بسم الله الرحمن الرحيم


العراق بين التستر على الفساد الاداري والمالي والتشرذم السياسي 
لقد اصبح الفساد الاداري خاصة سرقات اموال وثروات الشعب العراقي هي السمة المميزة لحكومات ما بعد الاحتلال الامريكي منذ عام 2003 ولحد الان.  فعندما يوضع الشخص غير الكفوء والذي لايملك ذرة من الاخلاق المهنية وكيفية التعامل مع الناس ومع المال العام في مكان ما من مؤسسات الدولة سوف لن يتوقع من هذا الشخص الا الفساد العام وسوء الاخلاق المهنية والاجتماعية.  وللاسف الشديد فأن حال العراق منذ عام 2003 ولحد الان هو سوء الادارة والتخطيط وتشرذم الاخلاق المهنية والوضيفية لدى مؤسسات الدولة من اعلى سلطة الى ادناها. 
ومن المضحك المبكي ان يقود العراق اشخاص يتعاملون بعدة وجوه لاتخدم الا مصالحهم الخاصة وتشبثهم بالسلطة وميولهم القومية والطائفية بل والعشائرية الاسرية.  كيف لا وان رئيس العراق الذي لايمتلك صلاحيات الا التشريفية غالبا ما نسمعه يصرح لصالح قوميته الكردية ويعمل من اجلها بينما ينافق في تصريحاته حول العراق الذي هو رئيسا له!  وكيف لايتستر على الفساد المهني والمالي والوضيفي من هم ادنى من منصب رئيس الوزراء اذا كان هو بالدف ناقرٌ.  فهذا الرئيس الوزراء كم تستر على السرقات والسراق بل وعلى الارهابيين وذلك بقوله هو نفسه واخر ما تستر عليه هو صفقة الفساد المالي والسرقة الكبرى التي تمت في وضح النهار بخصوص صفقة السلاح الروسي.  حيث ان سرقة مال الشعب لشراء سلاح مغشوش او منقوص او مسروق المال او ما شاكله انما هي خيانة عظمى لانها تتعلق بتوريط العراق بشراء سلاح غير قادر على حماية الوطن بينما يسرق المال من قبل الذين يحكمون ويتكلمون باسم الشعب.  وهذه السرقة لولا المخابرات الروسية وحنكنتها لما اكتشفها احد ولكن شطارة السراق التي تعلموها عبر سنوات لم تنجح امام تلك الحنكة.  رئيس الوزراء يحاول لفلفة الامر وطمطمته ولكن الله والشعب سيكون للمجرمين بالمرصاد طال الزمن ام قصر فانهم سوف لن ينجون من الحساب والقفص الذي حوكم فيه صدام سوف يسعهم جميعا.
ولقد حدثت احداث منذ عام 2003 وهرب العديد باموال الشعب من وزراء وغيرهم فهل يعتقد هؤلاء انهم فلتوا من الحساب؟  طبعا لا لان لذلك يوم سوف لن يخطأهم.  وبالامس خدعوا الشعب باستيراد اجهزة لكشف المتفجرات اثبتت فشلها حتى على لسان الشركة المصنعة لها بينما لايزال العراق يستخدمها لحد هذه اللحظة وقد تم طمطمة صفقة الفساد المنطوية عليها. وكم مرة تمت سرقات البنوك من قبل كبار في الدولة (كبار بسرقاتهم وبمناصب تسلقوا عليها بمساعدة المحتل الامريكي).
العراق قد فشل في اعادة البناء وابسط مثال الكهرباء وفشل في اخراج نفسه من طائلة الفصل السابع بل والنجاح الوحيد الذي حققته وزارة الخارجية على مستوى سفاراتها وقنصلياتها للمواطن العراقي هو اقصاء العراقيين من ذوي الكفاءات بل وفشلت حتى من اعطاء جوازات سفر لمواطني دولة العراق ونجحت بتوضيف موضفيين لايعرفون الا لغة التخاطب المج وغير الكفوء.  وكيف لا وان هذه الوزارة يديرها شخص كرئيس الدولة ميوله ليس للعراق بل لقوميته وحزبه الكري الذي يهدد رئيسه البرزاني بالانفصال!  وفشلت كافة الوزارات الاخرى دون استثناء الا اللهم بمنح الوضائف بناءا على المحسوبية والمنسوبية وغير ذلك من تدمير لكافة الكفاءات.
والسياسة العراقية منذ عام 2003 ولحد الان فشلت في توحيد الشعب بل وان الشعب العراقي يحالو جاهدا ان يعطي هؤلاء السياسين بعض الدروس بالوحدة والمواطنة الشريفة من خلال عدة فعاليات بينما هم اي السياسيون العراقيون منهمكون بترديد الشعارات الطائفية والفئوية والقبائلية وكل يغني على ليلاه!  ان المشهد العراقي السياسي عبارة عن شرذمة من الطائفية تنهش بجسم العراق منذ عام 2003.  وبدلا من ان يصبح للعراق جيش يحميه اصبح له جيشان واحد كردي واخر عربي كادت ان تقع بينهم حرب ضروس.  واين من العراق المواطنة الواحدة بينما يعامل العراقي في مناطق كردستان وكأنه اجنبي بحاجة الى كفيل وما الى ذلك فهل بعد ذلك يعقل ان يخدم وزير كردي العراق خاصة اذا كان ذلك يتعلق بالخارجية؟  انه التشرذم الحق الذي اصبح لاينفع معه العلاج.  فبربك كيف يكون العلاج مع سياسيين من امثال علاوي كلما حصل صراع بين البرزاني والمالكي تسابق هو الى البرزاني للتنازل عن شيء كي يحصل على تأييده!  هذا غيض من فيض ولاينفع مع هؤلاء جميعا الا بان يبتعد كافة الموجودين في الساحة العراقية من سياسيين شرذمة وقدوم اخرين يقسمون للعراق وليس للطائفة ولا للقومية ولا للحزبية.
ما دامت الطائفية وغياب الحنكة الوطنية والمهنية والكفاءة وانعدام الشفافية وتفشي الفساد الاداري والمهني وما شابه ذلك كله هي التي تحكم العراق فلن يصيب العراق خيرا ولن يتمكن من النهوض الى الابد.  والخلاصة لان خير الكلام ما قل ودل فأن العراق سوف لن يتقدم ولن ينهض مع وجود هؤلاء السياسين على هرم السلطة سواء التشريعية او التنفيذية وهو بحاجة الى سياسة جديدة تقوم على مبدأ الكفاءة والوطنية بغض النظر عن كافة المسميات الطائفية والقومية والحزبية وما شاكلها وهذا ما لم ولن يقدر عليه هؤلاء ولله درك ياعراق! 

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter