بسم الله الرحمن الرحيم


كل من عادى ويعادي رسول الله فليتبوأ مقعده من النار
خلق الله سبحانه وتعالى الكون والكائنات من اجل عبادته.  وحيث ان عبادته سبحانه وتعالى هي التوحيد الخالص وتشتمل على كافة نواحي الحياة وما بعدها من ثواب وعقاب فقد جعل لذلك دليلا وقوانين بما فيها من شرائع ونواهي وما الى ذلك فلقد حدد منذ خلق الكون بان عبادته تتم وفق دين واحد.  والدين الذي دانت به كافة الانبياء من آدم الى عيسى (عليهم السلام) هو الاسلام دينا واحدا لاغير.  ولقد خلق الله سبحانه وتعالى محمد نبيه وحبيبه وصفيه من خلقه (صلى الله عليه واله وسلم) وجعله خاتم الرسل وسيدهم قبل خلق الكون باجمعه ليكون اكتمال الدين بشريعته السمحاء.  فهو النبي الذي بشرت به كافة الرسل والانبياء منذ آدم وهو الذي تغنى باسمه داود في مزاميره وهو الذي وعد الله به موسى وهو الذي جاء من اجل قدومه عيسى وهو الذي دعى باسمه آدم فغفر الله له وهو الذي تشرفت بذكره كافة الرسل وتمنوا ادراك عصره بل وتمنى البعض منهم ان يشد قيطان حذائه او يكون حامل نعله.
كيف لا وهو سيد الخلق وسيد الكائنات وحبيب الله والذي لايذكر الله حتى يذكر اسمه من بعده ولايكتمل اسلام احد الا بتلك الشهادة وتلك الصلاة التي صلاها اول من صلاها عليه وعلى آله الله بكبريائه وعظمته وسلطان مجده! 
انه محمد الصادق الامين الذي ادبه الله فاحسن تاديبه وكان على خلق عظيم بل جاء ليكمل مكارم الاخلاق.  انه الذي رفعه الله في ساعات محدودات ليخترق الكون بما فيه من مجرات وكواكب حتى اوصله الى مكان يكاد يكون قاب قوسين او ادنى من القدرة الالهية الخارقة التي فيها تكون السموات مطويات بيمينه والارض جميعا قبضته!  نعم لقد صار قاب قوسين او ادنى من تلك القدرة التي لايمكن لاحد ان يقترب منها دون الحجب التي قدرها الله عليها دون ان يموت لشدتها الهائلة وكيف لا وهي قدرة الله التي تمسك السموات والارض ان تزولا!  ولكن الله سبحانه جعل لرسوله الكريم تلك القدرة التي يستطيع بها ان ينجو من ذلك وهو يخترق جميع الحجب فيكون هو المخلوق الوحيد الذي منحه الله سبحانه وتعالى القدرة وشمله برحمة خاصة انفرد بها على جميع المخلوقات والملائكة.  حيث اعرج به ليس في المكان فحسب بل في الزمان ما بين الماضي حيث صلى في الانبياء وبين الحاضر والمستقبل بل وخرق القوانين الفيزيائية والكونية كلها ليعرج به خارج نطاق الكون المادي الى حيث ما لاتدركه عقولنا.
انه محمد الشفيع الذي حين ينفرد كل الانبياء بالانشغال بانفسهم يوم القيامة يكون هو مشغولا بأمته طالبا من الله لها الشفاعة يوم لاينجو الا من كان له رسول الله شفيعا ومنقذا وهاديا على الصراط وساقيا له من حوضه الكريم.
اذن فهل لنبي مثل محمد الا الاعداء من الحاسدين والمنافقين والكافرين والشياطين والاشرار والفجار وما شاكلهم الى يوم الدين؟!  وهؤلاء كلهم قوم لايعلمون ونصيبهم الجهل والعمى وعدم الادراك.  انهم اقرب الى الغباء ان لم يكون الغباء اكثر منهم ذكاءا وشرفا.  وعليهم ان يعلموا أنه من عادى محمد ليتبوأ مقعده من النار وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين الى يوم الدين ثم له جهنم وبئس المصير خالدا فيها لايخفف عنه العذاب وليس له من ناصرين ولا شفعاء.  ان بين هؤلاء وبين يوم القيامة مقدار ما يعيشون ثم يجدون انفسهم محشورين يكبون على وجوههم في النار ليس لهم شراب الا من غسلين وهم يحشرون مع شياطينهم وقرناء السوء لايفيدهم عند ذاك ندم ولاهم يرجعون!

وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون 

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter