا فانها ستفقد تاييد الشيعة لها وليس السنة فقط. ان ايران تتدخل بالشأن العراقي بشكل بغيض لايقل عن تدخل الاحتلال الانكلوسكسوني الصهيوني ولقد حولت العراق الى ساحة دمار وقتل وهناك ادلة كبيرة على ضلوعها بتشجيع ومساندة الارهاب في العراق.

ان ايران كانت ولاتزال مسؤولة عن استمرار الحرب مع العراق وذلك باصرار (الخميني) عليها ولمدة ثمان سنوات. ولقد حصدت هذه الحرب ملايين العراقيين بين قتيل ومعاق اضافة الى الدمار وما تلا ذلك من حروب ودمار. كان صدام والخميني مسؤولين عن بداية واستمرار هذه الحرب. وان قدوم الكتل الايرانية مثل حزب عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة وتمجيدهم للخميني احدث اثرا نفسيا كبيرا لايمكن ان ينمحي خاصة في نفوس اولئك الذين فقدوا احبتهم في الحرب او الاسرى او المعاقيين سواء من الشيعة او السنة. هذا خاصة اذا ما عرفنا بان ايران لاتزال تعتد بهذه الحرب وتنتج الافلام فيها وتكتب الكتب وفي كل ذلك تعتبر (العراق والعراقيين) عدوا لها! ان (الخميني) قائد ايراني قبل ان يكون زعيم شيعي وهو قائد ايراني في وقت حارب بها العراق وقتل ملايين العراقيين فهل يجوز تمجيده؟! ان قادة الائتلاف وحزب الدعوة امام اختبار كبيرة ليس فقط امام السنة بل امام الشيعة العراقيين الذين لايرتضون تمجيد قادة الدول الاخرى رغم احترامنا لهولاء القادة وعدم محاولتنا المساس باي منهم.

الخلاصة هي ان الائتلاف وحزب الدعوة قد فشلا وعليهم اما التصحيح او خسارة تاييد الشعب لهم والذي بدأ بالتزايد الكبير والمضطرد وما تجني براقش الا على نفسها.

خيارات صعبة تنتظر العراق واصعب منها ما ينتظر حكومة المالكي


اظهرت الاحداث الدموية والجرائم المختلفة والفساد الاداري خلال الفترة التي تلت غزو واحتلال العراق مدى الفشل والخطورة التي تمثلها الاحزاب والكتل السياسية التي جائت مع او بعيد الغزو الامريكي-البريطاني البغيض. كما وأظهرت تلك الاحداث المأساوية والمستمرة بما لايقبل الشك ولايحتاج الى براهين بأن هذه الاحزاب لاتقل (دكتاتورية ودموية) من باقي الانظمة الشمولية الدكتاتورية لانها نشأت وترعرعت على الدكتاتورية من قياداتها الى توريث هذه القيادات الحزبية ضمن العوائل. فالوضع المزري في العراق يعود بالدرجة الاساس الى غياب عنصر الوطنية عن هذه الاحزاب وتمسكها بايدلوجيات متزمتة تعتمد الاسس الطائفية والمذهبية والعرقية ولايوجد اساس للوطن في افعالها على الاقل الا فيما يتعلق بوجوده على هرم السلطة. ولولا الوجود الامريكي لما استطاعت هذه الاحزاب من تحقيق ادنى خطوات الديمقراطية ولدفعت الشعب في اتون حرب طاحنة مستغلةً بذلك الدين والمذهب وحتى الطائفة والعشيرة والعائلة.

ان قسم من هذه التجمعات يتبجح قادتها بان عوائلهم قدمت الضحايا في زمن (صدام) لتبرير بان لهم الحق في الحكم وما الى ذلك! فلو كان الامر يتعلق بعدد الذين قتلهم صدام من كل عائلة او عشيرة فان هناك العديد من العوائل والعشائر تم قتل العشرات بل المئات من ابنائها ولكنها لم تحصل على شيء يذكر في الحكم بل لم تكترث بذلك! اننا لسنا مع هذه الفرضية السقيمة لان الحكم هو مهنة يجب ان يتبؤها الشخص المناسب وان فشل يجب ان يحل اخر محله وليس وراثة او شيء يمنح لعائلة لانها قدمت تضحيات والا لجاز لنا ان نسمي هذه التضحيات على انها تضحيات من اجل السلطة وليس الوطن والتحرر.

ان المشكلة الاخرى التي تعاني منها الاحزاب (الاعراقية) سواء التي تحكم في سلطة (تحت حماية امريكية) او التي تعمل في الساحة هي ان لها ولائات مرتبطة بالدول التي كانت ترعاها كاحزاب معارضة دون ان تتمكن من الخلاص من هذه الولاءات رغم انها تتعارض مع الوضع العراقي الحالي. وهذا لايجعل هذه الاحزاب مبتورة الوطنية فحسب بل يجعلها متهمة بالتعامل مع من يساعد على ذبح العراقيين ويحول العراق الى ساحة صراع مع امريكا وبريطانيا بغض النظر عن الاعداد الهائلة التي يتم قتلها من الابرياء العراقيين من السنة والشيعة وغيرالمسلمين على حد سواء مع تهديم البنية العراقية المتهالكة أساساً. علاوة على ذلك فان بعض الدول لها عداء خاص مع العراق والعراقيين يعود لاسباب سابقة وعديدة مما يجعلها تنفذ اعمال عدائية ضد العراق ابنائه وسيادته وايران على رأس هذه الدول. فالسيادة العراقية لم تنتهك من مرتزقة الاحتلال فحسب بل هناك اجهزة مخابرات وعصابات مرتبطة بها تنتهك السيادة العراقية وان الاحزاب التي ترتبط بتلك الدول تعلم ذلك علم اليقين.

المشكلة الاخرى التي اغرقت العراق بالفوضى هو ان الاحزاب والمجموعات سواء في السلطة او التي تريد الاستيلاء على السلطة (ولانسمي هذه الاخيرة بالمعارضة لان العراق لايوجد به معارضة بل احزاب تتصارع على السلطة فحسب) هي احزاب تستمد قوتها وتمويلها وديمومتها من القوى الخارجية والاقليمية بالذات وهذا خطأ فادح جعل كافة هذه الاحزاب تتسبب بتفتيت المجتمع العراقي على اسس عرقية وطائفية وتدفع الى الاقتتال بناءا على مشاريع الدول الاقليمية والقوى الاخرى.

هناك عامل مهم يتسبب بالوضع العراقي الخطير الا وهو ضعف حكومة رئيس الوزراء الحالي (نوري المالكي) وعدم تمكنه من الاصلاح بل وتدهور الوضع بشكل خطير بحيث اصبحت حكومة المالكي ليست عاجزة فحسب بل وتحاول تبرير اخطائها بشكل مقرف ويدعو الى السخرية كما حدث في تصريحات وزرائها المسؤولين عن (ملجأ الايتام) الذي انتهكت به ابسط حقوق الانسان لشريحة من المجتمع غير قادرة عن الدفاع عن نفسها بسبب ضعف مكوناتها العقلية والجسدية. وهذا انتهاك خطير لحقوق هؤلاء المعاقين من الاطفال ثم استهجان بهذه الحقوق التي كان يجدر بمن كان يتبوأ مسؤليتها ان يستقيل ويقدمه رئيسه الى التحقيق. ان حكومة المالكي تكاد تكون شبه ميته فهي تبدو غير موجودة في الواقع العملي الا من خلال بعض التصريحات والاستنكارات وهذا لايسمن ولايغني من جوع علاوة على محاولة ايجاد الاعذار بدل تصحيح الاخطاء. فلم تحقق تلك الحكومة اي تقدم يذكر على مستوى الامن وجمع الشمل العراقي الذي يمزقه الارهاب والاحتلال والاحزاب. ولم تنجح خطة امن بغداد بمنع التفجيرات والقتل والخطف وباقي الجرائم رغم مرور اشهر على تطبيقها. ولم تستطع هذه الحكومة من منع التدهور الحاصل في مجال الخدمات كالكهرباء والماء والصحة والتعليم وغيرها. وقد استفحل الفساد الاداري بحيث ان المدير المستقيم والغير مفسد في دائرته يتعرض للتهديد من قبل موضفيه ان هو حاسبهم على ما يقومون به من فساد ادراي واضح. وقد تم تعرض الكثير من موضفي النزاهة بالتهديد بالقتل وترك العديد منهم وضائفهم في المناطق البعيدة عن سكناهم وعادوا الى محافضاتهم خوفاً من القتل. ولقد فشلت وزارة (الشهرستاني النفطية) من تحقيق ادنى مستويات التقدم في توفير الخدمات وبقي النفط العراقي يتعرض للسطو والسرقات وبطرق مختلفة يعلمها (الشهرستاني).

اما على مستوى العلاقات الخارجية والسفارات فهذا شيء في طي النسيان ويبدو ان كل سفير وسفارة تتمتع بما لذ وطاب من امتيازات بعيدا عن العراق واجواءه المأساوية ولايهم في الوقت الحاضر ان تعمل من اجل صالح العراق ام لا تعمل ما دام البلد لايمتلك السيادة ويرزخ تحت بساطيل المرتزقة من المحتلين والقتلة والمجرمين والمفسدين والسراق والمتصارعين على السلطة وهلم جرى. بل ان هناك من السفراء من حقق حلمه باعتباره كان في معارضة (السبعة نجوم) فاختار له دولة وبنى او استأجر فيها بناية ورفع عليها (علم صدام ذو كلمة الله اكبر) ثم اصدر له زميله في المعارضة السابق (زيباري) امر تعيين. فبقيت سفارات صدام كما هي ولكن بمسميات واشخاص جدد. وهناك الكثير مما يقال حول فشل حكومة المالكي فشلا ذريعاً لايمكن معه لها بالاستمرار.

اما على المستوى الاعلامي فلم يبرز اعلام عراقي مستقل يهدف الى خدمة الشعب العراقي دون الميل الى هذه المجموعة او تلك مما يؤدي الى الكذب والتدليس والنفاق. ومن الامثلة الحالية على ذلك هو الكذب والتدليس والنفاق الذي عمدت اليه فضائية (العراقية) حول فضيحة ملجأ الايتام وذلك بمحاولة التقليل من شأنها بل واتهام المرتزقة الامريكان بافتعالها. بنما تقوم فضائيات اخرى مثل (فضائية الشرقية) بعمل العكس وتضخيم كل ما ينال من هذه الحكومة مثل قضية المدعوة (ياسمين الجنابي) وهكذا دواليك.

ان الشعب العراقي وفي المستقبل القريب الذي سوف تعاد فيها الانتخابات سواء بفيتو امريكي او بتخطيط معروف سوف ينظر الى الذين حققوا له النجاحات وليس الى ازياء وشعارات وخزعبلات فارغة رغم عدم بروز شخصية وطنية قوية تبرهن بالواقع والافعال وليس الشعارات والكلام بانها ليس لديها ميول طائفية او فئوية بل وطنية وحسب. فالشيعي سوف لن يتردد بالتصويت للسني الذي يمكن له ان يخلص البلد مما هو فيه ويعطي كل حق حقه والعكس بالنسبة للسني. اي لم تعد الطائفية تنفع في الانتخابات القادمة بل سيكون التصويت على اساس من الذي حقق او يحقق النجاح للعراق امنيا وسياسيا واقتصاديا. هذا من ناحية الاشخاص اما من ناحية الاحزاب فان الذين يحققون النجاحات في الجانب الامني اليوم هم (عشائر العراق) كما حصل في (الانبار) حيث استطاع تحالف العشائر هناك من اسقاط القاعدة وارهابها وبشكل كبير لم تستطع ان تحققه لا القوات العراقية الضعيفة ولا القوات المحتلة المتهورة. ومن هنا يبرز الى الواقع قادة جدد من صلب المجتمع العراقي ويفهمون معاناته ويستطيعون تحقيق الاستقرار له. فاذا مابرزت من هؤلاء كتل او مجموعات تستطيع ان تقود البلاد كلها وليس جزء منها الى شاطيء الامان فان الشعب سينتخبها وليس من المهم ان تكون هذه الكتل العشائرية من الجنوب او الوسط او الشمال المهم هو ان تكون قادرة على تخليص البلاد مما هي فيه. وهذه نقطة مهمة اصبحنا نشهدها يوميا وبشكل متسع اي نشاط العشائر العراقية بتحقيق نجاحات عجزت عن تحقيقها الحكومة وقوات الاحتلال البغيضة. فلقد برزت تكتلات عشائرية تريد ان تحقق نفس الغرض في ديالى وكركوك والوسط والجنوب. كما ويبدو ان هذه العشائر تتجه الى تحقيق تحالفات عشائرية كبيرة تضم العشائر الجنوبية والوسطى وهي عشائر تتداخل فيها المذاهب والقوميات والاديان. كما وانها تتسم بعادات وتقاليد اذا ما تم تفعليلها فانها ستكون مسؤولة مسؤولية كاملة بمنع القتل والاعتداء. ومما يعزز ذلك هو ان للعشيرة سلطة تضاهي سلطة تتمكن فيها من ضبط عناصرها والمنتمين اليها بوسائل عديدة. فهل ستنجح عشائر العراق بتخليص البلاد من الارهاب وتحقق سلطة القانون بعد ان عجز الاخرون؟!

بكلمة مختصرة فان الوضع العراقي لكي يستقر امامه ثلاث خيارات. الخيار الاول الذي لابد منه بغض النظر عن الخيارين الاخرين الا وهو استقالة او اقالة حكومة (المالكي) لا لشيء بل لانها فشلت. اما الخيارين الاخرين فالاول هو خيار امريكي وموجود في الملفات الامريكية الا وهو دعم قيام حكومة انقاذ وطني عسكرية على غرار الحكومة الباكستانية مع حل كافة الاحزاب والبرلمان وايقاف وفرض حالة طواريء بحيث تقوم تلك الحكومة باساليب قمعية تدعمها امريكا وهذا ليس بالغريب على امريكا. اما الخيار الاخر وهو قد يكون الافضل للعراق والعراقيين فهو بروز كتل عشائرية جديدة من العشائر التي تحقق الامن ومن تكتلاتها تكون قادرة على تحقيق الامن للعراق كله او كتل سياسية اخرى تنجح بتحقيق انتخابات مبكرة اخرى بعد اسقاط الحكومة الفاشلة الحالية.

ولكن هناك خيارات كثيرة ومفاجئات سوف تفرزها المرحلة القريبة القادمة الا اللهم اذا صارت معجزة وغيرت حكومة المالكي من توجهاتها وصارت تحقق نجاحات مفاجئة وغير مسبوقة على صعيد الامن والتوجه السياسي والمصالحة الوطنية والخدمات ومحاربة الفساد وحفظ حقوق الانسان ولاندري هل سيكون ذلك سهلا عليها وعلى كتلتها البرلمانية ام لا.

ما هو الحل للوضع العراقي الحالي وكيف يمكن لنا ان نصل اليه جميعاً؟


لايوجد ادنى شك ولانحتاج الى عناء البحث والتفكير والاستدلال وسرد البراهين على ان حكومة (نوري المالكي) قد فشلت فشلاً خطيراً يهدد الكيان العراقي بالتمزق في حال استمرارها. ولكن لابد لنا ان نعرج على كيفية وشرعية الانتخابات التي جائت بها هذه الحكومة الى الوجود. لان الذين يتربعون على عروشها من المالكي الى الاخرين يتحججون بالانتخابات.

قلنا في مقال سابق حتى لو كانت الحكومة منتخبة (في حال كون الانتخابات صحيحة) فانها ان فشلت في تحقيق ابسط الامور الاقتصادية او الخدمية فانها تسقط اوتستقيل او تبدل فكيف بها والبلد تنتهك حرماته ويموت اهله ويهدم تراثه ويهجر اهله وهم في داخله ويموت مثقفوه وعلمائله اما قتلا او جوعا او تعسفا او في المهاجر وتقطع اوصاله ويعيش تحت احتلال المرتزقة ووووو وغير ذلك كثير؟ انه من الغرابة ان تخرج حكومة كهذه ويقول رئيس وزرائها انهم قد انتخبهم الشعب. اي شعب هذا الذي انتخبكم؟ شعب يموت قتلا من الارهاب ويسحق سحقا ويراد له العودة الى العصور الوسطى المظلمة ان لم يكن قد عاد فعلا؟!

على كافة الذين امتهنوا السياسة والذين جاؤوا مع الامريكان سواء من ايران او سوريا او بريطانيا او غيرها من دول ان يفهموا بان الشعب الذي حكمته الدكتاتورية لعدة عقود لم يكن مستعداً لخوض انتخابات نزيهة ولقد تم الضحك عليه بواسطة الطائفية واستغلال الدين والرموز والفتاوي والخزعبلات وهذه ليست ديمقراطية صحيحة ولاانتخابات نزيهة ولايمكن ان يعتد بها. ان الشعب العراقي بفصائله العديدة لو توفرت له فرصة انتخابات نزيهة اليوم لما انتخب فرد واحد من السياسيين الموجودين على الساحة الحالة. ولولا وجود المحتل الذي يوفر الحماية لحكومة (المنطقة الصفراء) لما بقي واحد من هؤلاء يوما واحدا في العراق ولفروا بشكل اسوأ من فرار (صدام).

على الشعب العراقي بكافة طبقاته وفئاته وخاصة مثقفيه ان يثور على الواقع الحالي وكل من موقعه وبلا هوادة حتى يتحقق الامن والرفاه والديمقراطية الصحيحة. ان العراق بحاجة الى حركة تصحيحة عارمة يشترك فيها كل الشعب ويجب ان لايهدأ مثقفوه حتى يتحقق الاصلاح ويجب ان تتم الدعوة الى اجراء انتخابات عراقية مبكرة او تكتل عراقي كبير يسقط هذه الحكومة وتاتي حكومة لايشترك فيها احد من الوجوه السياسية الحالية الغير كفوءة والتي تعتمد على الاحتلال لحمايتها.

لقد فشل المالكي كما وفشل غيره من قبل من امثال علاوي والجعفري بينما تحول الاخرون الى بناء دول داخل دول مثل عبد العزيز الحكيم الذي اعتمد مبدأ الوراثة والتوريث. فلماذا كانوا يلومون (صدام)؟! علما بان هناك من صار يدرك اليوم بان (صدام) كان محقاً عندما قرر منع هؤلاء من الخوض بالسياسة (ولو اننا لانتفق مع هذا الطرح خاصة اسلوب صدام بذلك) ولكن هناك من العراقيين من اصبح يقول بان صدام كان محقا بمنع هؤلاء من العمل الحزبي والسياسي والدليل هو ما يفعلونه اليوم بالعراق وهم يستنجدون بالاحتلال لحمايتهم بالبقاء في السلطة. فواعجباه وواسفاه ووالوعتاه!

اذا كان (عادل عبد المهدي) قد استقال فعلا فخيرا قد فعل احتجاجا على كل شيء ويجب ان يخرج اول من يخرج ويعلن استقالته هو نوري المالكي لو كان يملك ذرة من المسؤولية امام الله. فعليه ان يكون صريحا مع ربه ومع الشعب اذا كان فعلا حريصا على الديمقراطية والانتخابات ويقول بانه مستقيل بسبب تدخل قوى الاحتلال وعرقلتها للعملية السياسية وبسبب وضع السياسين العراقين والفساد والاداري وووو وسرد كافة العراقيل والمعرقلين. ليخرج وليقل ذلك ويعلن الاسباب وهو بذلك يكون قد اسدى خدمة للعراق والشعب في كشفه للحقائق ثم ليتوجه بعد ذلك الى صفوف المعارضة وصفوف الثائرين ضد الوضع الحالي والذين سيتزايدون يوما بعد اخر وبشكل مضطرد مادام الوضع يزداد سوءا.

لقد قالها (حسني مبارك) ولم نتفق معه في بداية الغزو الامريكي للعراق اذ قال ان امريكا اذا ارادت للعراق ان يستقر عليها ان تختار حاكم عسكري والابقاء على الجيش وفعلا لو فعلت امريكا ذلك لما وصل العراق بسبب هؤلاء المتجاهلين للشعب ومعاناته وهم على رأس سلطة مسحوقة ببساطيل المرتزقة. لم يكن العراقي يخاف عندما كان يسير في الشارع في زمن صدام ولم يكن الاستاذ يخاف القتل او الخطف او التهديد وكان الوضع افضل بكثير على الاقل من الناحية الامنية رغم تعسف النظام واجهزته الامنية ولكن كان الشعب يعيش بامان ويعرف كيف يتجنب الاجهزة الامنية بشكل معروف ومكشوف اما اليوم فهو لايعرف من هو عدوه ومن هو صديقه وكل ما يعرفه حق المعرفة هو ان حكومة ديمقراطية المنطقة الخضراء الامريكية هي حكومة هزيلة غير قادرة على توفير الحماية والامن وابسط الحقوق له. وهو عندما يخرج من بيته يودع اهله وداع الذي قد لايعود!

ان الحل الوحيد الذي ينقذ العراق هو ان يثور الشعب العراقي ضد كافة انواع الظلم والتعسف والفساد والاحتلال وكل عراقي من موقعه وما يقدر عليه بالكلمة والفعل والجمعيات والتظاهرات وغير ذلك حتى يتم تغير الوضع القائم وبضمنه الوضع السياسي والسيادة المسلوبة من قبل المرتزقة. من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وبالنسبة لمنكر العراق لايفيد معه الخيار الثالث لان الخيار الثالث في الوضع العراقي الحالي ينطبق عليه (الساكت عن الحق شيطان اخرس).

كما ويجب الضغط على المرجعية الدينية بان تبدي موقفاً اكثر حزماً من المعاناة الحالية ومن الضعف والتهاون الحكومي والفساد الادراي. فهذه المرجعية ليست معصومة من الخطأ ومن التهاون والضعف وحسب قابلياتها وحسب المرجع كشخص. نحن نحترم المرجعية ولكن علينا ان نطالبها بان تكون اكثر حزماً امام هذا الوضع المنهار الذي يجب ان لاينأى المرجع مثل (السيد علي السيستاني) بنفسه عنه او ان يكون بعيدا بشكل او باخر عنه علما بان كلمته لها تأثير كبير. فهو لو اراد ان يقول بان حكومة المالكي يجب ان تعمل كذا وكذا وهي غير حازمة بشأن الوضع الامني والسياسي والوضع الخدمي وغيره فان ذلك سيكون له اثراً كبيرا. ولكن للاسف فان السيد (علي السيستاني) يبدو انه قد ابتعد بنفسه ولم يكن له موقف قوي وحازم علما بان التاريخ قد افرز لنا امثلة من المراجع لعبوا ادوارا كبيرة في تقويم السياسة وخدمة الشعب والتاثير بالواقع وفي ضروف كانت اقل سوءا من الضروف الحالية التي يمر بها العراق. ان على مرجعية السيد السيستاني ان تكون اكثر حزما تجاه الوضع الحالي او ان يبرز لنا مرجعا اخر حازما وقويا يستطيع ان يؤثر في الواقع الحالي فالوضع بحاجة الى القوة والتأثير وليس العلم الديني والشرعي فقط.

خلاصة الكلام ان على الشعب العراقي ان يثور ضد الوضع الحالي الذي لايغيره الا الشعب بثورة عارمة وبمختلف الاتجاهات
اذا الشعب يوما اراد الحياة **********فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي *************ولابد للقيد ان ينكسر

هي لاءات يجب ان ترفع ولعل قيادة شعبية قوية تبرز لتاخذ بها لتصل بالعراق الى شاطيء الامان:

لا للاحتلال
لا لحكومة المنطقة الخضراء وسياسي المحاصصات
لا للبرلمان الذي يعمل على اسس طائفية وعرقية ومذهبية
لا للفساد بكافة انواعه
لا للشيعة
لا للسنة
لا للمسيحية واليزيدية وغيرها
لا للطائفية الدينية والمذهبية والعرقية والقومية
لا للعرب
لا للاكراد
نعم للعراق ونعم للعراقيين ونعم للوطنية ونعم لحكومة وطنية قوية وقادرة على حل كافة الازمات
نعم لمن يقول للاحتلال (لا نريدك ان تحمينا بل ساعدنا لكي تخرج من بلادنا)
نعم للمرجعية القوية التي تقول كلمتها بحزم وقوة ينتج عنها تغيير في الواقع نحو الاحسن
ولا للاعراب والعجم بل نعم للعرب الذين يقفون معنا كشعب ونعم للمسلمين الذين الذين يخافون الله في اخوانهم العراقيين.

التغيير ايها العراقيون سوف لن ياتي من السماء الا اذا اردنا نحن هذا التغيير فالله لايغير ما بقوم حتى يغيروا هم ما بانفسهم.
والتغيير ايها العراقيون سوف لن تقوم به امريكا ببضعة الالاف جندي محتل لان التقارير تؤكد ان امريكا والصهيونية تعملان على تفكيك البنية الاجتماعية العراقية وتساعدان بعض الارهابيين ولهم غايات اخرى غير معلنة. ان التغيير وقلب الواقع الحالي اذا لم ياتي من الشعب بثورة يشترك فيها الجميع فسوف لن يقوم احد بتغيير الوضع ابدا وستطول المعانة الى سنوات عجاف قادمة. ثم اذا اراد ان ياتي يكون بعد سرقة كافة موارد العراق وبعد اغراقه بفوضى عارمة قد لاتنتهي الا بتقسيمه.

والثورة قد تكون اعلامية وشعبية وعسكرية وتعبوية حتى يشرق على العراق فجر يوم جديد يزيح عنه غمامات التلوث المختلفة الانواع ليتنفس شعبه هواء فجر جديد لم تدنسه الملوثات الفاسدة. فمتى يشرق هذا الفجر ومن هم ابطاله؟

حكومة ديمقراطية المحاصصة الطائفية الامريكية اسؤأ من حكم صدام حسين


لم ولن يأسف احد على سقوط الطاغية وذلك لانه هو المسؤول عن جميع ما وصل اليه العراق من تمزق ودمار ولكن (رغم صعوبة هذه ال لكن) فان حكومات ما بعد الاحتلال البغيض ابتداءاً (باللعين الحرامي) (بول بريمر) الى حكومة نوري المالكي الضعيفة والمنخورة بالفساد وعدم الكفاءة فانها جميعاً وبدون شك اسوأ بكثير من حكم (صدام حسين).

فاذا كانت السرقات والفساد الاداري يقتصر على مجموعة صغيرة اصبحت ظواهر الفساد بمختلف الاشكال من الامور العادية التي تمارس بشكل يومي دون ادنى عقاب او حساب. ولو كان ما حصل للاطفال الايتام قد تم أكتشافه ايام (صدام) لعرف الجميع ما سيفعله (صدام) بالمتسببين وكيف سيعاقبهم وهم صاغرون.

اليوم وبعد اربعة سنوات من القهر والاستبداد والطائفية والفساد والضعف والارهاب والقتل والتهجير والدمار الاجتماعي والسياسي وتخريب البنية التحتية ونهب الثروات النفطية والتراثية وتدمير الثقافة والنسيج الاجتماعي العراقي وتحويل العراق الى بلد الموت والجثث المقطعة والشباب الممزق والملاين المهاجرة والذل تحت بساطيل المرتزقة من الصهاينة والامريكان والبريطانيين ومن ينادي بابقائهم من اجل ابقائه بالحكم وغير ذلك فاليوم وبعد كل هذا يجب على الشعب العراقي بكافة اطيافه وخاصة مثقفيه ان ينهوا فترة السكوت ويقولوا كلمة الحق ولو على انفسهم.

ماذا جاء اصحاب (المنطقة الصفراء) معهم للعراق من فنادق الدرجة السابعة التي كانوا بها معارضة غير القتل والدمار والهلاك والموت والسرقات والكذب والتسلط وقد سأم العراقيون رؤية وجوههم الكالحة وهي تبتسم ابتسامات صفراء بعد كل مشهد من مشاهد الموت والدمار. لقد خرج من حكومة (اياد علاوي) وزراء ومدراء وغيرهم بملايين الدولارات بعد ان لم يكونوا يملوكون شيئاً. وتكرر الحال ويتكرر مع (ابراهيم اشيقر الجعفري) ومن ثم (نوري المالكي).

ماذا عمل عبد العزيز الحكيم للعراق غير اللطم على الحسين والحسين لم يثور من اجل اللطم عليه بل من اجل العمل والجد والصلاح. كما ويتكرر مشهد الوراثة من الاب الى الابن بين عبد العزيز الحكيم وابنه ويتكرر تمجيد وحكم العائلة الواحدة والرمز وبالروح نفديك يافلان وهلم جرى. فهل هذا هو الذي جناه العراق من هؤلاء ام انهم يضحكون على ما تبقى من ذقون؟!

واين نفط العراق الذي صار نهباً وكيف يباع ولماذا يفتقر الناس في بلد النفط الى ابسط انواع النفط؟ ماذا فعل (ابن محمد بحر العلوم) وماذا يفعل (الشهرستاني) فهل هو يصدر النفط من خلال مدينة (شهرستان) ام ماذا؟ وماذا يقول لاسياده الامريكان وماذا يقول هؤلاء للشعب العراقي وللتاريخ ولرب العالمين عند المسائلة؟ انها حقاً ام المهازل!

لم ياتي اصحاب المنطقة الصفراء بغير العذاب لهذا الشعب المقهور وهم ينادون بابقاء القوات الامريكية لكي تحمي عروشهم القائمة على جماجم الابرياء وعلى الصور المرعبة لاطفال العراق الايتام المعاقين. كم جامع ومرقد وصرح تراثي يجب ان يدمر لكي تعترف هذه الحكومة بفشلها؟ اين هي الديمقراطية من التسلط وعدم الاعتراف بالخطأ؟

قبل ايام ظهر المالكي وهو يردد بان حكومته منتخبة بشكل ديمقراطي ولايمكن ان تتغير الا بنفس الطريقة؟ ولكنه نسى ان الديمقراطية هي التزام ثنائي تتلتزم به الحكومة المنتخبة بتوفير الامن والخدمات والكرامة والعيش المقبول لكافة الناخبين وغير الناخبين كما وتلتزم بالشفافية والاعتراف بالفشل والخطأ والتنازل عن السلطة اذا كان بقائها لايخدم الشعب. ولم تلتزم لاهذه الحكومة ولاغيرها بذلك. بل ان ممتهني السياسة العراقيون لاتهمهم الا انفسهم واحزابهم ومذاهبهم واطيافهم وعشائرهم وعوائلهم ولايوجد لديهم ذرة او جزء من الذرة من الوطنية.

على من يضحك هؤلاء ونحن نرى ان العراق لم يعد عراقاً واحدا ففي الشمال دولة لاينقصها الا التمثيل الخارجي وفي البصرة وما جاورها كانتونات تصيطر عليها عصابات (العجم الايرانيين) اضافة الى المحتل الحقير وفي ديالى وماجاورها تتحكم برقاب الناس عصابات ارهابية متخلفة تدعمها سوريا وايران ومنظمة منافقي خلق وفي غرب العراق يسود جو من الحزن والاسى على كافة الاجزاء التي تحولت الى ضيعات مابين القاعدة وبين هذا وذاك. بينما تعيش باقي مناطق العراق بفقر مقفع وبطالة مدمرة وعودة بالعراق الى عصور ما قبل اختراع الكهرباء والماء الصالح للشرب.

لقد جاء اليوم للمطالبة بتنحية جميع من يتربعون على كراسي هم ليسوا اهلا لها وان تقال كلمة لا لكل من يريد ان يتسلق السلطة بالوراثة ولكل من يريد ان يجعل من الحكم والرمز عائلي او مذهبي او طائفي. فلقد ضاقت النفوس ذرعاً ولم يعد احد يهتم لمذهب او طائفة او شيء من هذا القبيل. الشعب يريد ان يعيش بكافة اطيافه وبلا فرق وان يترك المعممون ورجال الدين السياسة ويتفرغوا لدينهم لان وجودهم يثير الطائفية.

ان الشعب العراقي يريد ان يرى المحتل قد لملم اشتاته وغادر وذلك بوضع جدول زمني لذلك وكل من يقول بانه لايريد ذلك معناه انه يريد المحتل ان يبقى يحميه وهو في السلطة. والشعب لايريد حكومة تختبأ خلف الاسلاك وترتجف خوفاً وتفضل العيش تحت حماية المحتل. كما وان الشعب العراقي يرفض الفساد والتقاعس ووجود اشخاص غير مهتمين ولاكفوؤين على وزارات مهمة مثل النفط وعلى وزارات خدمية اثبتت فشلها وعلى وزارات امنية لاتوفر الامن الا لوزرائها.

لقد ضاق الشعب ذرعا واصبح لايهتم حتى لو حدث انقلاب عسكري يمكن له ان يوفر الامن والرخاء فذلك احسن من ديمقراطية الموت والدمار والاحتلال. واذا بقى الوضع هكذا فسوف يأتي اليوم الذي يتحسر به العراقيون على ايام صدام رغم دمويتها.

الموت لامريكا واحتلالها
والخزي والعار لكل ممتهن للسياسة العراقية سواء في الحكومة او غيرها وهو لايهتم للعراق كوطن بل يعمل من كافة الجوانب الا جانب الوطنية
والعار والشنار على كافة الدول الاعرابية والاعجمية التي تمد القتلة والمجرمين والارهابيين بوسائل القتل والدمار في العراق
والويل والثبور لكل هؤلاء من مشهد يوم عظيم.

عراق ديمقراطية المحاصصة الطائفية والفساد الاداري الذي يطال الايتام


لو حدث جزء ضئيل مما يحدث في العراق من جرائم وفساد اداري وسرقات وفي ابسط وافقر البلدان لسقطت حكومات ولاحيل مسؤولون كبار وصغار الى المحاكم لينالوا جزائهم اما في (عراق ديمقراطية المحاصصة الطائفية الامريكية) فكل شيء جائز ما دام المالكي والطالباني والمشهداني وعبد العزيز الحكيم والمطلك والهاشمي وعلاوي والربيعي وفلان وعلان وغيرهم يتدافعون على كراسي الحكم وكل حسب حجته.

ان هؤلاء الذين يتصارعون على السلطة لايخجلون ولو كان لديهم ذرة من الوطنية والضمير لما بقوا في قمة سلطة ذليلة تسحقها (بساطيل) جنود بوش من المرتزقة ومن لف لفهم من انكلوسكسون وصهاينة محتلين. فالعراق بلد بلا سيادة ينخر في جسده اضافة الى الاحتلال البغيض الارهاب والقتل والتهجير والسرقات والفساد الاداري وتدمير رموز حضارته الدينية والاثرية واليوم تظهر لنا الصور كيف ان الاحتلال الانكلوسكسوني وهو المتسبب بكل ما يحدث في العراق يظهر مشاهد لاطفال ايتام وهم في حالات يرثى لها وغير انسانية.

من الذي تسبب بحصول هؤلاء الايتام الم يكن هو نفسه الاحتلال البغيض والارهاب الذي جاء معه اضافة الى الذين جاؤوا معه لكي يحكموا؟

اولا ان المرتزقة من جنود الاحتلال يحاولون باظهار هذه الصور على انهم يحرصون على هؤلاء الاطفال بينما هم الذين تسببوا بذلك وسياسة بلادهم.

ان جميع ما يحدث في العراق يدل على ان هناك انهيار في المنظومة الاجتماعية والحكومية بحيث يتعرض هؤلاء الاطفال الى معاملة ادنى من معاملة الحيوانات بينما يتنافس اصحاب المنطقة الخضراء على المناصب لكي يتسنى لهم تهريب ثروات العراق وسرقة خيراته. الا يخجل هؤلاء من تلك الصور المروعة لاطفال العراق الايتام؟

عن ماذا يمكن لنا ان نكتب فلم يبق شيء لم ينخر في العراق ولم يعد الشخص اما جريمة واحدة او فضيحة او فساد بل انه انهيار كامل لدولة يموت فيها الشعب ويهجر ويقتل ويذله الاحتلال وتعيث فيه المخابرات الصهيونية والايرانية والاعرابية وعصابات المافيا والمخدرات بينما لايهتم مسؤولي (عراق المحاصصة الطائفية) الا بالسيارات المدرعة والحماية الشخصية والقصور وكراسي الحكم. ان جريمة واحدة من الذي يحصل في العراق ولاسيما جرائم العنف والدمار وجريمة الايتام كافية لان تدفع من يملك ضمير من هؤلاء لان يعلن استقالته خاصة اذا كانت مسؤولية المستقيل تتعلق بهذه الجريمة او تلك.

الم تفشل وزارة الداخلية والدفاع بتوفير الامن؟ الم تفشل وزارة الصحة بتحقيق الرعاية الصحية اللازمة؟ الم تفشل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برعاية دور الايتام؟ الم تفشل وزارة الكهرباء والماء وغيرها من الوزارات بتحقيق الرفاهية الاساسية للمواطن؟

لقد اصبح الوضع العراقي حقاً مضحكاً. فالرئيس كردي يحيط به نائب سني ونائب شيعي! فياسلام على الديمقراطية الطائفية. ورئيس الوزراء شيعي يحيط به نائب سني ونائب كردي ورئيس مجلس النواب سني يحيطه معمم شيعي (وافندي) كردي. وهناك دول داخل دولة العراق يتزعم كل منها احد الاحزاب بصفاتهم الحزبية والشخصية والعائلية فهذا يستقبل سفير الدولة الفلانية وذاك يستقبل الوفود من الداخل والخارج ولاندري من الذي يمثل الدولة ومن الذي يمثل نفسه فقد ضاع الحابل في النابل في العراق. ان هذه مهزلة امريكية بغيضة يراد منها تشتيت العراق وتقطيعه الى اجزاء ودويلات طائفية.

وبكلمة واحدة فان الاحتلال الانكلوسكسوني الامريكي البريطاني الحقير ودول الجوار خاصة ايران وسوريا والمفسدين من حكومة العراق هم المسؤولون عن الوضع العراقي الحالي امام الله وامام الشعب وامام التاريخ وسوف لن يرحمهم التاريخ والشعب وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

هل ستقع ايران في البئر الذي حفرته للعراق؟


لاشك أن الارهاب الوهابي المتمثل في القاعدة والذي يمده ملالي الفكر التكفيري المتحجر في شبه الجزيرة العربية بالفتاوي والتمويل اللوجستي المختلف هو الذي يشكل الخطر الرئيسي في العراق بالاضافة الى الاحتلال (الانكلوسكسوني البغيض). كما واثبتت الادلة القطعية بان النظام السوري يلعب دوراً كبيراً في امداد وتمويل عدم الاستقرار في العراق. وبالاضافة الى ذلك فان الفساد الاداري وضعف المسؤولين العراقين الشديد يلعب دوراً كبيرا في استمرار العنف خاصة فيما يخص المحاصصة الطائفية والصراع على السلطة التي اصبحت سمات اساسية بديلة عن النهج الوطني.

والسؤال هو ما هو الدور الايراني في ما يحصل في العراق؟ هل هو فعلا كما يصرح المسؤلون الايرانيون بانهم يريدون الاستقرار في العراق ام انهم يصرحون خلاف ما يفعلون؟ وهل فعلا توجد صلات مابين تنظيم القاعدة وايران فيما يخص العراق؟ وما هي المصلحة الايرانية في تلك العلاقة؟

ولكي نستطيع الاجابة على هذه الاسئلة فاننا يجب ان نعود قليلا الى الوراء الى عام 1979 بعد قيام الثورة الايرانية وعودة (الخميني) من النجف الى باريس ثم الى ايران. في بداية هذه الثورة نظر اليها الكثير من احرار العالم وخاصة الشباب العراقي المثقف باحترام وكبرياء لانها قضت على اكبر نظام عميل للغرب وخاصة امريكا في المنطقة وجائت بثورة (اسلامية) احدثت هزة كبيرة في المنطقة والعالم. ولقد خافت كافة الانظمة خاصة الخليجية الضالعة بالعمالة للغرب من ان تقوم شعوبها بمظاهرات وثورات مماثلة ومما زاد تلك المخاوف هو التوجه الايراني لتصدير تلك الثورة عبر الاعلام والتنظيمات خاصة الى العراق. ومن هنا حصل الخطأ الكبير حيث عملت ايران على معاداة ليس الغرب كله فحسب بل دخلت في حرب مع العراق وهي تعلم بان القتال مع العراق كان بين (المسلمين). فلم ينحصر شق الصف على ايران والعراق بل انقسمت الدول الاسلامية والعربية الى مؤيد و معارض لاحد الفريقين. فكانت سوريا وليبيا مع (ايران الخميني) بينما ساندت الكويت والسعودية ودول الخليج (عراق صدام). ولو افترضنا على ان صدام هو الذي بدأ الحرب بشكل رسمي فان الخميني قد تسبب باستمرارها لمدة 8 سنوات وذلك لان صدام قبل من جانب واحد ايقاف الحرب بعد ستة ايام من حصولها وهذا شيء لاينكره القاصي و لا الداني.

في الحقيقة ان الحرب بشكلها العملي العسكري غير المعلن و الاعلامي بدأت قبل ان يعلنها صدام بشكل رسمي حيث كان العديد من الجنود العراقيين ينقلون الى مستشفيات البصرة بسبب تعرضهم الى شضايا قنابل يتم اطلاقها من الجانب الايراني بعدة اسابيع قبل الحرب. كما وصارت التحريضات الايرانية ضد العراق لزعزعة الامن والقيام بمظاهرات وثورة على غرار ثورتهم بشكل يومي ومنظم. ولقد ادى ذلك الى تعريض الكثير من الشباب العراقي الى المخاطر والاعدامات والسجون على ايدي النظام الدكتاتوري الصدامي. وعليه فان ايران لم تتصرف بحكمة وعقلانية ومسؤولية اسلامية (باعتبارها جائت بثورة اسلامية) لكي تحق الدم العراقي والايراني المسلم. بل ان الخميني وباصراره على الحرب مع صدام قد اعطى الحجة لصدام لبناء ترسانية عسكرية ولعسكرة الشعب العراقي المغلوب على امره وبالنهاية للاستمرار في السيطرة على الحكم باستخدام القمع والتخويف وسلب الحريات والارادات. اي ان ايران الخميني قد عملت على تدمير العراق وساعدت صدام على نشب مخالبه في الجسد العراقي. وبعد ثمان سنوات من رفض الخميني على ايقاف الحرب وقبيل وفاته ولكي لاتستمر الحرب بعد وفاته تم اقناعه من قبل رفسنجاني وغيره بقبول ايقافها وقد وصف هو ذلك بان القبول بايقافها هو (كتجرع السم)! وعندما نقرأ كلامه هذا لانستغرب كيف ان الخميني وكرجل دين لم يكترث على حقن دماء المسلمين ويقبل بوقف الحرب منذ الايام الاولى لها.

وبعد انتهاء الحرب (الخمينية الصدامية) التي قتل بها المسلم اخيه المسلم ولم يربح فيها الا اعداء العراق وايران ولدت تلك الحرب حرب الكويت. خرج العراق من حرب ايران وهو يمتلك اكبر جيش في العالم من حيث عدد الجنود والقادة ذوي الخبرة العسكرية الكبيرة في ساحات القتال كما ويمتلك مخزون عسكري من العلم والتصنيع والقابلية في مختلف المجالات العسكرية ما لم يتوفر لاكبر الجيوش في العالم. والجميع يعلم انذاك كيف ان دول الخليج كانت (ترتجف خوفاً) من صدام وجيشه ولم يكن احداً منهم يجرأ على ان يمس العراق ببنت شفة فالجميع يتذكر بان السعودية لم تتجرأ على ذكر دخول القوات العراقية الى الكويت في اخبارها الا بعد مرور ايام على ذلك. وعليه فلم يرق لهم هذا الوضع كما لم يرق (لاسرائيل) خاصة. وعلى هذا الاساس فانهم مهدوا لحرب الكويت. أي ان حرب الكويت لم تكن كما صرح عنها صدام بانها من اجل ضم الفرع الى الاصل بل انها كانت (خداع) تم ايقاع صدام فيه وكان المخطط للغزو الكويتي هي (امريكا واسرائيل) من اجل القضاء على القوة العراقية الرهيبة ولم يكن الغزو بالاساس مخططاً له من قبل صدام بل انه قد تم خداعه وايقاعه في الفخ من قبل امريكا وبدفع من اسرائيل. وهكذا جائت حرب الكويت وتم تدميرها فجنت من اعادة بنائها الشركات الامريكية مبالغ لم تكن تحلم بها. وصار لامريكا قواعد كبيرة في المنطقة بعد ذلك. ولو لم ينخدع صدام بهذه الحرب وعكف على بناء العراق وترتيب شؤون الجيش دون غزو الكويت لاصبح العراق هو القوة الاقليمية الكبرى ولاستطاع صدام ان يأخذ مايريد ممن يشاء. فالجميع يتذكر كيف ان تحريك قطعة عسكرية عراقية على حدود العراق الجنوبية كان يرفع اسعار النفط الى مستويات تخيف الاقتصاد العالمي بينما كان صدام وبواسطة المخابرات العراقية هو الذي يسيطر على الكويت دون الحاجة الى غزوها. ان غزو الكويت كان خدعة امريكية اسرائيلية كبيرة جدا اخذ صدام سرها معه ولولاها لكان لصدام والمنطقة والعراق شأن اخر.

وبعد الحرب الامريكية لغزو وتحرير واعادة بناء الكويت وبقاء صدام في السلطة والحصار الامريكي الاعرابي الذي قتل مليون طفل عراقي صار صدام الذي كان العدو الاول للخميني صديقا لايران التي ساعدته هي الاخرى على الاستمرار في السلطة وبيع النفط العراقي المهرب من خلال موانئها وبواسطة المقبور (عدي). ومرة اخرى تلعب ايران دور المخرب في العراق وعدم المكترث في حياة شعبه المسلم وهو ما يخالف دعواتها للاسلام ومبادئه.

اما اليوم فاننا نشهد تدخل مباشر من قبل المخابرات الايرانية في الشأن العراقي وعلاقة ايران المباشرة بنتظيم القاعدة من اجل ابقاء الامن مزعزعا في العراق غير مكترثين بالدماء العراقية البريئة التي تراق وتدمير المعابد والمساجد وغير ذلك من بنية تحتية والثروة العراقية. ومرة اخرى فان هذا يتعارض مع دعوات ايران الاسلامية لان الاسلام يرفض اراقة الدماء البريئة وتهديم المنشئات واهدار الثروات التي تخص كافة البشر وليس المسلمين فحسب. وبعد سقوط النظام تم قتل العديد من ضباط الجيش والطيارين العراقين الاكفاء الذين شاركوا في الحرب مع ايران فمن الذي قتلهم؟ ولقد اصبح(الخميني) الذي قتل مئات الالاف من العراقيين الجنود ومن الابرياء في المدن كالبصرة التي كانت تتعرض للقصف المدفعي الايراني اليومي تحول الى رمز لبعض العراقيين الذين كانوا معه في ايران عند اندلاع الحرب. اننا ليس لدينا عداء مع الخميني ولكن كان يمكن له ان يكون رمزاً كبيرا لو انه اوقف الحرب منذ الايام الاولى بحجة (حقن دماء الشعبين المسلمين) وللاسف فلقد تم العكس.

لقد لعبت ايران دورا كبيرا في تخريب العراق منذ مجيء الخميني للسلطة والى يومنا هذا وان تصريحات المسؤولين الايرانيين في استتباب الامن في العراق هو نفاق تنفيه الوقائع. وعلى ايران اذا ارادت ان تتجنب عدم الاستقرار في اراضيها ان تساعد على استتباب الامن في العراق وان لاتساعد تنظيم القاعدة ولا تسعى الى تفتيت الوحدة العراقية. وان ايران ستندم ندما شديدا اذا هي لم تفعل على استقرار العراق ووقف دعمها للارهاب في العراق لان ذلك سينقلب عليها عاجلا ام اجلا ومن حفر بئرا لاخيه وقع فيه. وان ايران مخطأة اذا تصورت بان عدم استقرار العراق سوف يمنع امريكا من ضربها فالعكس هو الصحيح. اذا ان عدم استقرار الاوضاع في العراق يعطي امريكا الفرصة للبقاء وزيادة قواتها في لحظة تشاء كما ويجعل عدم الاستقرار العراقي جنودها في مأمن. اضف الى ذلك فأن امريكا ستتخذ من التدخل الايراني في العراق سببا الى توجيه ضربة اليها اولا لردعها وثانيا لانها ستعتبر ذلك تحدياً لن تسكت عليه وهي القوة العظمى في العالم. فهل ستعي ايران الدرس وهل يحتاج الحليم الا للاشارة تكفيه!

الاحتلال البربري وحكومة العراق الهزيلة هما المسؤولان عن حماية المقدسات


المؤمن لايلدغ من حجره مرتين فكيف اذا لدغ مرات ومرات فماذا ياترى نسميه عند ذاك؟! هل هو (مغفل) ام ضعيف ام احمق ام ماذا؟!

ماذا يمكن ان نسمي حكومة (العراق المظلوم والجريح) وهي ليس لديها غير الشجب والاستنكار امام جرائم بربرية يتعرض لها الشعب العراقي اينما وجد؟ وهل يعقل ان يتم تفجير منارتي العسكريين (عليهم السلام) بعد ان تم تفجير المرقدين قبل عدة اشهر فقط؟

ان حكومة (المالكي ورئاسة الدولة والبرلمان العراقي) انما هي مؤسسات غير قادرة على اداء مهماتها في حماية الوطن والمواطن والمنشئات التراثية والحضارية والوطنية. وعليها ان تخجل من نفسها وان تتنحى عن السلطة اذا هي فشلت هذا الفشل الذريع.

ان الجميع يعلم بأن سياسة الاستعماريين كانت ولاتزال تعتمد على مبدأ (فرق تسد) وهذا بالضبط ما تقوم به القوات الغازية (الامريكية والبريطانية) وذلك لكي تشغل العراقيين بانفسهم وفيما بينهم بينما تتفرغ هي لتحقيق اغراض اخرى وهذا بالضبط ما صرح به كبار قادتهم اليوم. فلقد صرح احد كبار القادة العسكريين الامريكين في العراق بان ما حدث من تفجير اليوم هو (عمل داخلي). يبدو ان هذا القائد العسكري الامريكي اراد ان يكذب او ينافق فلم يفلح و كما يقول المثل العراقي (اللي بحزته طلي يمعمع). فنحن نعلم بان هذا عمل داخل العراق ولكن ليس من الضروري ان يكون المخططين له هم من الداخل ومن ناحية اخرى هو عندما يقول عمل داخلي يريد القول بانهم غير مسؤولين عنه وليس لهم ايدي فيه. ان امريكا مسؤولة عن توفير الامن في العراق كقوة احتلال وهي مسؤولة عن تأجيج كل ما يحدث في العراق وعليه فأن الاحتلال يجب ان ينتهي.

سوف لن ينعم العراق بالامن والاستقرار ما دام الاحتلال يرزخ فوق ارضه ونقصد هنا كافة اشكال الاحتلال من الامريكي البريطاني الى القاعدة مروراً بالميليشات الموالية للاعراب اوالعجم وقوى المخابرات الاجنبية.

كان يفترض بالحكومة العراقية ان تقوم بتطهير (سامراء) من الارهاب بعد التفجير الاول ولكنها لم تفعل فهل تستطيع ان تفعل هذا بعد التفجير الثاني ام انها تنتظر التفجير الثالث وهو لامحالة قادم في الايام القادمة لكي يثبت الارهابيون انهم اقوى من هذه الحكومة. ويمكن ان نستنتج ان المراقد في كربلاء والنجف والكاظمية والاعظمية هي اهداف قد يتم تفجيرها بشكل او باخر فيما سيأتي من الايام مادام هناك عجز حكومي تام وتقاعس.

هل من منقذ ينقذ العراق ام ان (القازوق) بلغ مداه؟!

من ينقذ العراق مما هو فيه؟


لله در العراقيين مابرحوا يعيشون تحت وطأة القتل والارهاب والتعذيب والتهجير والغربة الظالمة وتكالب الاقربون قبل الغرباء. لاندري ماذا حل بهذا البلد وشعبه هل هي لعنة من السماء حلت ام هي ظلم وقع فلا يرفع ام ماذا؟!

لقد استبشر هذا الشعب خيراً بنهاية الدكتاتورية رغم ان الذي انهاها هو نفس (الشيطان الاكبر) الذي جاء بها ولكن لم يستمر الامر كذلك حتى دخل العراق في نفق مظلم حالك الظلام ومبهم المصير بعد تسلق ارباب سياسة (الكراسي والمناصب) على السلطة. فبعد ان تم استغلال ما اطلق عليه بالانتخابات للتسلق على هرم السلطة صار هم معظم هؤلاء (اشباه الساسة) هو السرقات والمراكز وتبديد ثروة العراق على الابهة والحرس الشخصي والسيارات المدرعة والسفر الى الخارج على حساب الدولة بحجة المؤتمرات والزيارات وغير ذلك كثير. ومن ناحية اخرى يقبع الشعب تحت وطأة الارهاب والميليشات المسلحة وبنادق الاحتلال (الانكلوسكسوني البغيض) بحيث اصبحت الهوة بين هؤلاء الذين يتربعون في القصور المغتصبة والشعب شاسعة جداً بحيث لايمكن اصلاحها.

بعد هذه المعاناة وهذا القتل والتشريد والدمار والاحتلال والصراع المخجل على السلطة والثروات ومراكز النفوذ من قبل هذه المجموعات اصبح المواطن العادي يسأل هل كان (صدام حسين) محقاً بعدم السماح لامثال هؤلاء من التدخل في السياسة والتحزب؟ اننا لانقول ذلك تأيداً للدكتاتورية ولكن نقول ذلك من خلال نظرة نقدية للواقع المزري الذي وصل اليه العراق ليس بسبب الاحتلال والارهاب فحسب بل بسبب فشل وتصارع الاحزاب وخاصة الطائفية منها على السلطة فقط بينما يترك الشعب يعاني الامريين.

ان الشعب العراقي الذي تسحقه (بساطيل) المرتزقة من جنود الاحتلال (الامريكي-البريطاني) البغيض سوف لن يغفر لمن لايعمل على انهاء الاحتلال والارهاب في نفس الوقت. ان المحتل (الحقير) لن ولايهمه مصلحة العراق وقد تبين ذلك خلال الفترة السابقة. ان الذين يمثلون العراق على هرم السلطة الحالية هم المسؤولون عما يحدث لهذا الشعب امام الله والتاريخ ولكن للاسف انهم على اقل ما يقال بهم (عاجزون كل العجز) عن حماية المواطن العراقي من ابسط المخاطر وعلى كافة المستويات. علاوة على ان الفساد الاداري قد اصبح مستفحلاً كالسرطان يسري في الجسد العراقي. فهل سيغفر الله و التأريخ والشعب لمن يتلاعب بمصيره ويتربع على عروشه بينما يمر الشعب باحلك الضروف ليس على مستوى العراق بل باحلك الضروف على مستوى البلدان الاخرى والتأريخ.

ان الوضع في العراق هو مهزلة اصبحت اضحوكة للشعوب الاخرى ويتحمل مسؤولية ذلك سياسيو العراق في الحكومة والاحزاب والبرلمان. ان هؤلاء سوف يصلون بالعراق الى درجة يجعلون العراقيين (يتحسرون) على ايام (الطغاة ومنهم صدام) لان هؤلاء الطغاة كانوا على الاقل يوفرون الامن للمواطن.

يبدو ان العراق وبوضعه الحالي غير مستعد لتقبل الديمقراطية بشكلها الذي يحترم به الرأي الاخر وهذا ليس غريباً على بلد قد خرج للتو من حروب ثلاثة ودكتاتورية عمياء وحصار بربري. اذن السؤال هو هل يحتاج العراق الى حكم عسكري على الطريقة الباكستانية كحكومة (برويز مشرف) او حتى اشد من ذلك؟ والجواب واضح جداً فالوضع وخاصة الامني اذا ما استمر على ما هو عليه يكون البحث عن سيناريو جديد اولوية (امريكية) اصبحت ملامحها تلوح في الافق من خلال تصريحات مسؤولي قادة الاحتلال وما يتدارس شأنه في الاقبية السرية اكثر.

ان الشعب العراقي سوف لن يقول لا لحاكم عسكري يوفر له الامن والامان واعادة البناء وسوف يبارك المحتل ذلك ويبدو ان لديه السيناريو البديل حين يعلم ان الشعب بدأ يرفض هذا الوضع بشكل اكبر وهو ما يحصل الان ولايحتاج ان يتحول العراق كله الى المقاومة.

ان على الحكومة الحالية ان ترفض الاحتلال بشكل مبدأي على الاقل وتطالبه بعدم التدخل بالشؤون العراقية او فرض هيمنته الخاصة. وعليها ان تطالبه بالمساعدة على ترتيب الامن وبناء القوات واعادة البناء ووضع جدول زمني بالرحيل عن العراق وبشكل كامل. ويجب اعادة الجيش العراقي الذي حله (بول بريمر الصهيوني) واجهزة الامن والمخابرات من الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين. كما ويجب عدم اقصاء المنتمين لحزب البعث من الذين لم يشتركوا بالجرائم واعادة من يريد الدخول في العملية السياسية منهم بشكل سلمي وحضاري.

كما ويتعين على هذه الحكومة ان تمد يدها وتتفاوض مع الشرفاء ممن لايقاتلون الا المحتل (الحقير) فهؤلاء الذين يقومون بمقاومة الاحتلال ويحرمون اراقة الدم العراقي انما يمتلكون هدف وطني حر وشريف يجب ان لايتركون لجهات اقليمية تحركهم بشكل مباشر او غير مباشر مما تجعلهم ينحرفون من حيث يعلمون او لايعلمون عن الهدف الاساسي وهو انهاء الاحتلال البغيض. فعلى الحكومة مسؤولية وطنية باحتضان هؤلاء وضمهم اليها قبل ان يتحولوا الى ورقة بيد الاخرين لسبب او لاخر. ونحن هنا لانتكلم عن الذين يقتلون الشعب والذين يثيرون الفتنة وهي اشد من القتل مثل (القاعدة) بل عن الذين يهدفون الى مقاومة المحتليين فقط.

واخيراً نقولها صريحة ان الذين كانوا يشتكون من تسلط صدام بالامس اصبحوا اكبر منه تسلطاً اليوم واذا كان صدام يبدد اموال الشعب فلقد اصبح اليوم عشرات الالاف من (امثال صدام) يبددون ثروات الشعب. فلقد صارت الدكتاتورية الواحدة (دكتاتوريات متعددة) وباشكال مختلفة وازياء حدث ولاحرج. اضف الى ذلك ان العراق الذي كان قلعة حصينة لم يستطيع احد من اختراقها بشكل سهل اصبح اليوم مرتعاً للمخابرات الاقليمية والدولية وعصابات الخطف والقتل والمهربيين واللصوص والقتلة وغير ذلك ما لايعد ولايحصى.

فهل من منقذ ينقذ هذا البلد مما هو فيه ام اسدل الستار على امل الاعداد لمسرحية جديدة بعد حين؟!

الاحتلال الامريكي البغيض يدمر العراق ويمهد للسقوط الامريكي الوشيك


يبدو وبما لايقبل الشك وحسب دراسة بسيطة للتاريخ والواقع المعاصر بأن (الامبراطورية الامريكية) قد ثقلت وبدأت بالسقوط المحتوم. فالتطور الطبيعي لكافة الاشياء هو مرورها عبر مراحل نحو الارتفاع وخاصة ما يتعلق بالامبراطوريات والدول العظمى وحالما تصل تلك الدول الى اوج ارتفاعاتها لابد وان تبدأ بالهبوط المتسارع. ومن الطبيعي ان يحتاج الجسم حين ارتفاعه الى طاقة ووقت لكي يندفع الى الاعلى ولكن في النقطة التي يبلغ فيها اوج ارتفاعه يسقط بشكل مفاجيء وسريع ومتسارع نحو الهاوية التي تجعله يرتطم بالارض ليستقر فيها كشيء صغير. هكذا بالضبط كان حال الامبراطوريات السابقة كالصينية والفارسية والبابلية والفرعونية والرومانية والاسلامية والعثمانية ثم البريطانية واخيراً الروسية التي شهدنا سقوطها المفاجيء والسريع في عصرنا هذا.

ان امريكا ليس استثناء واذا ما درسنا التاريخ فاننا سوف نخرج باستنتاج واحد لاغير الا وهو ان كافة الاسباب التي ادت الى سقوط الامبراطوريات السالفة هي مجتمعةً وموجودة في كيان الامبراطورية الامريكية وخاصة ما بعد حربها في العراق.

ان واحدة من اهم اسباب انهيار وسقوط الامبراطوريات الماضية هي ضلوع هذه الامبراطوريات في حروب كثيرة استنزفت طاقاتها بعد ان حولتها الى عملاق كبير ولايخفى ان كبوة العملاق تكون اشد من كبوة الشيء الرشيق والصغير. ولقد تسببت الحروب والكبرياء لتلك الامبراطوريات باعداء كثيرين لم يكونوا منفردين بقادرين على القضاء عليها ولكن عندما نهش كل واحد منهم نهشته في جسدها سقطت وتهاوت. ومما ساعد على ذلك السقوط هو انتشار الرذيلة وفقدان القيم الاخلاقية الفاضلة في داخل هذه الامبراطوريات ولقد صنف ذلك ضمن الاسباب المهمة لسقوطها.

لقد كانت امريكا في القرن السادس عشر عبارة عن مستعمرة بريطانية تم ترحيل المجرمين والقتلة اليها كعقوبة لهم. وكانت بريطانيا الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس من الصين الى امريكا. فاين صارت هذه الامبراطورية الان سوى ذيل يتبع مستعمرتها القديمة امريكا. فصارت التي كانت تسمي نفسها (الام لمستعمراتها) مجرد تابع وذيل لاحدى هذه المستعمرات. وهي الان تستعد لانفصالات مؤكدة بعد ان تستقل (اسكتلندا) وربما (ويلز). وعليه فان العد التنازلي للسقوط الامريكي قد بدأ فعلاً وبلا شك فهي قد بلغت القمة في عام 1991 بعد (حرب المجرم جورج بوش الاب). تلا ذلك الارتفاع سكون بسيط خلال اعوام (الحصار البربري الوحشي والاجرامي) على العراق ثم بدأ السقوط بعد عام 2001 مباشرة بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. اما السقوط الملحوظ فلم يبدأ بالظهور الا بعد غزو العراق والاجهاض على ما تبقى به من بنى وثروات حتى الان. كان بالامكان لامريكا ان تسقط نظام (صدام حسين) في عام 1991 ولم تفعل. كما وكان بامكانها اسقاطه بعد ذلك ولكنها قتلت الشعب العراقي بحصار لايمكن لنا ان ننساه ابداً. لم يكن مجرد حصار بل كان استهتار بمصير وسيادة وكرامة كل عراقي شريف وحر ووطني. ولاننسى تبرير (المجرمة مادلين البرايت) الصهيوينة التي عندما سألت اذا ما كان الثمن يستدعي قتل نصف مليون طفل عراقي ردت قائلة (نعم)! لانقول (نعَمَ الله ضلوعها) ولكن ستلقى هذه العجوز الشمطاء حساباً عسيراً في يوم تشخص فيه الابصار وستجد لها في جهنم مستقرا وقرارا بعد ان يقاضيها امام الله نصف مليون طفل عراقي قتلتهم بحصار رئيسها صاحب الفضائح (المونكا لونسكية) (بول كلنتن). كما وكان يمكن لامريكا ان تسقط صدام من الداخل ودون التسبب بغزو همجي حقير في عام 2003. ان امريكا وتابعتها بريطانيا مسؤولتان مسؤولية تامة واخلاقية عن كل ما جرى في العراق منذ عام 1979 عندما جاؤوا بصدام للسلطة لكي يقاتل نيابة عنهم ضد (خميني) الذي هو بدوره اعطاهم فرصة للاستمرار بهذه الحرب ولم يقبل بايقافها الا بعد ان وصف ذلك كشرب جرعة من السم. اننا لاندري كيف افتى (خميني) بان يقاتل المسلم اخيه المسلم وكيف لم يحقن دم المسلمين لكي يوقف هذه الحرب علماً بانها خلقت من صدام بطلا قومياً واعطت الذريعة بالقتل والسجون والتهجير وما الى ذلك.

واليوم وبعد جميع الدمار الذي تسببت به امريكا للعراق فان كافة العراقيين يعلمون بان امريكا لاتريد الخير لهم ولا لوطنهم وكيف يريد الخير للعراق من قتل ابنائه في الحروب وتسبب بدمار وذل واستهتار رهيب في حصاره؟! ان الذي يتشبث باذيال امريكا اما عميل لها او يخاف على ان تسلب منه سلطة معينة. لقد فشلت امريكا في العراق وسوف لن تنجح على الاطلاق بل سيكون العراق مقبرة لها ولجنودها كما حولته الى مقابر جماعية منذ حرب عام 1979 حتى الان.

ان على العراقيين ان يتوحدوا ويدركوا بان مصدر الارهاب هو (امريكا) فهي التي صنعت (طالبان والقاعدة) وجائت بهما للقضاء على نظام مجيب الله في افغانستان التي كانت تعد من اجمل البلدان الا ان امريكا حولتها الى خراب ودمار. هذه هي سياستهم في تجهيل الشعوب وخراب البلدان ما دام الامر لايمسهم. وهذا ما قاله (المعتوه بوش الابن) بانه يريد ابعاد الحرب ضد الارهاب وينقلها الى معاقل الارهابيين! فهل كان في العراق معقل للارهاب؟ اليس هذا معتوهاً لايعرف ما يقول؟ ام انه لايكترث كغيره منهم بل يريد تدمير هذه الشعوب. لقد استقطبت امريكا الارهاب معها الى العراق بل وهي التي تشجع وتساعد وتغمض الطرف عن العراقيين اذا ما قتلوا بعضهم البعض. اليست سياسة (ابو ناجي) هي سياسة (فرق تسد)؟!

ان امريكا تتهاوى وتسقط واليوم وكلما مر يوم يتضح للجميع بان كلمة العراقيين تجتمع ضد الاحتلال الامريكي البريطاني البغيض وعليه فان بعض المجاهدين الذين لايستهدفون الا العدو المحتل اخذوا يحاربون كل من يقتل او يريق او يستبيح الدم العراقي مهما كان. ومن هنا جاء توحيد صفوف المجاهدين ضد ما يسمى (بالقاعدة) لانهم عرفوا بان القاعدة ما هي الا صناعة امريكية يراد بها جعل العراقيين يتقاتلون مع بعضهم البعض لكي يخلو الجو للمحتل البغيض لتمرير اهدافه ولاعطائه الحجج للبقاء ولسرقة خيرات العراق دون مبرر ولارقيب ولكي يفرض ما يشاء من قوانين وخطط تخص النفط وغيره بينما يغرق العراقيون في وحل الاقتتال.

ان العراقيين جميعاً يجب ان يتوحدوا ضد الاحتلال لكي يجعلوا من هذه الارض مقبرة للاوغاد الذين دمروا بلدنا. ولسوف نرى عن قريب كيف ان امريكا تعلن افلاسها وكيف انها تهوي ساقطة ولعل هذا السقوط سيكون من العراق. لقد دخل العراق سنته الخامسة بعد الاحتلال البغيض وهو مسلوب السيادة وليس لديه ارادة ولا يشبه اصغر دويلة فقيرة فلا يوجد فيه جيش قوي وينفرد القرار الامريكي بحق الفيتو ضد اي شيء يشاء اضافة الى اعطاء الجندي الامريكي المرتزق سلطة فوق القانون وفوق البشر من مواطني هذه الدولة. انه شيء يدعو الى السخرية والخزي والعار والاسف وشر البلية ما يضحك. فاذا كان هذا الجندي فوق القانون وفوق البشر في العراق فليذهب الى الجحيم غير مأسوفاً عليه. كيف يمكن للعراق ان يدافع عن نفسه امام قوى اقليمية اصبحت تمتلك الطاقة النووية بل انه لايستطيع الدفاع عن نفسه امام ابسط الجيوش. فبعد ان كان العراق يمتلك واحد من اقوى الجيوش في العالم وفيه كافة الصنوف العسكرية المختلفة اصبح يمتلك مجموعات من المشاة والشرطة غير المكتملة التسليح مع انعدام الصنوف الفعالة مثل صنف القوة الجوية والدفاع الجوي والصواريخ والمدفعية وغيرها. كما وتعرضت كافة قطاعات العراق للدمار والتخريب المنظم خلال سنوات الحرب الامريكية البريطانية الاخيرة كاستمرار لما قبلها من حروب وحصار.

اننا نشد على ايدي المجاهدين ضد امريكا وحليفاتها من باقي المحتلين وضد الارهابيين الذين يقتلون الشعب بحجة تشويه الجهاد المشروع وهم منه براء. وسوف تسقط امريكا عن قريب جداً كما يلوح الصبح بعد ليل طويل. كما وسينجرف معها كافة فلول الارهاب والطائفية. فالفشل الامريكي في العراق اصبح لايحتاج الا الى اعتراف ومراجعة للنفس من قبل جورج بوش قبل ان يستفحل اكثر وعلى كل من يشارك في حكومة العراق الحالية ان يتحمل مسؤوليته الوطنية ضد الاحتلال والمطالبة بجدول زمني يتم خلاله خروج الاحتلال وعدم تدخله بالقرار العراقي كما ويجب اعادة الجيش العراقي الى الخدمة بكافة صنوفه وعدم الاعتماد على التسليح الامريكي بالدرجة الاولى. كما ويجب ان يعاد العمل بالخدمة الالزامية.

ان العراق سوف لن يتطور ولن يتحرر ولن تكون فيه ديمقراطية حقيقية تحت الاحتلال والفيتو والسيطرة (الانلكوسكسونية).

حرمة اراقة الدم العراقي ومقاومة الاحتلال الثلاثي البغيض


اتضح بشكل لايقبل الشك بأن امريكا وحليفتها العمياء بريطانيا دولتي احتلال بلا وازع اخلاقي تجاه الشعب العراقي. فلقد مرت اكثر من اربعة سنوات على الاحتلال البغيض الذي لم يتسبب الا بتدهور البلد بشكل رهيب بحيث اصبح الوضع يبدو ميؤوساً منه اكثر مما كان في عهد صدام حسين. ففي زمن الطاغية الذي اوصل العراق الى ما هو عليه كان العراق يمتلك الامن الوطني رغم تعسف النظام وكان لديه جيش يمكن له ان يحمي البلاد من الدول المجاورة على اقل تقدير. اما اليوم وبعد قرار الحاكم الامريكي اللعين (بول بريمر) الذي حل الجيش واجهزة الامن والشرطة وسرق الملايين من اموال العراق فان العراق اصبح بلد بلا حماية ولا امن ولايمتلك جيشه سوى اسلحة بسيطة ويفتقر الى ابسط مقومات الجيش الحديث وحتى القديم. فلايوجد فيه الا صنف المشاة الذين لم يتدربوا الا على كيفية معالجة المجموعات الارهابية وبشكل غير كامل رغم صرف الملايين من الدولارات التي تذهب الى الشركات الامريكية على ذلك.

لقد اصبح العراق بعد الاحتلال (الانكلوسكسوني الامريكي البريطاني) بؤرة للارهاب والقتل والعصابات والفساد الاداري والاجتماعي وصارت خيراته تتعرض للنهب والسلب من القاصي والداني وبشتى الاساليب والطرق. ولايخفى على احد ان راتب رجل الحماية الشخصية الذي يعمل لصالح الشركات الامنية البريطانية والامريكية يتجاوز الالف دولار باليوم الواحد. وان جميع هذه الاموال تدفع من قبل العراق علاوة على ان العراق لايزال مكبل بدفع تعويضات (حرب الكويت) والبحث عن اسلحة (جورج بوش الاب توني بلير المستقيل) ذات الدمار الشامل!

ان المخطط الذي يستهدف العراق ينفذ على شكل خطوات واضحة لتدميره وامتصاص خيراته النفطية التي اصبحت نهباً لايخفى على احد من قبل اطراف تعمل في الحكومة العراقية او في الاحزاب والجمعيات المتنفذة ومن قبل المحتل البغيض. وبينما يطفو العراق على بحر من النفط الممتاز والغاز الهائل يفتقر مواطنه الى ابسط مقومات الحياة ولايمتلك حتى النفط الذي يتدفأ به او الوقود الذي يستخدمه وليس لديه كهرباء ولاماء صالح للشرب وتعوم بيوته على برك من الماء الاسن والمجاري المفتوحة بينما تتقدم ايران التي اشتركت معه بحرب ثمان سنوات نحو امتلاك احدث التقنيات وبضمنها الطاقة النووية الهائلة التي ستوفر لها ما لم تكن تحلم به يوماً ما.

ان المحتل وفي الوقت الذي حل به الجيش والاجهزة الامنية المختلفة قام بفتح الحدود العراقية على مصراعيها بحيث دخلت اعداد كبيرة من الارهابيين الاعراب والاعاجم وعلى مرأى ومسمع ودراية من المحتل ومن مختلف الحدود الغربية والشرقية. وهناك تقارير تؤكد بأن المحتل الامريكي والبريطاني له اتصالات لاتخلو من المكر والخداع والارواق الضاغطة والتنسيق مع بعض المجاميع الارهابية وضد العراق. ولقد اعطت الاحداث التي تدور في العراق الذريعة للاحتلال لكي يبقى ويبني له قواعد كبيرة وخطيرة في العراق. ولعل البعض يقول بان امريكا قد دفعت بالعديد من جنودها ضحايا في العراق وهذا غير صحيح. اذ ان العديد من الجنود في الجيش الامريكي هم مرتزقة يتم تجنيدهم من العديد من مناطق العالم مقابل راتب علاوة على ان مقتل اربعة الالاف او اكثر لايهم كثيراً بالنسبة لهم خاصة اذا ما تم تقسيم العدد الذي وصل تقريباً الى 3500 على اربعة سنوات مما يجعل العدد اقل من الف جندي يقتل في السنة الواحدة. وان هذا ثمناً قد دافع عنه جورج بوش وقال بانه يتوقع المزيد. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان اعداد هائلة جداً من العراقيين قد تم قتلهم سواء من قبل القوات الامريكية والبريطانية المحتلة او من قبل الارهاب والعصابات وغير ذلك. كما وان البلد فقد خيرة علماءه ومثقفيه وخبرائه ومعامل الانتاج والتصنيع وتعطلت فيه حركة التقدم بل واصبح يسير الى الوراء بشكل مضطرد.

لقد شهد الشهر المنصرم ايقاع اكبر عدد من القتلى في صفوف المحتل مما دفعه الى التفكير بتعديل سياساته تجاه العراق والشعب العراقي وتجاه مجاميع الارهاب التي يتعامل معها. كما وشهد هذا الشهر ازدياد الوعي العراقي فيما يحاك له من قبل المحتل وعلاقته بالارهاب التي تمثل وجهان لعملة واحدة. وعلى هذا الاساس فان جميع من ينشد مقاومة الاحتلال اصبح يحرم وبشكل كامل اراقة الدم العراقي ويتجه لضرب المحتل. وعليه فان المقاومة التي تقوم بذلك قد يصبح لها مصداقية وتأييد من قبل الشعب خاصة وان هذا الشعب قد مل وعود الاحتلال وهو يراه يهدم بلاده ولايهمه سوى امن جنوده بينما يترك الارهاب يفتك بالعراقيين فتكاً. و قد قامت عشائر الرمادي البطلة التي تعتبر مقاومة للاحتلال بالتصدي للمجاميع الارهابية من القاعدة وتغلبت عليها وهي بذلك تكون قد اسقطت ورقة من الاوراق التي يراهن عليها المحتل للبقاء وللضغط على أية حكومة عراقية من اجل حمايتها والابقاء عليها كالرهينة مابينه وبين الارهاب.

ان المقاومة الحقيقية للاحتلال يجب ان تركز عليه وعلى المجموعات الارهابية التي تعطيه الذريعة للبقاء وليس على الابرياء من الشعب العراقي سواء كانوا سنة او شيعة او غيرهم. فالذي يريد اخراج المحتل من البلد عليه ان يخرج كافة اشكال الاحتلال ليست الامريكية البريطانية فحسب بل المجاميع الارهابية التي جائت لتصفي حساباتها مع امريكا على حساب العراق وشعبه والتي لاتريد لامريكا ان تخرج من العراق لان ما تريده هو الابقاء عليها في العراق لكي تستمر معركتها معها. اذن فان امريكا والقاعدة ومن على شاكلتها هما احتلالان في ان واحد كل واحد منهما يريد البقاء وتجمعهما مصالح مشتركة رغم العداء بينهما وللاسف فان دافع الثمن هو شعب العراق.

ان الجميع يعلم بان القاعدة هي صناعة امريكية بحته انقلب احدهما على الاخر ولكن بقيت تجمعهما مصالح واهداف مشتركة لعل اهمها هو حب الاثنين للقتل وارهاب الشعوب واستخدام القوة من اجل الهيمنة على الاخرين بعد تجهيلهم وافراغهم من العلم والعلماء كما فعلت امريكا في كمبوديا وفيتنام والقاعدة في افغانستان وهي التي جائت بها امريكا على قطار طالبان.

على العراقيين ان يتوحدوا ويعلموا بان الدم العراقي تحرم اراقته الا بارادة القانون وتحت طائلة القضاء العادل. كما وعليهم بالوحدة ضد المحتل وضد من يعطيه الذريعة للبقاء وعدم اعمار البلد. وهنا لابد ان تتخذ عشائر ديالى البطلة من بعقوبة وبهرز ومندلي وشهربان والمنصورية وهبهب وقزلجه وجلولاء وخانقين وابوصيدا والمبازل ونوفل وصخر والسعدية والخالص والبزايز وغيرها من عشائر المناطق عليها ان تتخذ وتنفذ قرار الانقضاض على رديف الاحتلال الامريكي البريطاني أي القاعدة ومن التف حولها لكي تطهر اراضيها كما قامت بذلك عشائر الانبار البطلة. عند ذاك يمكن لها ان تقاوم احتلال امريكا وتفرض وجودها عليه كعشائر تعيش في وطن محتل وليس كعصابات ارهابية تقتل العراقيين وتترك المحتل يتفرج عليهم. ان عصابات الارهاب بكافة اطيافها تعمل لصالح الاحتلال ويجب القضاء عليها.

كما وعلى الحكومة العراقية الحالية ورغم ضعفها ان تثبت بانها حكومة وطنية لاتريد للاحتلال ان يستمر وعليه فانها يجب ان تضع شروطها وتطالبه بالسماح لها بتسليح الجيش واعداده واصلاح الفساد والخدمات. ان على هذه الحكومة مسؤوليات كبيرة جداً وعليها بالتفكير واعادة الخدمة الالزامية في الجيش ولو لمدة قليلة مثل ستة اشهر كحد ادنى. وعليها باعداد جيش قوي بكافة الصنوف العسكرية وخاصة صنف القوة الجوية والدفاع الجوي والمدفعية والصواريخ التي يضع عليه المحتل البغيض (حق الفيتو) الان. كما ويتحمل اعضاء البرلمان العراقي مسؤولية جسيمة في توحيد الصف ومقاومة الاحتلال والضغط على المحتل من اجل تنفيذ التزاماته تجاه العراق من ناحية الاعمار والبناء وتوفير الخدمات وبناء الجيش والامن ووضع جدول زمني للانسحاب دون ترك قواعد مخيفة وكبيرة في البلد.

لقد تحول العراق من بلد ذا دكتاتورية واحدة الى بلد يعوم فوق دكتاتوريات متعددة الوجوه والازياء وا تتصارع على السلطة والثروات وليس لها من الوطنية الا الاسم! فتباً لاحتلال لم يأتي الا بالويل والبلاء والزيف. وليسقط الاحتلال الامريكي-البريطاني-الارهابي وان يومهم لقريب جميعا قد لاحت تباشيره في افق العراق الموحد فمنهم من اعترف بالهزيمة (بريطانيا) وسوف يسحب قواته بعد اشهر ومنهم (امريكا) من اقر بها واما ثالثهم (وهو الارهاب) فقد بدأت تباشير وحدة العراقيين تلوح في افق بغداد وديالى بعد الرمادي لتحطيمه وطرده.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter