بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يتعرض الامن القومي للخطر؟!

 

الامن لاي بلد هو من اولى اولويات المباديء الاساسية لكافة المؤسسات بما في ذلك الاديان والاحزاب على مختلف اتجاهاتها.  وعندما يتعرض الامن لاي بلد للخطر يعتبر الاخلال به من اهم اسباب الخيانة العظمى لذلك البلد مما يدفع كافة العناصر للالتحام مع بعض ضد ما يهدد الامن الوطني والقومي للبلد.  وفقط بذلك يثبت الجميع مدى صحة وطنيتهم وما يقومون به كاحزاب او جماعات من اجل الوطن رغم اختلاف الاراء.  اذن فأن هذه الاراء تختلف في واقع السلم برؤيتها وتتفق كلها اذا تعرض الامن للخرق من قبل اجندات خارجية او داخلية تستهدف الامن الوطني الجماعي او الفردي.
في العراق الوضع مختلف فقد اختلطت فيه الاوراق وصار الحابل مشتبكا مع النابل وكثر اللغط وتعددت الاراء واختلف الجميع واصبح الوطن لايتعدى حدود العائلة او القبيلة او القرية او العشيرة او المشيخة او المذهب او الطريقة او القومية او الحزب او حتى مصلحة الشخص فقط نفسه!  وسواء كان الوضع سلما او حربا او امنا مهددا فلا فرق لهؤلاء لانهم ليس لديهم حس حقيقي وطني تجاه بلد اسمه العراق بل حتى الذين يتظاهرون من اجل الموقع بذلك هم عبارة عن قواقع تتدرع بدرع المسميات المذكورة اعلاه وتكاد لاتخرج رأسها الا لبرهة قصيرة من تلك الدروع القوقعية!
نحن لسنا مع حكومة نوري المالكي ولا مع خصومه من الاخرين جميعا ولكن اذا تعرض البلد الى حرب ارهابية مدفوعة الثمن من قبل دول بعينها تاتي بمرتزقة من الشيشان والباكستان والافغان والسعودية وسوريا وشمال افريقيا والبلدان الاخرى فيجب على الجميع الوقوف مع الجيش وقوات الامن العراقية لكي يمنعوا هؤلاء من التسبب بانهيار الامن وخروج مناطق كاملة عن سيطرة الدولة.  ان هؤلاء لايعرفون مفهوم الدولة لانهم يتقوقعون بمفاهيم اخرى فالدولة لاتعني نوري المالكي بل جميع المواطنيين والذين يعيشون على تلك الارض بغض النظر عن وجهات نظرهم وميولهم.  وبما ان الارهاب يحاول ضرب الامن واستقطاع جزء من امن الواطن وعيشه وارضه ووطنه فهو اذن ضد كل المسميات المختلفة للدولة من حكومة او معارضة او غيرها.  اذن فالذي يقف ضد الجيش والقوات المسؤولة عن تحقيق الامن ولايقف معها بكافة الاشكال لتحقيق الخلاص من الارهاب يعتبر خائن لوطنه. 
النماذج المتكررة ممن خانوا الامن الوطني باشكال واضحة ولاتحتاج الى دليل او استنتاج امثال اسامة النجيفي وصالح المطلك وغيرهم وهؤلاء يخونون قضية السنة العرب قبل الشيعة لانهم يركبون ظهور السنة من اجل المناصب بينما هم لايبالون عندما يدخل محتل ارهابي قادم من القوقاز او افغان او ما شابهة ليفرض ابشع الطرق المتخلفة على اهل السنة في الانبار ومدنها من امثال الجلد والرجم والقتل ناهيك عن الفساد المبطن باسم الدين وقد كتب عن ذلك كثير.  الذي يقبل باغراب يتحكمون بل يحكمون مواطنيه ويعترض بقوة على دخول جيش بلده لاستتباب الامن هذا لايستحق ان يكون ممثلا لاهل السنة ناهيك عن غيرهم.  حيث ان هؤلاء وحسب المحاصصة الطائفية التي ارادوها يتنسمون مناصب عليا تهم الشيعة والسنة على السواء.  مثلا ان رئيس برلمان دولة او نائب رئيس وزرائها وهي في حالة حرب مع الارهاب يقوم بالاتصال بدول اجنبية او يسافر لها لكي يعمل على عرقلة واجب الجيش تجاه شعبه لايمكن وصفه الا بانه خائن على الاقل لجيش تلك الدولة!  وعلى البرلمان العراقي ان يطلب من كل من تبوأ منصب عالي ويقوم بهذه الادوار ان يستدعى لتقديم تفسير وتفصيل لزيارته او اتصالاته!  ومن يمنح هؤلاء التفويض بالقيام بادوار دون موافقة مؤسساتهم التي يرسؤونها؟  هل خول البرلمان النجيفي ان يقوم بذلك؟ 
ليس هؤلاء فقط بل لو نظرنا ناحية اخرى فاننا نرى (عمار الحكيم) الذي ورث السياسة وراثة ليس الا لايعدو كونه متقوقع اخر وبشكل مصغر لايتعدى حدود عائلة آل الحكيم وكأن العراق ملك لهذه العائلة او هي رمز له وهذا لايختلف عما كان يقوله صدام حسين بانه رمز العراق والعراق عراقه!  ان كلمات عمار حكيم التي وصف بها الجيش العراقي بانه اينما حل يحل الدمار والقتل تتدل على انه لايزال يعيش في طهران او قم عندما كانت هناك حرب بين العراق وايران وكان عمه وابوه يقاتلان الجيش العراقي مع ايران!  بعبارة اخرى ان كلماته تدل على انه لديه حقد دفين ضد الجيش العراقي لم يستطيع اخفائه في كلماته النابية والتي وقف فيها مع الانبار (انباره) دون ان يميز بين ابناء الانبار الشرفاء والوطنيين المعروفين وبين الذين وقفوا منهم مع الارهابيين وتسببوا بتوفير حضانة لهم ومكنوهم ولايزالون.  لقد برهن عمار الحكيم بانه لايصلح للسياسة الوطنية والافضل له ان يتفرغ لامور تلائم ميوله الشخصية فهو سياسيا فاشل ويعير اهمية قصوى للقصور والبذخ والترف وتبديل زيه بالوان باهية ومن حوله يوفرون له مجالس القاء المحاضرات المملة وما الى ذلك من امور لاتفيد البلد واخرها هجومه على الجيش العراقي.
اخيرا لابد من ذكر بشار الاسد وبثينة شعبان وجماعتهما فهؤلاء اليوم يقولون ان طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيرهما من اشباه السياسيين العراقيين طلبوا من بشار الاسد ان يفتح الحدود لدخول الارهابيين الى العراق!؟  والسؤال لبثينة شعبان ورئيسها هو لو لم يكن هؤلاء الساسة العراقيين يعلمون بان الاسد لايمانع من ذلك كيف يتجرؤون ويطلبون منه ذلك؟!  قول حكومة بشار الاسد دليل ضد هذه الحكومة كذلك لانها تعترف بانها كانت ترسل هؤلاء الى العراق ولكن بشكل مقنن ومسيطر عليه من قبلهم وما اراده هؤلاء الساسة هو ان يفتح بشار الحدود على مصراعيها!  ان حكومة بشار الاسد هي التي جائت بالارهابيين ودربتهم وفتحت لهم المعسكرات وقامت بارسالهم لكي يقتلوا العراقيين من الكسبة والعمال وبائعي الرصيف والعمال الذين يكسبون رزقهم بشكل يومي (عمال المسطر كما يسميهم العراقيون).  فقد كان ارهابيي سوريا ياتون الى الارصفة التي يقف فيها هؤلاء العمال الفقراء انتضارا لفرصة عمل يومية باجرة يومية ويقومون باستدعائهم للركوب معهم في سيارة معدة لذلك من اجل عمل يومي ثم يقومون بتفجيرهم وهم داخل السيارة!!  كم عائلة فقدت اعزاء عليها وكم طفل تيتم وكمل زوجة ترملت وكم ام فجعت وكم وكم .... ؟  ان الله لبامرصاد وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون!


This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter