بسم الله الرحمن الرحيم

ماهو الهدف الاساس من المعاهدة التي تريد امريكا بها اذلال الشعب العراقي؟


هناك دراسات موثقة عن هيئات الطاقة والنفط العالمية تتوقع بشكل يكاد يكون مؤكداً مئة بالمئة بأن معدل انتاج مستويات النفط العالمي قد بلغت ذروتها في عام 2004. وتشير نفس الدراسات على ان مخزون النفط العالمي سيبدأ بالنزول ابتداءا من العام 2010 وستكون عملية استخراج النفط بعد ذلك خاصة بحلول العام 2030 أصعب بكثير من عمليات الانتاج الحالية ذلك لانه كلما انخفضت مناسيب النفط صار استخراجه اصعب. بعد العام 2025 ستكون ابار النفط غير تلك الموجودة حاليا وستكون مستويات النفط فيها تتطلب عمليات استخراج اكثر صعوبة وتكاليفها اعلى بكثير بل وباهضة جداً. لقد بدأ الارتفاع المخيف للنفط يؤثر على اقتصاديات العالم في كافة النواحي وبضمنها ارتفاع غير مسبوق بالمواد الغذائية التي قد تتسبب بمجاعات مخيفة في السنوات القادمة. وحسب الحسابات العلمية الغربية فان مستوى النفط الاحتياطي الامريكي الذي تحتفظ به امريكا كجزء من مقتضيات الحفاظ على الامن القومي الامريكي لايكفي لسد حاجياتها الا لبضعة اشهر علما بان امريكا لاتستخدم نفطها منذ زمن بعيد بل تحتفظ به الى حين نفاذ النفط العالمي حتى تبقي هي على هيمنتها بشكل اكبر على العالم. ولهذا السبب فانها تمتص نفط السعودية والخليج كما وان هذا هو السبب الرئيسي للحرب الامريكية على العراق. فهي تعلم بان النفط السعودي قد بلغ مستويات الذروة وبدأ فعلا بالهبوط وحسب دراسات خبراء نفط سعوديين وامريكيين. كما وانها قد تفاجأت بظهور احتياطيات للنفط هائلة تفوق الاحتياطي السعودي في (سايبيريا) في روسيا مما يؤهل روسيا والصين التي تشهد ثورة علمية وتكنولوجية واقتصادية سريعة جداً وكبيرة جدا على ان تكونا محور اقتصادي كبير يجعل من امريكا التراجع الى المركز الرابع او الخامس بعد الصين وروسيا واوربا وربما اليابان في تأثيرها على الاحداث العالمية الاقتصادية والسياسية. فالقوى العظمى يحددها بالدرجة الاولى الاقتصاد وبعد ازمة الطاقة يحددها النفط. هذه العوامل قد احدثت تغيرات كبيرة في السياسات والتعامل الخارجي وستفرز ما هو اخطر واكبر.

هناك توقعات ودراسات سرية وعلنية في مواخير السياسة العالمية بحدوث حروب مستقبلية على امرين هما النفط والماء. حدث في السبعينات من القرن الماضي بعد التلويح العربي باستخدام النفط كسلاح في المعركة ان وضعت الدول الغربية خططاً للسيطرة على موارد وابار النفط في المنطقة الا ان تراجع العرب وتوقف الحرب ادى الى عدم تنفيذ هذه الخطط. ولقد ورد حديثا ونشر في عدة اماكن بأن الدول الصناعية وعلى رأسها امريكا ستلجأ الى تنفيذ هذه الخطط عند وصول ازمة النفط الى ذروتها خاصة وان امريكا قد اكتشفت بان مخزنها الاحتياطي لايكفيها كما كان متوقعا وبسبب التضخم وبسبب عدم التمكن من مجارات روسيا والصين. ولقد اشارت هذه المصادر الى ان حرب العراق هي جزء من هذا السيناريو.

العالم مقبل على صعوبات كبيرة جدا وسيكون هناك استعمار جديد من اجل الحصول على النفط والسيطرة على منابعه التي لاتزال قادرة على الانتاج او حتى التي في طريقها للنضوب وامريكا اول من يعلم ذلك وهي تخطط له بخبث وشراسة وقد بدأت بالعراق. ولقد استغلت احداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك من اجل السيطرة على نفط العراق تمهيدا لجعله تحت تصرفها لكي يكون مكملا للنفط السعودي والخليجي الذي يذهب لتشغيل ماكنتها الاقتصادية وليكون بديلا عنه لان الاخير قد بدأ مستواه ينزل. هنا بدأت امريكا تلعب بمقدرات الشعب العراقي فخلقت ازمات بمسميات مختلفة كالارهاب والفساد الاداري والابقاء على الخدمات المدمرة والتهجير والطائفية وقتل الاساتذة والعقول العراقية وتهجيرها وتدمير البنية التحتية ماعدا التلوين الخارجي وغير ذلك كثير مما يحياك للشعب العراقي ويدق فيه اسافين متعددة لتقسيمه الى كانتونات عرقية على اساس فرق تسد لكي تستطيع امريكا ان تثبت اقدامها بقواعد عسكرية وبما يكثر الحديث عنه حاليا وهو معاهدة تذل بها العراق واهله اذلالا ايما اذلال.

المعاهدة التي كثر الحديث عنها بين امريكا والعراق هي ليست معاهدة بالمعنى الصحيح لان المعاهدة لاتكون بين دولة احتلال ودولة محتلة انما تعقد بين طرفيين متساويين. حتى تلك الدول التي يقولون انهم سوف يستفيدون من تجاربهم مع امريكا مثل المانيا واليابان هي قد قيدت الى يومنا هذا بنواحي عديدة رغم ان امريكا قد ساعدت على بنائها على العكس من العراق الذي ساعدت وبتعمد على تدميره وللاسباب المذكورة اعلاه. اضف الى ذلك فأن الاسباب التي ادت الى احتلال هذه البلدان والضروف الجيوسياسية تختلف تماما عن العراق الذي تكن له امريكا العداء منذ زمن طويل وهو عداء ستراتيجي يتمثل بوجود دولة (اسرائيل).

ان العراق هو بلد يمتلكه شعب متكون من اكثر من ثلاثين مليون انسان من مختلف الديانات والقوميات والمذاهب ولايرضى احدا منهم ان يكون في ظل اتفاقية تجعله هدفا للذل والاعتقال والقتل ونهب الثروات واستلاب الحرية والكرامة وبكلمة مختصرة الوقوع تحت (بساطيل المرتزقة الامريكان) مقابل اعطائه الغذاء وكأنه منةً يمن بها عليه المرتزق الامريكي. لايوجد احد يمثل العراق ويمتلك حق ابرام معاهدة مع المحتل الامريكي الا اذا كتب على نفسه ان يكون معاديا للشعب العراقي والجميع يعلم ماذا يعني ذلك. ان الذين يريدون ان يبيعوا العراق للمحتل (أياً كان هذا المحتل سواء من الغرب او الشرق) وكأنه ضيعة من ضياع (مضايفهم) المصطنعة سوف لن يكون لهم وجود مع هذا الشعب لانه سوف يرفضهم ويلقي بهم الى مزابل التاريخ. ليس هناك نقاط خلاف ونقاط اتفاق ونقاط تحفظ بين هذا وذاك وبين امريكا على اتفاقية طويلة الامد اذ ان ذلك تسويف يراد به حفظ ماء الوجه لهم امام المحتل. فالاتفاق يجب ان لايكون قبل انتهاء الاحتلال وخروج المرتزقة واخراج العراق من البند السابع ومعاملته معاملة الدول المستقلة ذات السيادة. ما معنى التحفظ والعراقي يعامل من قبل جنود الاحتلال معاملة (الحيوانات) بل واقل من ذلك؟ وهي نفسها التي قتلت مليون طفل عراقي بضرب العراق باليورانيوم المنضب ثم منع العلاج عن اطفاله الذين اصيبوا بامراض السرطان المختلفة جراء ذلك والبصرة واحصائياتها تشهد على هذا. الشعب العراقي لاينسى الظلم والاستهتار الامريكي بمقدراته على مر العصور لاننا لم نجرح مرة من قبل امريكا ولكن جروح تلتها جروح قبل ان تلتئم سابقاتها. وسوف لن ننسى استهتار مفتشي الاسلحة من جواسيس (مادلين البرايت) وجورج بوش الاب على الاطلاق والذين كانوا يدخلون حرم جامعاتنا فيحطمون المعدات العلمية ولم تسلم من ذلك حتى الثلاجات العادية وذلك بالبلدوزرات. ولاننسى كيف كان هؤلاء الاوباش البربرية يدخلون الجامعات فيلقون بالكتب العلمية من خلال نوافذ البنايات ثم يقومون بحرقها! انها منتهى البربرية والوحشية والظلم والاستهتار الذي لاننساه مهما طال الدهر. هل سينقلب هؤلاء البربرية المتوحشون الذين قتلونا وظلمونا ودنسوا كرامتنا الى اصدقاء في عشية وضحاها؟ كلا والف كلا وحتى وان افترضنا جزافا بانهم انقلبوا من وحوش الى ملائكة فسوف لن نثق بهم ولن نتعاهد معهم ولن نرضى بوجودهم بل اذا بقوا فسوف نقاتلهم بكل شيء.

ان من يحدد اية اتفاقية مع امريكا يجب ان يكون هو الشعب العراقي كله بكافة اطيافه رجالا ونساءا واطفالا وهم اجيال المستقبل. ولايحق لاي من كان ان ينصب نفسه دكتاتورا جديدا ليحدد على ماذا يتحفظ وعلى ماذا يفاوض. ان اتفاقية او معاهدة كهذه ليست مجال للتفاوض مع مجموعة اشخاص لانها مرفوضة في ظل واقع الاحتلال المتردي للعراق.

على كافة العراقيين ان ينتبهوا الى مسألة ازمة النفط التي ستحل بالعالم والهدف الامريكي من ذلك وعلى مراقبة اين يذهب نفطهم وما هي خطط وتوجهات وزارة النفط الحالية ولماذا تضغط امريكا لتمرير قانون النفط ولماذا تريد تمرير معاهدة مذلة لتكريس الاحتلال بشكل غير مسبوق في تاريخ الشعوب؟؟؟؟

يجب مقاومة توقيع اتفاقية مع امريكا لتكريس الاحتلال وعدم السماح لاي كان ان يساوم ويتحفظ على مصير شعب كامل وكأن هذا الشعب ملكاً من املاك ابيه. فقط يمكن للشعب ان يوافق او يرفض اية معاهدة او يتفاوض عليها بعد انتهاء الاحتلال وبشكل كامل. والشعب ولاغير الشعب له هذا الحق اما الذين يعتبرون بانهم جاؤوا بواسطة الانتخابات فانهم سوف يرفضهم الشعب بالانتخابات ومن يخون سوف يرفضه الشعب بما يلائم.

وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ.
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter