بسم الله الرحمن الرحيم



المفهوم الخاطيء للحرية الغربية مقارنة بالمفهوم الصحيح للحرية التي يريدها الله






هناك الكثيرون من البشر الذين ينخدعون بمعنى الحرية حسب المفهوم الغربي. فاذا ما اخذنا حرية التعبير فهي غير متكاملة وشبه معدومة احيانا او مقيدة بقيود قوانين وضعية لاتكفل للانسان حرية وافية دون تمييز حسب اللون والعنصر والقومية وغيرها. وحديثنا هنا هو ليس فيما يتعلق بحرية التعبير او الرأي المحدودة والمتفاوته بين الدول كلها بما في ذلك الدول الغربية ولكن حديثنا هو عن الحرية الفردية بمعناها العام خاصة فيما يتعلق بالتصرفات والسلوك.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس احرارا في كل شيء ولكنه جعل ايضا لكل شيء ميزان خاص به وجعل العقل حاكما طبيعيا فوق كل شيء لمن اراد. وبالعقل سيحاسب الله الناس حسب اعمالهم في هذه الدنيا. والعقل يعني ان يضع الانسان الشيء في موضعه الصحيح او يجيب على المسائل بشكل صحيح ليس فيه خطأ. وعكس العقل هو الجهل والذي يعني عدم التمكن من وضع الشيء في موضعه الصحيح او عدم اعطاء الاجابة الصحيحة او المنقوصة التي تعني القصور في العقل. ومن اكبر الامور واعضمها هو ان يتمكن الانسان ان يرد الاشياء والامور الى خالقها. فمثلا العالم الذي لايوصله علمه الى عظمة الخالق لايكون علمه كاملا بل فيه قصور تبعا للمسافة التي وقف فيها عن تلك الحقيقة المطلقة. اما اذا كان علمه يجعله يكون ضد الحقيقة المطلقة لله سبحانه وتعالى فهذا هو الجهل. فقد يكون العالم عارفا ومتخصصا بعلوم الدنيا ولكنه جاهل في وضع هذه العلوم موضعها الصحيح النهائي.

ولقد خلق الله البشر وهم مخيرون بين ما يشاؤون ولكنهم محاسبون على ما يفعلون. وما الدنيا الا متاع الغرور فهي القصيرة المهلكة طلابها المحشوة بالافات والمشحونة بالنكبات والتي لايفوز فيها الا العاقل الحكيم الذي يرشده فهمه كما هي فطرته الى الصراط المستقيم. وهذا هو طريق الحرية السليم والذي ليس فيه ضرر. اذ ان هناك فرق شاسع بين الحرية الغربية التي تكبل الانسان بمفاهيم اجتماعية وضعية ومادية صرفة خالية من القيم الروحية بقيود تتبع الشهوات واللذات الجسدية فقط. وهذه القيود هي نفسها التي هدد باتباعها ابليس لكي يغوي البشر وفعل فاتبعوه اكثرهم. ومن ابسط الامثلة على ذلك لنأخذ مثلا شرب المسكرات كالكحول فهو شيء يعتبر مباح بل واجتماعي يقدم في المناسبات والاحتفالات الغربية بينما اضراره لاتعد ولاتحصى سواء على الفرد كجسد وكروح اوعلى المجتمع والجرائم والاموال الطائلة التي تصرف بسبب آثاره الجانبية كلها. وهكذا بالنسبة للقمار والفساد الجنسي والفساد الاقتصادي والعقوق والقتل والتفرقة العنصرية والاخلاق المنحلة واستخدام جسد الانثى من اجل الدعاية الرخيصة وغيرها. وعادة ما يقيد الانسان نفسه في هذه القيود لاسباب اجتماعية مثل اتباع الاصدقاء او فردية او اسرية او ما شابه.

اذن فالفرق واضح هو ان الاسلام يريد للانسان التحرر من قيود الشيطان واتباع العقل الذي يصل به الى الحقيقة المطلقة في كل مجال فيكون الانسان مكتمل العقل وذلك بوضعه الشيء في مكانه الصحيح الذي لايسبب له ضرار في نفسه او جسمه او مجتمعه او بيئته. ويعود الفرق بين الحالتين هو ان الاسلام قانون قد تم وضعه من الخالق لهذا الانسان وبيئته وكل ما في الكون بينما المفاهيم المادية والرأسمالية ما هي الا قوانين وضعية يصوغها الانسان حسب اهوائه وشهواته ولربما حسب المنظمة التي ينمتي اليها او الفئة او الجماعة وهذا ما لايخدم الانسانية ولا حتى تلك الجماعة نفسها لانه يهمل دائما الجانب الروحي من المعادلة. وهذا هو ما دأبت عليه الحرية الغربية وخاصة الرأسمالية منها.

الانسان خلقه الله سبحانه وتعالى واحسن خلقه وكرمه ولكن الانسان اهان نفسه والذي تهون عليه نفسه فيهينها ينتهي به المطاف الى ما سيندم عليه يوم لاينفع الندم ويوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter