بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين (عليه السلام) ثورة انسانية لاتخمد 



عندما يتمعن الانسان المنصف في قصة استشهاد الحسين (عليه السلام) يكاد لايصدق كيف ان أمة نقلها دين جد الحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) من الانحطاط والجهل الى الرفعة والمعرفة تقوم بقتله واهل بيته وتأسر النساء والاطفال على انهم خوارج بينما تلهج باسم جده في الاذان وتصلي بصلاته؟!  هنا لابد ان نقف بين اجابتين لاثالث لهما، فأما ان هذه الامة التي قتلت الحسين (عليه السلام) تنافق بذلك الاذان وتلك الصلاة او انها على حق والحسين على باطل وهذا الجواب الاخير يستحيل لان الحسين اذا كان على باطل فذلك يعني ان جده (معاذ الله) كان على باطل.  اذن تبقى الاجابة الاولى وهي نفاق الذين قتلوا الحسين والذين رضوا بذلك ولم يستنكروه.  

قيل في الحسين (عليه السلام) الكثير ولكنه يكاد يكون قطرة من محيط ما يشتمل عليه الحسين واهل بيته الاطهار.  التقيت مرة برجل انگليزي يحمل شهادة الدكتوراه بالطب فسألته عن قصة اسلامه.  قال لي انه ينتمي الى عائلة كاثوليكية متدينة وانه تعود منذ الصغر على والديه يذهبان الى الكنيسة كل يوم أحد ولديه اخ لايحب الدين.  كان يسافر كثيراً الى البلاد الاسلامية ويحب ان يلتقي باهلها فتلودت لديه فكرة سلبية عن الاسلام والمسلمين بسبب افعالهم التي كان يستنكرها مما جعله يكره الاسلام ولايفكر بان يكون يوماً ما احد هؤلاء المسلمين.  ثم في يوم ما عندما كان يعمل كانت معهم سيدة مسلمة ترتدي الحجاب وتصوم في رمضان.  قال لي ان ذلك شد انتباهه وجعله يتسائل كيف لهذه السيدة ان تقوم بذلك بيننا ونحن مفطرون فسألها فقالت له لو اردت ان تعرف ديني عليك بقراءة القرآن.  اشترى صاحبنا القرآن وبدأ يقرأ فقال لي اول ما قرأت لاحظت بأن المسلمين بسلوكهم الذي لاحظت في اسفاري يختلفون عما في هذا القرآن من مباديء عظيمة فاصبحت كلما اقرأ اجد بانني اصبحت مسلماً وبعد ثلاثة اشهر ذهبت الى الجامع القريب واعلنت اسلامي بسبب القرآن وليس بواسطة المسلمين ولكن بقي قلبي فيه شيء من الغلظة والفضاضة.  ومن خلال دراستي للدين والتأريخ اتيت على قصة استشهاد الحسين (عليه السلام) واذا بتلك الغلظة والفضاضة يحل محلها الرقة والرحمة فقد رقق قلبي الحسين واصبحت بعدها شيعياً فقط عند ذالك احسست ان ديني قد اكتمل بالحسين.  
ومن الذين قالوا في الامام الحسين هي الكاتبة الانگليزية (فريا ستارك) التي قالت:   أن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء !

وقال خبير الاثار الانكليزي (وليام لوڤتز) لقد قدّم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.

وقال المستشرق الألماني (ماربين) في الامام الحسين:  لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، وان صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر، إلا أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة إلا كريشة في مهب الريح.

وقال الباحث الانگليزي (جون آشر):  إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الإستشهاد في سبيل العدل الإجتماعي.

وقد كان الكاتب الانگليزي (ثوماس لايل) قد حضر بعض المواكب الحسينية في العراق فقال فيها:  ما زلت أشعر بأنني توجهت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم، بوسعهما أن يهزا العالم هزاً فيما لو وجها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة، ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.

وقال المستشرق الالماني (جوليوس بلهاوزن):  بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً، فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته ….

وقال الكاتب والمؤرخ الانگليزي (السير برسي سايكوس دكنز):  إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.. حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.

وقال المستشرق الامريكي (گوستاف گرونيبام):  إن واقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثَّرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.

وقال الباحث الانگليزي (ادوارد دبراون):  وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.

وقال المفكر المسيحي (انطوان بارا):  لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.

وقال المفكر والسياسي الهندوسي ورئيس المؤتمر الوطني الهندي(تاملاس توندون): ان هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.

وقال (المهاتما غاندي):  لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين.

 وقال المؤرخ الهندي (رابين دراناث داغور)  الحائز على جائزة نوبل:  من اجل ان تبقى العدالة والحقيقة حية وبدلاً عن الجيوش والسلاح يمكن ان يتحقق النجاح بالتضحية بالارواح بالضبط مثل ما فعل الامام الحسين.  الامام الحسين قائد للانسانية.  الامام الحسين دفيء للقلوب الباردة.  تضحية الحسين تدل على التحرر الروحي.  

وقال (رجاندرا براساد) اول رئيس للهند:  الامام الحسين ليس حكراً لاحد بل هو موروث للانسانية جمعاء.

وقد كتبت الشاعرة الهندية (سارجوني نادو) الملقبة بعندليب الهند شعراً مؤثراً جداً بخصوص فاجعة الحسين وكربلاء وقالت:  اهنأ المسلمين على ان رجل عظيم ولد فيهم هو الحسين الذي نال اعجاب وتقديس كافة الامم.  

كان (ادولف هتلر) زعيم المانيا يقول لجيشه:  اثبتوا بالقتال كما ثبت الحسين سبط محمد واصحابه في كربلاء وهم نفر قليل بين الوف تفوقهم عدداً فنالوا المجد والخلود.  

وقال البروفسور (بيير لوري) من جامعة السربون في باريس:  رسالة الله ليس لها معنى في أفواه الناس إلا عند هؤلاء الذين يجعلون من الحسين أسوة لهم، يجاهدون في سبيل الله من أجل العقيدة، ويكشفون القناع عن الكفر في الوقت نفسه.

ويقول البروفسور الروسي (قسطنطين باتيڤيڤ):  لقد استشهد الإمام الحسين استشهاد الأبطال، وكان لمقتله بهذه الطريقة البشعة والبربرية النكراء، نتائج وآثار سياسية ودينية كبيرة على مسلمي العالم أجمع، وقتل بشكل دموي، لا لشيء إلا لأنه أراد أن يُرسي قواعد الحق والعدالة ويُعيد سيرة جده رسول الله.

ويقول الزعيم البوذي (الدايلاي لاما):  إذا كانت لدينا نحن البوذ شخصيات مثل الإمام علي والإمام الحسين، وإذا كان لنا نهج البلاغة وكربلاء فإنه لن يبقى في العالم أحد إلا ويعتنق العقيدة البوذية، نحن نفتخر ونعتز بهاتين الشخصيتين الإسلاميتين.

وقال البروفسور الاديب الهندوسي الهندي (رام روشن جي لالجي كومار):  أنا لست بمسلم ولكنني مسلم، أنا مسلم للحسين عليه السلام، مسلم للأمام العظيم الذي أرانا طريق الإنسانية وأرشدنا الطريق الذي يوصلنا إلى منزل الحرية.

ويقول الباحث والفنان الروسي (مارونا بنجامين ارسانيس):  لاشكَّ أنَّ الحسين قدوة في سبيل ترسيخ المبادئ الحقَّة فنهض لإنقاذ المظلوم من يد الظلم والجور.

وقال ابروفسور البريطاني (ايان كيث اندرسون هوارد):  إنَّ الذي يتصور أن واقعة كربلاء كثورة غير مجدية، ويضعِّف صلتها بالتاريخ الإسلامي يعبر عن سوء فهم عجول للعقيدة الإسلامية ولشخصية الإمام الحسين.

اما البروفسور السويدي (يان ارڤرد هننگسن) مستشار الكنيسة السودية فقال:  إمتلك الحسين بنهضته وشهادته قدرة عظيمة للغاية من أجل الحوار بين المسيحية والإسلام، بالفعل يمكن أن يصبح الحسين جسراً بين المسيحيين والمسلمين.

اما الدكتورة الفرنسية (سابرينا ليون ميرڤن) فقالت:  إن الحسين بن علي لعب دوراً له صداه في تاريخ أصول التشيع ومنح باستشهاده كل المعاني للحركة الدينية لقد أصبح رمزاً مقدساً، بخاصة عند الشيعة، وهذا واضح من خلال الشعائر الحسينية والمجالس والمواكب والزيارات.

وقال الدكتور (نارت گوتم سوامي) الزعيم البوذي في ولاية مهاراشتر الهندية:   إن الإمام علي هذا قد قدم نجله الإمام الحسين قربانا لأجل الإنسانية وآثر نفسه لأجل الآخرين، ولا يمكن أن نجد في التاريخ نظيراً له، بل يمكن أن يقال أنه نسيج وحدة واحدة.

الامام الحسين (عليه السلام) وقف شامخاً كالاسد ببطولة لامثيل لها في التأريخ ضد الظلم والطغيان والفساد والاستعباد والاستهتار.  كان يمكن للامام الحسين ان يعيش عيشاً لامثيل له من الدنيا فيما لو قال نعم وسكت ولكنه ابى الا ان يبدأ الثورة التي لاتزال ولن تزال حتى يكملها ولد من اولاده يوماً ما اسمه اسم جده وكنيته كنيته.  فالحسين خط له خط البداية وذاك الغائب عنا سوف يكمله ولولا جده الحسين ما كان يتمكن من ذلك.  هو الذي سوف يحرر الانسانية من الظلم والطغيان والاستعباد والفساد وينتصر للمظلومين جميعاً مكملاً لثورة جده الحسين وجده رسول الله.  الحسين (عليه السلام) قاتل حتى النهاية عندما احاط به جيش كبير العدد من كل جانب ولم يستسلم ولم يساوم … صمد وقاتل واستشهد هو ومن معه لا لشيء بل للانسانية جمعاء وستظهر حقيقة ذلك كله عندما يظهر ابنه من اجل الانسانية كلها…

لابد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخور بابنه الحسين ولابد ان جدته خديجة فخورة به ولابد ان ابيه علي فخور به ولابد ان امه فاطمة الزهراء فخورة به ولابد ان جده ابراهيم واسماعيل فخورين به … وهل تريد اكثر من ذلك … نعم انه الله وملائكته فخورون بالحسين الم يجعل الله الامامة في نسله … ومن الذي حفظ نسله من ولد واحد هو علي زين العابدين الذي نجى بمعجزة الهية من القتل في كربلاء .. اليس جبرئيل هو الذي اتى النبي بتربته التي يقتل فيها حتى صارت دماً عبيقاً عند ام سلمة حين مقتله؟!  الم يكن اول من بكاه منتحباً عليه هو جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟..  

اخيراً مهما قيل ومهما يقال بالحسين واهل بيته واصحابه وما دار عليهم في كربلاء لايمكن ان يفي بالغرض … الا ترون ان صيحة الحسين (هيهات منا الذلة) و (الا من ناصر ينصرنا) كانه يرددها اليوم ! بل وستبقى ثورة الحسين حتى يوم الدين فهي الثورة الوحيدة التي لاتنطفي وتتجدد في كل عام دون خمود ….

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter