بسم الله الرحمن الرحيم

تصريحات خطيرة لحسين كامل سوريا!


ما اشبه اليوم بالبارحة وما اشبه الانظمة العربية ببعضها فأن (عبد الحليم خدام) يذكرنا (بحسين كامل). فما ان أحس الاثنان بأن النظام قد أدبرت ايامه وانهما قد تم اقصائهما الى مواقع غير مرغوبة غادرا البلاد وبدءا حملة ضد نظاميهما. فلقد كان (حسين كامل) جزء كبير من منظومة نظام (صدام) وكذلك هو خدام جزء كبير جداً من منظومة (الاسد الاب والابن). ولكن الفرق هو أن خدام سوف لن يعود الى (دمشق) كما عاد (كامل) وقتله المقبور (عدي) باوامر من صدام.

والشبه الاخر بين الاثنين هو انه لم يكن احداً من اعضاء الحكومة او نواب مايسمى بالبرلمان او المجلس الوطني ان يجرأ على الكلام بأي شكل من الاشكال ضد (خدام) عندما كان بالامس في (سوريا). اما اليوم فلقد تبارى نواب (البرلمان) السوري بوصفه بشتى انواع الشتائم والسباب واتهامه بالسرقات وبانه قد قام بقمع الشعب وبانه واولاده قاموا بتلويث البيئة بالمواد النووية والكيمياوية وغير ذلك. ومن حيث يشعرون او لايشعرون فان جميع هذه التهم الموجهة الى خدام هي في الحقيقة تهم توجه مباشرة الى النظام الحاكم الذي كان خدام جزء كبير في منظومته الهرمية العليا.

أن اتهام النواب السوريين لخدام بانه قد قمع الشعب يعني انهم يعترفون بان هنالك قمع قد مورس على الشعب من قبل القمة في النظام الحاكم. وان تبادل التهم بين (خدام) وبين الحكومة والنواب بالسرقات الكبيرة يعني ان كل من يتواجد في النظام قد شارك بشكل او باخر اما بالتستر او بالاشتراك في هذه السرقات. وهكذا فان جميع التهم التي وجهها النواب الى (خدام) هي في الحقيقة توجه الى النظام وكذلك الحال بالنسبة الى تهم خدام الخطيرة.

اننا سوف لن ندخل بتفاصيل الازمة التي ستلد عنها ازمات تؤدي بالتالي الى حدوث تغيير شامل في سوريا خلال الاشهر القادمة ولكن نذكر هنا شيء مهم جداً الا وهو الدماء العراقية البريئة التي ساعدت سوريا على اراقتها على ايدي الارهابيين الاعراب ولحد هذه اللحظة. أن دماء الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب من العمال والموضفين والمصلين في المساجد والحسينيات والكنائس من العراقيين قد اريقت بمساعدة وايدي سورية مسنودة من قبل النظام. ان الله يمهل ولايهمل وان الطواغيت اذا لم يتعلموا درساً من الذين سبقوهم بالطغيان فانهم سوف يلقون مصيراً مخزياً في الدنيا والاخرة.

ان (خدام) قد صرح مباشرةًً بان النظام السوري بافعاله الاجرامية المساندة للارهاب بقتل العراقيين سوف يجعل من امريكا تأتيه راكعة عند رجليه لتفاوضه على لبنان مقابل ترك العراق! ولقد ذكر (خدام) بان ذلك كان خطئاً كبيراً وقع به (بشار الاسد). ولعله نفس الخطأ الذي وقع فيه (صدام) عندما ضن بان امريكا سوف تتفاوض معه على عدم دخول (الظهران) مقابل ترك الكويت له! أن خطأ النظام السوري قد دفعه الشعب العراقي ولايزال ً بسبب ترسيخ قواعد أرهابية على اراضيه كانت ولازالت سوريا اللاعب الاول والرئيس فيها وسوف يدفع ثمنه الشعب السوري المتطلع الى الحرية غالياً. وسوف تكشف لنا الايام القادمة الدور السوري الخطير في الارهاب في العراق ولعل (خدام) لديه كلام خطير سيقوله حول ذلك وبالذات حول تورط النظام السوري بمقتل شخصيات عراقية لانريد ذكر اسمائها هنا كانت قد قتلت خلال السنوات الثلاث الماضية منذ سقوط النظام. فلقد كانت الايدي السورية موجودة قبل سقوط النظام في داخل العراق وترسخت قبيل ذلك وخلال الايام الاولى له وسوف نرى ذلك من تصريحات (خدام)

دعوة الى تشكيل كتلة برلمانية معارضة وحكومة ظل خيراً من التهديد


بعد أن اتضحت الغايات والنوايا من افتعال اتهامات ليس لها أساس او دليل على حدوث تزوير في الانتخابات البرلمانية الاولى بعد سقوط الدكتاتورية فأن على الكتلة الفائزة والتي توجه اليها التهم أن تكون عند مستوى المسؤولية ليس للدفاع عن الذين انتخبوها بل من اجل تبرئة نفسها ايضاً.

لقد تردد أن (الرافضين) لقبول نتائج الانتخابات يساومون على حقائب وزارية معينة وعلى اعطائهم بعض المقاعد من الكتلة الفائزة (الائتلاف) وهذا هراء يستنتج منه وبشكل لايقبل الشك بأن ادعاءات التزوير كاذبة مئة بالمئة خاصة بعد التهديدات المتشنجة التي ادلى بها بعض عناصر هذه المجموعات السياسية الغير واعية. أن هؤلاء قد ادعوا شيئاً خطيراً هو تزوير كبير للانتخابات احدث أمرا يستدعي بنظرهم اعادة الانتخابات وعليه فأنهم مطالبون بتقديم أدلة واضحة لالبس فيها الى الشعب العراقي والعالم وألا فانهم يعتبرون ساكتون عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس. (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين).

أن مساومة هذه الكتل (الرافضة) على مقاعد او وزارات بالرغم من علمهم بوجود تزوير يعني المساومة على الخيانة. فانهم عليهم الثبات على ادعائهم وتقديم الادلة لاثبات ذلك. ان هؤلاء اصبجوا في موقف لايحمد فقد صاروا يتخبطون لان ليس لديهم الدليل على ادعاءاتهم كما وانهم بتفاوضهم على المقاعد التعويضية والوزارات يثبتون بانهم كاذبون وملتون بدون شك. والذي يكذب من اجل بعض المكاسب الحزبية والطائفية والشخصية لايمكن ان يحضى باحترام الغير علاوة على انه لايحترم نفسه اساساً. وعليه فان خيراً لهؤلاء ان يعتذروا للشعب العراقي لان ادعاء تزوير الانتخابات وهي غير مزورة لاغراض فردية يعتبر اهانة للذين تحدوا الموت وانتخبوا (من اجل العراق كوطن).

والشيء المهم بالنسبة لكتلة (الائتلاف) هو انها اذا قبلت بشروط هؤلاء الرافضين انما تثبت صحة ادعاءاتهم وهذا ما سيقوله هؤلاء المدعين بعد الحصول على مايريدون او على جزءاً مما يريدون. اي انهم بعد ذلك سيقولون ان الدليل على صدق ادعاءاتنا هو ان (الائتلاف) قبل بشروطنا. اذن على هذا (الائتلاف) أن لايرضخ لشروط تفرض عليه لان ذلك يعني اعطاءه الدليل والحجة لخصومه لاثبات ادعاءاتهم. وعليه فان الائتلاف يجب ان يحترم الاصوات التي صوتت له وان يحرج الرافضين وذلك بفتح تحقيق حول ادعاءاتهم لتعرية اكاذيبهم امام الرأي العام.

أننا لانتفق مع جميع ما يقدمه (الائتلاف) من طروحات ولكن الانتخابات افرزت نتائج يجب ان تحترم وعلى الذين يريدون ان يخدموا العراق حسب مشاريعهم ان يتقدموا بذلك في البرلمان القادم وليس بالتهديد والارهاب تحت مسميات المقاومة التي لاتقتل الا الابرياء. ان الشعب العراقي لايريد ولن يدعم من يحاول شق وحدته على اسس طائفية او ينادي بتحقيق نسب معينة بناءاً على (ديمغرافية طائفية عنصرية). وان الذي يريد ان يخدم العراق لايمكن له ان يؤسس لمجموعة من خارج العراق ما لم يكن هناك دوافع غير شريفة تهدف الى السلطة بشكل طائفي عنصري متخلف مسنود من اطراف خارجية (أعرابية) كانت ولازالت تسعى الى تحجيم المشروع السياسي الصحيح بناءاً على مخاوفها المبنية على اسس طائفية مذهبية صرفة.

أن الفرق بين الشعب العراقي والذين يسمون أنفسهم (بالسياسين) هو ان الشعب قد ساهم بشكل متحضر في العملية السياسية واما (مدعو السياسة) فانهم عندما فشلوا في الانتخابات عمدوا الى استخدام اساليب ملتوية للحصول ولو على سلطة محدودة بدلاً من تكوين كتلة برلمانية معارضة لانهم لايعرفون شيء في السياسة غير التربع (الدكتاتوري الاعرابي) على السلطة التي تجلبها الدبابات او الاساليب الملتوية. ولو ان هؤلاء قاموا بتشكيل كتلة برلمانية معارضة لكان افضل لخدمة العراق كشعب واحد وليس كطوائف متفرقة. ولكانوا هم اول الكاسبين لاحترام وتقدير هذا الشعب كما هو حاصل مع الاحزاب التي يرأسها سياسيون متحضرون من امثال (السيد مثال الالوسي) الذي يتمتع باحترام الشيعة و السنة والعرب والاكراد على حد سواء.

ان الخطاب في اية عملية سياسية يجب ان يكون خطاباً سياسياً متحضراً ولكن الذي حصل من قبل مجموعة (علاوي-المطلك-الدليمي-الهاشمي وغيرهم) هو خطاب التهديد والتشنج والوعيد حتى ان بعضهم افصح عن علاقته بالارهاب عندما امتدح زوراً وبهتاناً جهود (المجاهدين من المقاومة) بالحفاظ على الامن عند الانتخابات! بينما هدد غيره بحمامات الدم لو لم تلبى مطاليبهم باعادة الانتخابات! ان هذا الخطاب التهديدي سوف يدفع الكثير ممن يمثلون الجانب الاخر بطرح مشاريع انفصالية بل ان هناك محافظات اخذت فعلاً تهدد بالانفصال اذا ما استمر الوضع السلبي كما هو.

اننا ننصح هؤلاء انهم لو كانوا صادقين بتوجهاتهم السياسية لخدمة العراق كبلد موحد دون اسس طائفية ان يتوقفوا عن هذه التهديدات ويسعوا الى السلم ويحافظوا على وحدة العراق وان يقوموا بتكوين كتلة معارضة واحدة تسعى لخدمة العراق في البرلمان لكي توازن حجم الكتلة الحاكمة. لان انضمام الجميع الى الحكم ليس بصالح البلد الديمقراطي الذي يحتاج الى كتلة ذات وزن كبير تكون معارضة لكتلة الحكم لتعمل كصمام امان يمنع صدور قرارت تنفرد بها كتلة واحدة. فالمعارضة المبنية على اساس خدمة العراق دون تمييز طائفي هي افضل للعراق من حصول هذا او ذاك على وزارة او مقعد او ماشابه. وعليه فان هذه الكتل (المعارضة – افضل من الرافضة) يجب ان تقوم اما بتشكيل ائتلاف حكومي مع القوائم الكبيرة ومن لايريد ذلك منهم ان يقوم بتشكيل (كتلة كبيرة للمعارضة) في الجمعية الوطنية يمكن لها ان تشكل حكومة ظل تقوم بطرح مشاريع كل حسب اختصاصه لخدمة العراق ومنافسة الوزارت الحكومية في توجهاتها. وهي بذلك لاتخدم العراق فحسب بل تستطيع ان تقدم مشروعها وتكتسب خبرة اكبر وتكسب احترام واصوات الشعب في المرات القادمة. واننا بصدق واخلاص نقول ان هؤلاء لو قاموا بتشكيل مقاومة سياسية دون التوسل للحصول على بعض الامور المحدودة يكون خيراً لهم وسيحترمهم الشعب دون تمييز والله المسدد وهو خير معين.

مناطحة الثيران: أول مسابقة يشهدها ملعب الشعب الدولي


السياسيون في الدول المتحضرة يتنافسون بتقديم افضل البرامج التي تخدم شعوبها من حيث الخدمات الوطنية كالتعليم والاقتصاد والصحة والحد من الضرائب وتوفير فرص العمل والحد من التضخم والسياسة الخارجية المتزنة التي تجلب الخير لهم علاوة على احترام حقوق الانسان وماشابه. وعندما تجرى الانتخابات يتم الاعلان عن نتائجها بعد ساعات او يوم او يومين. ثم يقوم الحزب الخاسر بتقديم التهاني الى الحزب الفائز الذي يدخل الى سدة الحكم من الباب الامامي في الوقت الذي يخرج فيه الخاسر من الباب الخلفي. ويأخذ الخاسر دور المعارضة ومراجعة النفس والبرنامج للاستعداد الى المرة القادمة. وقد يقوم الحزب الخاسر بتغيير قادته بقادة اخرين اقدر على خوض الانتخابات القادمة.

هكذا هم السياسيون المتحضرون وهذا هو سبب تقدم وقوة تلك الدول ورفاهية شعوبها التي يبارك بها الله لانها لاتكذب ولاتغش ولاتظلم احد من مواطنيها فينظر الله لها ويعجبه عملها. أما من ينتسبون للاسلام ومبادئه وهم يتشدقون بها ليل نهار ولكن لايعملون بها فأن الله ينظر اليهم فيجدهم منافقون لانهم يقولون بمباديء الدين ولايعملون بها. فهم يقتلون الابرياء باسم الله والدين زوراً وبهتاناً سيحاسبهم عليه الله ويهددون بالحروب وقتل شعوبهم وتدميرها واسالة دمائها! علماً بان كافة الدول الاسلامية محكومة بأنظمة ظالمة دكتاتورية وبدرجات متفاوته كان اسوأها (صدام).

أن السياسي الذي يطلق التهديدات والقتل واسالة الدماء يقدم الى شعبه برنامج ارهابي يتمثل بالقتل والتهديد والطائفية فكيف يريد من هذا الشعب قبوله حاكماً ويعطيه صوته في حين يقوم هو بشتم الشعب وتهديده وضرب بعضه ببعض على اسس طائفية. ان سياسين من هذا النوع لايمكن لهم ان يقودوا قطيعاً من الاغنام لان القطيع يحتاج الى راعي مع كلب وفي وليس الى ذئب او أبن آوى.

لقد تمت الانتخابات العراقية من قبل الشعب بشكل متحضر رغم سنوات الانغلاق التي مارسها الطاغية ضده ولكنها انتهت بخروج القليل من السياسين الخاسرين بشكل متحضر. وكانت الغالبية التي صارت تهدد الشعب بالقتل والشغب لاتمتلك الا عقولاً تتصف اقل ما يقال عنها بالدكتاتورية والتسلط. وبدلاً من ان تيعد النظر ببرامجها وقادتها لكي تدخل دور المعارضة السلمية في البرلمان اصبحت تبحث عن الحكم حتى ولو بشق الدولة الى ثلاثة دول انفصالية على اساس طائفي. اذن ما الفرق بين هؤلاء وبين (صدام) وهم الذين كانوا يسمون نفسهم معارضة تتسكع في شوارع (لندن) ومقاهي (الاجور رود) وتعيش على هبات دافعي الضرائب. كان الاجدر بهؤلاء ان يتعلموا من الانكليز الذين عندما خسر حزب المحافظين وتحول الى المعارضة تم تبديل رئيسه في ثاني يوم وهكذا مع باقي الاحزاب والدول. يبدو ان العقلية الاعرابية واحدة لاتتمتع الابالدكتاتورية ولاتحترم ارادة شعوبها ولا حتى احزابها التي يجب ان تسيس من اجل الرجل الاوحد والاقوى والافضل مدى الحياة. والعقلية الدكتاتورية هنا لاتقتصر على الحكم بل في كل شيء ابتداءاً من البيت الى الدائرة والشركة وهلم جرى.

بخلاصة شديدة فأن العالم قد احترم الشعب العراقي عندما انتخب ولكن هذا العالم مستغرق بالضحك الان على (انصاف سياسيون) اغبياء يريدون ان يحولوا الشعب الى (ناعق ينعق مع كل ناعق).

والنداء للشعب العراقي بكافة شرائحه الشيعية والسنية والاكراد والعرب وغيرهم ان يترك (الثيران تتناطح فيما بينها) ويطالب هو بالبناء والرفاهية والقضاء على البطالة وحقوق الانسان والصحة والخدمات والحرية وان لاينجر خلف المتناطحين للطائفية. يبدو ان من حسن حض العراق هذه المرة بأن امريكا هي التي اطاحت بصدام والا لولا ذلك لزج (المتناطحين) الشعب باتون حرب لايعلم الا الله اين ستنتهي.

وعليه فأن على الشعب العراقي ان يدعو (اللاهثين على السلطة والمتناطحين في ساحتها) ان ينصبوا لهم (حلبة لمناطحة الثيران) واخرى (لصراع الديكة) في (ملعب الشعب الدولي) ويقوم هو بالتفرج عليهم لعل ذلك يضحكه ويخفف من معاناته وبالتأكيد يضحك العالم عليهم كما هو فاعل اليوم ولله في خلقه شؤون.


السلام على المسيح عيسى بن مريم الذي لم يجعله الله جباراً شقياً


وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)
سورة مريم - القران الكريم

كل عام وجميع الانسانية بخير العالم الاسلامي والمسيحي وغيرهم

مَنْ الذي دق طبول الانفصال في العراق؟


من المعلوم بأن العراق هو بلد فريد من نوعه في المنطقة (الاعرابية) فهو علاوة على كونه مولد الحضارات الانسانية التي احتضنها جنوبه فأنه يضم أعراقاً عديدة من المذاهب والاديان والقوميات والثقافات. ولو أن هذا الخليط المتنوع تعايش بشكل حضاري فأن ذلك سيجعل العراق حقاً بلداً فريداً من نوعه في منطقة الشرق (الاخرق). ولكن يبدو ان الرياح تسير بما لاتشتهي السفن. فقد دقت خلال الايام التي تلت الانتخابات الاخيرة طبول الانفصال على اسس مذهبية وعرقية بشكل واضح. وتعالت اصواتها اليوم في مظاهرات دق اسفينها سياسيون أغبياء لا يفكرون الا بمصالحهم الشخصية مستغلين عواطف الجماهير المذهبية او الطائفية الضيقة. وللاسف الشديد فأن هناك الكثير من الناس من الذين (ينعقون مع كل ناعق) تلك الصفة التي أشار اليها (المقبور أحصين كامل) في الاردن قبل ان يقتله (المقبور عدي) عندما ضحك على العراقين وقال (انهم صفقوا لصدام عندما دفعهم للحرب مع ايران وصفقوا له عندما زجهم في غزو الكويت ثم صفقوا له عندما اذلهم بالحصار ولو اراد ان يدفعهم ثانية للكويت لصفقوا له)! اننا لا ننتقص من الشعب العراقي بذلك ولكن نورد حقائق سجلها التاريخ المرئي.

عندما خرج الشعب وادلى بصوته بكل حرية وبشكل حضاري ومنظم كان من المفروض احترام ارادته ومن يشكك بنتائج الانتخابات يجب عليه ان يتقدم بدعوى حسب القانون وان لايستخدم الطائفية والعنصرية والمذهبية كادوات يدفع بها الشعب الى طريق خطر يؤدي الى الانفصال الى دويلات. أن تاريخ العراق الحديث لم يعرف الديمقراطية خاصة خلال سنوات القمع الماضية التي سيطرت بها عصابة قمعت غالبية الشعب العراقي باسم الحزب الواحد الذي سيس نفسه ليكون بوق للتطبيل باسم الدكتاتور الاوحد.

أن الامر لو استمر على ما هو عليه بالتهديد والقتل والرفض وزج الشعب بشكل مسيس على اساس طائفي ومذهبي فأن العراق سيكون ثلاثة دول على الاقل. اي دولة شيعية في اغلبية المحافضات في الجنوب ودولة كردية وكلاهما غني بالنفط والثروات ودولة سنية في غرب وسط العراق تفتقر الى الموارد خاصة النفطية وليس لها منفذ بحري و لا بري جيد. وسوف لن يتوقف الامر عند هذا بل سيؤدي ذلك الى المطالبة بانفصالات في دول الجوار. فهذا سيدعو الشيعة في (السعودية) الى المطالبة بالحكم الذاتي او الاستقلال خاصة انهم يعيشون على منطقة من اغنى مناطق النفط لم توفر لهم مستويات عيش مشابهة لما يتمتع به اهل نجد والحجاز الذين لايمتلكون نفس الحجم النفطي. كما وان هناك اغلبية شيعية في (البحرين) تريد تحقيق استحقاقات سياسية حرمت منها على مر العصور. ولايخفى وجود الاكراد في سوريا وتركيا وايران التي قد يطالب بها العرب بتشكيل دولتهم في منطقة غنية بالنفط. وبعيداً عن المحيط هناك الاقباط في مصر الذين اذا انفصلوا فان ذلك يفتح باباً لمطالبة الشيعة المضطهدون في مصر واليمن بالانفصال وهلم جرى.

وعليه فان تقسيم العراق هو ليس من صالح الاطراف كافة ولاهو من صالح الاحزاب الرافضة للانتخابات والتي تسعى الى الحصول على مواقع اكبر في السلطة بالعزف على الاوتار الخطيرة التي تقود الى كوارث ستكون هي اول من يجني ثمارها المرة.

ان الوضع (المريض) في العراق بحاجة الى توحد وبحاجة الى تنازلات من قبل كل الاطراف التي يجب ان تحترم ارادة الشعب وليس الى زجه في متاهات قد نال منها القسط الاوفر.

وليعلم الجميع بان الاحتلال لاينتهي اذا كان العراقيون متفرقين وان قاعدة (فرق تسد) لاتزال قائمة ولم تتوقف يوماً ما.

أن الخيار متروك للاحزاب العراقية مابين التناطح لكسب السلطة مما يجعلهم اضحوكة للعالم ومابين التوحد وتقديم التنازلات واحترام ارادة الشعب والتحاكم للقانون و بشكل حضاري وكلها تؤدي الى ايجابيات عديدة اولها كسبهم لاحترام العالم والتعجيل بخروج الاحتلال. نتمنى الوحدة والخير للعراق بكافة اطيافه الجميلة كما نتمنى أن تنال جميع الشعوب العربية حريتها المفقودة وأن يتوقف اضطهاد الشيعة في مصر والسعودية والبحرين ويتوقف اضطهاد المسيحيين وغيرهم من الاديان كما ويتوقف اضطهاد الاكراد في سوريا وان يمنح العرب في ايران حقوقهم غير منقوصة.

هل سيشهد برزان على على نفسه وعلى أخيه؟


يتسائل الكثير من العراقيين وغيرهم و باستياء شديد عن سبب ضعف القاضي رزكار وتهاونه مع (المتهمين صدام وبرزان) وبشكل غريب جدأً. حيث يظهر وكأن القاضي خائف من المجرمين او من اعوانهم. ولعله يبدو متعاطف أحياناً معهم او يتعرض الى ضغوط من قبل جهات معينة. ومهما يكن الامر فأن هناك خلل كبير في كيفية أدارة المحكمة.

عندما تطاول (المجرم برزان) على الحضور ووصفهم (بالسفلة) لم يحاول القاضي رزكار حتى ولو بتنبيهه بأن لايستخدم كلمات نابية؟! والاسوأ من هذا فأن (المتهم برزان) اساء الى المشتكين والى العراقيين بوصفه الضحايا الذين قتلتهم اجهزته القمعية (بانهم كلاب يستحقون الاعدام). كما وانه بصق على الحضور ويردد دائماً بأن المشتكين ملقنين تلقيناً جيداً. وعندما يتكلم صدام ليخرج عن موضوع الشكوى ويتطاول على المشتكي بوصفه بالمتهم ثم يؤكد ذلك لم ينهاه القاضي عن ذلك رغم تصحيحه له عندما كرر ذلك.

أن (المجرم صدام) قد اعترف بشكل مباشر بأنه يعتبر المشتكي متهم وبأن هناك اعدامات وصفها بأنها كانت سهواً رغم أن كافة الاعدامات كانت توقع من قبله هو. وقد اعترف (المجرم برزان) مباشرة بكافة الانتهاكات التي تمت وذلك بقياسه ذلك مع ما قامت به امريكا من ضرب العراق بعد محاولة اغتيال (بوش الاب) في الكويت.

لانعلم لماذا يصر القاضي رزكار على ترك المتهمين يتكلمون بأمور ليس لها علاقة بقضية المحكمة مثل تطرق (المجرم طاه ياسين) الى كيفية التحقيق معه من قبل الامريكان ثم الدخول بمواضيع جانبية حتى ينبهه الادعاء العام.

هناك أمر غريب في هذه المحكمة المهزلة والتلاعب باعصاب ومشاعر العراقييين وضحايا النظام الاجرامي السابق.

الشيء الوحيد الذي حصل به تقدم نوعاً ما هو اعتراضات الادعاء العام ولكن رغم ذلك فأن القاضي لم يتدخل لضبط المتهمين من استخدام كلمات بذيئة لوصف الاخرين مثل (الحمير) (والكلاب) (والسفلة) (والكذابين) (والاغبياء) (وغير ذلك)! الشيء العجيب ان القاضي لم يقل له ان لايستخدم هذه الكلمات وهذه اساءة للشعب العراقي وللقضاء العراقي المسؤول فيها هو القاضي رزكار. ولقد كانت مبادرة احد اعضاء الادعاء بالانسحاب من الجلسة بسبب خروج (برزان) عن الموضوع مبادرة شجاعة احرجت القاضي وجعلته يغير ولو لبعض الوقت موقفه قليلاً.

هناك شيء مهم بدأت تتضح له معالم واضحة وجلية جداً وهو بدأ ظهور اعترافات مباشرة من المجرمين وخاصة صدام وبرزان وطه من خلال ترك المجال لهم للتحدث باسهاب. ناهيك عن اسهابهم بأمور ليس لها علاقة بقضية المحكمة وباستخدام كلام بذيء بضمنه التهديد والاستهتار بالمشتكين وهذا يحسب على المتهمين.

اما من ناحية الدفاع فأنه اصبح امام الادلة القطعية المتوفرة لحد الان في موقف صعب جداً الى درجة الافلاس. ناهيك عن ان هؤلاء المحامين لايتمتعون بخبرة جيدة ولقد ظهروا وكأنهم لايفهمون شيئاً الا شيء واحد وهو (السيد الرئيس) والكذب والتدليس والتجريح بالمشتكين والشهود حتى ان (المدعو خليل الدليمي) وبسبب غيضه من ذلك اخذ بمخاطبة أحد المشتكين (بالمتهم) كما وصفه المجرم صدام بنفس الوصف. ولم ينتبه القاضي عندما وصف (الدليمي) المشتكي (بالمتهم) والذي حاول تغليط المشتكين عدة مرات.

ولم يكن شيء يوصف بالغباء اكثر من (القطري الغبي النعيمي). لقد تحولت المحكمة الى مهزلة حقيقية صار بها القاضي رزكار كرة يتقاذفها الجميع ولكنه استطاع بالتالي ان يحافظ على استمرارية الجلسة.

أن الله أراد ان يفضح طبيعة وجرائم هؤلاء المجرمين ونوعية الوجوه الكالحة التي تدافع عنهم. وسوف يحشرهم جميعاً يوم القيامة عند ذاك سوف يتبرأ كل واحد منهم من الاخر وعند ذاك سيحاكمون وجهاً لوجه مع ضحاياهم وعند ذاك سوف يشهدون على انفسهم.

({الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (65) سورة يــس)

{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} (49) سورة إبراهيم

{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (9) سورة الطارق

أن بيننا وبين ذلك اليوم مقدار ما يعمر كل واحد منا في هذه الحياة ليستيقض من نومة طويلة كأنه نام يوم او بعض يوم.

{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} (52) سورة الإسراء

{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (56) سورة الروم.

النعيمي في مشرحة الطب العدلي


أن الله عندما يذل الطغاة قد يسلط عليهم من هو أقوى منهم أو ربما يذلهم بأحقر واضعف واصغر المخلوقات كالذباب والبعوض والفيروسات التي لاترى حتى بالمجهر المعقد.

وليس من سوء حظ صدام ولا من الصدف ان يدافع عنه شخص غبي مثل (النعيمي القطري). فأن اي شخص عادي لايحتاج لان يكون متخصصاً او على درجة عالية من الذكاء لكي يستنتج بأن هذا الشخص لايتمتع بأدنى مستويات الذكاء. وأن يكون الشخص محامياً او قاضياً اوطبيباً او ماشابه ليس من الضروري أن يكون ذكياً. وليست الاسئلة وحدها هي التي تدل على غباء (النعيمي) ولكن نوعية شخصيته وشكله وطبيعة حركاته تدل بشكل قاطع على درجة غباءه. ولو لم يكن هذا الشخص سيء الحظ لما وضع نفسه في ورطة الدفاع عن جرائم رهيبة وواضحة ومتشعبة و تجاه شعب كامل هو ليس منه ولايتكلم بلهجته. أن هذا الشخص حكم على نفسه بمعاداة غالبية الشعب العراقي مما سيشكل خطراً كبيراً على نفسه فلا يمكن لضحايا الجلاد ان يتركوه يهنأ طيلة ما بقي له من الحياة وسوف تلاحقه لعنة ضحايا الجلادين بعد موته وفي يوم الحساب الاكبر.

ان (النعيمي) قد وضع نفسه موقف السخرية والاستهزاء بأسئلته السخيفة ودخوله بدجل عقيم مع رئاسة المحكمة. فهو عندما يسأل (المشتكي السيد الحيدري) عن اذا كان يمتلك خبرة في مجال الطيران استناداً على شهادته حول (وجود السمتيات بشكل غير طبيعي). فقد دل ذكاء النعيمي (الاعرابي) العبقري في الغباء ان يسأل الشاهد عن تفسيره لكلمة (غير طبيعي) وربط ذلك بامتلاك خبرة في الطيران! فهل يوجد غبي واحد في العالم لايعرف بأن كلمة غير طبيعي تعني شيء غير عادي او غير متعارف. وهو في هذه الحالة يعني ان طيران السمتيات كان غير طبيعياً بالنسبة للانسان العادي الذي يعيش في هذه المنطقة وهذا امر يمكن ان يتحقق منه حتى الطفل بعمر اقل من عشر سنوات وهو يرى السمتيات بكثرة وتحلق بشكل غير عالي ومعادي. هل يحتاج هذا الى خبرة في الطيران؟! ربما يحتاج الى خبرة في الطيران اذا كان السيد الحيدري يعيش في (قطر) بسبب وجود عدد كثيف ومتنوع من الطائرات الامريكية في قاعدة السيلية وفي الاساطيل الامريكية قبالة ساحل (قطر). هناك قد يحتاج المرأ الى خبرة لكي يميز بين انواع الطائرات وكيفية تحليقها خاصة وهي تطير لكي تضرب وتدمر العراق منذ عام 1991.

أن العقلية (الاعرابية) عند بعض الاعراب هي عقلية تميل الى العنف والخداع وعدم احترام الرأي الاخر والاستبداد والدكتاتورية والى تضخيم الامور. وفوق ذلك ما ذكره الله خالق البشر بان بعض الاعراب مردوا على النفاق. وان البعض الاخر وصفه الله بانه غبي فهو (اجدر بان لايعلم حدود الله) لانه مهما أجهد نفسه سوف لايفهمها كما هي مما يؤدي الى تحريفها عن طريقها السوي. ويبدو ان هذا الصنف قد ورث غباءه في مورثاته الجينية الى ذريته مما ولد على مر الدهور أعراباً اغبياء يقلبون الحقائق ولايفهموها الا وهي مقلوبة. وهناك امثلة كثيرة على نفاق الاعراب وجهلهم وامتلاكهم الى نفوس مريضة مصابة بداء الاستعلاء والعضمة. فاليوم مثلاً اخذ بعض الاعراب ادعاء صدام الكاذب بتعرضه للضرب وتناسوا الضحايا كما ركزت على ذلك فضائياتهم الهزيلة مثل (فضائية الاعرابية) ناهيك طبعاً عن فضائية التهريج والنباح القطرية (الجريرة) التي اصبحت تثير الشعور بالتقيؤ والاشئمزاز لدى العراقيين الشرفاء عندما يتعرضون لها عن طريق (الصدفة) وكأنها ملهى مبتذل محاط بالازبال.

أن (المدعو النعيمي) قد أصبح في موقف محرج للغاية وننصحه ومن الافضل له ان ينقذ ماء وجهه عاجلاً قبل ان يسود وجهه ويصبح مسخرة للاطفال في العراق وغيره. كما اصبح المدافعون عن صدام جميعاً لان العراقيين يضحكون عليهم وهم يسألون المشتكين فيما اذا كانوا قد قدموا شكاوي في عهد الدكتاتور صدام! فهل كان يجرأ أحد ان يتقدم بشكوى على ازلام النظام ولمن يقدمها اليس لهم انفسهم وهل يكون مصيره عند ذاك الا الهلاك والاختفاء الى الابد؟! انها محكمة يحق ان يسمى فيها الدفاع عن صدام (بدفاع ام المهازل).

النكرة نجيب النعيمي يطلب الحماية من حكومة مسلوبة الارادة



حمورابي

طلب المدعو (نجيب النعيمي) من الحكومة العراقية (التي لاتملك ارادتها بيدها) أن تقوم بحمايته هو و(اللاهث) الاخر (رمزي كلارك) من تهديدات وصفها بأنها يمكن أن تحدث في المطار باغتيالهما.

أن هذا النكرة القادم من (قطر) التي ينطلق منها العداء للشعب العراقي بغالبيته العظمى والتي تم منها مؤخراً الاعتداء اللاأخلاقي على المرجعية الشيعية في النجف ودون تقديم اي اعتذار أنه انما يقدم الى جنود مجندة ضده اينما وضع قدمه ليس في مطار بغداد فحسب بل حتى وهو جالس ليدافع عن قاتل ومدمر الشعب العراقي. أن اهالي الضحايا من اصحاب المقابر الجماعية والمعدومين والمعتقلين والذين تضرروا من الجلاد الدكتاتور القاتل سوف يكونون بالمرصاد في جميع الدروب التي سيحل بها (النكرة النعيمي وكلارك). أن قلوب الشيعة والسنة الشرفاء من محبي اهل البيت تغلي غضباً ضد (قطر) وسيكون حلول (هذا النكرة) من قطر في بغداد للدفاع عن قاتل الشعب ومدمر العراق تحدي لمشاعر العراقيين ولكرامتهم وسيترتب عليه اخذ الثأر بكل دقة وشجاعة وسيدخل ذلك الفرح والسرور ويرد الكرامة المسلوبة لكل حر شريف ولكل ام ثكلى ولكل اب مفجوع ولكل ارملة متشحة بالاحزان.

وليعلم هذا النكرة بأننا لايهدأ لنا بال الا اذا لقناه درساً يجعله يكون عبرة لمن أعتبر هو والعجوز الاشمط صاحبه.

وعلى الحكومة المسلوبة الارادة المتمثلة بالسيد (الجعفري) ان تعترف للشعب بانها لاتملك من امرها شيئاً والدليل هو اطلاق سراح من تسبب بالاذى والقتل للشعب العراقي اليوم دون ان تستطيع ان تفعل شيئاً مادام الذين اطلقوهم هم الامريكان. وان رئيس الوزراء عليه ان يملك الشجاعة الكافية لكي يقول للشعب بأنه لم يكن يعلم بزيارة (دك شيني) الا عندما بلغ بانه عند بابه! وأنه غير قادر على تقديم احتجاج رسمي الى حكومة (قطر) بسبب تهجم اعلامها على رموز الشيعة ومذهبهم كما وان على الجعفري الاعتراف بانه غير قادر على الاعتراض على قدوم (النكرتين النعيمي وكلارك) للاستهزاء بمشاعر وكرامة العراقيين. كما وعليه ان يقول لهاتيين النكرتيين بانه غير فادر على حمايتهم من غضب الشعب العراقي المغلوب على أمره والذي طفح به الكيل.

اخيراً لابد ان نتقدم بالتهنئة الى (الدكتور ابراهيم الجعفري) ولاننسى ان نهنيء (السيد عبد العزيز الحكيم) بمناسبة اطلاق سراح متهمين مطلوبين من قبل المحكمة القضائية الخاصة على الاقل كشهود دون علم الحكومة بل قد حصل هذا كهدية امريكية بمناسبة كسب اكبر عدد من اصوات الناخبين لكتلتهم! ان الوضع الجاري ان دل على شيء فانه يدل على عدم وجود أرادة عراقية حرة مع وجود الاحتلال وعليه فأن ذلك سوف يجعل الكثير من العراقيين يشككون كثيراً بنوايا امريكا ومن معها والحليم تكفيه الاشارة.

َمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث


أن قناة الجزيرة ماهي ألا مثال صغير جداً يمثل الواقع الاعرابي المريض وما ذكره المدعو (فيصل قاسم) بوصفه المرجعية المتمثلة بالسيد علي السيستاني على انها (من احط المرجعيات الكهنوتية وان هذه المرجعية قد تحالفت مع الامريكان وما الى ذلك) لايمثل الا جزء يسير من النفاق والكذب والتدليس الاعرابي البغيض.

أن امثال هذا ومن يقف خلفه ويدعمه من الاعراب لايمتلكون ادنى مستويات الاحترام لأنفسهم فكيف نتوقع منهم ان يحترموا غيرهم. انهم لايمتلكون الا عقلية انفعالية ونفوس مصابة بأمراض عصابية سايكولوجية ينتج عنها اختلال في السلوك والتصرف مما يولد حالة عدائية تجاه الاخرين تتمثل بطيف واسع من الانحراف الفكري والسلوكي يتراوح مابين الارهاب الى الحقد الدفين. وما بين هذا وذاك طيف واسع من مختلف الحالات العدائية المنحرفة.

أن امثال هؤلاء تجدهم لايناقشون بهدوء وينفعلون بشكل يدل على عدم نضوج عقلي او فكري مما يولد حالة لاتقل عن حالات انفعال الاطفال غير المتزنين عقلياً. ويظهر ذلك بشكل واضح على طريقة كلامهم الانفعالي المتشنج وحركة اجسامهم الخرقاء واستخدامهم للكلام البذيء وشتم الاخرين والنيل منهم و الصاق التهم بهم.

أن المدعو (فيصل قاسم) والذين يعملون على شاكلته في القناة القطرية (الجزيرة) يتبعون أهوائهم وليس عقولهم في كيفية التعامل مع الاخرين ومن يتبع هواه دون عقله لايمكن ان يكون الافاشلاً ولايتبعه الا من هم على شاكلته.

{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (176) سورة الأعراف

أن المدعو اعلاه (فيصل قاسم) قد تطاول ليس على (السيد علي السيستاني) بل على المذهب الشيعي كله بقوله (ان هذا احط انواع الكهنوت). وبما ان الفكر والمذهب الشيعي يمثل عقيدة اهل البيت (ع) فان هذا هو اعتداء صريح وصارخ على الاسلام وعلى اتباع اهل بيت (محمد وعلي). وعليه فأن ذلك لايقل عن تهجم من أهدر دمهم في السابق.

ان قناة الجزيرة ومن يقف وراءها من (وهابية قطر الارهابيين) هم آخر من يستطيع ان ينتقد التحالفات مع امريكا لانهم يعيشون تحت (بساطيل) الجنود الامريكان ليس في قاعدة (السيلية) فحسب بل في كل مكان من قطر ارضاً وسماءاً وماءاً. وليعلم هؤلاء بأن الله يمهل ولايهمل فالذي سلط على الطاغية صدام من هو اقوى منه سوف يسلط عليهم من ينال منهم لانهم قد تمادوا في غيهم وسوف نرى ذلك اليوم قريباً جداً.

اننا نعلم بأن الطائفيين في قطر وقناة الجزيرة لن يروق لهم ان يرفع الظلم والتعسف عن الشيعة بل انهم يعتبرون الشيعة الد أعدائهم وهذا ما كشفته السنوات الاخيرة. ومن الخطأ ان نتصور بأن وقوف (قطر وامراءها) وجزيرتها مع صدام وعدي من قبل بدافع اعرابي او عروبي بل لان صدام كان يمثل لهم الاداة القمعية ضد الشيعة. فهم لو كان لديهم دافع (عروبي) لما قاموا بترحيل عرب قطر الذين ترجع اصولهم الى السعودية ومصادرة اموالهم وتشريد اطفالهم وسلب دورهم.

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (13) سورة الحديد

{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (1) سورة المنافقون

{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (49) سورة الأنفال

{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (138) سورة النساء

محاكمة ام المهازل والقضاء العراقي


لانريد ان نكرر ما تم ذكره من قبل الكثير من المختصين ووسائل الاعلام والمتابعين لمحامكة صدام حسين وبعض مساعديه بشأن قضية الدجيل التي تم قتل ونفي واستباحة وتعذيب المئات من ابنائها. ولم تقتصر قضية الدجيل على مدة زمنية معينة بل امتد التعسف والظلم ضد ابناءها الى آخر يوم سقط فيه النظام الصدامي. ان مانريد ان نذكره هنا هو ان محاكمة صدام كانت خطأ سيتحمل القضاء العراقي وزره الى سنوات قادمة.

ان الخطأ هو ليس بمحاكمة هذه العصابة المجرمة ولايقتصر على ضعف القاضي (محمد امين رزكار) فحسب بل ان الخطأ الكبير هو تقديم مجرم قام بجرائم كبيرة جداً لاتعد ولا تحصى الى محكمة بشأن قضية صغيرة لا تساوي قطرة في محيط من جرائمه الكبيرة مثل حلبجة و الانفال والانتفاضة والاعدامات الموثقة و التعذيب الموثق وتجفيف الاهوار وقتل اهلها وزج الشعب في حروب طاحنة مع ايران ومع امريكا بحرب الكويت والقبول بقرارات مهينة ضد سيادة البلد خلال الحصار دون الاستقالة ثم الهروب من ساحة القتال امام الجيش المحتل.

ان قضية الدجيل هي حلقة صغيرة ضمن سلسلة كبيرة من القمع والاضطهاد والسجون والتعذيب والتعسف والقتل لا يمكن فصلها عن بعض.

ان القضاء العراقي امام مسؤولية كبيرة وتحت المجهر اما م انظار العالم فهو لايمكن له ان يقدم عرض قضائي هزيل وضعيف. لقد تحولت محكمة صدام بما فيها من ضعف القاضي (رزكار) وضعف هيئة الادعاء وعدم تقديم ادلة الشهود بشكل دقيق يربط مسؤولية ما حصل لهم بشكل تصاعدي الى صدام تحولت الى مهزلة يحق لنا ان نسميها بأم المهازل. ومن الامور المهمة هو تساهل القضاء العراقي بأن يكون مطية لبعض المرتزقة ممن قبضوا الاف الدولارات خلال حكم صدام وبعد ذلك من امثال (النكرة رمزي كلارك والقطري المغمور النعيمي). ان القضاء يحترم اذا كان حازماً فكيف ونحن امام محكمة سميت بمحاكمة العصر او القرن! ان القضاء العراقي بهذه المهزلة اثبت ضعفه وانتقاص هيبته بل اصبح مهزلة تنتقد من كافة وسائل الاعلام.

أن اقل ما يمكن للقضاة العراقيين عمله هو ان يتقدموا بطلب جماعي الى الجهات المعنية بابدال القاضي (رزكار) بقاضي حازم وبمحاكمة صدام على كافة الجرائم وبشكل متصل وفي جميع انحاء العراق. فلا يجب ان يتم فصل جرائم صدام وتجزئتها لان ذلك غير عادل ولايمت للواقع بصلة. ان صدام عندما كان يقتل في الدجيل لم تكن مناطق العراق الاخرى في مأمن منه بل كان يقتل ويعذب في كل مكان من العراق. كما وان القضاة العراقيين مطالبون ممن يمتلكون الشجاعة منهم والضمير بأن يصدروا امر اعتقال بحق (رمزي كلارك والنعيمي) بسبب كوبونات النفط وأسائتهم للقضاء العراقي بعدة وسائل منها عدم اعترافهم بالمحكمة مع حضور جلساتها بغير سمة دخول ولا تسجيل في نقابة المحامين والاساءة بشكل او باخر للشعب العراقي الجريح وخاصة للشهود والمشتكين الذين وصمهم رمزي كلارك بالكذب والتزوير وبكل وقاحة.

ان القضاء العراقي امام معضلة كبيرة عليه ان يجد السبيل السليم للخروج منها والا فانه سيقبل بان تكون محكمته المسماة بمحكمة العصر (بام المهازل) و هذا اقل ما توصف به اضافة الى استهانة هذا القضاء بدماء وارواح الشعب العراقي.

الانتخابات وما بعدها


لقد اقترب يوم الانتخابات العامة والمصيرية واشتد الصراع على السلطة والحكم فصار ذلك ديدن كافة الاحزاب بدون استثناء.

ويبدو من خلال الاستطلاعات المتيسرة بأن ايٍِ من هذه الاحزاب والائتلافات سوف لن يحصل على الاصوات الكافية التي تجعل منه اغلبية دون الحاجة الى تكوين حكومة ائتلاف قادمة لامحالة. كما وان الذي لايمكن ان ينكر هو اقتصار الصراع الرئيسي بين ثلاث او اربعة مجموعات رئيسية فقط بينما تأمل المجاميع الاخرى ان تحصل على اصوات تجعلها تلعب دوراً مهماً في عملية الائتلاف لما بعد الانتخابات.

لقد استخدمت المجموعات الرئيسية كافة الاساليب للاطاحة بمنافساتها واستخدم العامل الديني والمذهبي الذي لاينكر انه ورقة ثقيلة في المجتمع العراقي سوف ترجح كفة بعض الاحزاب.

ان المجتمع العراقي الذي عانى الامرين من جراء الاحزاب القومية ومن جراء الارهاب العربي البغيض سوف لن ينجر الى شعارات الاحزاب القومية بل انه سوف لن يصوت لها ابداً الا اللهم الذين لهم منافع خاصة في ذلك. وينطبق هذا على من ينادون باعادة هذه الاحزاب الى الواجهة.

ان الشعارات القومية او الاسلاموية دون النظر الى مصالح المواطن العراقي في العمل والخدمات والحالة المعيشية وتوفير الامن وغيرها مما له علاقة بحياته سوف لن تنفع وقد اثبتت فشلها بل انها شعارات استخدمها الحكام من اجل عروشهم. ان هذه الشعارات اصبحت بالية سوف لن تجد من يلتفت اليها.

هناك مشكلة هي ان المجتمع العراقي رغم وجود مؤشرات على بداية نضوج روح الديمقراطية لديه ولكن وصول بعض الفئات السلطوية ذات الطابع الدكتاتوري الى السلطة سوف يأجج صراع من شأنه ان يؤدي الى حصول صراعات دموية ولانقول حرب اهلية. وعليه فأن الاصلح للعراق فيما بعد الانتخابات هو حكومة ائتلاف تضمن اشتراك الجميع في الحكم دون حصر السلطة في ايدي فئة او حزب واحد. وهذا يعني حكومة ائتلاف من القوائم الرئيسية الفائزة مع الاخذ بنظر الاعتبار احقية القائمة الرئيسية الفائزة طبعاً.

ومن الجدير ذكره هو ان هناك بعض الاحزاب التي لاتحضى باصوات كثيرة لسبب او لاخر لكنها في الحقيقة تمتلك رؤية واضحة وجيدة لمعظم مشاكل العراق مثل الامن والقضاء على الارهاب والتعامل مع دول الجوار بناءاً على مواقفها من العراق وفوق ذلك هو تميز هذه الاحزاب بحيادية غير مذهبية. هذه الاحزاب وان لم تحرز نسبة كبيرة في هذه الانتخابات ولكننا نعتقد بان لها مستقبلاً جيداً اذا ما استمرت على نفس النهج. وعلى النقيض من ذلك افرزت لنا المرحلة الراهنة احزاباً اخرى انتهازية تسعى وراء السلطة وتحاول الصاق نفسها بمن تشعر بانه سوف يفوز. هذه المجموعات لامحالة سوف تفشل وتضمحل ولامستقبل لها.

نتمنى ان تجري الانتخابات بشكل حضاري وان تحترم ارادة الشعب الذي سيتحمل مسؤولية اختياره ونأمل ان نرى الاحزاب تحترم نفسها وشعبها باحترامها نتيجة الانتخابات. كما وان الاهم من ذلك هو ضرورة تشكيل دولة المؤسسات المستقلة لكي لانسمح بعد ذلك بظهور دكتاتوريات سلطوية بغيضة.

ملاحظات مهمة جداً حول المحكمة الجنائية الخاصة بصدام


لم نبالغ اذا استنتجنا من خلال محاكمة الطاغية صدام وزبانيته بان القضاء العراقي تنقصه الخبرة في التعامل مع المجرمين الكبار وانه بحاجة الى التفريق بين الديمقراطية وبين القضاء الحازم. ندرج ادناه بعض الامور المهمة والمستندة على البحث الموضوعي والتحليل النفسي من خلال مجريات الجلسات الخمسة الماضية.

بينت جلسات المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة المجرم صدام واعوانه بأن هناك ضعف كبير في اداء هذه المحكمة مما تسبب بتعرض قاضيها وهيئة المحكمة الى تطاول وأهانات من قبل المتهمين وخاصة (برزان التكريتي وصدام التكريتي).

ان اول الامور المهمة التي يجب الاشارة اليها هو تقبل (القاضي رزكار) الى قيام المتهمين بمدحه عدة مرات وهذا مخالف بشكل كبير الى المواد المعمول بها في القضاء المحلي والدولي. فالقاضي يجب ان يمنع المتهم من التعرض للمحكمة او القيام بمدح احد اعضائها خاصة اذا كان ذلك يتعلق بمدح شخصه وهذا في القضاء العالمي يعتبر (كفر) لايجوز الاقتراب منه ابداً. وهو امر مهم جداً قد تقبله القاضي بسكوته فأنه كان يجب عليه ان يوقف المتهمين عندما يشرعون بالمديح او الاهانة وخاصة المديح او الاطراء. وقد صارت المحكمة محل استهزاء وسخرية بسبب هذا الضعف. فلقد عمد صدام الى كيل الاطراء على القاضي رزكار عدة مرات وحاول مرة واحدة على الاقل بانتقاد القاضي الذي يجلس الى جنبه او التشكيك به. كما ولقد ادى تجاوز المتهمين المتكرر على الشهود والمحكمة والحضور الى ان يقوم (برزان) بالتعرض الواضح والصريح عدة مرات على (هيئة الادعاء) التي بدت متراخية هي الاخرى.

لقد استخدم المتهمون وخاصة (برزان وصدام) كلمات بذيئة ضد المشتكين دون ان يوقفهم القاضي (رزكار) بينما كان متشدداً مع الشهود! فقد وصف برزان وصدام الشهود بكلمات بذيئة مثل (ياولد) و (صعلوك) و (هؤلاء الاذناب) و (الى جهنم وبئس المصير) و (كذاب) و (ملقن) و (حقير) و (كلب) و غير ذلك. ولقد وجه (برزان) تهديدات واضحة بالقتل ضد (الشهود والمشتكين) مثل قوله (بان اهل الدجيل يعرفون بانه في الدجيل من يضربهم بالمكوار بين عيونهم!) واستخدامهم للقران الكريم بالتهديد بالقتل مثل (وقاتلوهم) و استخدام القران للتعرض الى الشهود. والطلب من القاضي بمنع هؤلاء الشهود لانهم لايرتقون الى المنزلة التي هم بها اي صدام وبرزان والعجيب ان القاضي لم يرد على ذلك!

فلقد اثار تغاضي القاضي عن (المجرم طاه آسن الجزراوي) بتعرضه للشاهد بوصفه (فاسق) استغراب الكثير. أذ لم ينتبه القاضي رزكار الى هذا التضمين وهذا ربما يفسر على انه ضعف في التركيز والمتابعة او التغاضي الغير مبرر. أذ كان يجدر بالقاضي ان يوقف اي متهم يستخدم القران او الامثال الشعبية او ماشابه خاصة اذا شعر بأن ذلك يتضمن تجريح او احراج مقصود. كما وان حرمة القران ككتاب مقدس تقتضي عدم استخدامه للتجريح والايحاء والتبرير وهذا ما حصل عدة مرات فعلاً. فالجزراوي قال (اذا جائكم فاسق بنبأ) وهذا مقصود على الشهود ولم يعترض عليه القاضي ويوقفه عند حده. فهو يوصف المشتكين بانهم (فسقة) وكان الاجدر بالقاضي ان يمنعه من استخدام القران للتجريح لان ذلك يمس بصميم القران وهذا لايجوز وهو ليس اعتداء على المشتكين فقط بل على حرمة القران باستخدامه بما لايليق به ككتاب مقدس وينطبق نفس الشيء على صدام.

والشيء المهم الاخر هو ان كل قاضي يحكم في قضية يجب ان يكون ملماً بلغة اهلها الفصحى واللهجة العامية بشكل جيد وهذا ما لم يحصل للاسف. فمن المفترض على الاقل ان يكون القاضي ملم جداً بالمصطلحات العراقية. ولقد شاهدنا بأن القاضي تلكأ بفهم بعض المصطلحات مثل (كلمة نشد) اي (سأل) عندما ذكرها احد المشتكين الشهود وهي مصطلح عراقي شائع وهذا يؤخذ على القاضي الذي تلكأ حتى باستخدام اللغة العربية بشكل صحيح وبترديد القسم للمشتكي. وهذا ضعف يجب ان لايكون بمحكمة عادية فما بالك بمحكمة بخصوص جرائم كبيرة.

والامر المهم الاخر هو أن القاضي كان يستمع الى (المتهم صدام) وهو يذكره بانه رئيسه وانه له فضل عليه وعلى القضاء لكي يحول مسار المحكمة الى مسار سياسي وهو ساكت, بينما يحول (برزان) المسار الى شكوى من ضروفه الصحية وضروف السجن عند الاعتقال وهذا ليس له دخل في هدف الجلسة لامن بعيد ولا من قريب. والاغرب من ذلك فأن القاضي يتقبل ذلك منه بل ويدخل معه بحديث حول ذلك كالقول له بالمناسبة فلقد حصلنا على ان يتم فحصك من قبل لجنة طبية وما الى ذلك. والاجدر هو ان يقول له القاضي هذا الامر يناقش خارج هذه الجلسة فليس له علاقة بالجلسة. والاهم هو ان (برزان) استطاع ان يحول المحكمة الى الاستماع اليه (كضحية وليس كمتهم) وكذلك فعل صدام. بحيث عمد برزان وصدام الى تصوير الامر بانهم ضحايا السجن والعطش والمرض والحر وبايدي الامريكان لكي يعطون انطباع الى ان المحكمة تجري تحت رعاية امريكية لان السجان هو امريكي. ففي الجلسة الاخيرة اشار برزان الى ذلك اكثر من مرة وصور بان مأساته هي امر واقسى من مأساة المشتكين! وهذا تدليس سمح به القاضي دون ان يحاول ايقافه.

والامر الاخر المهم جداً هو ان القاضي (و مع سكوت واسترخاء الادعاء للاسف!) لم يكن حدياً و جازماً لمنع (محامي الدفاع) من استجواب المشتكين باستخدام اسلوب نفسي مع المشتكي يسمى في علم النفس (النبش في اعماق النفس لاعادة حالة خوف سابقة اليها)! ولكي نوضح ذلك فأن العراقيين يعرفون جيداً مدى الخوف الذي زرعه صدام في نفوسهم فلم يكن اسمه يذكر الا وكلمة (السيد الرئيس) تسبقه وكم كان ذلك مرعباً للعراقيين. وهنا يعمد (خليس الدليمي) محامي دفاع المجرم صدام باستخدام (الايحاء بالاستجابة الشرطية او ما يسمى بايحاء بافلوف) وذلك بأن يسأل المشتكي قائلاً له: هل تعرف من الذي قام بضرب "السيد الرئيس"؟ او هل شاهدت (السيد الرئيس) في الدجيل او؟ اين كنت عندما تعرض (السيد الرئيس) للضرب؟ وهذه اسئلة تجعل من المشتكي او الشاهد الذي كان قد تعرض الى ظلم وسوء معاملة وتعذيب وضغوط نفسية على مدى سنوات طويلة تجعله بشكل لا أرادي ومن داخل نفسه الباطنة التي تشبعت بالخوف من هذا الرديف يفكر وكأنه يستجوب وليس يشهد او يشتكي مما يجعله يجيب استناداً الى الخوف الذي يوجد في داخل وعيه الباطن. وهذا اسلوب نفسي تستخدمه اجهزة التحقيق المخابراتية التي قد يتلقى منها هذا المحامي بعض الاسناد ان لم يكن هو منتمياً اليها. والغريب في الامر فان ذلك قد عبر على (القاضي رزكار وعلى هيئة الادعاء ومساعدي القاضي). وهو حتى لو عبر عليهم كان من المفروض ان يطلب القاضي من محامي الدفاع ان لاتكون اسئلتهم وطريقة كلامهم متعسفة او مهينة لشخصية المشتكي او الشاهد وان لايستخدموا عناوين وضيفية للمتهمين وكأن المشتكي لايزال يقف بين يدي (الدكتاتور صدام). فأن هذا ايحاء بالتخويف. اضف الى ذلك فأن محامي الدفاع يعمدون الى وصف المشتكين باوصاف وعبارات مهينه بشكل مباشر وغير مباشر وتحسسه بانه شخص ضعيف مثل وصفهم له بانه قد لقن او انه انسان بسيط او فلاح او غيرها من الاساليب التي تنتقص منه فهناك عبارات ظاهرها ايجابي ومعناها سلبي مثل قولهم ان ذاكرته تبدو قوية وباسلوب متهكم! هذا كان يجب ان يمنعه القاضي ولو حصل ذلك في اي بلد اخر فانه لايسمح به القاضي.

ومن الامور المهمة والعادية جداً التي لم يفعلها القاضي هو حق المشتكي بان يعرف من الذي يسأله! فعندما يتقدم محامي الدفاع او الادعاء يجب ان يقدم نفسه باسمه وصفته ومن هو موكله في بداية كلامه او ان يقوم القاضي نفسه باعلام المشتكي او الشاهد بهوية الشخص الذي سيسأله. فلقد كان المشتكي يجيب على الاسئلة وهو لايعرف من السائل واي متهم يمثل!

ومن الامور المهمة هو ضعف اسئلة محامي الدفاع بسبب افلاسهم امام قوة الادلة بحيث كانت ادعاءاتهم لاتمثل الا ادانة ضد موكليهم. فمثلاً هم يقولون للمحكمة بأن المشتكي لايعتد بشهادته لانه قاصر! وكم كان بودنا لو أن احد هؤلاء المشتكين يردون على هؤلاء بقولهم (اذن من فمك ادينك, فانت تدين موكلك لانني اذا كنت قاصراً كان يجب ان لا اعتقل واعذب وتمارس ضدي اصناف الضغوط).

ولابد ان نشير الى ان الادعاء كان متراخياً يقف ضعيفاً امام هذا القاضي الذي يبدو عليه وكأنه قد جاء من فرنسا او تركيا مثلاً ولم يكن موجوداً وشاهداً على ظلم هذا النظام واجحافه. فهو لاينفك يردد على اسماع المشتكين (خليك في قضية الدجيل!) ولا يسأل المتهمين عندما يعرضون طلباتهم الشخصية بنفس الشيء. والغريب ان القاضي لايفهم بأن قضية الدجيل بين اهالي الدجيل من ضحايا النظام وبين هذه العصابة هي مسألة الحياة كلها وليس مسألة يوم او سنة او تكون قد انتهت بمجرد خروجهم من السجن. فأين تعلم هذا القاضي خبرته في القضاء وهو لايعرف بأن لكل قضية امتدادات واثار هذا اذا ماكانت قضية بسيطة فكيف وان اهالي الدجيل كتب عليهم النظام البقاء تحت الاضطهاد وملاحقتهم في كل زمان ومكان. ان على هذا القاضي واجب اثبات فيما اذا كان المتهمين بما يمثلونه من سلطة تعسفية قد استمروا بملاحقة اهالي الدجيل ام انهم توقفوا بعد خروجهم من السجن. وان ما اراد ان يوضحه المشتكين له عندما اوقفهم هو ان (صدام) ومن معه لم ينفكوا يلاحقونهم حتى اخر لحضة سقط بها النظام بعد هرب قائده امام المحتلين. ان هذا القاضي عندما يقول (خليك في قضية الدجيل) وكأنه يحاكم المشتكي بصلته بضرب (السيد الرئيس!). وان على القاضي رزكار ان يسأل الشعب العراقي كله السؤال التالي:
كيف اثرت عليكم احداث الدجيل؟ لان ما فعله النظام في الدجيل من تدمير للحرث والبشر والنسل زرع الرعب والخوف والضغوط النفسية في نفوس كافة العراقيين. فهل من الغباء ان تقتصر قضية الدجيل على 4 سنوات خرج بها الموقوفون وعادوا الى دورهم معززين مكرمين! ما هذا الكلام الفارغ من قبل قاضي يضغط على المشتكي بان يختصر قوله في قضية ضرب (صدام). ان هذه سخرية وكلام فارغ وهراء وليس قضاء لديه خبرة ويعرف بسايكلوجية الامور وتشعباتها. فباختصار شديد ان قضية الدجيل لم تقتصر على سنوات بل استمرت الى يومنا هذا وهي لم تقتصر على اهل الدجيل بل شملت العراق كله.

واخيراً فان السماح لمرتزقة اجانب الحضور الى جلسات المحكمة لان جيوبهم قد ملئت بالدولارات ولانهم من الذين يعانون من (البارونويا) وطلباً للشهرة كان مهزلة اخرى خاصة اذا ما قام احد اعوان النظام باغتيال احدهما او كلاهما لاثارة ضجة ضد اهالي الضحايا بانهم قتلوهما. ومن يدري فالعراق مليء بالعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة والقناصة وحتى الالغام الارضية و (القطري النعيصي وصاحبه المتحدر حسب قانون دارون من فصيلة القرود المدعو رافس كاروك) لايخفون على احد وهناك من يعرف بان هؤلاء حصلوا على ملايين الدولارات لحضور المحاكمة فمن يدري لعلهم يختطفون من قبل فقراء العراق وذلك لطلب مليون او مليونيين دولار كفدية.

ان المحكمة يجب ان تعيد النظر بامور كثيرة جداً وعلى العراقيين ان يضغطوا على هذا الاساس وان يتبرع جميع العراقيين الشرفاء من المختصين بالقانون والقضاء والمحاماة وعلم النفس وعلم الجريمة بالتعاون مع اهالي الضحايا وتوفير الدعم لهم وتقديم النصح والمشورة والخدمات المجانية لهم ودعمهم بكافة الوسائل.

وعاش الابطال من اهالي الدجيل الشرفاء ونقول لهم بان الله هو الذي اذل لهم المجرمين وسيكون ذلهم اكثر يوم لاينفع مال ولابنون, يوم يقف من يدافع عن المجرمين اليوم معه في نفس القفص الذي سيكون الحاكم فيه هو الله وهل بعد الله من قوي عزيز مقتدر متكبر جبار عادل شديد العقاب, يوم لايتكلم احد الا من اذن الله له في ذلك يوم تبلى السرائر. و في ذلك اليوم سوف تشهد الجلود والارجل وتنطق بأذن الله الذي انطق كل شيء. في ذلك اليوم سوف يأتي الله بكل شيء وكل عمل حتى ولو كان مثقال حبة من خردل وتكن في صخرة في الارض او في السماء يأتي بها الله. في ذلك اليوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني كنت ترابا. في ذلك اليوم لاتوجد (عنتريات) ولامرافعات لان عمل كل فرد سوف يعرضه الله على الخلائق ليس بالقرص ولكن بالصوت والصورة واللون والرائحة الطبيعية لان اعمالنا تستنسخ وسيعرضها الله لنا. هناك يوم يقولون ما لهذا الكتاب لم يترك صغيرة ولاكبيرة الا واتى بها. في ذلك اليوم لاينفع برزان ولاصدام دفاع لان المدافعين عنهم سيحشرون معهم حتماً. وان ذلك اليوم كأنه غداً او بعد غد فانتم ترونه بعيداًً ونحن نراه قريبا. هو مابين عمر احدكم ونومةُ ينامها بموته ليقوم بعدها بلحظات يحمل اثقاله على كتفيه حيث لاينفع شيء الا من اتى الله بقلبٍ سليم.

هل يحتاج صدام الى محكمة عسكرية خاصة؟


لقد تحولت محاكمة (الطاغية صدام وزبانيته) اليوم الى مهزلة بسبب عدم تمكن القاضي من ضبط تهجم المتهمين على المحكمة والشهود والحضور. فقد بصق (المجرم برزان التكريتي) على احد الحضور دون ان يقوم القاضي حتى ولو بتنبيهه! و قد استخدم برزان كلام بذيء كعادته تجاه احد الحضور ولم ينبهه القاضي الى ذلك!

ولقد سمح القاضي لصدام وبرزان بالتداخل وجر المحكمة الى مواضيع ليست لها علاقة بشهادة الشاهد. بل وان صدام هدد هيئة المحكمة بان الثورة العراقية اذا قامت فسوف تحاسب هؤلاء. وقد استخدم صدام المحكمة لارسال اشارات على شكل ايات قرانية الى اعوانه بالتحريض على القتل وكان يشير بذلك الى الشهود وغيرهم وهذا تحريض على القتل واضح. كما وانه قد اصاب هيئة الادعاء بالتجريح عندما وصف احدهم قائلاً (هذا ابو المناظر)! وكان يتكلم مع المشتكي وكأنه لايزال ذلك الدكتاتور الذي يجب ان لايقاطعه احد بالقول له (ياولد!) لاتقاطع!

ولقد مرت بالمحكمة فترات كان فيها المشاهد للمحكمة يتصور بان القاضي متواطيء مع المتهمين عندما كان يأخذ باقاويلهم وكأنه يوضفها ضد المشتكي او الشاهد حتى ولو كان لايقصد ذلك.

ان (برزان) بدى يتكلم بصحة جيدة وهذا ما ينفي كونه مريضاً الى درجة شديدة وتحتاج الى علاج خارج السجن. ومن ضمن ما قال هذا الشخص هو تشكيكه بشهادة الشاهد حول كيف يمكن للسمتيات ان تصل خلال عشرة دقائق الى الدجيل؟ وهذا تشكيك واهي لان الجميع يعلم بان صدام عندما يخرج لزيارة منطقة فان السمتيات اما ان ترافقه كحماية في الجو او ان توضع على اهبة الاستعداد بحيث تنطلق من اقرب مكان لتواجد صدام وباشارة منه او من احد اعوانه مثل برزان. وان الجميع يعلم انه لو اتصل في ذلك اليوم برزان باحد القواعد الجوية القريبة وطلب منهم التوجه خلال عشرة دقائق فانهم سوف ينفذون باقل من عشرة دقائق.

ان الجرائم التي قام بها هؤلاء لاتحتاج الى شهادة الشهود لان ما وصل اليه الشعب العراقي كله الى ما هو عليه الان فانه بسبب هؤلاء وان جرائمهم لاتعد ولاتحصى ولاتقتصر على الدجيل. فهناك حلبجة والنفال والاهوار وقتل رجال الدين وتشريد الابريا وتجفيف الاهوار والحروب و الاغتيالات وغير ذلك كثير.

وفوق ذلك فان صدام هو واعوانه يجب ان تشكل ضدهم محكمة عسكرية خاصة تحاكمه هو بالذات كونه قائد القوات المسلحة الذي هرب وترك الدفاع عن بغداد بعد ان وجد بشكل مهين في حفرة حقيرة. فكيف يهرب قائد القوات العسكرية ليسلم بغداد الى جيش الاحتلال دون ان يقوم بدوره بالصمود والدفاع عنها حتى الموت. فان هرب القائد العام يؤدي الى تفتيت القوات المسلحة وهربها وهذا ما حصل فعلاً. ان صدام يجب ان يحاكم اضافة الى هذه المحكمة بواسطة محكمة عسكرية خاصة واننا نطالب بذلك. اذ يمكن تشكيل محكمتين في ان واحد لان هذه المحكمة ليست مختصة بالشؤون العسكرية. وان صدام باعتباره كان يمثل القوات المسلحة كانت تقع عليه مسؤولية الثبات لا الهروب والتسبب بهزيمتها.

كما وان المحكمة العسكرية يجب ان تحاكم صدام على تسببه بزج الجيش العراقي في حرب الكويت وتسببه بمقتل الالاف من الجنود في طريق الموت وعدم تمكنه من الحفاظ على هذا الجيش بل وانه سلم الجيش كفريسة سهلة للقتل بعد ان تقطعت به سبل الاتصال. ولقد اعدم صدام الكثير من قادة الجيش العراقي الكبار والكثير من الجنود بتهمة الهروب من الجيش او الهروب من ساحات القتال ثم وجهه لقتل الشعب. ان كل ذلك واكثر منه يتطلب ان يتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة صدام و اننا نطالب بتشكيل محكمة عسكرية لكل من صدام وعلي كيمياوي وغيرهم ممن انيطت بهم مسؤولية الجيش فدمروه
.

الى القاضي رزكار: لكي لاتتحول المحكمة الى سخرية للعالم


نحن لانشكك بنزاهة وخبرة السيد رزكار قاضي المحكمة الخاصة لمحاكمة فرعون العصر وطاغيته صدام وزبانيته ولكن لابد ان يستمع السيد القاضي رزكار الى الانتقادات الكثيرة التي وجهت الى طريقته في ادارت المحكمة خاصة لاسيما وان قسم كبير من هذه الانتقادات جاءت من قضاة متخصصين مثله او اكثر منه خبرة.

اننا نخشى اذا استمر وضع المحكمة على ما هو عليه ان تتحول الى مسخرة تضع القضاء العراقي (الضعيف اساساً بسبب تغييبه وسلب ارادته اثناء ايام حكم الطاغية) في وضع التهكم والسخرية والاستهزاء. ان استمرار حالة الرتابة التي اشارت اليها حتى مصادر التائييد للطاغية سوف تحول المحكمة الى (مسرحية شاهد مشافش حاجة) من طراز عراقي.

لم يتعدى كون الجلستين السابقتين للمحكمة ادارة شؤون اصبح فيها المتهم هو الذي يوجه الاتهام الى القاضي وهو الذي يأمره ماذا عليه ان يفعل ولم يكن القاضي الا مدير شؤون يحقق في تلبية مطاليب لاتنسجم وقوانين المحاكمات العراقية او الدولية مثل تلبية رغبات لبس (العقال) او استخدام المصعد وما الى ذلك مما ليس له علاقة بالمحكمة. والحقيقة ان هذه المطاليب لم تكن من حق المتهمين بل على العكس فانهم وحسب اللوائح القانونية كان يجب ان يمثلوا كاشفي الرؤوس وما قام به الحرس من كشف رؤوسهم قبل الجلسة ما هو الا من متطلبات المحكمة.

والامر الاخر ذو الاهمية الكبيرة هو السماح لشخصين غيرعراقيين (قطري وامريكي) هما بالنسبة للقضاء العراقي مجرد شخصيين عاديين وغير مسجلين كمتخصصي قضاء عند نقابة المحامين العراقية. علاوة على ذلك فان كلاهما لايعترف بشرعية تلك المحكمة! والاهم من ذلك فان (المدعو رمزي كلارك) ما هو الا شريك حقيقي للمجرم صدام عندما كان في الحكم وممن اعانوه على قتل الشعب العراقي وتنفيذ جرائمه باشكال عديدة اقلها هو الدعم الشخصي والاعلامي. ان هذه الشخص يجب ان يلقى القبض عليه من قبل القضاء العراقي بتهمة مساعدة الدكتاتور على تنفيذ جرائمه ضد الشعب العراقي.

ان الجرائم التي اقترفها صدام هي اكبر من جريمة برجي التجارة في (نيويورك). فماذا كانت امريكا ستفعل لو ان محامي عراقي ذهب اليها للدفاع عن مرتكبي جريمة نيويورك؟ بالتأكيد ن الشرطة الامريكية ستلقي القبض عليه وتحاكمه بتهمة الاشتراك بتلك الجريمة. ان (المدعو رمزي كلارك) هو شريك فعلي للدكتاتور بقتلنا وعليه يجب ان يقوم احد القضاة العراقيين الشرفاء والشجعان بتوجيه الاتهام اليه لمعاونة الطاغية على الاقل معنوياً مما تسبب بتشجيعه على جرائمه والطلب بالقاء القبض عليه لمحاكمته.

ان هذه المحكمة اذا استمرت على ما هي عليه من تراخي والسماح لنفسها بتمرير شخوص لايعترفون اساساً بها بأن يحضروا لاغراض سياسية و ربما لتقاضيهم اموالاً كبيرة من جهات معروفة ولاغراض لاتخفى على احد هدفها الضغط والنيل من قدسية المحكمة لتحويلها الى سخرية عالمية. كما وان السماح للمتهمين بالتطاول والكلام غير المبرر يصب في نفس الهدف وانه من حق القاضي ان يوجه المتهم غير الملتزم لمرة واحدة فقط واذا لم يلتزم في المرة القادمة فان ذلك سوف يسجل ضده على انه اهانة موجهة ضد للمحكمة.

ان هذه المحكمة ليست محكمة جنايات بقضية بسيطة بل انها محكمة سميت (بمحكمة العصر) بسبب حجم الجرائم والابادة الجماعية التي اقترفها مجرموها. ويجب ان يكون التعامل معها على هذا الاساس. فاذا استمر القاضي بتراخيه تجاه ذلك فان على القضاء والحكومة استبداله بمن يكون حازماً مع ضبط الاعصاب! والحزم يشمل عدم السماح لاشخاص غير عراقيين بالحضور وحتى ان زاد كرمه ومطاطيته وسمح لهم بذلك فلن يكون القضاء العراقي ملزماً على ترجمة وقائع المحكمة لهذا (النكرة) وهذا شيء تقره جميع المحاكم الدولية الا في حالة كون المتهم او الشاهد بحاجة الى ترجمة فان ذلك يتم فقط خلال الاستماع الى ذلك الشخص وحتى في هذه الحالة فانه تتم الترجمة من لغة الشخص الى لغة البلد وليس الى لغة اجنبية لكي يفهمها (نكرة) لايعترف بشرعية المحكمة. وان هذا (النكرة) مطلوب لضحايا المقابر الجماعية التي تتمنى ارواح هذه الضحايا ان تهاجمه لتنقض عليه وتقطعه ارباً ارباً.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter