بسم الله الرحمن الرحيم

ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب


لقد اشرنا سابقاً بان هناك ادلة وتقارير موثوقة عن محاولة الارهابيين من شن هجمات عديدة تم التخطيط لها مسبقاً لكي تنفذ في الايام الاولى من استلام الحكومة الجديدة. أن العمليات القذرة التي نفذتها مجاميع الصراصر والجرذان هي اقل مما كان مخططاً له من قبلهم وذلك لفشل 25% من العمليات وحصول عمليات تمرد او تملص من قبل بعض الارهابيين المكلفين بالتفجيرات حسب المعلومات المؤكدة. ان عدد العمليات اريد له ان يظهر قوة الشياطين من الجرذان ولكن الذي حدث هو العكس فأن الاهداف التي استهدفت والابرياء الذين راحوا ضحية هذه الجرائم اثبتت بالمفهوم الامني العسكري بأنها عمليات فاشلة مئة بالمئة وما حققته هو قتل الابرياء فقط. وهناك معلومات مؤكدة تشير بما لايقبل الشك بأن الارهابيين يحاولون ان يصنعوا اسلحة من غازات سامة وانهم سوف يكثفون هجماتهم ضد أهداف في بغداد وما حولها في الايام القادمة رغم ان خلاياهم بدأت تتفكك كما ويوجد خلل داخل تلك المجموعات بسبب انكشاف جرائمها

لم يأتي هذا اليوم للمجرمين من التكفيرين وأذناب الوهابية وحفدة الساقطين والسفلة الا بالمزيد من الاصرار على الاقتصاص منهم. هنا يأتي دور الحكومة الجديدة ووزير داخليتها و وزير عدلها بانزال اقصى العقوبات بالمجرمين. لقد طال انتظار الشعب العراقي لكي يرى انزال اشد العقوبات بهؤلاء

ان الوقاية هي خير من العلاج ولا يوجد بلد او قانون سواء كان الهي او وضعي دون وجود عقوبات رادعة تشبه الى حد ما اللقاحات التي تعطى لمنع الاصابة بالامراض. ان العقوبات الرادعة تمثل صمام امان ضد الجريمة. فلو تم تنفيذ حكم الاعدام بحق هؤلاء القتلة فأن كل مجرم يُِعدم يمنع وقوع اكثر من مئة شخص كان ممكن ان يقعوا بنفس الجرم لولا القصاص. اي ان عدم الاقتصاص من المجرمين الذين تم القبض عليهم بعقوبات شديدة ادى الى انضمام العديد من المنحرفين الى جماعات الارهاب

ومن خلال التحليل النفسي والاجتماعي الذي قمنا به للتسجيلات التي بثتها اجهزة الاعلام لاعترافات الارهابيين توصلنا الى الاستنتاج الى ان اكثر من 90% من هؤلاء الارهابيين تم التغرير بهم وبعد ايقاعهم بالجريمة استخدموا معهم اسلوب التهديد والوعيد والتخويف. وبما ان الجانب الاخر اي الدولة ليس لديها عنصر العقوبات الصارمة كالتي يستخدمها الارهابيون فان هؤلاء فضلوا ان يستمروا بتنفيذ ما يريده منهم الارهابيون الكبار لانهم تيقنوا بانهم اذا وقعوا بيد الشرطة فانهم اما أن يفلتوا بشكل غير قانوني او عن طريق الرشوة او عن طريق العناصر المندسة في الشرطة او ان تكون عقوبتهم لاتتجاوز بضعة شهور او سنين

أن المعطيات السابقة واحداث هذا اليوم الدامي تدعو الحكومة الجديدة بقوة الى الضرب بيد من حديد حامي كل من تسول له نفسه بتهديد امن البلاد

ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب

الدور السعودي الوهابي الخطير في تخريب العراق والمنطقة


اتضح من التقارير الواردة من بعض المصادر الموثوقة بأن زيارة ولي عهد المملكة السعودية عبد الله الى واشنطن ولقاءه بالرئيس جورج بوش لم تكن تتركز على النفط وطمأنة الولايات المتحدة والغرب بزيادة صادرات النفط السعودي لخفض اسعار النفط بقدر ما كانت تتعلق بمحاولة السعودية للعلب نفس الدور المخرب الذي لعبته لتحطيم العراق والدول المجاورة للسعودية

ان رفع او خفض انتاج النفط لايحتاج الى عناء الذهاب الى امريكا من قبل عبد الله بل اقصى ما يحتاجه هو ايعاز من البيت الابيض بسيط لكي تستجيب السعودية الى ما يريده منها راعي البيت الابيض الامريكي

هناك دولتان لعبتا الى جانب صدام دوراً مخرباً في العراق على مدى العقود الماضية وهما السعودية وايران. لانريد ان نعيد الى الاذهان الدور السعودي بشن الحرب وتحطيم العراق بعد غزو الكويت ولا خلال الحصار الحقير الذي يندى له ضمير القردة والحيوانات المفترسة لان ذلك غني عن التعريف ولكن لابد من المرور ولو بشكل عابر على تلك الفترة. اذ انه بعد تخريب البنية التحتية للعراق عام 1991 وانطلاق الانتفاضة الشعبية في العراق لعبت السعودية وايران دورين اساسيين في افشال الانتفاضة واقناع امريكا بالابقاء على صدام مما جعل العراق يعيش بين ظلم الطاغوت وحصار الجبابرة وفي بلد محطم. ان ايران قد افسدت الانتفاضة عندما دست عناصرها المتخلفة عقلياً والتي دخلت الى العراق رافعةُ صور الخميني في حين ان العراقيين لايزالون يعيشون في مأساة حرب الخميني وصدام. لقد استغلت السعودية ذلك وخوفا بل جبناً منها وسوست في اذن امريكا بان صدام بلا اسنان خير من الشيعة وايران! وهكذا اعطت امريكا الضوء الاخضر لصدام لقمع الشعب المنتفض بكافة الاشكال وقدمت له الثوار على طبق من حديد حامي ليقوم بقتلهم على مرأى من دبابات جنوده داخل العراق. فأثاع حسين (ناقص) الذي قتله صدام فيما بعد فساداً وقتلاً وهتكاً للاعراض هو وشلة المجرمين من امثال علي حسن مجيد وعزت دوري ومحمد حمزة وامثالهم

لقد كشفت الاحداث الاخيرة في العراق والمنطقة بان الوهابية السعودية كانت تستحسن وجود الطاغية صدام وزمرته المجرمة لكي يقتل الشعب العراقي هو و الحصار لان غالبية هذا الشعب من الشيعة الذين لطالما كرر الوهابيون عدائهم الاجرامي والتدميري ضدهم ومن الاكراد الذين ليسوا من الشعوب التي تستطيع الوهابية تطويعها بسهولة

ان واحدة من اهم الاسباب لزيارة عبد الله هو لاكمال المخطط الخبيث الذي بدأته الوهابية التكفيرية في العراق بعد سقوط النظام تحت مسمياتهم الواضحة جداً. لقد اتت هذه الزيارة في وقت حرج وحساس بالنسبة للعراق وبعد ان بدأ العد العكسي للقضاء على العصابات التكفيرية التي اتضحت مصادر تمويلها وفتاويها وعند ولادة اول حكومة منتخبة في العراق. وهناك معلومات تشير الى ان بعض الاطراف التكفيرية العراقية قامت ولاتزال على اتصال بالسعودية من خلال المجموعات التكفيرية الوهابية هناك بالايعاز لحكومة تلك الدولة للتدخل لدى امريكا بحجة منع قيام دولة شيعية في العراق. وهذا ما حدى بعبد الله ان يقوم بطرح هذا الملف على الرئيس الامريكي وادارته فيجب على العراقيين من الحكومة الجديدة والمهتمين بالامر متابعة هذا الموضوع بجد وعدم السماح للخبث الوهابي ان يمر هذه المرة كما حصل سابقاً

يجب قلب الموازيين على هؤلاء والوقوف مع الشعب العربي في منطقة الاحساء والقطيف والذي كان دولة مستقلة قبل الغزو السعودي الوهابي وهو يمكن ان يكون دولة من اغنى دول المنطقة نفطياً وزراعياً وسياحةً. ان المنطقة الشرقية تحتوي على عناصر بشرية ذات كفاءات عالية تستطيع ان تبدع ولكنها رغم ذلك لايسمح لهم بتسنم ابسط الوضائف. فهناك دعوات وهابية لمنعهم حتى من التدريس الابتدائي ومن ابسط الوضائف في الدولة ناهيك عن عدم السماح لهم بالتعيين في الجيش او الشرطة او الحرس الوطني او الوزارات فلا يوجد وزير شيعي واحد في السعودية. رغم ان هؤلاء مواطنون سعوديون الا انهم يتعرضون للتمييز المذهبي والديني. فلا يسمح لهم باتخاذ مساجد ما عدا تلك التي في مناطق سكناهم في الشرقية ولكن الكثير منهم يعيش في الرياض وكذلك في المدينة. وهناك فتاوي وهابية تمنع التحدث والنقاش مع الشيعة ولاتجيز الزواج منهم او اليهم وتحرم اكلهم او حتى الاكل معهم وتعتبرهم اكثر كفراً وخطورةً من اليهود والنصارى

ان السعودية عليها احترام حقوق الانسان بحق شعوبها قبل ان تتدخل بشؤون غيرها ولكن هذا هو ديدنها منذ البداية وهي تتبع مبدأ خلق المشاكل لغيرها لكي تعيش هي بدون مشاكل ولكن الذي يحفر الحفر لغيره لابد ان يقع باحدها يوماً ما و لعل هذا اليوم اصبح قريباً

وزراء الجعفري امام مهام صعبة


تعسرت ولادة الحكومة العراقية المؤقتة حتى ضننا بانها سوف لن ترى النور الا وهي بين الحياة والموت كما ارادت لها بعض الجهات الحزبية والاعلامية العراقية وغير العراقية. يبدو ان الولادة المتعسرة قد قاربت على ان تأتي بوليدها الديمقطراي البكر وهذا لايعني بالضرورة ان يكون هذا الوليد الجديد يمتلك الحلول التي ينتضرها الشعب لانه لايمكن ان يقول للشيء كن فيكون ولكن يجب ان يقدم خطط وبرامج واضحة فيما يتعلق بالقضاء على الارهاب وتوفير الامن واعادة البناء وربط العراق جواً مع العالم الخارجي وانهاء محاكمة المجرمين الذين اوصلوا العراق الى ما هو عليه على مدى الاربعين سنة الماضية

ان الحكومة الجديدة امام مهام غاية في الصعوبة ولكنها اذا ما نجحت بما لم تتمكن الوزارة السابقة من تحقيقه في الملف الامني فانها ستكسب اصوات الشعب الى جانبها في المرحلة اللاحقة من الانتخابات. ان اول شيء يتمسك به الانسان الديمقراطي المتحضرهو انه اذا فشل فانه يكون ذا شجاعة تمكنه من الاعتراف والانسحاب وهذا ما يجب ان يعتمد عليه الجعفري ووزراءه. انه من الجبن ان يفشل الانسان ويصر على فشله خاصة اذا كان ذلك يضر بغيره

ان توفير الامن في اي بلد وخاصة في العراق في هذا الوقت يقتضي وجود قانون وقضاء يقتص بشكل صارم من المجرمين والا فلايكون هناك ردع لمن تسول له نفسه. وهذا ما ينتضر الحكومة الجديدة وخاصة وزير داخليتها والامن. يجب ان يكون ولاء الاجهزة الامنية والدفاعية للوطن وليس للاحزاب ويجب ان ينظر الى نتائج افعالها بناءاً على ذلك وليس على اساس حزبي او طائفي. يجب تكريم الاجهزة الامنية التي توفر الامن للمواطنين كما ينبغي لكي يشجع غيرهم ومعاقبة الذين يتعاونون مع المجرمين او يتساهلون معهم. وهذا شأن اخر ينتظر الحكومة الجديدة. ومن العناصر المهمة لكل دولة هو وجود جيش قوي وتسليح حديث وبضمن ذلك وجود قوة جوية ودفاع جوي وبحري وهو ما يجب ان تفعله الحكومة رغم وجود الاحتلال. وهنا يمكن ان يستفاد من دولة الاحتلال لتوفير التسليح الجيد

اما ما يخص اعدة البناء فهو في رأس القائمة خاصة في المناطق المستقرة. اذ يمكن البدأ بها للاعمار مما يوفر وضائف للشباب ويقلل من البطالة والتسكع والجريمة. يجب فتح باب الاعمار ومطالبة الدول للمساعدة في ذلك خاصة المانحة منها وهنا يجب عودة تصديرالنفط على افضل حال. ان العراق بحاجة الى اتصال جوي مع العالم الخارجي لانه سيبقى محاصراً بعدم وجود ارتباط مباشر مع العالم. وهنا على الحكومة القادمة المباشرة بالعمل لايجاد بديل لمطار بغداد حتى يستتب الامن فيه ويجب ان لايكون هذا المطار بعيداً جداً عن العاصمة. هناك بدائل كثيرة ومهمة على كافة الاصعدة مثل كربلاء او النجف او السماوة كمناطق يمكن اتخاذ مطار فيها و يمكن تطويره بالتدريج ليصبح مطاراً كبيراً في المستقبل اضافة الى مطار بغداد

هناك امور كثيرة تتعلق بتطوير التعليم والصحة والنقل والكهرباء والاتصالات البريدية والهاتفية وحل مشاكل الملكية التي نشأت من جراء التهجير وذلك بتعويض المتضررين من الذين اشتروا تلك الممتلكات ودفعوا فيها امولاً طائلة واصحابها الذين عادوا للمطالبة بها فلا يجوز اصلاح الضرر بضرر اخر على الاطلاق

اذن هناك امور كثيرة تنتظر حكومة الجعفري وسنرى ذلك في الاسابيع القادمة وكيف سيعمل وزراء الجعفري الجدد

الحرب الاهلية والفراغ الامني السياسي


يجب ان يتم التفريق بين تفادي الشيعة او السنة للقيام بعمليات ضد الارهابيين والمجرمين وبين تفادي عمليات قد تؤدي الى نشوب حرب طائفية اهلية

ان تطهير البلد من المجرمين سواء كانوا سنة او شيعة او عرب او اكراد او غيرهم هي مسؤولية كل عراقي شريف بغض النظر عن مذهبه او قوميته او انتمائه. ولايجب ان ينظر الى ذلك على انه اثارة للحرب او الفتنة بل ان العكس هو الصحيح اي ان السكوت والتستر على الارهابيين والمجرمين هو سبب مباشر لاثارة الفتة بل والاشتراك فيها. وعلى هذا الاساس فان سكوت الشيعة على تعرضهم للقتل والارهاب بكافة انواعه وعلى مدى السنتين التي تلت سقوط النظام لايخدم تفادي وقوع حرب اهلية لان ذلك سوف يشجع الارهاب ضدهم مما سيؤدي الى حالة من اللاعودة لايمكن عندها تفادي حرب اهلية

ان الارهاب يجب ان يردع لانه كالسرطان الذي اذا لم يعالج فانه سيؤدي الى الفتك بالجسم كله. وعليه فان المطلوب من الشيعة ومع عجز الدولة من حمايتهم هو القيام بتشكيل قوى ردع من الشيعة في كل منطقة من مناطق العراق من القرى حتى المدن ويكون لها عناصر مخابراتية لتجميع المعلومات عن عناصر الارهاب في عقر دارها ومتابعة تلك العناصر والاقتصاص منها اذا اقدمت على ارتكاب جريمة او تقديم معلومات عنها الى السلطات الامنية قبل قيامها بالاقدام على تنفيذ جريمتها. وهنا لابد من الاشارة الى ان الكثير من الادلة تشير الى ان قسم من الجرائم المنفذة لحد الان لايمكن تنفيذها دون وجود عناصر في الهرم العلوي من هيكل الحكومة المؤقتة الحالية سواء في تشكيلات وزارة الداخلية او المؤسسات الامنية وذات العلاقة الاخرى. وهنا تأتي مسؤولية كل مواطن شريف لكشف تلك العناصر المخربة لقطع دابر الارهاب والتخلف

ان الحقائق الاخيرة كشفت بما لايقبل الشك بأن الولايات المتحدة الامريكية لايهمها الا مصالحها ولايهمها في العراق الا أمن جنودها وبناء قواعد عسكرية ثابتة وآمنة. وأن عدم الاستقرار وجرائم الارهابيين لم تخدم الا أمريكا وذلك لاطالة امد الوجود والاحتلال بحجة القضاء على الارهاب وكذلك للتنصل من اعادة البناء والابقاء على العراق مدمراً. أن تعطيل قطف ثمار الانتخابات التي قام بها العراقييون وفرض شروط على الاحزاب الفائزة باعطاء الحقائب الامنية بيد الاحزاب التي تثق امريكا بولاءها التام قد خلق حالة من الفراغ الامني الكبير واليأس في صفوف الشعب والقوى الامنية ذات التوجه الشريف. أن العقلية الدكتاتورية هي التي تحرك توجهات بعض الاحزاب لاسيما بعض العناصر في الحكومة المؤقتة الحالية وكذلك في قائمة الائتلاف. اما بالنسبة للاكراد فأنهم يلعبون على كافة الحبال لتحقيق غاياتهم وانهم يضغطون بنفس الاتجاه الذي تريده امريكا بغض النظر عن مصلحة العراق كبلد

أن اختيار الائتلاف لابراهيم الجعفري اثبت فشله لحد الان والكثير من المتتبعين يعتقدون بأن هناك خيارات كان يمكن ان تكون افضل بكثير ولكن مع ذلك فأن الوقت لايزال مناسباً لكي يتخذ الجعفري وائئتلافه قراراً اما بتشكيل الحكومة دون التوسل بهذا وذاك وفضح كافة الضغوط التي يتعرض لها والتي تنافي مطاليب الشعب العراقي. فهل سيبقى الجعفري يتوسل والشعب العراقي يدفع الثمن ام انه سيتخذ القرار الذي ضل بعيداً عنه رغم كثرة الصيحات وتعالي الاصوات؟ ولابد ان نذكر المثل المصري الذي ينطبق على كافة الاحزاب التي لاتستحق صوتاً عراقياً واحد : (اللي اختشوا ماتوا), فالذي يرى بام عينيه الشعب العراقي يذبح يوميا وهو لايهمه الا الفوز بوزارة او كرسي غير جدير بتحمل ابسط مسؤولية. وان الفراغ الامني الذي استغلته عناصر الارهاب قد يؤدي الى حرب طائفية رغم تكاتف السنة والشيعة العراقيين الشرفاء

وهنا لايسعنا الا ان ندعو الاخوة العراقيين من السنة والشيعة ان يفوتوا الفرصة على اعدائهم وأن يوحدوا جوامعهم بحيث يقوم السنة والشيعة بالصلاة المشتركة في كافة الجوامع ولايهم ان يكون الامام سني او شيعي وان يقف كافة المصليين العراقيين السنة والشيعة صفاً واحداً بين كل سني وسني شيعي وبين كل شيعي وشيعي سني والنصر للعراق والموت للارهاب والمجرمين

لكي نمنع وقوع الحرب الاهلية


مضى اكثر من سنتين على الاحتلال الامريكي للعراق بعد هروب صدام وسقوط نظامه ولم يتحقق اي شيء للعراق الا الارهاب الوهابي السلفي الحقير. وقد اثبتت الادلة والتقارير في الايام الماضية بأن التأخر بتشكيل الحكومة العراقية سببه عدم امتلاك الاحزاب العراقية المشاركة القدرة على اتخاذ القرارات دون الموافقة المُسَّبَقة عليها من قبل السلطات الامريكية المَعنيّة

لقد بقي العراق بلا اعمار واصبح وضعه الأمني يسيء يوما بعد يوم حتى صار يقف على عتبة ابواب حرب اهلية اذا اندلعت لاسامح الله فانها سوف تحرق الاخضر واليابس وتمتد لتشمل المنابع التي اتت منها. ولقد كان اخر الشرارات التي كادت ان تكون هي الشرارة المُشعلة لتلك الحرب هي عملية قتل الرهائن في المدائن والذين وجدت جثثهم طافية على نهر دجلة اليوم على بعد 20 كيلومتر جنوب المدائن. وان تم اجهاض او تفادي حدوث حرب اهلية هذه المرة فلا يمكن ضمان عدم حدوثها في عمليات اخرى ما دام احد طرفي التعايش في العراق يقوم بتحدي الجانب الاخر دون الوقوف معه ضد الارهاب وضد كافة انواع الاحتلال وبضمنها الاحتلال الوهابي السلفي

ان الوضع الحالي اذا استمر قد يؤدي الى تقسيم العراق الى ثلاثة او اربعة اجزاء. ولاشك ان العمليات الارهابية والجرائم البشعة تساعد على استمرار الاحتلال والابقاء عليه بحجة انعدام الامن وبحجة بقائه في العراق للقضاء على الارهاب والمجموعات الارهابية. وعلى هذا الاساس فان خير وسيلة لانهاء الاحتلال هي تكاتف العناصر العراقية مع بعضها البعض وانتخاب حكومة ديمقراطية تستطيع ان تحفظ امن البلاد وان تطالب القوات المحتلة لوضع جدول زمني واضح للانسحاب مع الاحتفاض بعلاقة ودية غير عدائية قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل مع كافة الدول وبضمنها دول او دولة الاحتلال

ان العراق بحاجة الان وفي المستقبل الى مساعدة كافة الدول لكي يبني نفسه وهو ليس بحاجة للارهاب الوهابي السلفي القائم على الطائفية والتخلف والتكفير

ان اعترافات الارهابيين والمجرمين من المراهقيين والمتخلفين عقلياً بالجرائم البشعة من القتل وقطع الرؤوس واغتصاب النساء والرجال واختطاف الاطفال والاعتداء عليهم واختطاف الاطباء والعلماء وقتل الشرطة والحرس العراقي وتدمير البنية التحتية وتسميم الغذاء وحرق الاسواق واخذ الشيعة رهائن وتدمير دور العبادة من مساجد وكنائس وحسينيات واضرحة لاولياء الله لايمكن ان تمت للدين ولا للجهاد ولا للتحرير ولا للانسانية بصلة باي شكل من الاشكال على الاطلاق. ان الذين يعتبرون هذا جهاداً انما يقرون على انفسهم بانهم قومٌ متخلفون فكريا وعقليا و لايفقهون واعراب فيهم جاهلية بغيضة

ان المطلوب من علماء الدين السنة في العراق ان يصدروا فتاوي بتحريم قتل المواطن العراقي مهما كان دينه سواء كان مسلماً شيعياً او سنياً او مسيحياً او غير ذلك من مختلف الاديان والطوائف. ولا يجوز لاحد ان ياخذ القانون والقضاء بيده لكي يحكم ويقضي ما يشاء. فان المراهقيين من الشباب والمغرر بهم يصور لهم الارهابيون بان الذي يقومون به من جرائم انما هو جهاد والجهاد منه بريء
ان رجال الدين السنة في العراق مسؤولون امام الله والناس عن توجيه الشباب الى الطريق الصحيح والافتاء بعدم جواز قتل العراقي مهما كان الا بالقانون الذي تقيمه الدولة وبالادلة القطعية فيما لو كان مجرماً بحق وطنه او اهله او مجتمعه. وان السكوت على الجرم هو
كالمشاركة فيه والساكت عن الحق شيطان اخرس

الوضع العراقي: خطرٌ بين احتلالين


ادت سياسات نظام صدام الهمجية على مدى العقود الثلاثة الماضية من أضعاف العراق وتحويله من قوة نفطية واقليمية مؤثرة الى فريسة ضعيفة تتنافس عليها الدول والمجموعات الارهابية المختلفة. فبعد بناء الجيش والقوى الامنية على اساس حماية الدكتاتور وربط ولاءاتها بشخصه الوحيد تهاوت تلك القوى بمجرد هروبه وسقوطه مما عَرًّضَ العراق وشعبه لابشع جريمة بعد جرائم حصار مجلس (اللاأمن) وهجمات كلنتون وغدر الاعراب

لقد اوقع صدام العراق تحت عدة احتلالات وخلفهُ مفتوحاً لدخول من هب ودب من جرذان المخابرات المختلفة. وان اسوء احتلالين اوصلتهما سياسات صدام الخاطئة هما الاحتلال الامريكي والاحتلال الوهابي

ان الاحتلال الامريكي احتلال واضح اعترف بنفسه واقر بذلك امام مجلس الامن وهناك من يقول بانه ساعد على اسقاط نظام صدام فهو ليس بدون ايجابيات وللعراق ان يطالب بخروج قواته عندما تنتفي الحاجة لها عاجلا باذن الله. اما الاحتلال الوهابي الارهابي الاعرابي والاعجمي فانه اخطر من الاحتلال الاول وقد اظهرت الاشهر الماضية مخططاته الهمجية المتخلفة التي تريد ان تحول العراق الى قرية قندهارية متخلفة

أن تهديم الموروث من الاضرحة والمقامات التأريخية خاصة تلك التي تعود لأهل بيت النبي عليهم السلام تعيد الى الاذهان الجرائم التي قامت بها الوهابية السعودية في بداية القرن العشرين من تهديم الاماكن التاريخية المهمة كالاضرحة والقباب والمساجد والبيوت في البقيع و المدينة ومكة وغيرها من اراضي نجد والحجاز. ويذكرنا بغاراتهم على النجف وكربلاء والتي كانت تتم تحت مرأى من عيون الجيش البريطاني المستعمر الذي جاء بهم مع حليفهم عبد العزيز آل سعود. ان التخلف الوهابي الذي تم تصديره الى سوريا والاردن والخليج ومصر والمغرب العربي والدول الاسيوية تتم الان محاولات مدفوعة الثمن بتصديره الى العراق وبشكله المتخلف الارهابي المدعوم من قبل هيئات طائفية معروفة ومزامير شيطانية طائفية مطبلة من امثال الجزيرة والشرقية والباقي من جوقة الاعراب والعجم

أن المخطط الوهابي البغيض يستغل وجود الاحتلال الامريكي في العراق لتمرير احتلاله الفكري ومد جذوره في المجتمع العراقي الذي يرفضه ولكنه يستغل ضعاف النفوس والمراهقيين والوضع المادي المتردي وتفشي البطالة لتمرير مايريد تحت مسمى الجهاد والجهاد منه براء

ان الذي حصل مؤخراً في المدائن انما هو جزء من مخطط معد سلفاً سوف تكشفه الايام القادمة هدفه شعل فتيل فتنة طائفية واقتتال يسهل على الوهابيين تنفيذ مخطط خطير يتمثل بتهديم عرى التماسك الاجتماعي العراقي مما يسهل مهمتهم في التغلغل وبث السموم الوهبية البغيضة. ومن الجدير بالذكر هو ان الذي افشل المخطط الوهابي في المدئن هم اهل المدائن انفسهم والذين احتجوا على تحركات الارهابيين وجرائمهم الشنيعة قبل بضعة اسابيع وامام ساحة الفردوس في بغداد الا ان حكومة اياد علاوي ووزاراته الغارقة بالفساد الاداري والفشل المهني اعطتهم الاذن الصماء ولم تستمع لهم. وهي لو استمعت لهم واتخذت الاجراءات اللازمة لكانت قد منعت حدوث ما حدث ولعل هذا هو السبب الذي جعل وزير داخلية علاوي ينفي وجود رهائن علماَ بان قسم من الرهائن قد وجد مقتولا ومرمياََ في نهر دجلة في نفس وقت تصريح هذا الوزير. وليس من قبيل الصدف ان ينسجم هذا التصريح الذي نقضته التصريحات والحقائق الميدانية مع تصريحات هيئة علماء السنة الطائفية

ولابد من الاشارة هنا الى ان المخطط الوهابي يهدف لاحداث فوضى من خلال تفجير المراقد الاسلامية الشيعية الرئيسية في بغداد والنجف وكربلاء واغتيال الرموز الشيعية المهمة فيها ناهيك عن التفجيرات التي تم خلالها تهديم بعض الاضرحة والمراقد ودور العبادة كالمرقد التاريخي للسيد احمد بن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في ابي صيدا في ديالى وغيره من المراقد التاريخية

ان واحدة من اهم اسباب استمرار الاحتلالين الوهابي البغيض والامريكي الثقيل هو فشل الحكومة الحالية من الحفاظ على الامن واستشراء الفساد بنسب خيالية في وزاراتها النسائية والرجالية. ومن اهم اسباب تدهور الامن هو عدم وجود عقوبات رادعة تتناسب وحجم الجرائم المرتكبة. فالردع هو قانون الهي كان او وضعي يطبق في كافة الدول وعند كافة الشعوب وفي جميع الازمنة وبدونه لايرتدع المجرمون ويستشري الفساد بكافة اشكاله

وهنا يجب الاشارة الى ان فشل ابراهيم الجعفري من تكوين حكومته لحد الان هو سبب مهم للتدهور الامني وتفشي الفساد في العراق

ان امام الحكومة القادمة مسؤوليات صعبة اقلها الامن و تطهير اجهزة الدولة والوزارات من الفساد الرهيب الذي يسري فيها كالسرطان. ولايقل عن ذلك وضع اسس للتعامل السيادي مع قوات الاحتلال بوضعها تحت سلطة الحكومة و ليس العكس. كما و يجب ان يعاقب المجرمون ويقدم من يستحق الاعدام منهم الى مصيره المحتوم. فالذي يذبح الابرياء يجب ان يذبح امام اعين الناس. ولو طبق ذلك مرة او مرتين فاننا سنرى تحسن الوضع الامني بشكل كبير و في اليوم الذي يلي تنفيذ الحكم. ناهيك عن تقديم صدام ورموز حكمه من المجرمين لينالوا العقاب العادل الذي يستحقونه
فهل يتخوف الجعفري من هذه الامور مما يجعله متردداَ من تشكيل حكومته ام انه لم يجد من يعمل معه بسبب الوضع الفاسد الذي يمر به العراق علاوة على فساد الوزارات الحالية؟ ان هذا ما ستوضحه الايام القادمة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter