بسم الله الرحمن الرحيم

عملية ابواب جهنم المشرعة


بدأت القوات العراقية البطلة من الجيش والشرطة ولواء الذئب وعناصر المخابرات بتطبيق عملية البرق لوضع حد للوضع الامني المتدهور في العاصمة بغداد وضواحيها. وقد صاحب تلك العملية تأييد شعبي ملموس وعملي وفر معلومات لابأس بها لانجاح تلك الخطة.

ولكي تكلل تلك العملية بالنجاح الكبير الذي يتمناه لها كل مواطن حر و شريف فأنها يجب ان تأخذ شكل المباغته لاوكار الارهاب ولايتم ذلك الا بتنفيذ الخطة على وجهين. الوجه المعلن والواضح والوجه الخفي البديل والاصلي للعملية. اي ان القوات المشاركة يجب ان لاتعتمد اسلوب استعراض القوة فقط (وهو مهم) بل استخدام الكيد والحيلة والمكر لضرب اوكار الارهابيين في الوقت والمكان الذي لايحتسبونه. ويجب ان لاتتوقف تلك العملية بعد اسبوع او اثنين بل تمديدها وعند ذاك الافضل اعطائها اسماً اخر يعتبر مكمل للعملية الاولى كتسميتها مثلاً (الغضب الصاعق) او (الموت الزؤام) او (ابواب جهنم المشرعة). ونحن نفضل الاسم الاخير والذي يعني استمرارية العمليات التي تؤدي بالارهابيين الى جهنم التي شرعت ابوابها لاستقبالهم.

ان تحقيق الامن يجب ان يشمل اغلاق كافة الفضائيات والصحف العراقية التي تساعد على الارهاب او التي تقوض من تحقيق اي تقدم ضده او التي تتحايل على الخبر بقلب التسميات التي تعتبر الارهاب مقاومة والضحايا قتلى والانتحاريين من البهائم السائبة مسلحين. اننا نعرف فضائيات الاعراب السفلة مثل (الجزيرة) وفضائيات دول الاعراب الاخرى بمواقفها الطائفية والمخربة تجاه العراق ولكن هناك فضائيات تدعي بأنها عراقية وهي اسوء من سابقاتها الاعرابية لان تهديدها داخلي وهذا اخطر من التهديد الخارجي المعروف.

ان مثل العراق اليوم كمثل السفينة المضطربة في خضم الامواج العاتية وعلى ضهرها من يحاول خرقها في اماكن عديدة. وعليه فان سلامة تلك السفينة والوصول بها الى شاطيء الامان يتطلب سد كافة الثغرات التي حصلت بها والقضاء على كل من يحاول او يحرض او يساعد على احداث ثقب فيها. ان القيام بعمليات عسكرية لسد بعض الثقوب في جسم السفينة لايكفي لوحده ان لم يكن مترافقاً بحزم واصرار شديدين على ابعاد كافة العناصر التي تتسبب او تشجع على الارهاب. ومن ناحية اخرى فان سفينة العراق التي امتلأ جسدها بالجراح المثقوبة لاتتحمل كثرة الملاحين ممن ليس لديهم خبرة او من الطامعين والمرتشين والسراق من ذوي الضمائر الميته. ان ليس كل من (صخم وجه صار حداد) ولاكل من لبس عمامة صار محل ثقة الاخرين ولا كل من حصل على لقب (حجي) هو انسان مستقيم ولا كل من انتمى الى حزب سياسي وضهر على الفضائيات هو وطني او مثقف بل هناك الكثير من المزابل التي ترتفع بسرعة وعلى النقيض فان هناك الكثير من الجنان التي لانراها بل نسمع عنها فقط ومنها جنة الله الموعودة. اذن لكي يتحقق الغرض من اي عملية لتحقيق الامن لابد من ان يشمل ذلك كافة النواحي في جميع الزوايا.

اننا نعلم بان ضرب الارهاب بواسطة عناصر الجيش والشرطة البطلة يتطلب السرعة والحركة المتقنة في الاتجاه الصحيح ويحتاج ذلك الى سيارات صغيرة وذات ديناميكية ممتازة تؤهلها لدخول الازقة والطرقات في المدن ولكن لاحضنا بان السيارات التي استخدمت في عملية البرق من قبل الشرطة والجيش العراقيين لم تكن لتوفر الحماية الكافية لافراد الجيش والشرطة ولاتعطي انطباعاً بأن القوة الضاربة تمتلك السطوة الكافية للضرب بيد من حديد توفر الامن المطلوب في هذا الوقت العسير. وعلاوة على انها تفتقر الى عنصر القوة الجوية السمتية المهمة جداً جداً في هذه العمليات فانها تحتاج الى مدرعات الافراد الخاصة بحرب الشوارع والى انصاف المجنزرات وحتى الى الدبابات. فأين هذه الاسلحة ولماذا لم تستخدم وان لم تكن موجودة فلماذا لم يتم شراءها؟!

اننا نعلم بان الارهابيين لايمتلكون الا اسلحة خفيفة وبعض الاسلحة المتوسطة والصواريخ ولكن يجب على الدولة ان تبرز قوتها وهيبتها وسطوتها ضد المجرمين بان يكون لديها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الكافية لتحقيق سطوة ترهب المجرمين و توفر الحماية اللازمة لعناصرها للتقليل من الخسائر.
ان القوات المتعددة الجنسيات يجب ان تفهم وتتفهم هذه الحقائق وعلى الحكومة ان تقوم بما يلزم لتسليح قواتها بالسلاح الجوي والارضي والبحري الكافي لحماية حدود وسماء وماء وارض العراق من مجرمي الدول المجاورة الاعرابية وغير الاعرابية ومن مجرميها هي.

كم كان املنا بان نرى عملية البرق تتحقق بمدرعات وسمتيات وعجلات عسكرية متطورة بدلا عن السيارات دبل القمارة التي وضع الجنود في قماراتها الخلفية باسلحة معضمها خفيفة. ان وضع العراق يتحتم وجود قوة عسكرية وامنية ضاربة بيد من حديد وبدون تردد فاذا كانت القوات المتعددة الجنسيات لاتسمح بالتسليح اللازم ومنه الجوي والدروع فان على الحكومة ان تتخذ الاجراءات المناسبة للمطالبة بذلك وهناك سبل عديدة يمكن اتباعها للضغط لتحقيق هذا الغرض واجبار او اقناع تلك الحكومات على تسليح القوات العراقية بما يلزم وفوراً.

ان الديمقراطية بلا امن فوضى وان الحرية بلا قانون صخب مزعج لايفضي الى شيء. وان محاربة الارهاب والجريمة بلا عقاب نافذ ورادع كوضع الماء في المنخل. وان القضاء على الجريمة دون قلع جذورها التي تمدها بالغذاء والماء عبث اطفال لايغني من فقر ولايسمن من جوع.

وعلى هذا الاساس فان عملية البرق الشجاعة يجب ان تدعم بعمليات اخرى تكون مترافقة معها ضد جذور الارهاب ومصادره ومن يشجعه ومن يميع قرارات استئصاله والدول او المجموعات التي تدعمه. قد يكون ذلك صعباً ولكن يجب ان توضع الخطط لتحقيقه واذا كانت الجذور التي تغذي الارهاب قريبة فلتمتد اليها الايدي التي تقلعها بطريقة او باخرى.

ونتمنى ان نسمع انتصارات عملية البرق التي ستكسر ظهر الارهاب وتسحق رؤوس عناصره سحقاً. وان ابطالها سوف يمرغون انوف الارهابيين بالوحل وسيحققون نصراً كاسحاً ليثبتوا به للعالم بانهم ابطال رغم الامكانيات المحدودة.

لواء الذئب تجربة يجب تطويرها


ان تجربة لواء الذئب اثبتت نجاحها الكبير بالقضاء على الارهاب وعصابات المجرمين المختلفة. وهناك ادلة وصلتنا تشير بما لايقبل الشك بان هذه المجموعات الارهابية والعصابات الاجرامية اصبحت تخشى وتخاف بشكل شديد من لواء الذئب اكثر من خشيتها من القوات الامريكية نفسها

ان هدف الارهابيين هو ادخال الرعب في قلوب من لم يتعاون معهم او من يتعامل مع عدوهم. وطبعاً عدوهم هو كل شيء متحضر وانساني ولاعلاقة لذلك بالدين فهم لايمثلون الا ارادة الشر ضد ارادة الخير وبضمن ارادة الخير هو الدين الحق. وعلى هذا الاساس فان الرد على الارهاب يجب ان يتخذ محاور عديدة منها التوعية الصحيحة والمستمرة للشباب بتحصينهم من الانجراف نحو الجريمة وادخال الرعب في قلوب من تسول له نفسه بالولوج لهذا الدرب بان مصيراً اسوداً ينتظره. ومن ناحية اخرى ادخال الرعب في قلوب المنتمين الى الارهاب من العواقب التي تنتظرهم حال وقوعهم في قبضة العدالة. وان هذا الاسلوب قد استخدمه الله بتخويف البشر من عواقب العذاب الشديد ومن النار شديدة الاحتراق ومن مختلف انواع العذاب التي تنتظر المجرمين مما يوفر رادع قوي يجعل الانسان يفكر الف مرة قبل القدوم على الذنب او الجريمة

{حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} (77) سورة المؤمنون

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (26) سورة ص

{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } (16) سورة الشورى


{فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} (56) سورة آل عمران

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (21) سورة لقمان

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (12) سورة سبأ


ان الانباء الواردة التي تؤكد دخول الرعب في قلوب الارهابيين من لواء الذئب يجب تنميتها وتعميق تجربة هذا اللواء بشكل نوعي وكمي

انه من المفيد جداً الان ان

1. يتم تشكيل فروع باسم لواء الذئب في كافة المناطق تعتمد على نفس الستراتيجيية والتدريب الذي يعتمده لواء الذئب
2. ان يتم تطوير لواء الذئب نوعياً بالخبرة والتدريب والعناصر الكفوءة وتطوير عناصره الاستخباراتية السرية وذلك بتوسيعها لتضم مديريات منظمة كلها تحت قيادة الداخلية. واستحداث قوات من ضمن قواته تكون قوات ضاربة للتدخل السريع
3. تطوير تسليح لواء الذئب لتشمل الطائرات السمتية والمدرعات المجنزرة ونصف المجنزرة والاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المتطورة وعلى وجه السرعة. اضافة الى اجهزة الاتصال والتجسس والتنصت المختلفة
4. القيام بتدريب عناصر من قواته للتدخل الجوي السريع وتزويدها بالسمتيات. والضغط على قوات المتعددة الجنسيات ودولها للاسهام بالتسليح والاسراع بذلك

وبشكل مختصر فان قوات لواء الذئب يجب تطويرها نوعاً وكماً لتشمل مناطق العراق وخاصة الساخنة منها ويجب ان تحويل هذا اللواء الى قوات اكبر او الى فيلق يتكون من عدة الوية في كافة المحافضات وكل لواء له وحدات متنوعة منها ضاربة ومنها استخباراتية ومنها لوجستية وهكذا بحيث لايجب التوقف عند حد معين وانها تجربة ناجحة يجب تطويرها لخدمة العراق وقلوبنا مع لواء الذئب ونتمنى له النجاح الاكبر بالقضاء على رؤوس وذيول الارهاب العفنة كلها

نتمنى النجاح للواء الذئب بعملية البرق والعمليات الاخرى. وسيقع الارهابي الزرقاوي بيد الابطال من ذئاب الصحراء والاحراش والسهول والجبال العراقيين عن قريب!

قناة الشرقية ووضع ضوابط للاعلام حسب الامن الوطني


لماذا تحاول قناة الشرقية تقويض الجهود الامنية للقوات الامنية العراقية ضد الارهاب؟

لماذا تعمد تلك القناة لاستخدام اسلوب كلمة حق يراد بها باطل؟

من الذي يمول هذه القناة؟

لماذا تنتهج نهجاً طائفياً؟

لماذا لم تنقل اي شيء عن جرائم النظام السابق وعن ضحايا المقابر الجماعية؟

لماذا عندما تنقل خبراً عن الارهابيين تسمي الارهابيين بالمسلحين واحيانا تسمي ذلك المقاومة بينما تسمي الضحايا بالقتلى بدلاً عن الشهداء؟ علماً ان هذه القناة لم تشر الى الانتحاريين الذين يقتلون الابرياء بكلمة (ارهابي

لماذا عندما تنقل تلك القناة الخبر تصيغه بشكل يقلب حقيقته بما يتماشى مع جهات او طوائف او مذاهب بذاتها دون الشعب العراقي ككل؟

لماذا لا تقوم تلك القناة بتغطية اخبار التحقيق مع الارهابيين واضهارهم على شاشتها بينما تظهر ما يقوض جهود الشرطة والامن للقضاء على الارهاب وبشكل متعمد؟

قناة الشرقية قناة مشكوك بتوجهاتها الطائفية. ان مشكلة العراق ليست مشكلة طائفة لوحدها وهي اكبر من بيت او منزل او شارع او حي بل انها مشكلة بلد والتركيز على زاوية صغيرة فيها لاغراض لاتخفى على احد لايصب الا في خدمة من تقوم الشرقية بخدمتهم

كيف يمكن ان تقوم قناة اعلامية بتغطية مشكلة صغيرة قد لاتكون مشكلة مقارنة بما يتعرض له العراق باكمله وتهمل تغطية مشاكل وضحايا اكبر من ذلك بكثير؟

يجب الحذر الشديد من قناة الشرقية لانها تقوم بدور يقوض تحقيق الامن ويساعد على الارهاب والطائفية ويقف مع المجموعات الداعمة للارهاب

وفي هذا الوقت العصيب يجدر بالحكومة ان تضع قوانين تحدد فيها عمل الاعلام وتعتمد فيه ضوابط طارئة تتناسب وحجم المشكلة حتى اشعار اخر اي الى ان يتحقق الامن وعنده يمكن تغيير الضوابط بشكل يكفل حرية اكبر بحيث لا تخل بالامن الوطني

هل يترك الحبل على الغارب؟


لاشك ان جماعة المدعو حارث الضاري المسماة (هيئة علماء المسلمين) لها علاقة وطيدة بالارهابيين في العراق وخارج العراق. والادلة جداً واضحة وجلية دون عناء. فان تلك الهيئة تعتبر البوابة التي يتم من خلالها التفاوض مع الخاطفين وان انها تستلم مبالغ طائلة لاطلاق صراحهم. ومن ناحية اخرى فان هذه الهيئة طالما قالت بانها قادرة على ايقاف الارهاب بشكل مباشر وغير مباشر

السؤال لوزارة الجعفري وخاصة القضاء لماذا لاتصدر امراً بالقاء القبض على من يساند الارهاب وتقديمه للمحاكمة؟

ومن ناحية اخرى هل يجوز ان يترك الحبل على الغارب لكل من اسس هيئة او جماعة ان يقوم بالاتصال مع دول اخرى عربية وغير عربية ويستلم من بعضها اموالاً لغرض تمويل جماعته و لاغراض سياسية تهدد الامن العراقي بشكل مباشر؟ ببساطة فان الدول والحكومات كلها تقدم الى القضاء كل من تثبت عليه تهمة التعاون مع دول اجنبية للاضرار بالامن القومي لدولها بل وحتى اذا وجهت التهم الى افراد او احزاب بسبب الشك في حصولهم على تمويل مالي لاغراض انتخابية فقط. وان هناك انباء عن قيام ابن حارث الضار باجراء مباحثات مع مسؤولين اسرائيليين لتحقيق اغراض تضر بالامن والشعب العراقي. فهل يجوز ذلك وهل يترك هذا وغيره من اعضاء هذه الهيئة دون مقاضاة امام القانون. وحتى لو لم يحدث ذلك فهل عينت حكومة الجعفري اعضاء من هذه الهيئة ليكونوا سفراء لها في قطر والامارات ولبنان ام ان الضاري له دولة خاصة به يمثلها ابنه في الخارج؟

انها اسئلة خطرة ومهمة نضعها في سلة حكومة الجعفري

الموت الذي يسبق الحياة والجهل الذي يسحقه العقل


خلق الله الموت ثم خلق بعده الحياة ولولا الموت لما وجدت الحياة بشكلها الطبيعي الذي نعيشه. فلولا الموت ما تطورت اعضاء الانسان على ما هي عليه من شكل ووضيفة وهو في داخل الرحم. فالاطراف مثلاً تنمو بالشكل الذي يجعل وضيفتها طبيعية بسبب الموت الخلوي في الانسجة الجنينية Apoptosis ولولاه لما صار الابهام ابهاماً في موضعه وحركته ولما صار شكل الوجه و باقي الجسم على احسن تصوير! اي ان الموت ودوره جاء قبل وبعد الحياة. والموت الاخير للانسان هو عبارة عن ولادة لحياة اخرى

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك

اذن فأن الموت خلق قبل الحياة وبقي ملازماً للانسان في خلاياه وعنصر الموت في مورثاته الى ان ينتهي به الى الموت النهائي الذي تنفصل فيه الروح عن الجسد لتدخل الروح في عالم اللاوقت (البرزخ) وهنا يكون الوقت (صفر) لعدم جريان العناصر المادية على الروح. وعليه فان الانسان لايشعر بالوقت الذي يمر عليه اثناء النوم (مع بقاء الروح على اتصال بالجسد) رغم طوله وكذلك هو الحال مع الموت مما يجعل الوقت الفاصل بيننا وبين يوم القيام هو فقط مقدار ما نعيشيه من عمر

{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} (19) سورة الكهف

{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} (113) سورة المؤمنون

ان الانسان مخلوق ضعيف خلق من ضعف وسيعود سريعاً الى ضعف وما نحن الا في رحلة قصيرة نسافر عبر الزمن الى عالمٍ يكاد يكون مجهولاَ لنا. فالحياة عبارة عن رحلة قصيرة جداً لايستطيع ان يصل بها الانسان الا الى جزء بسيط مما يبغيه أو يريده

أن الموت هو ولادة الى عالم آخر نسبته بالنسبة للعالم الذي نعيش فيه (الدنيا) كنسبة مكان الانسان في الرحم الى عالم الدنيا الواسع. اي ان الموت هو ولادة الى عالم اوسع يشبه ولادة الطفل من بطن امه الى عالم اوسع من رحم الام. ولكن الذي يولد من هذا العالم الى عالم البرزخ الواسع جداً أما ان يكون شقياً او سعيداً بسبب عمله ايضاً. ولابد هنا من الاشارة الى أنه لايمكن لأحد أن يزكي نفسه اين سيكون مهما كان موقعه وعمله وتدينه وعبادته فالذي يزكي النفوس هو بارئها فقط

لقد خلق الله الانسان وجعله اكثر شيءٍ جدلا! فالانسان كفرد يشعر وكأنه مركز الكون يتجسد فيه وان ما يحتويه فكره من مجموعة مباديء دينية او مادية تمثل الدستور الامثل للحياة الذي يجب ان يتبعه الاخرون كلهم. ليس هذا فقط بل ان الكثير من البشر مسلمين كانوا او غير مسلمين يحاولون فرض ما يؤمنون به على غيرهم باستخدام كافة الوسائل بما في ذلك القتل والارهاب والتدمير. وقد منع الله سبحانه الاساءة الى الاخرين و تزكية النفوس

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (113) سورة البقرة

اننا كلنا مسافرون في قطار الحياة فبعد مئة سنة من هذه اللحظة سيكون جميع سكان الارض هم من غير الموجودين عليها الان. اننا سنرحل ولكن سنخلف بعدنا اعمال تتحدث عنا. فالشعوب والامم والافراد الصالحين سيخلفون اعمالاً هي التي تزكيهم. ان الذي خلف للبشرية البنسلين كمضاد حيوي, عمله الخيري مستمر ما دامت الحياة وما دام الانسان والذي صنع لقاح الجدري وجربه على نفسه قدم عملا احبه الله. ان هؤلاء لم يزكوا انفسهم بل زكتهم اعمالهم. فالعضماء لايرون الاشياء الا بما يتناسب مع حجمها بينما ينظر الارذال الى الاشياء حسب مقياس واحد رسمته عقولهم المريضة. فمن لا يتفق فكره او مبدأه وان كان صحيحاً مع افكارهم اتهموه بالكفر وهم اهل الزندقة. ان هؤلاء هم الذين يزكون انفسهم ويقتلون الناس لكي يجبروهم على تبني افكارهم, وهم ارذل البشر ولا يتصفون الا بالجبن والعار الشنيعين

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (49) سورة النساء

ان التأريخ البشري وجزء منه التأريخ الاسلامي مليء بالتكفيريين والزنادقة والخزعبلات التي يجب ان لا تأخذ على علاتها بل هنا يأتي دور العقل في التمحيص والاستدلال. ان الله خلق العقل وربطه بالايمان وبه يثيب ويجازي وبه يحاسب. ومن تبع من غبر ممن سبقه دون ان يستخدم عقله ويتبصر ويستنتج بناءاً على العقل السليم فأنه كالاعمى الذي يستدل بغيره دون أن يعرف هل ان الشخص الذي يستدل به اعمى ايضاً ام بصير. ولقد وردت كلمة الباب او اولي الالباب في القران بشكل كبير وكذلك هو حال كلمة يتفكرون ويعقلون ويعلمون وغيرها من ردائف وهي كلها ضد الجهل

والسؤال هنا هو هل عندما نزلت الاديان وبضمنها الاسلام استخدم الناس عقولهم قبل وبعد ان اعتنقوها؟ قد يبدو هذا السؤال غريباً للبعض ولكن القران الكريم انطلق من نفس الاتجاه عنما استخدم الالباب والعقول والتفكر. وهو الذي قال:

{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات

أن التاريخ الاسلامي مليء بالمجموعات والافراد الجهلاء الذين لايرون الا انفسهم وافكارهم ويصورون للناس بان ابواب الجنة مشرعة لهم على مصراعيها وان ابواب الجحيم تكاد تلقف كل من خالفهم الرأي او الهوى. وان هؤلاء لايدعون فرصة تفوتهم دون ان يبحثوا عما يحلل لهم الملذات. وتراهم يقتلون باسم الله وباسم الدين ويغتصبون الاعراض باسم الدين ويمتلكون العبيد باسم الدين وينكحون مئات النساء (كأماء) باسم الدين. وقد اثرى منهم واصبح من اصحاب الملايين عدد كبير وصار الزي الخاص باللحى الطويلة والملابس القصيرة واعواد الخشب المدسوسة في الفم هو النموذج للاسلام الحق! اما اهل العمائم والجلاليب ومن شابههم فقد تسلط عدد كبير منهم على رقاب الناس بالدين وصار كل من التحى وقصر وتعمم وعبس بوجهه قليلاً يصدر الفتاوي ويحلل الحلال ويحرم ما يحلو له حتى اتخذ من ذلك سلطة ووضيفة. ومن ذلك ولد الارهاب وفرخ امراء يذبحون الناس ومأمورين لايعرفون من الحياة الا ما يصل الى افواههم وما يخرج من ادبارهم. ولانبالغ اذا قلنا ان هؤلاء لايفرقون بين معاطسهم و بين مضارطهم فالذي يقتل البشر دون ان يعرف لماذا ودون ان يعرف من هو القتيل هو ادنى من البهيمة التي تأكل عذرتها. وان الذي يقتل دون ان يستطيع سؤال اميره الارهابي او يمتنع خوفاً من القتل يمكن ان يفعل كل ما يطلبه منه اميره وأن كان لينكحه او ينكح من له علاقة به

ان الفرق بين الانسان والحيوان هو ان الانسان يمتلك العقل الذي فيه يمكن له ان يميز بين الخطأ والصواب بينما تكون قدرات الحيوان العقلية محدودة مع ان هذا لايعني انعدام الذكاء النعي لديه. وعلى هذا الاساس فان الانسان اذا احسن استخدام عقله يرتقي الى منزلة تقترب من منزلة الملائكة كلما ازدادت حكمته وعقله ويتردى الى انحطاط سحيق الى ما هو ادنى من الحيوانات كلما ازداد جهله وقلة حكمته

وهنا نستنتج بأن التوعية الصحيحة وتعليم المسلم دينه الحنيف هي مسؤولية كبرى يجب تبنيها باعادة كتابة التأريخ الاسلامي وبشكل يجعل كل شيء مفتوح للنقد البناء دون المساس والتجريح والشتم. ان ايصال الفكر الصحيح هو من واجب علماء الدين المخلصين وهو من اهم الطرق التي تقطع دابر الارهاب

أن حكومة العراق مطلوب منها اعداد برنامج توعية وتثقيف يوجه الشباب التوجيه الصحيح وتوضف له طاقات هائلة من السنة والشيعة. فالارهاب كما تعلمنا وسمعنا يأتي للشباب عن طريق التغرير بهم بواسطة الدين والجهاد. وعليه يجب وضع برنامج متكامل لكي ينقذ الشباب من الانحراف ويجب ان يكون هذا البرنامج من مسؤولية الاعلام والوزارات والدوائر والنقابات والنوادي والجوامع والجوامع والجوامع. واننا نركز على الجوامع لان قسم منها اصبحت اماكن تستغلها مجموعات ارهابية لتمرير افكارها على الشباب الساذج. ان على حكومة الجعفري ان تدرس عملية استحداث او اعادة وزارة الشؤون الدينية وضم كل من الوقف السني والشيعي اليها لكي لاتسود الفوضى التي تجعل كل يد تعمل لوحدها. فالله الذي خلق للانسان يدين اثنين جعل تنسيق عملهما مرتبط بالدماغ حتى تعمل كلاهما بنسق واحد يفيد ولايضر رغم اختلاف الحركة. وعلى كلا الوقفين ان يسعيا الى الانظمام الى البرنامج الذي يوعي الشباب بتنسيق واحد من تلك الوزارة ويكون البرنامج مكثف يشبه برامج اعطاء اللقاحات التي تحمي من الامراض. فان الارهاب مرض خطير ينتقل عن طريق العدوى الفكرية التي تسري من شخص الى شخص او من شخص الى المجموعة باستخدام فيروسات فكرية معدية قد يكون منشأها اشخاص لوثت الدين بافكار تكفيرية وبقي هذا التلويث يسري في عروق التأريخ. وهنا يأتي ايضاً دور العقل بالتمحيص وليس التقليد الاعمى

{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر

انه العقل الذي يسحق الجهل والموت الذي يخلف الحياة باحسن صورها وليس الموت الذي يقتل الحياة ويشوه صورتها

أن غداً لعين براقش لقريب!


ربما بزلة لسان فضح فيصل القاسم الدور السوري لدعم الارهابيين في العراق

جاء ذلك قبل قليل عندما انهى القاسم برنامجه (الحوار المعاكس) الذي استضاف به سوريين احدهما بعثي مع حكومته والاخر معارض يعيش خارج سوريا, انهى القاسم البرنامج بقوله ممتدحاً النظام السوري قائلاً بان له دور قومي فهو البلد الوحيد الذي يدعم (المقاومة) في العراق! ومن حيث يدري او لايدري فأن القاسم قد صرح بما يعلم يقيناً عن الدور السوري الرسمي بدعم الارهاب وما يمثله من قتل وجرائم في العراق. ولاشك ان هذا هو الذي اثبتته اعترافات السوريين والعرب من الذين القي القبض عليهم مؤخراً في العراق

ان التورط السوري في العراق يبدو انه دخل في مرحلة اللاعودة التي لايمكن الفصل بها بين الارهاب في العراق وسوريا وهنا لايمكن الا ان يقال جنت على نفسها براقش وان غداً لناظره لقريب

النحس الذي يجب أن يزال


لقد ابتليت منطقة الشرق الاوسط العربي بحكام متسلطين (دكتاتوريين) يتصفون بالجهل وحب المال والشهوات ويعمدون الى تجهيل شعوبهم والى اهانتهم كلما تسنى لهم الامر. و لقد تفاوتت تلك الصفات فيهم مابين الاعتدال وبين التجبر والاستعباد. ولعله لسوء حظ العراقيين فأن أسوء حاكم يمتلك اقبح الصفات المذكورة حكمهم منذ عام 1968 ولايزال حياً يهبط نحسه على العراق ما دام فيه

أن الذي صنع صدام وجعل منه بطل قومي بل وعالمي يمتلك صفات غير موجودة عند البشر هم العراقييون. صفقوا له عندما ارسلهم الى حرب الخميني/صدام وعندما زجهم في اتون حرب الكويت وعندما قمع بعضهم ببعض وخلال فترة الحصار. لقد ثارت شعوب كثيرة على حكامها لاسباب اقتصادية بسيطة واسقطتها بينما دمرت حروب صدام العراق واهلكه حصاره الذي فكك بنية العراق ليست الاقتصادية والتحتية كلها بل وحتى الاجتماعية ورغم ذلك لم يتم تحقيق انتفاضة شعبية شاملة ومستمرة ضده. لقد سحق صدام ارادة وكرامة وسيادة العراق والعراقيين تحت اقدام جواسيس فرق تفتيش الاسلحة وعنجهيتهم في نفس الوقت الذي كان يبني فيه القصور التي دخل فيها كتاب (كنس) للارقام كأكبر رئيس دولة في عدد القصور بالعالم في الوقت الذي تبث فيه قناته الفضائية للعالم وباقي ابواقه من جوقة اصحاب الكوبونات النفطية مشاهد الاطفال الذين يموتون في المستشفيات وتكدس جثثهم في الثلاجات التي هي بالاساس مخصصة لحفظ الادوية

لم يكن صدام دكتاتوراً فحسب بل هو نحس على العراق فمنذ ان حلت صوره على الدينار العراقي هبط مستواه الى الى حضيض لايتناسب وقدرة العراق النفطية والاقتصادية. أن صدام دكتاتور بلا كرامة لايهمه اي شيء الا نفسه واشباع نزعاتها المريضة.

أن على العراق أذا اراد ان يعيش بسلام وتزول عنه شرور مخلفات صدام فعليه اولاً ان يزيل النحس الذي يتمثل بوجود صدام على ارضه فأن لم يفعل فليتوقع المزيد من الخراب والنحس

من المستفيد من الخلاف العراقي العراقي


مَنِْ منا لايعرف السياسة الانكليزية البغيضة التي استخدمها الانكليز في استعمارهم الاول للعالم وهي سياسة (فرق تسد)؟ لم يستخدم الانكليز هذه السياسة في مستعمراتهم فحسب بل حتى في سياساتهم الداخلية مع بعضهم البعض! ولاشك أن المستفيد الوحيد اليوم من زرع الخلاف بين مختلف الاطياف العراقية وخاصة بين السنة والشيعة هم المستعمرون الجدد من الانكلوساكسون. وعلى هذا الاساس فأن اي شخص وبأي مسمى كان يسعى الى زرع الخلاف السني الشيعي او الكردي العربي أنما يحقق هدف المستعمر الجديد دون أن يتكلف هذا المستعمر عناء زرع فتنته الحقيرة

لقد كان المستعمر الانكليزي يقوم بجلب الشرطة التي تجبي الضرائب و تهين المواطن من الهند. وعندما كان الشرطي الهندي يضطهد المواطن العراقي كان العراقي الساذج يذهب الى الانكليزي المتمرس على المراوغة والخداع ليشتكيه الشرطي الهندي. فما كان من المرواغ الانكليزي ألا أن يأخذ العراقي المسكين بألاحضان ويصور له بأنه هو صديقه المخلص الذي سوف يأخذ له بحقه فعندما يعود المسكين العراقي يلتفت الانكليزي للشرطي الهندي ويمتدحه على فعلته ويستوفي منه الضريبة التي اخذها من العراقي! ولقد كان نفس الشيء يعمله الانكليزي المستعمر في مصر عندما يستقدم الشرطي السوداني ليضرب المصري الذي يذهب للانكليزي للشكوى من السوداني

أن الذي حطم العراق واوصله الى هذه الحالة هو ليس صدام لوحده بل حطمه صدام بواسطة امريكا وبريطانيا وحلفائهما. فالذي أيد صدام ودفعه للحرب مع الخميني هي امريكا وبريطانيا والغرب والذي دفع صدام لغزو الكويت هي امريكا وبريطانيا والذي فرض الحصار على الشعب العراقي هي امريكا وبريطانيا وهما اللتان اصرتا على استمرار الحصار بابشع صوره. فعندما سُأِلت وزيرة خارجية امريكا سيئة الصيت (مادلين البرايت) عن أن كان الثمن يستحق قتل ملايين الاطفال العراقيين جراء استمرار الحصار قالت (نعم)! ثم جائت حرب (ام المهالك) التي ادخلت العراق في نفق جديد هو نفق الارهاب الذي أوجدته باديء ذي بدأ امريكا نفسها. فهي التي صنعت (بن لادين) وعلى ايديها تدرب الارهابيون العرب في افغانستان ولكن بعد ان جنت على نفسها براقش تنصلت من فعلتها الحقيرة
وبعد اكثر من سنتين على سقوط اكثر نظام خدم الغرب وامريكا ومهد لها بالدخول بكل قوتها الى المنطقة لم يتحقق في العراق غير الدمار المستمر والخراب وانعدام الامن وصار العراق الغني بالنفط افقر من افقر دولة افريقية لاتمتلك اية موارد وبعد ان كانت بنوك العالم تتنافس على شراء الدينار العراقي بما يعادل ثلاثة دولارات للدينار صار الدينار لايساوي شيء امام الجنيه المصري والدينار الاردني بل حتى امام عملات الدول الفقيرة

أن العراق لم يكن يعرف الارهاب ولكن الدخول الامريكي جلب معه بدل البناء والتقدم الذي وعد به, جلب مزابل الارهاب والجرائم والتخلف ودخل العراق في نفق جديد. أن من السذاجة أن يختلف العراقيون مهما كانت مبررات الاختلاف في مثل هذه الضروف. ومن يسعى الى ترسيخ هذه الخلافات فأنه لايخدم الا غرض (فرق تسد الاستعماري)

أن أهم عنصر للتعجيل بأنهاء الاحتلال هو توحد العراقيين وترك الخلاف والتعاون على القضاء على الارهاب الذي يعطي ذريعة للمحتل بأن يبقى. أن التصريحات الغير مسؤولة والاتهامات المتبادلة بين العراقيين لاتصب الا لصالح الاحتلال الذي اذا اختلف اهل البلد ساد هو. أن على هيئة علماء السنة أن تتبنى نهجاً يوحد الكلمة وعليها اذا كانت تريد خير العراق دون مذهبية وطائفية أن تتبنى نهجاً عراقياً لاسنياً ولاشيعياً بل يضم كل الاطراف لكي لاتكون هي السبب في تكريس الخلاف وبالتالي الاحتلال. وفي نفس الوقت فأن الشيعة ومن ضمنهم منظمة بدر مدعوون الى اتخاذ اقصى ما يلزم لردأ الصدع ومعالجة الموقف برص الصفوف مابين الاخوة السنة والشيعة وألا فان الوحيد الذي يستفيد هم اعداء الشعب العراقي من الارهابيين وغيرهم

أن على كافة الاطراف والفرقاء في الجسد العراقي الجريح أن تضع خلافاتها أو على الاقل تؤجلها وأن تفهم جيداً بأن العامل الوحيد للتخلص من الاحتلال هو وحدة الصف من أجل خلق وبناء عراق حر وديمقراطي يحكمه القانون. وقبل هذا وذاك العمل على تخليص العراق من الارهابيين والمجرمين لكي يسود مناخ صحيح يمكن من خلاله القول للمحتل بأننا اصبحنا قادرين على توفير امننا بانفسنا وبقوتنا التي تنطلق من هذا الشعب دون تمييز فعليك الان الرحيل. ولكي يتم الوصول الى هذا الهدف عاجلاً فأن كافة الاطراف يجب ان تسحب البساط من تحت اقدام الارهابيين وأن تشترك في العملية السياسية لخدمة العراق كبلد وليس لخدمة طائفة دون اخرى

أن السنة والشيعة اخوان ما لم يدخل بينهم حب السلطة والتسلط والداعين لذلك. أن أكبر ضربة يوجهها العراقييون للاحتلال هي توحدهم واتجاههم لخدمة بلدهم ومشاركتهم في العملية السياسية وبناء أمنهم بانفسهم لكي يصلوا الى النقطة التي لايحتاجون بها الى جيش الاحتلال. وعليه فأن هذه المسألة لايمكن ان تتحقق بواسطة طائفة دون اخرى وهي مسؤولية جماعية ملقاة على عاتق السنة والشيعة من العرب والاكراد والتركمان وباقي الاقليات دون تمييز

أن المسألة برمتها ليست بحاجة الا لشيء من الحكمة واليقضة والتفكير الصحيح والصبر والتنازل عن الامتيازات والخلافات حتى ولو الى وقت اخر. أن مصير العراقي مرتبط بمصير العراقي الاخر بغض النظر عن مذهب او دين او قومية الاثنين. وأنه من الخطأ أن تربط بعض الاطراف مصيرها مع دول او اطراف ليست عراقية ولاتعيش على تراب هذا الوطن لان هذه الاطراف لها مصالح ليست بالضرورة تنسجم مع مصالح هذا الشعب حتى وأن تشابهت مع هذه الفئة أو تلك من ناحية المذهب او التفكير.

أن على جميع العراقيين أن يتخذوا شعار العراق لكل العراقيين ولا للمذهبية والطائفية والقومية ولا للاحتلال والارهاب ونعم للوحدة والتعاون وبناء العراق الآمن المطمأن المزدهر الحر الديمقراطي الذي هو للعرب والاكراد كما هو للمسلمين بمختلف مذاهبهم والمسيحيين والاديان والقوميات الاخرى. وليكن القانون ودولة المؤسسات فوق الجميع ولا احد فوق القانون

هام: الى انظار حكومة الجعفري


أصبح المثل الشعبي الذي يقول (ولاية بلا قانون) ينطبق تماماً على العراق الذي لم ينعدم فيه القانون فحسب بل حتى الحكومة اصبحت لاحول لها ولاقوة الا بعرض المجرمين من قاطعي الرؤوس والمغتصبين من الجهلة غير المتعلمين على التلفزيون العراقي

لقد صار كل من هب ودب يفتي ويصرح ويعقد المؤتمرات الصحفية دون ان يكون قانون كباقي الدول يحدد الضوابط اللازمة لهذه الامور و كأن ديمقراطية العراق لم تأتي الا للارهابيين وقاطعي السبيل واصحاب العقول المتحجرة والفاسدة

قبل كل شيء فأن على الحكومة المؤقتة أن تضع قانون فوري يمنع اية جهة من عقد المؤتمرات الصحفية او التظاهر الا باخذ اذن من السلطات المختصة ومن لايلتزم بذلك فانه يعتبر مخل بالامن الوطني ويحاسب على هذا الاساس. ويجب أن تتم محاسبة كل شخص مهما كانت صفته اذا ادلى بتصريح للصحافة او التلفزيون يخل بوحدة وأمن العراق وتماسك صفوفه على اساس ان ذلك يدعو الى الحرب الطائفية فيحاسب صاحبه بالخيانة العظمى. حيث أن استفزاز المشاعر المبني على اساس طائفي يثير الدعوة الى حرب اهلية تمزق البلاد

أن التهديد الذي اطلقه المدعو (حارث ضاري) باشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة والتي كَبَّرَ لها مجموعة من اتباعه يوم امس تقع مسؤوليته على عاتق الحكومة لانها هي التي يجب ان توقف هؤلاء المنافقين عند حدهم ومن يدعو منهم الى مثل هذه التصريحات. أن امثال هؤلاء يجب أن يتم التحقيق معهم ومساءلتهم واذا أُدينَوا فيجب أن ينالوا جزاءهم العادل. أن حارث ضاري لو كان موجود في اية دولة اخرى وصرح مثل هذه التصريحات التي تدعو الى الحرب الاهلية لكان مصيره تحت طائلة القانون وذلك لتهديده الامن الوطني باشعال حرب طائفية. يجب ان يتم دعوة المذكور أعلاه والتحقيق معه لكشف ما يقصده بالتهديدات التي اطلقها ليس لانه اطلقها ضد مجموعة بعينها بل لما تشتمل عليه تلك التصريحات من خطورة باشعال حرب طائفية يكون وقودها الشعب كله والمستفيد منها الارهابيون وحلفائهم. وعليه فأن تصريحات كهذه لايمكن أن تأخذ بشكل اعتباطي بسيط او عابر لانها تهدد امن وسلامة الشعب ووحدته وتهدد حياة المواطن البريء العادي فيما اذا وجد نفسه بين اتون حرب طائفية يريد اذكائها ممن يقف على شاكلة حارث ضاري وجماعته. أننا لاننطلق من كون ضاري سنياً او وهابياً او سلفياً او غيره ولكن ما يهمنا هو أن ما تنطوي عليه تصريحاته من خطورة لايمكن السكوت عليها ابداً ليس لأن الساكت عن الحق شيطان اخسر ولكن لأن تلك التصريحات فيها تهديد واضح يدعو الى اذكاء فتنة طائفية وحرب اهلية وهذه مسؤولية الدولة كحكومة والقضاء كسلطة ذات شرعية يجب ان تثبت وجودها وقوتها

أن الامر بخصوص حارث ضاري وجماعته لايحتاج حتى الى تحقيق ومسائلة والدليل بأن هذا العنصر أيدَّ بسكوته اختطاف وقتل وذبح الشيعة و القائمين على مساجدهم بل وحتى تفجيرقبور اهل البيت بالديناميت بينما عربد وزبد عندما قُتِلَ البعض ممن يحسبون على السنة. اننا مع سلطة القانون لمحاسبة من يشجع على الارهاب وليس مع قتل أي أحد بيد غير القانون ولهذا يجب ان تأخذ الدولة على عاتقها تفعيل سلطة وقوة وارادة القانون. لا يوجد اوضح من هذا على طائفية هذا العنصر وجماعته. وعلى كل حال فأن هذا هو مدى ضيق تفكيره التكفيري المستمد من المصادر المعروفة بعنصريتها ولكن المهم هنا هو اطلاقه لتصريحات ذات خطورة كبيرة جداً فيما لو تركت دون تحقيق ومسائلة ليس لشيء بل لحماية الشعب والمواطن البريء وهذا واجب ومسؤولية الحكومة الحالية. أن الحكومة الحالية امام مسؤولية كبيرة وتأريخية بأن تعمل بما يحقق أمن البلاد وسلامة المواطن وعليه فأن القانون يجب ان يحاسب من يتصرف فوق القانون بالتهديدوالوعيد. أن حارث ضاري وغيره ممن ينتسب الى هذا البلد أذا كانت لديه شكوى جنائية ضد البعض فعليه أن يتقدم بها الى القانون وليس ان يهدد بأخذ القانون بيديه. ولكن هذا يدعونا الى التساؤل المشروع هو لماذا لم يقدم حارث ضاري ادلته التي يمتلكها لكي يقنعنا بها اذا كانت لديه ادلة فعلاً؟

وهناك أمر مهم جداً يقع على عاتق الحكومة والقضاء الا وهو القصاص من المجرمين و المحرضين على الجريمة والارهاب. فأن عدم القصاص من هؤلاء يجعل الشعب يأخذ القصاص على عاتقه و بيده وهذا يؤجج الطائفية و يشعل شرارة الحرب الاهلية. وعليه فأن القضاء يجب ان يتحرك ويقتص من قتلة الشعب. كما و يجب ان تتم محاكمة اوغاد النظام السابق لكي ينطفيء الامل الكاذب الذي يعقده الكثير من الجهلة على عودتهم ثانية الى الحكم

لقد قتل المجرمون اكثر من 500 انسان بريء وبابشع الطرق خلال الشهر المنصرم فقط ولم يعدم واحد من المجرمين القتلة, فهل يجوز هذا عرفاً او اخلاقاً او تحضراً؟

أن اصرار بعض الاطراف من الدول المجاورة على تأجيج الوضع الطائفي في العراق وذلك بأسنادهم لهذه الجماعة او تلك سوف تكون له مردودات سلبية ليست على العراق وحده ووحدة اراضيه بل عليهم وعلى بلدانهم. أنهم يقودون العراق الى التمزق فالشيعة عندما لايجدون من السنة الا القتل والتهديد والتشبث بأن يكونون اصحاب التسلط والسيادة فانهم انما يدفعون الشيعة الى اتخاذ أجراءات انفصالية لتشكيل دولتهم الغنية بالنفط مما يدفع الاكراد الى الاستقلال بما لديهم من نفط و هنا يترك السنة يعيشون ما بين غريمين من الشمال والجنوب لامنفذ بحري لديهم ولا موارد نفطية ولامصادر طبيعية فيصبحون عالة على الاعراب ممن يدفعهم الى الهاوية الان. واذا اصبح للشيعة دولة والاكراد دولة فهل ستسلم باقي الدول المجاورة من التفكك؟ هل سيسكت شيعة السعودية الذين يمتلكون اغنى ابار النفط هناك اضافة الى الزراعة والتمور والكوادر البشرية من السكوت دون تفعيل الانفصال؟ وماذا سيكون شأن عرب الاهواز واكراد سوريا واكراد تركيا وشيعة الخليج واقباط مصر وشيعة اليمن الذين يتعرضون الى الابادة الجماعية الان؟

انه لاشك ان من مصلحة الجميع ان يسود الامن والقانون والاستقرار والوحدة الوطنية في العراق وعلى الجميع ان يعمل من اجل ذلك والا فان الحجارة المتطايرة سوف تحطم كافة البيوت الزجاجية الهشة وخاصة المحيطة بالعراق والجميع يعرف من هو المستفيد

وزير الدفاع العراقي وقدسية المساجد


صرح وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في مؤتمر صحفي ركزت عليه فضائييتين هما الشرقية والجزيرة بأنه سوف يعاقب بشدة اي فرد من منتسبي الجيش العراقي اذا ثبت انه انتهك حرمة مسجد او كنيسة. وأول ما يتبادر الى ذهن الذي لايعرف شيء عن الواقع العراقي بأن العراق بلد قوي وفيه جيش وعناصر أمن مسيطرة على امن البلاد بشكل دقيق بحيث يمكن لها أن تستغني عن مداهمات قد تكون ضرورية في اماكن هي بالاساس تستخدم واستخدمت لتجنيد عناصر الارهاب ووضع الخطط اللوجستية والتنفيذية لعملياتها التي تستهدف الجيش والمدنيين

ولاندري ماذا يريد هذا الوزير بهذه التصريحات التي تهدد عناصر وزارته! اذ يبدو أن الوزير لم يكن على اطلاع على ما يجري في العراق ولم يطلع على اعترافات الارهابيين التي اثبتت بما لايقبل الشك عند ابسط الناس بأن الكثير من الجوامع قد استخدمت لاغراض الارهاب ولازالت. ولكي نُذَّكِر الوزير (الفلته) بأنه نسى او الاصح تناسى بأن الاعتداء على الجوامع والحسينيات والكنائس تم من قبل الارهابيين الذين جندوا في جوامع اخرى

أن تصريح وزير الدفاع لايمكن أن يكون اكثر من بائس وغريب ولايمكن ان يصدر عن ابسط المطلعين على الشأن العراقي. كان الاجدر بهذا الوزير أن يصرح بأن حماية الشعب العراقي لو تطلبت أن يدخل الجيش في اي مكان يتخذه الارهابيون مظلة آمنة فان الجيش سوف لن يتردد بذلك. نعم هناك فرق بين الاعتداء على اماكن العبادة وتدميرها (ان كانت اساساً اماكن عبادة) وبين الدخول لها ان اصبحت مأوى للارهاب والمجرمين. على الوزير أن يقوم بتصحيح خطأه ويبادر الى القول بأن الامر لو تطلب تفتيش او دخول اي مكان في العراق لتحقيق الامن فان ذلك سوف ينفذ ودون أي تردد من قبل القادة في الميدان دون الحاجة الى الرجوع البيروقراطي الذي يوفر الوقت لهروب المجرمين واخفائهم الادلة اللازمة

أن الذي اعتدى على حرمة دور العبادة هم ارهابيون يتخذون من بعض المساجد اوكاراً لهم ويمدهم بالفتاوي الواهية ملالي جهلة في تلك المساجد. وهذا لايعني ان جميع الذين يرتادون هذه المساجد مجرمون او على اطلاع بالجرائم. فالذين دمروا الكنائس وفجروا وقتلوا الابرياء في مسجد الامام علي وفي مسجد الحسين واخيه العباس هم الارهابيون السفلة من التكفيريين والمرتزقة والمنافقيين. وهم انفسهم الذين فجروا مراقد الاولياء والصالحين من اهل البيت عليهم السلام والتي كانت عبارة عن قبور اولياء ومساجد لله

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا} (21) سورة الكهف

أن وزير الدفاع بتصريحه البائس نسى بأن حرمة الانسان المسلم عند الله هي اعظم من حرمة الكعبة بنص النبي وآله

وانه تناسى او لايعلم بأن المساجد يجب ان لاتتخذ للتكفير والضرر والاضرار من قبل منافقون يدعون بانهم مجاهدون ولايريدون الا الحسنى ولكنهم مجرمون كاذبون

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } (107) سورة التوبة


{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (108) سورة التوبة

ان المساجد هي لله ويجب ان تأسس على تقوى الله وليس على قتل المسلمين والابرياء من غير المسلمين والتكفير والارهاب والمتفجرات وتجنيد الانتحاريين والفجور وما الى ذلك

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (109) سورة التوبة

أن الذين سعوا ويسعون في خراب المساجد هم الارهابيون وذلك اما بتدمير ما لم يتماشى وتفكيرهم المنحرف واما بتحويل التي يعشعشون فيها لاوكار لهم وهذا لاشك تخريب اكبر من التخريب الاول لان التخريب الاول يشمل البناء الذي يمكن اعادته ولكن هذا التخريب يشمل البشر الذي لايمكن اعادته بسهولة. وفي كلا الحالتين فانه نوع شديد من الظلم وتحويل المساجد الى اوكار يكون من دخلها خائفاً حتى لو كان من الارهابيين نفسهم لانه يخشى ان ينكشف امره ويعاقب

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (114) سورة البقرة

فضائيات طائفية كألجزيرة وألشرقية


هناك مثل يقول الاناء ينضح بما فيه وأن خير ما ينطبق عليه هذا المثل هو الاعلام خاصة بشكله المريء والمسموع. وعليه يصح ان نستبدل المثل لنقول الاعلام ينضح بما فيه

وهنا لابد من وقفة عامة وسريعة على الاعلام العربي! كان الاعلام في عهد ما قبل الاسلام عبارة عن الشعر والنقل وقد ابدع بهما العرب ايما ابداع. فقد كان للشعر مهنته التي تتصف بالكذب والخداع والنفاق لمدح كبار القوم من الاغنياء واهل السلطة للحصول على الاموال. وهكذا كانت قصائد المدح على ابواب الخلفاء والملوك وقصائد الذم ان لم يحصل العطاء اللازم
وقد تطور الاعلام شيئاً فشيئاً حتى وصل الى عصرنا هذا بكافة اشكاله التي لو ذكرت لاهل ذلك الزمان لاعتبروها ضرباً من الخيال لايحصل الا قبيل قيام الساعة, وما ادراك لعلها قريب

أن الحكام العرب في هذا الوقت وجهوا الاعلام لخدمة اغراضهم الشخصية بما يحقق لهم السيطرة المستمرة على السلطة ويمنحهم هالة من الحكمة والذكاء لاتتوفر عند اي فرد من شعوبهم المبتلاة بهم. ولانريد ان ندخل بالتفاصيل التي هي اشهر من علم على رأسه نار

وقد صار اصحاب المجلات والصحف اليومية وبعد ذلك القنوات الفضائية من اصحاب الملايين بفضل النفاق والكذب الذي يمارسونه من اجل هذا الحاكم او ذاك. وعليه فان هؤلاء يتحملون جزء كبير من مأساة الحكام تجاه الشعوب لانهم هم الذين خلقوا جزء كبير من سلطتهم وتسلطهم

وقد اغدق صدام على الكثير من هؤلاء ممن بقي يطبل له حتى يومنا هذا بسبب استمرار تدفق الاموال عليهم ممن له مصلحة بذلك. و قد اتخذ الكثير من الاعلام العربي نهجاً طائفياً بمعالجته للقضية العراقية اما بسبب ما يدفع له من قبل جهات طائفية تكفيرية او بسبب وجود تلك العناصر ضمن اجهزته المتنفذة. والدليل مثلاً لاحصراً قناة الجزيرة القطرية التي تخاطب المشاهد بالتدليس و بشكل يفوق حجمها بكثير. وبعد ان كانت اكاذيب هذه القناة تنطلي على الناس السذج في البداية اصبحت اليوم لاتنطلي على ابسط الناس والجميع يعرف الغاية الطائفية عند هذه القناة فيما يخص الوضع العراقي خاصة

اما بالنسبة للاعلام الفضائي العراقي فهو لاشك جديد وبحاجة الى تطوير ولكن هناك تجارب جديرة. وفوق كل شيء فان الاعلام العراقي هو الاعلام الحر الوحيد في المنطقة العربية الان الذي يستطيع ان ينقد اي شخص في البلد دون خوف من العقاب او التعسف او السجن او ما شابه
ولكن هل يعني هذا انه اعلام فضائي خالي من الطائفية والكذب؟ طبعاً لا
أن قناة الشرقية العراقية مثلاً التي ورثت كادر قناة (صدام) الفضائية تنافق بشكل لايتناسب مع الطاولات الشفافة التي وضعتها لقارئي نشرات الاخبار. وهنا لابد ان نذكر بأن قسم من هؤلاء وخاصة النساء من مقدمي الاخبار في هذه القناة يبدو عليهم وكأنهم قد اقتديوا مجبرين لقراءة الاخبار او كأنهم روبوتات قراءة متجهمة الوجوه. أن برنامج بطاقة تموينية مثلاً و رغم حصول عائلة فائزة بحفنة من الدولارات الذي تتبرع به الجمعيات الخيرية انما يراد به بعض الدعاية لهذه القناة على حساب المهنية والنزاهة وعدم الطائفية. وأن هذا البرنامج كأنما اريد له أن يقول للشعب العراقي بأن بطاقة صدام التموينية التي انتجتها سياساته هي خير لكم من كل شيء. ورغم ان هذه البطاقة أفادت الناس الا ان العراقيين يتطلعون الى اليوم الذي تصبح به هذه البطاقة في مزبلة القاذورات ذلك المكان الذي يتناسب وحجمها واسمها الذي لايوحي الا بالمذلة والالم شأنه شأن تسمية (النفط مقابل الغذاء) وكأن الشعب العراقي شعب دون مستوى الشعوب الاخرى لايفكر الا ببيع نفطه مقابل بعض الغذاء ليملأ به بطنه. فاللعنة كل اللعنة على من وضع هذه التسمية ومن استغلها فاخذ النفط مجاناً مقابل الدعاية الحقيرة باسم الشعب العراقي الذي كان يحصده الحصار حصداً

وتعرض قناة الشرقية برامج دعائية مماثلة مثل كرسته وعمل وغيره. واحياناً تنزل هذه القناة الى الشارع لتعرض صور سلبية عن المجتمع العراقي خاصة اذا تعلق الامر بالجنوب. اما البرنامج الذي يجمعون به (رأسين) (بالحلال) او (شايف خير ومستاهلها) فحدث ولاحرج خاصة في حلقاته التي كانت تقدمها المقدمة الاولى التي يبدو انهم احسوا بسوء اسلوبها و تقديمها واستبدلوها. ولا يسع المشاهد الا أن يستمع الاخبار لكي يشعر بالمدى الطائفي الذي تمارسه هذه القناة وهناك امثلة كثيرة نحن في غنى عن ذكرها لانها اوضح من النهار. مثل تركيزها على الاخبار التي تخص طائفة او مناطق يصورنها بانها مستهدفة رغم انها مرتع ينطق منه الارهاب والفساد

ان الاعلام الفضائي العراقي لديه فرصة جيدة للتطور والابداع بعد ان غاب عنه عامل سيطرة الحاكم العربي ولكن يجب ان لايكون ذا توجه يخدم طائفة دون اخرى وعليه ان يكون حيادياً ومهنياً لكي يحقق نجاحه

السُنَّة الشيطانية


عانى الدين الاسلامي من عمليات تشويه بسب الذين ارتدوا عبائته منذ الايام الاولى لنشأته. وقد تكرس هذا التشويه والاحراف عن الخط الاصيل للدين مباشرةً بعد وفاة (استشهاد) الرسول (ص). فقد أحدث فيه أناس كثيرون و تسلق على منبره الذين طمعوا بالقوة والجاه والسلطة والاموال حتى صار هؤلاء الطامعين ولاة وامراء وخلفاء وملوك وما هم الا قطاع طرق وقاطعي رؤوس يتأمرون على الناس ويتخذون منهم قواويد و جواري وعبيد وغلمان. والتاريخ مليء بهولاء الذين ابتلي بهم الدين

وقد حدثت على اثر تلك النزوات على ظهر الدين ثورات تصحيحية كان على رأسها جميعاً ثورة الحسين بن علي (عليهم السلام) تلك الثورة الوحيدة في العالم التي استمرت الى يومنا هذا وسوف تستمر الى ما قدر الله وبشهادة كبار المثقفين والثوار العالميين ما دام هناك ظلم وتعسف وفساد

أن ما يحدث اليوم في العالم الاسلامي وفي العراق بالذات من مسميات تتسمى باسم الدين او الجهاد او المقاومة ما هو الا امتداد (سلفي) متخلف وسطحي وبشكل اعمى (اي دون استخدام العقل) للماضي بمعناه الاسود الكالح
فمثلاً يقوم بعض متخلفي العقول من الجهلة بقتل الناس الابرياء وقطع رؤوسهم والاعتداء على الاعراض بمسمى (انصار السنة) او (قاعدة الجهاد) او (جيش محمد) او (كتائب التوحيد) وما الى ذلك من مسميات لاتمت لاصل الدين وسنته بصلة على الاطلاق

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (21) سورة لقمان

فالسنة التي يستن بها هؤلاء من قتل وتخريب وقطع رؤوس ودمار ورعب واشاعة الفوضى واغتصاب الاعراض وسرقة الاموال والممتلكات لايمكن ان تكون الا (سنة الشيطان). اي انهم اجدر ان يطلق عليهم (انصار السنة الشيطانية) وليس السنة النبوية الشريفة. وكذلك الحال في غيرها من مسميات اي ان قاعدة الجهاد هي (قاعدة الخراب في بلاد الرافدين) وجيش محمد الذي منه رسول الله بريء ما هو الا (جيش الشياطين) وكتائب التوحيد ما هي الا كتائب (التكفير)

وعليه فاننا امام واقع جديد يجب ان نفرق فيه بين سنتين وليس سنة واحدة. هناك السنة الحقيقية وهي سنة الرسول ومن تبعه على السراط السوي والمستقيم بخلق ورحمة وحب للاخرين وجهاد صحيح يبدأ بجهاد النفس ولاينتهي الا بها خاصة في هذا الوقت المليء بالفتن. ومن هؤلاء (اتباع السنة النبوية الشريفة) يوجد الكثيرون من الشيعة والكثيرون من السنة. واما السنة الاخرى التي تعيش على الرعب والقتل والجرائم فهي سنة من انحرف عن الرسالة المحمدية السمحاء اذن فهي سنة الشيطان او اعوانه

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (208) سورة البقرة

{وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (119) سورة النساء

{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (43) سورة الأنعام

{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (48) سورة الأنفال

{تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النحل

{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (53) سورة الإسراء

{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (53) سورة الحـج


{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (19) سورة المجادلة

البلد الذي يخاف فيه القاضي من الجاني لاخير فيه


هناك اشياء كثيرة تغيب عن العراق اليوم وجميعها بسبب السياسات الفردية التعسفية التي بها اوصل الطاغية صدام ومرتزقته العراق لما هو عليه الان. ومن هذه هذه الامور التي تغيب عن العراق بشكل يكاد يكون كامل هو غياب قانون العقوبات وخاصة ضد الجرائم التي تخص الامن الوطني والاجتماعي

أن قانون العقوبات في اي مجتمع هو عبارة عن صمام امان يمنع انتشار الجريمة وبذلك يحمي المجتمع ويوفر له المناخ الصحيح للعيش بحرية وسلام. ولكي يكون اي قانون فعالاً لابد ان يكون له تحقيق فعلي على ارض الواقع اي ان يكون مطبقاً بشكل معروف وواضح لدى الجميع. و طبقاً للدراسات والبحوث الانسانية التي اجريت في علم النفس الاجتماعي وعلم مكافحة الجريمة فان الانسان مخلوق يحتاج الى قوانين تحد من تمدد نفسه الشريرة. ولم يقتصر الامر على البحوث والدراسات بل ان كافة الاديان السماوية وبضمنها الاسلام وضعت قوانين وشرائع لمنع اتشار الجريمة و حثت على تطبيقها دون ادنى تردد واحياناً بشكل علني لكي لا يستفحل الامر ثم يصبح خارج عن نطاق السيطرة

وبالنسبة للاسلام والديانتين المسيحية واليهودية وباقي الاديان فان تشريعاتها اشتملت على نوعين من الردع الوقائي ضد الجرائم. الرادع الاول الذي ركزت عليه الاديان هو التهذيب الذاتي للنفس واخافتها مما ينتضرها من عقاب مؤجل الى يوم الدين أو عقاب الهي يصيب الفرد او الجماعة جراء المعاصي والذنوب.
قال تعالى

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا. (الشمس: 7 – 10)

فالنفس البشرية لكل شخص تمتلك عنصري الشر والخير في داخلها وان اول شيء الهمت به هو عنصر الشر (الفجور) ثم جاء عنصر الخير وهو التقوى (الوقاية) من الشر بعد ان اثبت فيها عنصر الشر. ووضعت الاديان اسس الوقاية لكي تمنع بذرة الشر من النمو. ومن هذه الاسس الرادعة واولها هو الايمان بالله بشكل صحيح وبواسطة العقل الذي هو ضد الجهل. وعليه فالايمان الصحيح الذي يقوده العقل لابد ان يؤدي الى الحكمة والموعضة والخير وقد وضع الله في كافة الاديان لذلك برمجة مستمرة تنمي تقوى النفس وتؤدي بالفجور الى الاضمحلال الجزئي او الكلي حسب عمل الشخص. ومن البرامج التي وضعها الله لتنمية الردع الفردي والجماعي ضد الشر في هذا المجال هي الصلاة الصحيحة والصيام ومساعدة الاخرين والعمل وبر الوالدين وما الى ذلك مما يزكي النفس. ويجب الالتفات الى نقطة مهمة هنا وهي أن ليس كل مَن فعل هذه الامور اكتسب المفعول المرجو منها الا اذا التزم بها بالشكل الصحيح مثل التزام المريض بالتعليمات الطبية الصحيحة دون تأويل او تحريف او ترك من جانبه هو او من جانب من ليس له دراية بالطب. فكم نسمع اليوم ب (حجي او شيخ او ملا فلان) من الذين يقتلون الناس ويغتصبون النساء ويدمرون الممتلكات. فليس كل من حج او صلى او قال بانه مسلم كان عمله مقبولا عند الله او الناس. أن الله ينظر الى عمل الكافر احياناً فيعجبه واحياناً كثيرة ينظر الى عمل المسلم فيبغضه وقد يغضبه! أن ابليس كان يعبد الله مع الملائكة آلاف السنين وكان من اكثرهم خوفاً وعبادةً له ولكنه عندما عصى الله بسبب الغرور والقياس الغير صحيح كلفه ذلك كثيراً ليس لانه عصى فقط بل لأنه اصر على العصيان ولم يتراجع ابداً فصار عامل مباشر لتحفيز عامل الشر في النفس البشرية

أما الرادع الثاني الذي جاءت به الاديان فهو مجموعة عقوبات تتفاوت شدتها حسب نوع الجريمة وحث الاسلام وكذلك الاديان الاخرى على تفعيلها. وللعلم فقط فأن العقوبات التي نصت عليها الاديان التي سبقت الاسلام كانت أكثر قسوة واشد تنكيلاً من تلك التي جاء بها الاسلام لنفس الجرائم


أن اشد جريمة حث الاسلام و باقي الاديان وكذلك الشرائع الوضعية على عقوبتها هي جريمة قتل النفس البشرية بغير ذنب علاوة على أن قتلها بسبب ذنب ليس من مسؤولية او واجب من هب ودب بل بعد تحقيق الادلة واثبات الجرم وحسب القانون. فكيف بها وهي تقتل اليوم من رعاع لايفرقون بين معطسهم ومفساهم ويفتي لهم بذلك من هو اشد منهم غباءاً ممن تلبسوا بعباءة الدين كما تلبس بها ممن حرف الدين عن منهجه الصحيح من اسلافهم ومن اجل أهوائهم الرخيصة

مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ألأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي ألأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ. إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ألأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ ألأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. (32 – 33: المائدة)

أن واحدة من أهم اسباب انتشار جرائم القتل والخطف والسرقات والاغتصاب والتفجيرات في العراق هو عدم وجود تفعيل ملموس لعقوبات رادعة

والسؤال الان هو هل يكفي في هذه المرحلة المتأخرة من تفعيل عادي للعقوبات؟ وبالتأكيد فان الاجابة الصحيحة هي كلا والف كلا لأن مَثَلَ انتشار الجرائم والارهاب في بلد ما هو مِثلُ انتشار السرطان في الجسم. فاذا تم تشخيص السرطان مبكراً يمكن استخدام عقاقير كيمياوية او اشعة ذرية لمعالجته أما اذا بلغ مرحلة متقدمة فانه يحتاج الى علاج أقوى قد يشمل اضافة الى الجراحة استخدام الوسائل الاخرى. وعليه فان تفعيل عادي للعقوبات لن ينفع في العراق

يجب أن يصار اليوم وبدون تأخير على الاطلاق الى اصدار قوانين عقوبات استثنائية و من رئاسة الوزراء و حتى اشعار اخر أي عندما يستتب الامن. ويجب تطبيق هذه العقوبات في الحال من لحظة صدورها. كما ويجب تشكيل محاكم جزائية محلية في كل محافظة تكون جزء من المحكمة المركزية في بغداد حتى لا يتأخر أصدار الاحكام و تطبيق العقوبات. ويمكن ان تحل تلك المحاكم او تحد صلاحياتها دون عقوبة الاعدام والسجن المؤبد عند استتباب الامن بشكل كلي. ويجب ان تشكل محكمة عسكرية تحال اليها كافة الجرائم الاستثنائية حتى يستتب الامن

يجب أن تبدأ الحكومة المتخبة فوراً بتفعيل القضاء العادل وتنفيذ الاحكام التي تتناسب مع الجرائم ليس لان هذا مطلب جماهيري فحسب بل لأن الفرق بين هذه الحكومة وسابقتها ان هذه الوزارة منتخبة وتمثل الشعب والتي سبقتها كانت شبه مفروضة لاقتضاء الحاجة لتمشية الامور

أن البد لذي يخاف فيه القاضي من الجاني لاخير فيه وما هو الا غابة تسودها الوحوش

أن القضاء العراقي في عهد النظام السابق لم يكن له وجود يذكر لانه يتصاغر امام أرادة الحاكم بل وينفذ تلك الارادة وأن كانت على خطأ. وامامه اليوم طريق صعب وخطير لكي يثبت أرادته العادلة ومهنيته لكي يحصل على ثقة الناس والعالم. بهذا فقط يمكن للقضاء وللبلد أن يستمد احترامه وان يسود القانون وليس باخوف الذي يعاني منه القاضي من الجلاد سابقاً ومن الارهابي حالياً. أن الطبيب الذي يخشى على نفسه المرض من انتقال العدوى اليه من المريض سوف لن يستطيع علاج مريض واحد والقاضي الذي يخاف المجرم لايمكن له ان يحاكم متهماً واحداً

العراق بحاجة الى تطبيق عقوبات عادلة وقاسية بحق المجرمين السابقين الكبار والحاليين الاوغاد فهل ستشهد الايام القادمة القليلة تنفيذ هذه الاحكام؟ يجب ان يكون ذلك والا فعلى العراق السلام

كما وأن هذه الفترة يجب ان تكون فيها العقوبات مشددة جداً

مسميات ليس لها معنى


بعد ان تحرك الشعب العراقي في يوم 31 (ديسمبر) 2004 وشارك بكل حرية وبشكل حضاري في الانتخابات رغم صعوبة الاوضاع والتهديدات الارهابية خرج ألبعض ممن اعتبر هذه الانتخابات غير شرعية. وقد اعطوا اسباب هزيلة لتبرير قولهم هذا منها بأن الانتخابات تمت تحت الاحتلال وبأن جزء من الشعب لم يشترك بها وما الى ذلك من اسباب واهية. أن اقل ما يقال في هذه التبريرات الواهية هو ان الذين كلفوا انفسهم عناء تلك التصريحات لم يدر في خلدهم انهم في عدم اعترافهم بشرعية تلك الانتخابات انما يقرون بانهم لايعترفون بشرعية وارادة الجماهير التي اقرتها وعبرت عن ذلك من خلال صناديق الاقتراع
أن كافة الانتخابات في العالم تحدث بشكل نسبي اي ان جزء من الناس تذهب للتصويت لانهم احرار في ذلك ولا تتوقف الانتخابات ولا نتائجها لان الشعب لم يشترك كله

أن القوى التي فازت في الانتخابات لها الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً ولا يجوز أن تملي القوى التي كانت تدعو الى عدم المشاركة ارادتها بعد ذلك بل يجب ان تقبل بما يعطى لها وهي شاكرة

أن وجود بعض التنظيمات والتجمعات التي تسمي نفسها بمسميات وطنية مختلفة مثل الحوار الوطني والتجمع الوطني وما الى ذلك انما تسعى الى فرض واقع غير الواقع الذي اقره الشعب في صناديق الاقتراع وعليه فأن توجهاتها مشبوهة وتحاول من خلالها فرض بعض الطوائف والقوى والشخصيات بصيغ غير ديمقراطية. أن هذه القوى والشخصيات لو كانت لديها توجهات ديمقراطية لخدمة العراق بدون العنصرية الطائفية لكانت قد اعدت نفسها للمساهمة والتنافس الديمقراطي الشريف في الانتخابات القادمة

يجب ان لايسمح من الان فصاعداً لاي شخص يحاول استغلال الطائفية او يتكلم باسمها لان ذلك تهديد مبطن ضد الاخرين باسم الطائفة ويجب ان يكون الفيصل الاول والاخير هو الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع بغض النظر عن الطائفية. ان الذين يمثلون طائفة معينة لا يمكن لهم ان يكونوا منصفين وعادلين في بلد متعدد الطوائف والمذاهب. ان العراق بحاجة الى من يمثله دون تسميات طائفية او مذهبية وما الذين يمثلون مذهب دون غيره الا قصيري النظر ولايمكن ان يضعوا مصلحة البلد الا بعد مصلحة الطائفة

اين كان هؤلاء الذين يتشدقون اليوم بانهم يمثلون طوائف بعينها من انتخابات البيعة الهمجية التي جعل فيها (قائدهم الضرورة) العراقيين اضحوكة للعالم كله؟ فقد تم اجبار العراقيين تحت التهديد والوعيد بقطع لقمة العيش (التمويني) المُذِل بالخروج بشكل همجي متدافع لكتابة كلمة (نعم) للبيعة التي كان أول من أيدها هم انفسهم الذين رفضوا الانتخابات الحرة الحضارية الاخيرة. لقد خرج الشعب العراقي مكرهاً فقال (نعم) لسقوط الطاغية وضنها الطاغية بانها نعم لبقاءه. فقد كان معنى ال (نعم) في ضمير الشعب غير معناه الظاهر في خيال الطاغية واعوانه الطائفيين

يجب ان يصبح من الان فصاعداً القانون هو الذي يحكم وليس الحركات والتجمعات التي تدعي الوطنية او القومية او التي تتخذ لها مسميات طائفية ومذهبية. لقد اثبت الواقع المرير بأن التجمعات والتنظيمات التي تنادي بالوحدة وما شابه انما تتسلق على رقاب الشعوب بالشعارات البراقة للحصول على مكاسب ذاتية وسلطوية سرعان ما تتحول من ايدي الطائفة الى ايادي الحلقات الاضيق فالاضيق حتى تصير الى ايدي العائلة او الفرد
أن من واجب الدولة ان تحاسب بالقانون كل من يحاول ان يخل بأمن الناس ومن ذلك من يعمل خارج حدود القانون. أن القانون يجب ان يحدد اسس تكوين التجمعات والمنظمات ويحاسب بغرامات وعقوبات قاسية كل من يخل بذلك. فما معنى الحوار الوطني والمصالحة بعد أن تمت الانتخابات وافرزت حكومة وجمعية وطنية ووضعت مواعيد للدستور والانتخابات القادمة؟

برنامج الارهاب في قبضة العدالة التي تبثه الفضائية العراقية


يلعب الاعلام دوراً مهماً في كافة المجالات التي تتعلق بحياة الشعوب منذ ان وجد الانسان على وجه الارض الا ان اهميته تصبح واجب وطني اذا كان الامر يتعلق بحياة ومصير شعب كامل

ان المرحلة الخطيرة التي يمر فيها العراق وتكالب الازمات والاعداء عليه يتطلب ليس جهد استثنائي من ابناءه الشرفاء فقط بل واتخاذ اجراءات استثنائية الى أن تُقطع عنه الايدي الشيطانية القذرة. أن ما تقوم به قناة (العراقية) الفضائية من عرض يومي للارهابيين والمجرمين له أثر كبير في محاربة الارهاب وقطع دابره ولكن لنا بعض الاقتراحات للذين يقومون بعرض المجرمين و توجيه الاسئلة اليهم نلخصها بمايلي

اولا: القيام بعرض هؤلاء المجرمين اولا بملابسهم العادية وهم وقوف وذلك بتصويرهم من جهات مختلفة بالطلب منهم بالتحرك يمينا وشمالا والى الخلف ثم تعرض لهم صور ثانية بعد حلق رؤوسهم. ولابد من ان تكون الصور الثانية بملابس خاصة بالمجرمين الموقوفين ومن لباس يهينهم ويعرضون مطئطي الرؤوس وهم وقوفاً ومكبلي الارجل والايدي

ثانياً: عند تقديمهم يجب ان يكون الكلام معهم بقوة تذلهم وكلٌ حسب جريمته ولكن في كل الاحوال يجب عدم مخاطبتهم باسمائهم الا اذا اشير اليهم ب (المجرم فلان فلان الفلاني). ولا يجب ان يخاطبوا بكلمة اخي او ابني او ما شابه. ويجب ان يعرضوا بشكل مذل ومهين ويفضل ان يبقوا واقفين مكبلين وحتى لو وضعت لهم كراسي فيجب ان تكون بلا مساند لليدين وبدون طاولة امامهم. ولايسمح لهم بالتكلم مع بعضهم واذا ما صدر منهم ذلك يجب اهانتهم. فقد عرض احد المجرمين قبل ايام سادلاً شعره على رقبته وهو يخاطب الضابط الذي يسأله وكأنه صاحب اليد الطولى عليه. كان الاجدر عرض هذا المجرم بشعره اولا ثم حلاقة ذلك الشعر مع لحيته الملوثة بدم الابرياء والبريئات اللواتي تم اغتصابهن وقتلهن من قبله ذبحاً بالسكين بدلاً من ابقاءه فيه. وكان هذا الوغد الحقير يتكلم بصفة (الامير) مع المجرم الذي يجلس الى جانبه وكأنه في نزهة او مقهى. ففي هذه الحالة يجب ان يهان بل ان مثل هذا يجب أن لايعرض على التلفزيون الا بعد اذلاله وتحقيره بحيث لايظهر الا وهو ذليل حقير

ثالثاً: لكي يكون لهذه العروض وقعها الرادع يجب ان يتم اختيار محققين من ذوي الخبرة المهنية والذين لديهم اسلوب يهين ويذل المجرم. حيث يجب مخاطبتهم بقوة واذلال بما يستحقونه وبما يجعل الاخرين يشعرون بانهم اذا ما تورطوا سوف يتعرضون لنفس الاذلال مما قد يردع الكثير منهم

رابعاً: عدم الطلب من هؤلاء المجرمين بتقديم النصيحة لغيرهم لانهم ليس اُهلاً لاسداء اي نصيحة مهما كانت. وعدم سؤالهم فيما اذا كانوا قد لقوا عناية من الشرطة وفيما اذا قدم لهم الطعام الجيد وما الى ذلك لان هذا لايتناسب مع الجرم الذي يقومون به على الاطلاق. وبدلاً عن ذلك يمكن ان يسألوا عن نوع العقوبة التي توجه لهم: مثلا ماذا تتوقع أن يحكم عليك بعد هذه الجرائم؟ واجباره على الجواب, فاذا تردد يعاد عليه السؤال: ماذا تتوقع ان يحكم عليك اهل الضحايا او القضاء العادل؟

خامساً: لامانع من توجيه الاهانات المستمرة لهم فيما اذا ترددوا بالاجابة او تعمدوا الكذب والتسويف وكذلك اهانتهم بعد قضاء التحقيق معهم. وعند تقديم انفسهم يجب ذكر الاسم الكامل واحراجهم بذكر اسماء امهاتهم وباقي اخوانهم واخواتهم واسماء زوجاتهم

سادساً: احراج المجرمين بأسئلة شخصية تبين انحرافهم او واقعهم الاجتماعي المهزوز والضحل او عدم حصولهم على تعليم وثقافة كافيين ولامانع من تحري واقعهم المنحرف ومجابهتم به بشكل مفاجيء. ويمكن ان استغلال نقاط الضعف في هذا الواقع فقديكون قسم كثير منهم ممن تعرض للاغتصاب الجنسي وما شابه. ويمكن توجيه السؤال التالي: ما نوع علاقاتك الاجتماعية السابقة قبل ان يتم تجنيدك للاجرام؟ وهل كنت منحرفاً سابقاً. او هل لديك سوابق بالانحراف؟ والغاية اضهار واقع هؤلاء الرديء بشكل مذل

سابعاً: تجنب وصف هؤلاء بالمجاهدين او الجهاد والاشارة الى اعوانهم بكلمة (المجرم) قبل ذكر الاسم وليس الاشارة بكلمة (حجي) او ماشابه الا اذا سبقتها كلمة مجرم. ويشمل ذلك كلمات (امير) الا اذا اشير اليها بكلمة (امير الارهابيين المجرمين المجرم فلان الفلاني)

ثامناً: بالنسبة للذين يقومون بالاغتصاب احراجهم بتوجيه السؤال لهم ماذا يفعلوا اذا تم اغتصاب نسائهم او اخواتهم او امهاتهم؟

تاسعاً: اذا ما امكن عرض صور الضحايا او تصوير الاماكن التي تمت بها عملياتهم القذرة وعرض ذلك اثناء التحقيق او خلاله

عاشراً: عرض المزيد من اللقاءات مع اهالي الضحايا وصور ابنائهم المغدورين معهم فان لذلك وقع كبير جداً لتبيان الصورة الكاملة لتلك الجرائم. فعرض الضحية واهل الضحية يثير ليس غضب العراقيين فحسب بل وغضب غير العراقيين لان غير العراقيين قد يضنوا بان هؤلاء ابرياء او انهم يقتلون مجرمين يتعاونون مع المحتل. فاذا ما ما تم عرض اهالي الضحايا فان الصورة تكتمل

هذا ويمكن ان يتم عرض الاسئلة على متخصصين بعلم النفس الجنائي لكي تصاغ بشكل مذل ومهين يتناسب مع حجم الاجرام

أن ما قات وتقوم به (العراقية) من عرض لهؤلاء هو عمل رائع يضاف لرصيدها الاعلامي الوطني الهادف. وان الجهود التي يقوم بها الابطال من القوات الامنية العراقية وعرضهم لهؤلاء المجرمين هو عمل جبار وما مقترحاتنا اعلاه الا لكي يستفيدوا منها بقدر الامكان

وأن الاهم من كل ما ذكرنا هو أن يقدم هؤلاء المجرمون وباسرع وقت (اليوم قبل غد) الى العدالة لينالوا عقابهم العادل. بهذا فقط وعندما يتم اعدام المجرمين من امثال المجرم الخطير الذي عرض يوم الاحد 8.5.2005 يمكن ان نرى انحسار كبير في الجريمة والمجرمين ويمكن للقضاء العراقي ان يثبت قدرته. اما أن يبقى المجرمون بلا عقاب ويبقى القاضي يخاف على نفسه فلنتوقع المزيد من الارهاب. نريد أن نرى القصاص من كل من اوصل العراق لهذه الحال من المجرم الكبير ومن كافة من تبعه بالاجرام. فالى متى تبقى القوات الامريكية تعتقل المجرمين وبعد أن تكتشف بانهم لايهددونها تطلق سراحهم ليشبعوننا قتلا وهتكا وتدميراً. لقد كانت حكومة علاوي ترى ذلك وتسكت عليه ولانظن بأن الجعفري يقبل بذلك ولعل الايام القادمة ستشهد اعدام كل من قتل عراقي دون حق وكل مجرم حقير وفي مقدمتهم مجرمي الاعراب الانذال

هل يجوز ترويع غير المسلم وماذا قال رسول الله بذلك وكيف كان قصاصه من مجرد الترويع بالكلام؟


أن الارهاب والترويع محرم بالاسلام حتى وأن كان بأبسط أنواعه اي حتى وأن اشتمل على التهديد دون القتل لان ترويع النفس البشرية حرام وقد سن لها الدين عقوبات صارمة يجب ان تطبق دون اي تردد وباقصى حد حتى يستتب الامن والسلام. ليس ذلك فحسب بل أن ألاسلام حرم حتى ترويع الحيوانات وحرم أن يذبح الحيوان أمام غيره من الحيوانات اوصى بالرفق به عند ذبحه وأن لايذبح الا لحاجة وبعد اخذ الاذن من ملكه الاول والاخير وهو الله

ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ترويع النفس البشرية مهما كانت سواء من المسلمين او غير المسلمين وبضمنهم اليهود كما سنرى ذلك من قصة الحبر اليهودي زيد بن سنعا مع الرسول (ص

فقد قال رسول الله (ص

من اشار على أخيه بحديدةٍ لعنته الملائكة. (سنن الترمذي حديث 2088

وقال عليه السلام: لايحل لمسلم أن يروع مسلماً

وقد اشارت كتب الحديث الى ان الترويع هذا لايشمل الجد فقط ولكن حتى اذا كان التخويف او الترويع ناتج عن طريق الهزل والمزاح

وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن ترويع ليس المسلمين فقط بل وكافة البشر وحتى لو كان ذلك بشكل غير مباشر مثلاً عن طريق اقتناء كلب شرس ينبح الناس

حيث قال عليه السلام

من اقتنى كلباً لايغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص كل يوم من عمله قيراط

واشار النووي الى ان ذلك بسبب ما يلحق الماريين من ترويع الكلب لهم بنباحه

وقال (ص

من حمل علينا السلاح فليس منا. صحيح البخاري حديث: 6543

وجاء في كتب التأريخ مثل كتاب الاحاد والمثاني ج 4 ص 110 عن ان زيد بن سنعة وهو من احبار اليهود كان ينتظر قدوم الرسول (ص) حسب ما هو مذكور عندهم في التوراة وكتب الانبياء القديمة وكانت لديه ثلاثة علامات للنبوة. حيث قال زيد: ما من علامات النبوة شيء الا وقد عرفتها في وجه محمد (ص) حين نظرت اليه الا اثنين لم أخبرهما منه
1. يسبق حلمه جهله
2. ولايزيده شدة الجهل الا حلما
فبينا أنا اتلطف له أن أخالطه فاعرف حلمه من جهله خرج يوماً من الحجرات ومعه علي بن ابي طالب رضي الله عنه فجاء رجل يسير على راحلته كالبدوي فقال: يارسول الله أن (بصرى) قرية بني فلان قد اسلموا ودخلوا في الاسلام وحدثتهم ان اسلموا أتاهم ارزاقهم رغدا وقد اصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث وانا مشفق ان يخرجوا من الاسلام كما دخلوا فيه طمعا, فأن رايت ان ترسل اليهم شيئاً حتى تعينهم به فعلت
هنا اقترح زيد بن سعنة على رسول الله ان يبايعه اشياء بمبلغ ثمانين دينار لاجل مسمى فوافق الرسول (ص) فاخرج زيد الدنانير ودفعها الى الرجل الذي امره الرسول (ص) ان يعجل بها الى اهل بصرى لرفع الوزر الاقتصادي الذي حل بهم ومساعدتهم. اما زيد ففعلها لغاية في نفس يعقوب. اذ انه انتضر الى ما قبل يومين من موعد استيفاء حقه من الرسول (ص) فلما كان الرسول عليه السلام في جنازة مع اصحابه دنا منه زيد وجذب رداءه حتى أسقطَ رسول الله (ص) على الارض قائلاً له و بوجه متجهم غليظ

ألا تقضي يامحمد, فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم

و كان عمر بن الخطاب موجوداً
قال زيد: لقد ارتعدت فرائص عمر ورماني ببصره فقال: أي عدو الله أتقول هذا لرسول الله وتصنع به ما أرى وتقول له ما اسمع فو الذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك

قال زيد: ورسول الله ينظر الى عمر في سكون وتؤدة ثم تبسم ثم قال: أنا وهو احوج الى غير هذا منك ياعمر, أن تأمرني بحسن الاداء وتأمره بحسن اتباعه, اذهب به فاعطه حقه و أعطه مكان ما روعته عشرين صاعاً من تمر

وبعد ان تحققت علامات النبوة لزيد أسلم واستشهد مع رسول الله فيما بعد

فاذا كان ترويع الكلام لليهودي فيه قصاص عبارة عن تعويض مالي مقابل الاثر النفسي الذي تركه تخويف عمر له فكيف بما يجري من اعمال يندى لها الجبين من ارهاب واغتصاب وقتل وسرقة وتمثيل بالجثث واختطاف وقطع رؤوس وغير ذلك بالمسلمين وغير المسلمين؟

ان انزال القصاص العادل بهؤلاء القتلة واجب ليس قضائي بل وشرعي من أجل حفظ الامن والاستقرار وارواح العباد

أذن, فلينزل القصاص العادل بكل من يروع العباد ويرهبهم ومن يدعو الى ذلك بالكلام او التهديد او باسم الدين والجهاد وهما منه براء

أن هناك العديد من المطالب المهمة التي يريدها الشعب العراقي والدين في هذا الوقت دون أن يتحقق ايٌِ منها. ومن اهم هذه الامور الملحة والتي تناط بالحكومة الحالية هي تنفيذ عقوبات قضائية رادعة بحق المجرمين والارهابيين وانهاء محاكمة صدام وافراد عصابته باسرع وقت

أن انزال القصاص العادل بصدام وعصابته والارهابييين ليس مطلب شعبي واسع فحسب بل انه يقطع الامل الذي يعول عليه الكثير من الارهابيين بعودة بطلهم القومي يوماً ما ما دام حياً فاذا ما انقطع هذا الامل فأن ذلك سيساعد على احتواء بعض عناصر الارهاب المهمة. أضف الى ذلك فان الرعب والخوف الذي زرعه صدام في نفوس الناس وبعض عناصر الامن والمخابرات والحزب لايزال وحسب التقارير المؤكدة يستخدم ضد من لم ينفذ الاوامر من بعض هذه العناصر. أن علم النفس البشري يؤكد بأن الخوف لايزول من القلوب الا اذا زال العنصر المسبب للخوف بشكل تام

أن معضم دول العالم ومنها امريكا تنزل عقوبة الاعدام بالقتلة وكبار المجرمين والذين يهددون الامن القومي والوطني فما بالك بمن يقتل الحرث والنسل من جرابيع الجهلة والمتخلفين من قطاع الطرق والسراق والمغتصبين؟ أن الطامة الكبرى بأن العراق ليس فيه قانون ردعي وكأن ديمقراطيته لم تأتي الا لصالح الارهاب والارهابيين. أن من اهم اسس الديمقراطية هو وجود قانون ردعي يحمي تلك الديمقراطية من أن تستغل وأن من اهم حقوق ألانسان هو وجود بلد آمن لكي يعيش به مواطني ذلك البلد. أن اول شيء يجب احترامه بحق مواطني البلد هو توفير الامن لهم والاطمئنان, وكيف يتم ذلك دون قصاص عادل وسريع بحق من تسول له نفسه بزعزعة هذا الامن

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter