بسم الله الرحمن الرحيم

الكويت اشتركت بقتل ملايين العراقيين وهذا لن ينساه الشعب العراقي أبداً


سوف لن نكتب عن التاريخ وكيف اصبحت الكويت دولة لأن هذا ليس مبحثنا هنا ولكن نمر قليلاً على التاريخ المنظور. فخلال الحرب العراقية الايرانية مابين عامي 1979 و عام 1988 دفعت الكويت بكل ثقلها مع صدام ضد الخميني بكافة الاشكال. ونقول هنا مع (صدام) وليس مع الشعب العراقي الذي لم تكن الحرب تنفعه من ناحية ومن ناحية اخرى لأن الشعب العراقي كان تحت وطأة الحرب ووطأة الظلم والتعسف السياسي المفروضان عليه من قبل النظام حينها. أذن موقف الكويت منذ ذلك اليوم كان موقفاً معادياً للشعب العراقي وما مساندته الا للحاكم العراقي الذي كان يزج بشعبه بين محرقة الحرب وبين طاحونة التعسف والظلم. ولاينسى الشعب العراقي بينما هو بين هذه الطاحونات القاتله (أميرات الكويت) الللواتي كن يتاسبقن للتغزل شعراً بصدام في بغداد مثل سعاد الصباح بينما كان الشعب يتضور ظلماً من ذلك النظام!

وكل هذا غيض من فيض بما عملته الكويت بحق الشعب العراقي بعد حرب الخليج الثانية عام 1991. ولم تكن تلك الحرب سوى مسرحية أمريكية لكي تغزو امريكا الكويت ثم العراق وبما في ذلك السيطرة على الخليج ومنابع النفط وهذا ما حصل فعلاً. فكما شجعت ودفعت امريكا على الحرب العراقية الايرانية فقد بذلت قصارى جهدها ومكرها وخداعها لدفع طرفي النزاع أي الكويت والعراق على عدم الاتفاق وعلى الحرب فكانت الحرب وهذا ما ارادته امريكا وربيباتها لكي تجني ثمار فعلتها الشنيعة والتي انطلت على الكويتيين حتى اليوم. لقد عملت امريكا بمبدأ استخدام الاخر لاحداث الضرر بينما تقعد هي تنتظر المتضرر لكي يلقي بنفسه في احضانها فتكون له كالصديق والمنقذ والمخلص. وللتأريخ نماذج ولو على مستوى اقل فعندما كانت (بريطانيا) تستعمر البلدان مثل العراق كانت تجلب شرطة من الهند تستخدمهم لجبي الضرائب ولالقاء القبض وغير ذلك وبينما يكره العراقي الشرطي الهندي الذي يجبره على دفع الضريبة يقوم المستعمر البريطاني الذي هو الذي ارسل الهندي يقوم باخذ العراقي بالاحضان ويشتم الشرطي الهندي الذي قبيل ذلك يكون قد دفع الضرائب للانكليزي نفسه! وعملت نفس الشيء باستخدام الشرطي السوداني ضد المصري! وعلى نفس المنوال حصلت مسرحية الكويت وصدام وكانت المستفيدة امريكا ومن لف لفها.

دفع العراق بعد حرب الخليج الثانية ثمناً باهضاً كشعب وليس كحاكم مرة ثانية وكما حصل في حرب الخليج الاولى. وتم عرض المسرحية كاملة بعدها دخلت امريكا بكل ثقلها الى الخليج وحصلت الشركات الامريكية على ما لم تحلم به طوال عمرها من قبل اعادة بناء الكويت! وفي الوقت التي كانت الكويت تعيد بناء نفسها بواسطة شركات مجرمي الحرب (جورج بوش وشوارتسكوف ومن لف لفهم) بقي ابناء العراق يموتون تحت سياط الجلاد وتحت وطأة العقوبات التي فرضها عليها (مجلس اللاأمن). وكان ظن العراقيين بأن ينتبه الكويتيون بعد تجرعهم لظلم صدام لمدة شهور قليلة الى ما كان يعانيه العراقيين تحت وطأة هذا النظام الذي ساندته الكويت نفسها طيلة سنوات الحرب وقبلها ولكن ذلك لم يحصل وبقيت الكويت تكيل الكراهية والخبث تجاه الشعب العراقي ولكن هذه المرة بشكل كبير جداً لم يشهد له التاريخ مثيل. فلقد ساهمت الكويت بالاضافة الى السعودية مساهمة داعمة مادياً وسياسياً وبواسطة علاقات اخرى لانريد ذكرها بالتفصيل هنا ساهمت بدعم واستمرار الحصار الاقتصادي القاتل على الشعب العراقي الذي امتد الى يومنا هذا. هذا الحصار الذي دعمته الكويت دعماً رئيسياً قتل ملايين الاطفال العراقيين وشرد مئات الالاف من بلدهم ودمر النسيج الاجتماعي العراقي وجعل البقية الباقية تعيش اوضاع مزرية طيلة هذه السنوات العجاف. ليس هذا فقط بل ان الحصار الجائر ادى الى تقوية النظام السابق وابقائه في الحكم طيلة السنوات التي تلت الحرب كما وعملت الكويت والسعودية على المساعدة على الابقاء على صدام في الحكم انذاك وجاء هذا باعترافات سعود الفيصل وزير خارجية (السعودية).

واليوم تسفر الكويت اكثر عن توجهاتها الخبيثة تجاه الشعب العراقي وذلك بمطالبتها بالابقاء على وضع العراق تحت طائلة البند السابع الذي يحدد بان البلد يهدد جيرانه ويبقي عليه تحت العقوبات. وهذا مايقال عنه (شر البلية ما يضحك)! فكيف للعراق اليوم ان يهدد امن جيرانه بينما يحدث العكس عندما يقوم جيرانه وبضمنهم الكويت من ارسال الانتحاريين وتمويل الارهابيين بالاموال والدعم المعنوي واللوجستي للقيام بالعمليات الارهابية لزعزعة الامن في العراق. وكما انكشفت كذبات الكويت بخصوص حاضنات الاطفال وغيرها فان معظم الشكاوي التي قدمت الى مجلس الامن من قبل اشخاص او شركات او حكومات للتعويضات كانت اما كاذبة او مبالغ بها بشكل كبير جداً.

لقد دفع العراق ثمناً فادحاً لسياسات صدام التي ساعدت الكويت نفسها على استمرارها للعديد من السنوات ولكنها للاسف استمرت بكراهيتها للعراق وهذا واضح واضرت بشعبه بشكل ضاهر وباطن حتى بعد انتهاء وسقوط النظام السابق. ان مواقف الكويت المعادية للشعب العراقي واشتراكها بقتل الاطفال العراقيين اثناء الحصار المستمرة اثاره لحد الان هذه المواقف العدائية والخطيرة يجب ان لاينساها العراقيون خاصة وان الكويت تريد الاستمرار بالاضرار بالشعب العراقي. كما وان مواقف الكويت القصيرة النظر سوف تكون قنبلة موقوته بين البلدين سوف تنفجر عندما يحين الوقت لذلك علماً بأن النفط سوف ينفذ حينها سوف لن يكون للدول الغربية وامريكا مصالح في هذه المناطق.
على الكويت ان تعيد مواقفها من العراق على اساس علاقتها مع الشعب العراقي الذي لطالما ظلم من قبل نظام هي نفسها وقفت معه ضد شعبه لسنوات طويلة وليس على اساس التشفي والاستغلال. كما وعليها ان تنظر الى المستقبل البعيد وهذا يتطلب علاقات مبينة على اسس جديدة وليس على اساس عقوبات فرضت على العراق بسبب نظام اظر بالشعب العراقي اكثر من غيره من الشعوب. وبغير ذلك فان العراقيين يحق لهم ان يطالبوا الكويت بالتعويض عن موقفهم مع صدام اثناء الحرب مع ايران ثم بعد ذلك تجويع وقتل وتدمير الشعب العراقي اثناء الحصار. كما وان هناك جرائم حرب حدثت ضد جنود عراقيين تم قتلهم بعد الاسر وتم دفن بعضهم وهم احياء من قبل من اشترك بحرب الخليج الثانية ضد العراق ويحق للعراق بالمطالبة بمحاكمة وتعويضات في هذه الجرائم. قد لاتستطيع الحكومة الحالية عمل ذلك لانها حكومة ضعيفة ولكن هذا سوف لن يمنع من حدوثه عند وجود حكومة غيرها في المستقبل خاصة مع استمرار الكويت بايذاء الشعب العراقي.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter