بسم الله الرحمن الرحيم

القتل البربري ليس من الاسلام في شيء وتتحمل ايقافه الحكومة


قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.

عندما قامت مجموعة غير مسؤولة ولامتحضرة من الطائفة اليزيدية في شمال العراق قبل شهور بالقيام بقتل فتاة شابة وبصورة بشعة بحجة علاقتها بشاب مسلم والزواج منه فأن ذلك لايعني ولايمكن ان يكون سببا لقتل كل من هو يزيدي. ومن ناحية اخرى وكما كان تصرف الذين قتلوا الفتاة اليزيدية تصرفا بربريا ومتخلفا وبشعا كذلك هو الحال بالنسبة للذين قاموا وخططوا لقتل الابرياء من هذه الطائفة في قضاء سنجار قبل ايام.

ان الدين الاسلامي عندما جاء كان هدفه الاساسي هو التخفيف من القيود المتشددة التي فرضتها الاديان السابقة على الانسان بل واعطاه الحرية في الاختيار وابداء الرأي حتى ولو كان مخالفا.

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (يونس : 99 )

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ. لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية :21- 22 )

ان الاسلام الحق لم يعمل به بشكله النقي بعد وفاة (استشهاد) الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) فلقد ادخلت فيه الكثير من المفاهيم الجاهلية والعصبية القبلية وضلت تتنامى على مر العصور حتى صارت وكأنها تشكل جزء من الدين لايتجزأ منه. وللاسف فلقد تربت الاجيال على هذا النهج الخاطيء في العديد من نواحي الحياة. ومن ابسط الامثلة على ذلك هو التكفير والتفسير السطحي والمجزأ للقران الكريم. ومن ابسط الامثلة الشائعة في العالم العربي والاسلامي هو قتل النساء اللواتي يتهمن بارتكاب الزنى من قبل ذويهن دون الرجوع الى التشريع الصحيح الذي يستوجب ان يقوم بتنفيذ الحكم ولي الامر وفي دولة تطبق فيها المفاهيم والتشريع الاسلامي بشكل عادل علاوة ان يتم اثبات الفعل بشكل لايقبل الشك اي بشهادة اربعة شهود كلهم يشهدون بانهم شاهدوا مايطلق عليه (بدخول المرود في المكحلة)! بينما يتم قتل الالاف من النساء في العالم العربي من قبل الاقارب بسبب (نكتة) او خبر او استهجان سمعوه من هذا وذاك وكم من فتاة قتلت وظهر بعد التشريح بان سبب كبر حجم بطنها هو وجود ورم سرطاني في المبايض او اكياس مائية او ماشابه ذلك!

باختصار شديد فان الاسلام شيء وتصرفات المسلمين على مر العصور شيء اخر مختلف تماما. فالاسلام لايتمثل بالمسلمين والمسلمين لايمثلون الاسلام التمثيل الصحيح. فمن قال بان المسلم يجب ان يقتل غير المسلم الذي يعيش في البلاد الاسلامية ومن اعطى كل من هب ودب التفويض بان يقتل باسم الاسلام؟

ان حكومة المالكي تتحمل المسؤولية كاملة لانها لم تقم بكشف ومحاسبة الذين قاموا بقتل الفتاة اليزيدية (المستسلمة) كما وكان عليها بعد ذلك ان توفر الحماية اللازمة لرعاياها من اليزيدية لانهم تعرضوا بعد ذلك الى سلسلة من التهديدات بالابادة وعلى علم من هذه الحكومة. اما اذا قالت تلك الحكومة بانه لاتعلم بذلك فهذه هي الطامة الكبرى. وان قالت بانها غير قادرة على توفير الامن لهذا الجزء او ذاك من الوطن فالاجدر بها وبكتلها واحزابها ان تتنحى عن المسؤولية لانها غير جديرة بتحملها.

ان الادانة لمثل جريمة قتل افراد الطائفة اليزيدية يمكن ان تأتي من قبل الهيئات والجمعيات المدنية ومن ممثلي حقوق الانسان ولكنها لاتكفي ولاتقبل من قبل ممثلي السلطة التنفيذية والامنية التي من واجبها منع وقوع مثل هذه الحوادث. كما وان هذه الحكومة لم توفق في جلب مرتكبي حادثة قتل الفتاة اليزيدية الى القضاء وامام الرأي العام الذي شاهد بشاعة الجريمة ورغم ان هؤلاء كانوا موثقين وبشكل مصور.
وكما مرت جرائم خطيرة وكبيرة سابقا دون ادنى احترام للرأي العراقي لكي يطلع على خلفياتها وما خفي منها مثل قضية (صابرين الجنابي) وقضايا اخطر منها بقيت عالقة دون حل مثل قضية اعادة اعمار مرقدي العسكريين (عليهم السلام) فسوف تمر قضية قتل الابرياء من اليزيدية وكما مرت قضية الاعتداء البربري بقتل الفتاة منهم

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter