بسم الله الرحمن الرحيم

 

 
الدول العربية والاسلامية لن تتحرر بشكل كامل من الاستعمار الغربي البغيض

عندما ينظر المرأ الى خارطة العالم الاسلامي وفي قلبه العالم العربي يستطيع بنظرة واحدة ان يعرف لماذا تم تمزيق هذا العالم الى دويلات ثم تم بث التناحر بين صفوف الامة الاسلامية والعربية الواحدة؟!  ان العالم الاسلامي هو اغنى منطقة في الارض ويسيطر على نسبة عالية جدا من المقدرات المادية والستراتيجية لهذا العالم.  ومن هذا العالم خاصة العربي انطلقت كافة الحضارات الاولى للبشرية بل وجعله الله خالق هذا الكون محط رسله وانبيائه ودياناته الموجهة للعالم كله خاصة رسالة الاسلام.
ان الدولة الاسلامية منذ عصر الرسالة الاول حتى سقوط الدولة العثمانية كانت قد امتدت بحضارتها ومبادئها من الصين شرقا حتى قلب اوربا غربا بالرغم من مكامن الضعف والامور السلبية الناتجة عن الصراعات الداخلية على السلطة.  وعندما امتدت الحضارة الاسلامية شرقا وغربا اخذت معها القيم والعلوم والبناء دون ان تبخل بذلك بل جائت لتحرير الانسان من العبودية والرجس والاغلال التي كانت تحيط به في اوربا العصور المظلمة. 
لقد مر العالم بمتغيرات عديدة غيرت من شكله وتوجهاته بين الحين والحين وهو يمر في حالة تغير في هذا الوقت سوف تسفر عن شكل جديد في السنوات المقبلة دون شكل على الاطلاق.  ومن ضمن الامور التي غيرت شكل العالم وبضمنه العالم الاسلامي هو الحرب الاوربية الاوربية الاولى والثانية والتي عمت انحاء العالم فسميت الحرب العالمية ولكنها في الواقع حرب اوربية اوربية ثم صارت اوربية امريكية ضد العالم الاخر.  نتج عن هذه الحرب وعما تلاها من حروب غربية ضد العالم الاخر قيام الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا وايطاليا وامريكا ان قامت بعد انتصارها على جيوش هتلر وانهزام اليابان بعد ضربه بقنابل نووية امريكية ان قامت بتقسيم وسحق وسرقة خيرات الشعوب الاسلامية والعربية خاصة.  لقد كان ولايزال حقا استعمار بربري مدمر يعتمد على العنصرية والسياسة البغيضة هي سياسة فرق تسد! 
ان من اهم الامور التي ركز عليها الاستعمار الغربي البغيض هو تفريغ ليس خيرات الشعوب فحسب بل تفريغ هذه البلدان بعد تقطيعها من العلم وجعلها معتمدة عليه في هذا المجال حتى يومنا هذا!  لقد رسم الاستعمار الغربي خطوط حمراء لكل دولة وزرع فيها نقاط ساخنة من اجل الحروب المستقبلية.  انه من الخطأ ان يقال بان البلدان الاسلامية وشعوبها قد تحررت من الاستعمار الغربي البغيض.  فعندما خرج الاستعمار مدحورا بجيوشه دون ارادته لم يكن ليترك هذه البلدان دون ان يجعلها تسير خلف ركبه لأمد طويل.  وعندما كان العالم يرتكز على ركيزتين هما العالم الاشتراكي والعالم الغربي المادي الرأسمالي كانت بعض الدول تميل الى هذا القطب او ذاك من اجل الموازنة ضد المخلفات السلبية للاستعمار الغربي فانه عندما سقط النظام الاشتراكي تم تفعيل الخطوط الحمراء وعاد الاستعمار الغربي بوجهه البغيض في العديد من مناطق العالم الاسلامي تحت مسميات عديدة.  ومن جملة ما عاد به هذا الاستعمار هو حربه ضد بعض البلدان الاسلامية والعربية بشكل مباشر.  ولكن هذا الاستعمار لربما اهمل حقيقة ان العالم قد تغير والاجيال غير الاجيال وان البقاء هو للايديولجيات التي تدعو للقيم والحياة البشرية المستقيمة وليس للحياة المادية التي تبنى على الفساد وسقوط القيم وعدم المساواة الانسانية.  علاوة على ان الرأسمالية اصبحت فاشلة ومنبوذة من قبل العديد من مواطنيها لانها فشلت في تحقيق المساواة والسعادة المفقودة في هذه الدول.
النتيجة هي ان الشعوب الاسلامية والعربية عليها ان تتسلح بسلاح العلم وان لاتبقى تابعا بل على الاجيال ببذل قصارى جهودهم للتحرر من التبعية العلمية للاستعمار الغربي القديم الحديث!  ان الانعتاق من الاستعمار لايتم الا ببناء قاعدة علمية رصينة متبوعة وليست تابعة.  لابأس من تبادل الخبرات العلمية مع الاخرين ولكن يجب عدم الوقوف خلف المستعمرين علما بأنهم سيواجهون تدهورا وشيكا على كافة الاصعدة لاسباب معروفة جدا مما سيولد تدهورهم العلمي وعلى الامة الاسلامية ان تكون جديرة بقيادة العالم على المستوى العلمي.  وهنا لابد ان نشير الى ان الامة الاسلامية ليس كالاستعمار الغربي فهي لاتبخل بالعلم ولاتستعمر الاخرين بل تحررهم من قيود المادية والنفس الشيطانية وتجعل البشر متساوون اخوة في الدين او الانسانية وهذا ما لم تأتي به الراسمالية ولاغيرها. 
على الامة الاسلامية بكل شعوبها ان تقوي نفسها كما اراد لها الله بقوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة أي لاحدود لهذه القوة حيث ان الاستطاعة ليس لها حدود لان الانسان عندما يصل الى حد يمكنه هذا الوصول من الوصول الى حد اعلى مما يجعل من الاستطاعة حالة متمددة الى ان يتحقق النصر.  ولابد ان نزف البشرى للامة الاسلامية فانها موعودة بالنصر ليس من قبل احد بل من قبل الله الذي يريد ان يمن على الذين استضعفوا في الارض فيجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثون سواء قبل او بعد ظهور الامام المهدي المنتظر والذي سيكون مؤيد بالملائكة والجن تقاتل معه مما سيجعله منتصرا شاء من شاء وابى من ابى ولله في وقت ظهوره شأن كبير كشأن نزول المسيح عيسى معه.  فالامام المهدي المنتظر سوف يغير وجه الارض بشكل كامل لم يتحقق لاحد قبله وهذا من ضمن الاسباب التي دعت الى كون ظهوره امر عظيم منوط بوقت معين لايعلمه الا الله.   فترقبوا يوما قريبا لاتنفع معه قنابل نووية ولا اسلحة فتاكة ولاصواريخ ذكية لان كل هذا سوف لن يكون اقوى من ملك واحد من الملائكة التي تقاتل مع الامام المهدي.  هناك سيسود الاسلام في كافة الارض والذي يظهره هو الله على الدين كله.   وحتى ذلك اليوم الذي يقترب كلما مر يوم واحد يجب على اجيال الامة تسليح نفسها بالعلم والمعرفة والقوة بما استطاعت وكما وضحنا فالاستطاعة هي حالة غير متوقفة عند حد ما مادام الله هو الذي ارادها فارادة الله لاتقف عند حد!  والعزة والنصر للاسلام والمسلمين وفي قلب ذلك الامة العربية. 

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter