بسم الله الرحمن الرحيم

فتن كقطع الليل المظلم
لقد قالها سيد الانبياء والمرسلين وسيد البشر من الاولين والاخرين حتى يوم الدين محمد (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) وها هي قطع الليل الحالك من الفتن تتكلم عن نفسها دون تعليق!    
لاشك ان اكثر الناس كما صرح بذلك القران الكريم لايؤمنون ولايعلمون ولايشكرون واكثرهم كافرون.  وليس هذا هو الذي يرتبط بقطع الليل المظلم من الفتن بل تلك الفتن يقصد منها استخدام الدين من اجل اهداف دنيوية غير التي جاء من اجلها مما يؤدي الى فهم مغلوط وممارسات يعزونها للدين وهي ليست منه. 
الناس في هذا العصر خاصة عبيد المادة والشهوات تقلبهم الدنيا حيث تشاء ويتنافسون على دنياهم بشكل دنيء فارغ من الرحمة والاخلاق والتراحم والخوف من الله (لان اغلبهم كافرون به) ولايهمهم ان كان تنافسهم يضر بغيرهم من اجل حصولهم على المال او الجاه او السلطة او ماشابه.  وهذا يجعل تفشي سوء الاخلاق المهنية والوضيفية والاجتماعية ومحاولة الاضرار بالاخرين بواسطة النفاق والتملق والاستعداد لعمنل كل شيء دنيء من اجل الحصول على ما هو فان.  وان جزء من هذه الامور يتعلق بالفتن المظلمة بين المسلمين الذين يفترض بهم ان يكونوا قدوة ووحدة واحدة ضد اعدائهم.  بينما نجد المسلمين اليوم يقتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم الاخر.  ولقد استغل اعدائهم هذا الاختلاف لكي يضعفوهم ويمزقوا شأنهم ويبقونهم تحت الهيمنة الاستعمارية التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لحد هذه اللحظة.  حيث ان استمرار الاستعمار ليومنا هذا اتخذ اشكال غير مباشرة من خلال الهيمنة الاقتصادية والشركات الاجنبية والحكومات وغير ذلك. 
الفتن التي نعيش فيها اليوم تجعل من المسلم المؤمن الصحيح يمسك على دينه كالماسك على جمرة من النار!  لقد اصبح المؤمن الصحيح وهو يعيش وسط متلاطم وغير متجانس من البشر اكثرهم يسعى وراء الدنيا كسعي الملهوف للماء وراء السراب اصبح شأن هذا المؤمن شأناً صعبا جدا لانه يعيش كالغريب بين قطاع الطرق وسارقي قوت الاخرين! 
وفي النهاية فأن الله سوف يمهل الناس بعض الوقت ولكنه يعد لهم عدا ليوم لا ريب فيه وسوف يكون عسيرا على الكافرين يسيرا على المؤمنين يود فيه الظالمون لو انهم كانوا ترابا او لم يكونوا شيئا!  اننا نرى هذا اليوم قريب ولكن اغلب الناس عنه غافلون وسوف يأتيهم بغته حينها لاينفعهم ندم ولاتقبل منهم شفاعة.  وان المقياس الاول والاخير هو توحيد الله وعبادته الحقة بالاسلام وغير ذلك كما صرح به القران الكريم غير مقبول عند الله. 
 ليعبد الناس ما شاؤوا من الهوى والدنيا والمال والشهوات والبقر والفئران والخشب والاصنام وليضلهم الشيطان ويمنيهم ولكنهم في النهاية الى الله يردون وعلى ذنوبهم يحاسبون ولمثواهم الاخير في جهنم يحشرون زمرا زمرا تسوقهم ملائكة لايعصون لله امرا جزاء بما عملوا من شرور في هذه الدنيا.  فالحياة لو كانت دون آخرة وحساب انما هي عبث غير جائز في حكم الله وعدله وقدرته. 
وعليه فان المطلوب منك ومنكي ومن الناس جميعا التفكير والتدبر في الهدف من هذه الحياة؟!  وطبعا كل فرد محكوم بقدرته ومرتبته التي ارتضى لنفسه فمنهم من يعتبر الهدف من هذه الحياة هو العمل والدراسة والزواج والاولاد والمال والتمتع ومنهم من يتخذ اهداف اخرى مشابهة ولكن الاعلى مرتبة والاشرف منزلة هم اولئلك الذين يريدون تحقيق الهدف الاسمى والاعلى وهو نيل الاخرة وعبادة الله الحقة في الدنيا و اولئك هم المفلحون!    
 
 اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ولاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين ولا للقوم الكافرين والمشركين وانصرنا عليهم انك ربنا تؤيد من تشاء من عبادك المخلصين بنصرك العظيم.  اللهم شتت شمل الكافرين والمشركين والظالمين واصحاب الفتن وفرق شملهم ومزق شأنهم وانتقم منهم شر انتقام.  اللهم ربنا الكريم مجيب دعوة المضطرين والمكروبين والغرباء عجل بظهور وليك الذي به تظهر الدين وتظهره على الدين كله الامام المهدي (عليه الصلاة والسلام وعلى جده الكريم).  اللهم وايده بجندك الذين لايراهم احد وبملائكتك الكرام وبالمؤمنين الاشداء من الجن والانس.  آمين

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter