بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يمكن للعراق ان يتعافى من جراحه الثقيلة؟

السيد نوري المالكي في موقف لايحسد عليه وهو يتبؤا اصعب واتعس وضيفة رئيس حكومة. ان تشكيلة حكومته القائمة على محاصصة طائفية و ارتباط الكثير منهم بجهات اقليمية واجنبية وجماعات مسلحة و على اسس مذهبية او عرقية اضافة الى الوضع المعقد والمعروف يجعل منه غير قادر البته على ممارسة عمله بشكل صحيح ولايمكن له ضبط وضع وزرائه ولا حتى ابدالهم ان هم فشلوا كما هو ملحوظ.

ان العراق في هذا الضرف بحاجة الى رئيس حكومة قوي جداً دون ان يكون متسلطاً او دكتاتوراً بل قوي في الحق ولايخاف في الله لومة لائم. كما وان العراق في وضعه الحالي اشبه بالسفينة المخروقة من عدة جهات والبحر يموج بها من كل جانب فهي ليست بحاجة الى تعدد الملاحين بل الى من يقودها الى شاطيء قريب ليقوم باصلاحها قبل ان تكون مستعدة للابحار بما تشاء من ملاحيين ومسافرين حسب طاقتها القصوى.

ان تعدد الواجهات العراقية التي كلٌ منها يدعي تمثيل العراق والعرب والامة الاسلامية بل والعالم جعل من العراق اضحوكة لمن هب ودب. ان هناك امور لايمكن ان يستقر الوضع العراقي الا اذا تمت تسويتها ومنها مايلي:

اولاً: تقوم الدولة على اسس ليس للدين فيها من دخل وذلك بعزل الدولة والسياسة عن الدين وذلك افضل لرجال الدين الذين يجب ان يسموا عن السياسة فالدين تدنسه السياسة ومن الافضل للدين ان يسمو فوق ذلك. كما وان واحدة من اهم اسباب الاختلافات القائمة في العراق اليوم هي اختلافات مذهبية وطائفية مبنية على اسس دينية. وبما ان العراق بلد متعدد الاعراق والمذاهب والقوميات والاديان فان سياسته يجب ان لايتدخل فيها رجال الدين الا عند ابداء المشورة او اعطاء النصح دون التدخل المباشر.

ثانياً: اعلان حالة الطواريء القصوى في كافة انحاء العراق ومنع التجول في كافة الانحاء حتى اشعار آخر ولحين استتباب الامن الشامل والكامل. ويدخل ضمن ذلك منع استخدام العجلات وسط العاصمة بغداد وفي محيط المنشئات المدنية والحكومية الاخرى واستبدال ذلك بوسائط نقل توفرها الدولة الى محلات العمل ان تطلب الامر بحيث تكون تحت رقابة مشددة. ويرتبط في ذلك نقل كافة الكراجات العامة للنقل الى خارج نطاق العاصمة مع توفير باصات نقل منها واليها وتحت تفتيش مشدد جداً.

ثالثاً: على الحكومة ان تنشأ لها قناة اعلامية رسمية تمثلها وتكون هي القناة العراقية التي منها تصدر البيانات والاخبار وما يتعلق بالحكومة من امور وغير ذلك بحيث تكون مستقلة عن الدين ولاتمثل اي طرف مذهبي وليس لها علاقة بالمناسبات الدينية اليومية وغير اليومية باستثناء الامور العامة دون التفريق بين الاديان والمذاهب والقوميات.

رابعاً: الغاء الوقف الشيعي والوقف السني وربطهما بوقف واحد يسمى مثلاً دائرة الاوقاف العراقية العامة بحيث تضمن كافة الاديان والمذاهب ويمكن ان تتفرع منها مديريات لادارة اوقاف المحافضات بغض النظر عن كونها شيعية او سنية وعلى سبيل المثال دائرة اوقاف بغداد الكرخ ودائرة بغداد الرصافة ودائرة كربلاء ودائرة ديالى وهكذا. وبهذا يخف وقع الانفصال المذهبي عند الرجوع الى وقفين احدهما سني والاخر شيعي! وهنا لابد من توحيد الاعياد والمناسبات الدينية بانشاء لجنة من الشيعة والسنة مهمتها استقصاء دخول وانتهاء الاشهر القمرية. وهنا يأتي دور المرجعيات التي يجب ان توحد بعض امورها من اجل وحدة الشعب.

خامساً: الشعب العراقي كله يعلم ويتكلم اليوم عن نشوء دكتاتوريات متعددة انهكت العراق ومزقته وشتت جسده الواحد. فبدلاً من ان يتحرر الشعب من عبودية القائد الاوحد دخل في عبوديات متعددة لاتعد ولاتحصى. وعليه يجب ان لايخاف رئيس الحكومة في الحق لومة لائم ويضع القانون فوق كل شيء ليحاسب كل من ينتهج نهج تسلطي او يقوم بتجنيد الناس وتطويعهم لخدمة مصالحه ومصالح من يمولوه علماً بان هذه الدكتاتوريات صارت فوق القانون ولم يعد بامكان رئيس وزراء ان ينتقدها او يحاسبها.

سادساً: ترجأ جلسات البرلمان الى اشعار اخر حتى استباب الامن ومادامت حالة الطواريء سارية.

سابعاً: تقديم جميع المرتشين والسراق ومتابعة الهاربين منهم الى العدالة بشكل سريع وعدم السماح لهم بالعودة الى وضائفهم.

ثامناً: التقدم بشكاوي متتابعة الى مجلس الامن و مطالبته بالانعقاد ضد كل دولة اقليمية يثبت بانها تتدخل بتمويل ومساعدة الارهاب في العراق. ومرة ثانية هنا يجب عدم الخوف من هذه الدول لانها بعملها هذا تدان من قبل المجتمع الدولي ولكن الغريب ان حكومة العراق لاتحرك ساكن. وان هذه الدول مرتاحة لذلك بل وان سكوت العراق يشجعها على الاستمرار!

تاسعاً: ان امريكا ليس لديها صاحب ولاصديق وما يهمها هو مصالحها فهي مستعدة لان تضرب كل من يتواجد في المنطقة الخضراء (بجلاغ) وتخرجه خارج الحلبة وتأتي بغيرهم حتى وان كانوا من اشباه (طالبان) علماً بان طالبان هي صناعة امريكية فاسدة. وعليه فان الحكومة الحالية يجب ان تعرف كيف تلعب ارواقها وكيف تجعل امريكا تنفذ ما تريد وليس العكس. ان الحكومة العراقية باستطاعتها ان تجعل من امريكا تنفذ ماتريد وليس العكس لو اتقنت اللعبة السياسية بما موجود من واقع على الارض. كما وعلى الحكومة العراقية احراج حكومة امريكا امام الرأي الشعبي الامريكي اي الدخول في لعبة السياسة الانتخابية الامريكية وللعراق نصيب كبير في ذلك! وعليه يجب عدم اهمال هذه الورقة ومطالبة امريكا ان تجدول انسحابها المرتبط بتسليح وتدريب الجيش والشرطة. والاهم من ذلك عرض التدخل الامريكي المربك للشأن العراقي الامني على الرأي العام الامريكي. وهنا تبرز نقطة مهمة لطالما كتب عنها قبل فترة وبشكل مكثف وهي التدخل السافر (للمندوب السامي الامريكي الافغاني الاصل خليل زادة) اذ يجب المطالبة باعتباره رجل غير مرغوب فيه والمطالبة بابداله. لهذه الاسباب العراق بحاجة الى رجل لايخاف ولايحرص على سلطة وشعاره هو (طز بالسلطة اذا كان العراق جريح ان لم تكن في خدمة العراق واهله) فلا يجب السكوت عن الحق.

عاشراً: يتحمل وزيري الداخلية والدفاع ومؤسساتهم والمؤسسات الامنية مسؤولية الانفلات الامني ويجب اعطاء كل واحد مهلة لمدة اسابيع للقضاء على الارهاب والعصابات وفرض الامن في انحاء العراق. وهنا يجب استخدام وثيقة (مكة) للتدخل بقوة دون رحمة وبواسطة الاسلحلة الثقيلة والخفيفة لانهاء بوئر التوتر. وهنا يدخل القصاص السريع والحازم ضد القتلة والمجرمين خاصة اذا كانوا من خارج العراق فالارهابيون الاعراب يجب ان يتم اعدامهم بشكل علني وتقديمهم الى محاكمات عسكرية دون رحمة. كما ويدخل هنا تدريب وتسليح الجيش والشرطة بشكل جيد وفعال وسريع مع تطوير وتسليح القوة الجوية وانشاء قوة سمتيات ضاربة.

حادي عشر: البدأ باعمار العراق في المناطق المستقرة وبشكل فعال وملحوظ بحيث يمتص البطالة ويحسن الحالة المعيشية ويفتح العراق على العالم الخارجي وذلك بانشاء مطارات واسطول جوي عراقي يمكن له ان ينطلق من (النجف او كربلاء او الناصرية او السماوة او حتى بغداد).

ثاني عشر: بما ان البلاد تحت حالة الطواريء يجب استحداث محاكم عسكرية خاصة تتبنى محاكمات فورية وبعقوبات قصوى ضد مرتكبي الجرائم والارهاب وما شابهها وهذه المحاكم معمول بها في دول متقدمة ومستقرة وفي اغلب الدول العربية المستقرة مثل مصر والاردن.

واخيراً من الذي يريد افراغ العراق من العقول؟!

وماهي الورقة المنحوسة التي يجب اخذها من يد الامريكان؟

وهل يبشر القاتل الا بالقتل ولو بعد حين؟ والحليم تكفيه الاشارة
!

وثيقة مكة المكرمة فتوى مشتركة ملزمة لكافة المسلمين في العراق وخارجه
ان وثيقة مكة المكرمة ببنودها العشرة وحيث وصفها الامين العام للمؤتمر الاسلامي على انها فتوى دينية تعتبر وثيقة فريدة من نوعها لانها ان صح التعبير على انها فتوى فانها تكون صادرة عن مجموعة من علماء دين من الشيعة والسنة. كما وان الذين باركوها هم مجموعة من علماء الدين من مختلف المذاهب الاسلامية.

ان اراقة الدماء وتدمير الممتلكات العامة واكراه الناس على الاعتقاد بمذهب او دين ما وتفسير القران كلٌِ على هواه وبمقدار محدودية تفكيره وما شاكل ذلك هي امور ليس لها وجود في الدين ولا يقبلها الله ولاتمت للانسانية الصحيحة بصلة.

ان الاسلام هو دين السلام والمحبة وعدم الاكراه والحرية والديمقراطية ولكن نهجه قد تم تفسيره وتأويله حسب الاهواء والمصالح على مر العصور وغالباً ما يكون ذلك لاغراض سياسية وسلطوية. ولقد فسرت من القران آيات حسب الظاهر وخاصة ما يتعلق بالجهاد كما وصار البعض يستخدم القران من اجل اعطاء الشرعية لافكار تكفيرية وتدميرية خطيرة كايقاع الفتنة بين ابناء البلد الواحد. وهذا خير دليل على ان القران الكريم يجب ان لايفسره او يأول تفسيره (يمسه) الا الذين قال فيهم الله تعالى:

{لا يَمَسُّهُ الا الْمُطَهَّرُونَ} (79) سورة الواقعة

والمطهرون قد تم تعريفهم من قبل الله تعالى بهذه الاية:

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب

والمس هنا لايقصد به اللمس فالله تعالى لم يقل (لايلمسه) بل قال لايمسه والمقصود به معرفة كامل حقيقته فمس الشيء هو الوصول الى مجمل حقيقته الظاهرة والباطنة. وعلى هذا الاساس فان خطورة تفسير القران من قبل كل من هب ودب هو خطر اول من اشار اليه هو الله تعالى.

ان الدين هو اجمل شيء لو تم اتباعه بشكله الصحيح وهو اخطر شيء لو تم تأويله حسب المصالح. ان الشركات عندما تصنع جهاز الكتروني تضع له منهج وتدرب متخصصين خبراء لاصلاحه اذا ما عطل اذ لايمكن لغيرهم التلاعب به لكي لايصاب بالعطب الكامل. ان الله عندما خلق الانسان وضع له نظام خاص واختار من بين الناس ممن ذكرهم بآية التطهير والانبياء لغرض الهداية الصحيحة.

ان ما يقوم به التكفيريون والعصابات الارهابية والذين ينتحلون صفات ومسميات دينية لكي يدمروا بها العباد والبلاد ماهي الا اعمال شيطانية يريد بها الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء بين الناس. ومن ضمن هذه العصابات هو ما يقوم به الارهابيون في غرب العراق وشرقه ومن الذين يلتحفون تحت عباءة المقاومة وهم من اكبر اعوان الاحتلال لانهم يعطونه الذريعة على البقاء بينما يقتلون ابناء البلد وممن ما يسمى بجيش المهدي والمهدي منهم براء بل وانهم الد اعداء المهدي. فالمهدي لايرضى برعاع يدمرون مراكز الشرطة التي تحمي عوائلهم وابنائهم ويدمرون الطرق والسيارات والممتلكات العامة ويقتلون ويروعون الناس في العمارة وغيرها. ان هذه ليست اخلاق جيش المهدي الذي لايدمر ولايجهز على جريح ولايقتل بريء ولايحرق الحرث والنسل بل على العكس فقد قيل بزمن المهدي بانه زمن سلام لامثيل له حتى ان الوحوش تعيش مع الحيوانات الاليفة بسلام ولعل ذلك تعبير مجازي عن وحوش البشر.

{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة

ونسأل الله العفو والعافية والمغفرة لنا ولكم والسلام في ربوع العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وان يتخلص من الارهاب والتكفير والاحتلال.

اغلاق قناة الفيحاء هو اغتصاب لاصوات المحرومين في العراق

اوقفت مدينة دبي للاعلام بث قناة الفيحاء التلفازية الفضائية في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة 2006/10/9 لعدم حصول الموافقة الرسمية على تجديد اجازة البث للقناة اسوة بغيرها من الفضائيات التي تبث ارسالها من داخل دولة الامارات العربية المتحدة.

قناة الفيحاء العراقية كمنبر اعلامي حر وحقيقي لكل الاطياف الشريفه للشعب العراقي وخاصة اهل الجنوب بغض النظر عن أصولهم وإنتماءاتهم الدينية والمذهبية ، كانت الاقرب الى هموم العراقيين بطرحها المـحايد والموضوعي والبعيد عن كل المحاصصات والتيارات والاحزاب وكانت الاشد حرصا على ايصال صوتهم ومشاكلهم الى المسؤولين.
كان همها العراق, هذا الوطن المذبوح بين السيوف البعثية والتكفيرية وأهله الكرماء وكان طرحها نموذجا من الحياد وصوتها يردد التسامح العراقي المعهود، صوت لم يتلطخ بأدران التعصب والجهل والخرافة, اما حرفيتها التي نضجت على أمد عمرها القصير فقد جعلت من الطبقات البسيطة من الناطقين بالعربية ومن إعلاميي المنطقة أن يحلموا بمثل هذا المنبر وهذا المشروع الحر, فلهذا أصبح لها جمهورا غير عاديا من كل فئات الشعب العراقي ومن بعض العرب الشرفاء.

ان من اهم اسباب غلق قناة الفيحاء هو وقوفها مع قضية الشعب العراقي ومواصلتها للتحليلات السياسية التي تغني المشاهد وتضعه امام الصورة الحقيقية للاحداث المأساوية التي يمر بها العراق وشعبه ولان اكثر العاملين فيها كانوا من ضحايا النظام القمعي الهمجي الراقد الان في قفص الاتهام ولان فضاءها كان يتسع لجميع العراقيين التائقين للديموقراطية ولانها تمثل الصوت الحقيقي للشعب العراقي الذي عانى الويلات والمآسي خلال الحكم الديكتاتوري السابق ولانها كانت وسيلة اعلامية متوازنة تلبي طموح المشاهد العراقي في متابعة الاحداث الحاصلة على الساحة العراقية ولانها كانت تبث التحليلات السياسية التي تعطي رؤية واضحة للمشاهد العراقي والعربي عما يجري في العراق من احداث ساخنة ولانها كانت تقف الى جانب الحق وتعرية المواقف التي تحاول ضرب الوحدة العراقية وبث النفس الطائفي بين ابناء الشعب الواحد وتلتزم بمشروع التعبير الصادق والحياد الداعم للتغيير السياسي وتقف الى جانب قضايا الشعب العراقي وفضحها لمخططات الارهاب واعداء الوطن من خلال برامج تتصف بالرصانة والعمق واستجلاء الحقائق سواء عبر البرامج السياسية او الثقافية او التقارير والاخباروكان لها قصب السبق في بث صور واعترافات الارهابيين التكفيريين وغيرهم من المجرمين الذين يريدون الموت والخراب للعراق.
بالاضافه الي ايصال صوتها الى شرائح واسعة من المجتمع العربي ومواصلة العمل الاعلامي الحر الذي احوج ما يكون اليه المواطن العراقي والعربي الذي عانى الظلم والتهميش والتغييب لعقود طويلة.

لعل اهم تحد واجهته الفيحاء هو مواجهتها لمن لا يريدون لها الخوض في المواضيع المغيبة التي يحرم التحري فيها, لكن الفيحاء تخطت هذه الخطوط الحمراء حيث خاضت هذه المحرمات رغم المخاطر المعروفة. وبالاضافه أشهرت الفيحاء سيفها في محاربة الإرهاب والفساد الإداري فدافعت عن تأوهات المحرومين والمتضررين من الإرهاب الأسود الذي تغذيه مصادر معروفة لم تجاملها الفيحاء يوما وعرت التركة الثقيلة للنظام البائد بكل تجلياتها ومنها العديد من آلات الإعلام العربي الفاسد ومدت يدها إلى الأقلام والأصوات الشريفة من الإعلاميين والكتاب العراقيين والعرب المناصرين للقضية العراقية ودعمت كل جهود المصالحة وحقن دماء العراقيين وظلت تتلمس معاناة الفئات البسيطة وتلامس المناطق المغيبة في العراق, فكانت بمثابة الشمس التي أشرقت على العراقيين البسطاء والأغلبية الصامتة والمسكتة واصبحت بحق صوت من لا صوت له في العراق.
ولان هذه الأمور لم تروق لأكثر من لوبي عراقي أو عربي متنفذ، خاصة من الطائفيين والصداميين الذين يودون الظلام السياسي والفكري لكل من خاطبتهم واستمعت لهم الفيحاء، فإنهم قد سعوا ومنذ يومها الأول بكل جهودهم وشكلوا أوراق ضغط على الجهة المرخصة لبث الفيحاء في دبي ليوقفوا بثها.أرادوا حجب فضاء الحرية الذي تنفس عبيره العراقييون بعد عقود من الاضطهاد وتكميم الأفواه, فلم يرق لهم أن يكون هناك منبرا لـ الصحافة الشريفة والتي تنامت بعد انهيار قلعة الدكتاتورية, ولم يرق لهم فضح وتعرية ما وراء القضبان واظهارالجرم المشهود بحق الإنسانية التي لا ينتمون اليها, ولم ترق لهم دعوة الفيحاء " معا نبني الوطن" الذي هو هم وهدف وأمل وبيت كل العراقيين الشرفاء. من هنا كانت الفيحاء لسانا ناطقا بالحق الوطني وندا قويا لبقايا فلول النظام الفاشستي.

حالة قناة الفيحاء الماليه توصف بالفقر والخلاء من الإعلانات فلا يملك أصحابها أي أرصدة مليونية وتعمل بالتعاون مع جماهير الإعلاميين العراقيين والعرب بأسلوب التطوع والمشاركة وليس بأسلوب الشيكات المفتوحة !! فهي ليست مدعومة من نظام ما !! ولا تستلم أموال الخمس والزكاة من عمامة معينة !!
وان غيابها أو تغييبها في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العراق والشرق الأوسط بمثابة عملية إغتيال حقيقية لصوت بارز من أصوات الإعتدال والتسامح وبفقدانها في الوقت الحاضر سيخسر العراقيون منبرا اعلاميا مهما لا يعوض اختص بطرح الهموم العراقية، وفي ذلك نكسة إعلامية عربية تعزز توجهات تلك القنوات ذات الأسماء الرنانة والإمكانيات المادية الواسعة التي تدس السم بالعسل وتطرح خطابات التهييج والإثاره ونبش الفتن الطائفية والسياسية وإثارة الأحقاد وتأجيج الصراعات الخامدة.
وحتى تعود الفيحاء قريبا ستبقى صدى برامجها في الذاكرة العراقية أنيسة لوحشتهم, فالفيحاء اليوم حاضرة في مواقع لا يمكن اغلاقها, متواجده في قلوب العراقيين الشرفاء.
والحال هذا فلا بد لشمس الفيحاء من شروق جديد ولو بمشرق جديد, ونأمل أن يكون مشرقها هو التراب العراقي وذلك
لتقدير العراقيين الشرفاء لها ولقيمتها , فهم بحاجة إلى منبر لآرائهم، وبحاجة إلى من يواسيهم بمصائب بلدهم، ويقف معهم ولو بالكلمة الطيبة الصادقة.ولكن الحقيقة المؤكدة ولايوجد ادنى شك بانها (الفيحاء) ستعود حتما للبث عن قريب ولكن من مكان يليق بمكانتها ولايخنق حريتها ولا تكون فيه بحاجة الى استجداء عقول متخلفة, فأرض الله واسعة ولن يعدم وجود البديل طالما توفرت الإرادة وهي العنصر الحديدي لأي عمل مهني مخلص يهدف لخدمة الحقيقه... فوا أسفاه على مطاردة أهل الفكر والرأي الحر والمستنير... وتحية لكل الأصوات المضطهدة والمقموعة... وسينبلج فجر الحرية لا محالة مهما هيمنت راية الإرهاب، فبالحق والخير والتسامح وحده تعلو الأمم.
وحتى إطلالة الفيحاء القريبة بإذن الله، نقول لها ولكادرها ومحبيها " ماعدكم غير العافية".

وختاما نوجه ندائنا الي المثقفين العراقيين والعرب بالاحتجاج عند دولة الامارات دبي - التي تطمح بتأمين حرية الفكر والتعبير وتود ان تكون احدى المراكز الحيوية للاعلام العربي في منطقة الخليج - على اغلاق قناة الفيحاء العراقية لان هكذا قرار هو نوع من التعسف ومنع وسيلة اعلامية من التواصل مع الجماهير العراقية والعربية التي تبحث عن المعلومة الحرة الصادقة والخبر الحقيقي والمتلفهه لمتابعة الاحداث من خلال منبر اعلامي حر وغير منحاز وهذا ما تمثله قناة الفيحاء.
ان قرارغلق هذه القناة سينعكس سلبا على حرية الاعلام وخنق الكلمة التي من المفترض ان تكون في متناول الجميع وان وضع القيود والعراقيل امام الوسائل الاعلامية حالة مرفوضة في زمن الديمقراطية والانفتاح.
ان عدم السماح لقناة الفيحاء ببث برامجها من الاراضي الاماراتية ليس له مبرر ولهذا هو قرار مجحف بحق هذه القناة التي اثبتــت انها صوت العراقيين المغيبين من خلال بثها للبـرامج والاخبار بموازنة وموضوعية قلما نجدها في الفضائيات العربية الاخرى.

كتاب بلا حدود - برلين
press@kuttab.org
15.10.2006

الى الاحزاب العراقية وحكومة المالكي و الحليم تكفيه الاشارة


سوف لن تمضي فترة طويلة وترى كافة الاحزاب العراقية الموجودة في الساحة العراقية التي تموج بالرعب والموت والقتل نفسها في مزابل التاريخ تحت تطبيق قانون طواريء عسكري يعد له في اروقة الولايات المتحدة بدقة.

ان الذين يتربعون في القصور الصدامية انما يتربعون على دماء وجماجم واجساد العراقيين وعلى الجثث التي يعثر عليها يومياً في مزابل وانهار وشوارع مدن وقرى العراق. لقد صار العراق اخطر بقعة في العالم بينما يظهر علينا بعض اصحاب الكروش والعمائم والسدارات والمرتعشين والملتحين والملحوسين وغيرهم يتندرون بارقام وبيانات هزيلة ومملة. بينما يترهل على كراسي السلطة خفافيش عجزت عن مواجهة الضوء وارانب لاتقدر على حمل لاينادى له الا الجمل الاصيل.

لقد ظهر من هؤلاء من يتبجح باسم حكومته ليقول بان البرلمان هو الذي يقرر بشأن القواعد الثابته الامريكية وهو يعلم بانه لايملك من امره شيء امام هذه القوات ان ارادت ان تقصي حكومته ولعلهم سيعلمون بذلك عما قريب.

لاشك ان الاحزاب سواء السنية او الشيعية او العلمانية او الكردية وغيرها قد فشلت في عملها على الساحة العراقية بل وتسببت بسبب خلافاتها على الغنائم (الصدامية) بالحالة المميته التي اعادت العراق الى الوراء اكثر من مئة سنة. وعليه فان امريكا سوف لن تنتظر المزيد من القتل واهدار اموال دافعي الضرائب ويبدو ان ما يدور في دهاليزها السرية حالياً ما هو الا بداية نفاذ الصبر مع هذه الاحزاب والمجموعات المترهلة.

ان العراق الغارق بحمام من الدم والقتل والدمار الشامل قد وصل او سيصل عما قريب الى حالة الفوضى العامة والسرطان الذي لايفيد معه الا الاجتثاث. والاجتثاث هنا سوف لن يكون محصوراً على (البعث) وحده بل سيشمل كافة الاحزاب والمجموعات. ان الوقت ينفذ امام هذه الجماعات الغير المتجانسة التي لايهمها الا مصالحها الضيقة الشخصية والحزبية والطائفية والقومية والعرقية والعشائرية. وسوف يستيقضون يوماً ما على البيان رقم واحد الصادر من قيادة انقاذ العراق لاعلان حالة الطواريء القصوى والمحاكم العسكرية ومنع التجول في كافة انحاء العراق وحل كافة الاحزاب والبرلمان ومنع العمل الحزبي والاعلامي الذي يساند هذه المجموعات وحل مليشيلتها الى حين غير معلوم. وطبعاً ذلك بموافقة وتأييد امريكا.

ان ذلك اليوم ليس ببعيد والحليم تكفيه الاشارة خاصة السيد المالكي الذي اثبتت الاحداث فشل حكومته وفشله في تعديل هذه الحكومة او تبديل الفاشلين فيها وخاصة في مجال الامن والقانون علاوة على الفساد المتفشي وتجهيل الناس بامور لم ينزل بها الله من سلطان ولم تكن الا من خزعبلات العصور الوسطى.

الفيحاء ستعود رغم انف الاعراب المتخلفين عقلياً


أن قرار اغلاق قناة الفيحاء العراقية من قبل الجهات الاعلامية الخليجية المعنية وفي هذا الضرف الحساس الذي يمر به العراق لايصب الا في خانة الارهاب والارهابيين والتكفيرين من الاعراب والاعاجم. نحن نعلم ومن مصادر مطلعة على اتخاذ القرار المذكور بان الجهة المعنية بالامر قد تعرضت لضغوط من داخل كواليسها ومن الخارج من قبل اشخاص لهم ارتباطات تكفيرية ومصالح طائفية مشبوهة.

ان اغلاق قناة الفيحاء دون مبرر يذكر هو خير دليل على (دكتاتورية) الانظمة العربية الشمولية سواء على المستوى الحكومي او على مستويات المؤسسات الادنى. ان العقلية الاعرابية لاتؤمن بحرية الرأي ولاتحترم العقود والمواثيق وهي عقلية انفعالية تكاد تكون غير منضبطة احياناً.

لقد قلنا سابقاً في مقال كتبناه عندما تقرر اغلاق الفيحاء سابقاً بان على (محمد الطائي وهاشم العقابي) ومن معهم بان يفكروا ويخططوا لنقل القناة الى مكان آخر يحترم حرية الرأي وبالطبع سوف لن يكون ذلك في بلدان الاعراب لانها سواسية في القمع والنفاق والتسلط وعدم احترام الغير. ان ما كتب وتعلمناه زوراً وبهتاناً عن الشخصية (العربية) بانها تمتلك الكرم والشجاعة والعفو وما الى ذلك يتناقض مع ما يخبرنا به التاريخ. فالعرب اول امة استخدمت السلاح الجرثومي لقتل بعضها البعض عندما القت قبيلة (جثة شخص مصابة بالطاعون) في بئر قبيلة اخرى. وقبائل الاعراب كانت تتقاتل مع بعضها بسبب (بعير) لمدة اربعين سنة. والشجاعة التي تعلمناها ما هي الا الاعتداء والضرب والشتم والقتل وقطع الرؤوس وكتب التاريخ مليئة بذلك.

لاشك بان قناة الفيحاء قد قدمت الكثير وحققت نجاحات باهرة ولم تكن قناة طائفية وكانت ضد الارهاب ومن يقف معه. ولايوجد ادنى شك بانها سوف تعود للبث عن قريب ولكن من مكان يليق بمكانتها ولايخنق حريتها ولا تكون فيه بحاجة الى استجداء العقول المتخلفة. ونحن نرى بان افضل مكان لها هو في البصرة الفيحاء او في شمال العراق الحبيب. ونتمنى لها العودة القريبة والازدهار.

العراقيون وحدهم يملكون الحل وليس امريكا وغيرها


لاشك ان حكومة السيد المالكي قد فشلت فشلاً ذريعاً كسابقتيها المؤقتتين حكومتي علاوي والجعفري. ولايخفى على احد بأن اسباب الفشل هي نفسها في جميع الاحوال كما وأن التدهور في المجالات الامنية والخدمية اضافة الى السرقات والفساد المالى والاداري اصبحت معقدة ويصعب حلها.

أن من اهم اسباب التدهور الذي يحصل في العراق هوعدم امتلاك الحكومة العراقية زمام امورها بيدها دون الرجوع الى المحتل الامريكي. اذ يبدو بان هذا المحتل قد أستأنس الى حالة الاستسلام التي ركن اليها العراق والتي جعلت من الدم العراقي ارخص الدماء المراقة على وجه الارض.

ومن اهم الاسباب الاخرى للتدهور العراقي هو النفاق والمداهنة على حساب ارواح العباد. اذ ان هذا النفاق قد تسبب بوضع اشخاص في مواقع وزارية وادارية هم ليسوا اهلا لها وقد تسببوا بتفشي الفساد الاداري كما وتعرضت البلاد لسرقة اموال هذا الشعب المظلوم من قبل هؤلاء. وقد هرب وزراء ومسؤولون (كبار) وبحوزتهم ملايين الدولارات ألا ان حكومة المالكي لم تتمكن من تقديمهم الى المحاكمة وجلبهم بواسطة الشرطة الدولية. علماً بان العديد ممن يحكمون العراق اليوم لديهم اكثر من جنسية واصبح لديهم عقارات ضخمة في بلدان الجنسية الاخرى ومنهم من يقضي اجازات طويلة جداً خارج العراق علاوة على الذين هربوا بالاموال.

ان الدولة العراقية دولة مسلوبة الارادة يعشعش فيها الفساد الى حد التفشي العلني ولايوجد من يمتلك الشجاعة من مسؤوليها الكبار لكي يعلن ذلك للملأ. كما وأن الاعلام الذي نشأ في العراق بعد السقوط قام على اساس خدمة القائمين عليه وليس على اساس الوطنية العراقية الخالصة.

أن العراق اصبح عبارة عن كانتونات تسيطر عليها مجاميع متطرفة ذات وجوه متعددة ومستعدة للقتل باسم الدين او المذهب وكل اولئك منه بريء. ولقد اصبح المواطن يعاني من ليس من دكتاتور واحد بل من آلاف الاجهزة الدكتاتورية والبريوقراطية وبدلاً عن اجهزة الامن التابعة للدكتاتور اصبحت هناك فرق للموت والقتل والارهاب والعصابات المتعددة. بينما لايمتلك ابسط وسائل الدفاع العسكرية بعد ان كان يعد من اكبر الجيوش في العالم.

ان الذين يدعون بان العراق لايمكن ان تحصل فيه حرب طائفية قد عميت ابصارهم عما يحدث في العراق. فماذا يعني اكتشاف مئات الجثث المقتولة بناءاً على الهوية المذهبية يوميا في مختلف مناطق العراق اضافة الى التهجير القسري واحراق البيوت والممتلكات والتكيل الطائفي والمذهبي.

ان المستفيد الوحيد مما يحصل هو المحتل الامريكي الذي لايهمه ان يقتتل ابناء الشعب بينما هو بعيد عن ذلك وبعض الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية. وان الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يجب ان يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية. فالشعب العراقي قد تعود وبسبب النظام القسري السابق على السلبية التي لاتخفى على احد حتى من خلال احاديثه اليومية. فالشعب يجب ان لايقول (احنة كلشي ما نريد بس الامن والكهرباء) اذ ان هذه سلبية تعود عليها منذ عهد النظام القمعي بل انه في ذلك العهد لم يكن مسموحاً له حتى بطلب ابسط الاشياء ما عدا (سلامة القائد) فاذا (ابو ......... سالم احنة كلشي ما نريد). هكذا تعود الشعب الا ان هذا يجب ان ينتهي ولكن للاسف فان نفس الذين صفقوا للدكتاتور (بالروح بالدم) يصفقون للعديد غيره بنفس الاهازيج المقرفة ولكن الغريب بان هذا الغير قد ارتضى ان يرث هذا (القرف) دون حياء او خجل.

ان الشعوب هي التي تخلق الحياة الحرة الكريمة وهي التي تكسر القيود كما وانها هي التي تخلق الدكتاتوريات او تغذي الطائفيات او تسمح للارهاب ان يقتلها ويقتل مستقبل ابناءها. والشعب العراقي عليه ان لاينتظر من امريكا او غيرها من دول المنطقة ان تصلح له ضرره بل عليه ان يصحح اخطاءه وينهض ليحاسب نفسه ويغير ما فيها وفوق ذلك ان لايخلق دكتاتوراً هنا وهناك على اسس طائفية او عرقية. فالسنة العراقيين يجب ان لايخلقوا من بينهم دكتاتوريات تتاجر بدمائهم وتتربع على عروش جماجمهم ونفس الشيء ينطبق على الشيعة والاكراد وغيرهم اذ ان ذلك لايخدم الا المحتل والمنتفعين منه. و ان الولاء الوحيد يجب ان يكون الى الوطن بغض النظر عن كل المسميات الاخرى. فالمعيار لكل سني وشيعي ومسيحي وكردي وعربي وغير ذلك بالنسبة للذين يحكمون العراق هو: ما ذا قدم هؤلاء للعراق كبلد وشعب من تقدم وازدهار وحياة كريمة وحرة وليس ماذا قدم هذا وذاك لهذه الطائفة او تلك. ومن يتكلم منهم بالطائفة واسمها فهذا لايصلح لكي يتبوأ مركز اداري مهم علاوة على ادنى وضيفة في الدولة. ان العراق الجديد يجب ان يتساوى فيه ابسط عامل مع رئيس الدولة والحكومة تحت طائلة القانون. ويجب على شعبه ان يتخلى عن حالة السلبية وعن خلق الدكتاتوريات ولايستحق أي من كان ان يصفق له بالروح ولابالدم.

واخيراً فان الله لايغير ما في قوم حتى يغيروا ما بانفسهم ولكي تضع الحرب اوزارها يجب عقر الجمل.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter