بسم الله الرحمن الرحيم


يوم أم المهازل العراقية الامريكية


لقد كانت احتفالية يوم (الوفاء) التي حضرها الصهيوني جو بايدن وسفيره وعدد كبير من قادة قواته الغازية في العراق عبارة عن مهزلة لاتمثل العراقيين الا من حضرها.

لقد قتلت امريكا وبريطانيا وحلفائها منذ عام 1991 على يد المجرم جورج بوش الاب ثم الحصار البربري الجائر ثم حرب المجرم جورج بوش الابن ملايين العراقيين ومزقت بلادهم اربا اربا. لقد خلفت امريكا بعدها عراقا ممزقا تحكمه الطائفية ويفتقر الى الامن والى ابسط الخدمات. ويسقط من ابنائه يوميا عدد هائل من الابرياء ما بين القتل او الموت بسبب المرض وانعدام العلاج الصحيح او بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمته امريكا او بسبب عدم توفر الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والنقل والمسلتزمات الاخرى التي تقي من الامراض وما شاكلها. لقد خلفت امريكا عاصمة (بغداد) تم تصنيفها كأسوأ عاصمة في العالم!
تركت امريكا الموت والدمار وانعدام الامن وانعدام الخدمات علاوة على دفع العراق لتعويضات مخزية للكويت بينما يموت ابنائه جوعا ومرضا! انه العار الذي سيلاحق المجرمين في الدنيا وفي الاخرة. لماذا لم تتقدم امريكا بالاعتذار الى العراقيين عما لحق بهم من جراء حروبها وحصارها البربري الجائر؟ ولماذا لم تقوم بتعويض العراقيين المتضررين بنفس الاسلوب الذي اجبرت به العراق على دفع تعويضات طائلة للكويت دون حق؟

كيف يعتبر جو بايدن ونوري المالكي العراق بلد ذو سيادة وهو لايزال تحت طائلة البند السابع سيء الصيت؟!
وهل نست امريكا وبريطانيا فضائح جنودها في تعذيب العراقيين بابشع الوسائل في سجن ابو غريب وفي سجون البصرة؟!

انه من الغريب ان يقوم جلال الطالباني بتسليم مداليات او دروع كما اطلقوا عليها الى سفراء دول شاركت بتدمير العراق واذلال اهله وقتل اطفاله؟ ان جلال الطالباني لايمثل الا نفسه وان الذل الذي وضع نفسه فيه لايمثل اي عراقي شريف حر. ولماذا قام الطالباني بوضع يده اليسرى على قلبه عند عزف السلام الوطني لدولة محتلة لبلده بينما لم يضع بايدن ولاسفيره ايديهما عندما عزف السلام الوطني العراقي او النشيد الوطني العراقي؟!

انها لمهزلة ان نرى احتفالية بيوم الوفاء بينما لايزال اكثر من اثني عشر الف جندي امريكي يحتلون العراق؟! وعلى الاقل وجود هذا العدد الهائل من جنود الاحتلال لايعطي للعراق سيادة متكافئة كما كذب على الذقون بايدن والمالكي؟! نحن نسأل المالكي والطالباني أين هي انجازاتكم منذ 2003 حتى الان ما عدا القتل والتهجير والطائفية والارهاب وانعدام الامن وانعدام السيادة والعراق لايزال مكبل بتعويضات وعقوبات البند السابع؟! هل يضحك هؤلاء على الذقون بينما يمارسون السرقة ويموت الشعب جوعا ومرضا وينحدر نحو هاوية لايعلمها الا الله؟!

انهم لايزالون يعلقون كل شيء على شماعة النظام الصدامي ونحن لاندافع عن ذلك النظام ولكنهم لم يقدموا بناء ولا خدمات ولا ثروات مثل ما فعل النظام البائد على الاقل ايام السبعينات قبل مجيء الخميني الى السلطة ثم حصول الحرب الخمينية الصدامية التي قتل فيها ملايين ودمر فيها الاقتصاد والجميع يعلم بأن الحرب استمرت بسبب اصرار الخميني عليها لمدة ثمان سنوات!

حقا ان يوم (الوفاء) يمكن ان يطلق عليه بأم المهازل حيث يتقدم كل من جلال طالباني ونوري المالكي بشكر جورج بوش على تدميره للعراق وبشكر اوباما على استكمال ذلك التدمير بترك العراق يغرق في بحور من الظلام والتخلف! انها ام المهازل!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter