بسم الله الرحمن الرحيم

مظاهرات الرمادي في العراق ما لها وما عليها؟
العراق بوضعه الحالي الذي صار عليه ما بعد الاحتلال الامريكي البغيض لم يتغير فيه الشيء الكثير.  فبعد سقوط الدكتاتورية الصدامية حلت فيه دكتاتوريات متعددة الاشكال والانواع والتيارات واصبح الفساد ينخره من قمة رأسه حتى اخمص قدمه!  ولقد شمل سوء الخدمات والادارة والفساد الاداري وما شابه ذلك كافة الشرائح الاجتماعية العراقية الا الذين اثروا من وراء الفساد.  وعلى هذا الاساس يكون تقييم كل من يقوم بالتظاهر والمعارضة.  أي ان الاساس هو الوطنية العراقية الخالصة والمبتعدة عن المذهب والطائفية والتشرذم.  فاذا كانت التظاهرات تقوم على اساس طائفي وعنصري سني او شيعي فهي لاتختلف عن الفساد الادراي الذي اختار تقاسم السلطة على اساس طائفي رغم وجود انتخابات حرة!
ان تظاهرات الرمادي اذا كانت شعبية عراقية وطنية خالصة فيجب ان ترفع شعارات بعيدة عن الطائفية والمذهبية لكي لاتقع في نفس الخطأ الذي تقع فيه السلطة الان!  ابناء الرمادي هم ابناء العراق لهم ما للعراقيين وعليهم وما على العراقيين جميعا.  عليهم ان تكون مطالبهم عراقية تمتد من الجنوب الى الشمال دون ان تحدد نفسها بمذهب واحد لانهم يجب عليهم اولا كسب قلوب وتفاعل المذاهب العراقية الاخرى ولاتكون مطالبها مقتصرة على امور محدودة.  الطائفية فتنة لاتخدم الا اعداء الدين والبلد والوحدة الوطنية ورفع شعارات من خارج الحدود وصور وضع قد انقضى لاتخدم السنة ولا الشيعة.  ان هناك فساد وسياسة تعتمد الطائفية مرفوضة من كافة اطياف الشعب العراقي وهناك وضع اقتصادي وسيادي ناقص وسرقات كبيرة وتعطيل لاعادة بناء البلد وهذا وضع لايخدم العراقي سواء في الجنوب او الوسط او الشمال.  وعلى هذا الاساس يجب ان تكون شعارات كل تظاهرة حتى لا تتحول الى فتنة يستغلها اعاداء العراق لتفتيت شعبه.
العراق شعب واحد لافرق بين سني وشيعي ومسيحي وغيرهم وعليه فمن يتظاهر يجب عليه ان يبتعد عن الطائفية التي تفتح باب الفتنة التي هي اشد من القتل عند الله!  على ابناء الانبار ان لايسمحوا للذين يريدون زرع الفتنة بالدخول فيهم وان لايقصروا شعاراتهم على طائفة محدودة مما يجعلها سهلة الانتقاد والرد من قبل الحكومة.  يجب ان تكون عراقية وطنية لاسنية ولاشيعية وليست تابعة لاحد خارج الحدود فالعيب كل العيب ان تنتقد احدا وانت تأتي بمثل ما انتقدته به والحليم تكفيه الاشارة!
فلو كانت تظاهرات الرمادي تدافع عن العراقي اين ما كان سواء في الجنوب او الوسط فسوف يكون حجمها بقدر العراق بينما اذا كانت مطالبها عنصرية مذهبية فهي تقزم نفسها في حدود ضيقة هي لاتحسد عليها!  ومن يدري لو كانت تلك المظاهرات عراقية وطنية غير طائفية فان ذلك قد يدفع غيرها من كافة المحافظات الجنوبية للاندفاع والمطالبة بقطع دابر الفساد والسرقات.  كما وان الحكومة مرتاحة للشعارات الطائفية لانه يسهل عليها اقناع الاخرين بان هذه التظاهرات تدعو للطائفية ليس الا!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter