بسم الله الرحمن الرحيم


اخر الزمان يقترب كثيرا والانسان يجلب الكوارث


انتهى عام 2011 بحصول مآسي واحزان وسالت به دماء وقتل به ابرياء وولد فيه اشقياء وربما القبيل منهم سيكونون سعداء في ما نحن البشر نحوه سائرون. يبدو وهذا هو المؤكد الصحيح ان البشر يسيرون نحو هلاكهم المحتوم ونهاية جنسهم البشري على هذه الارض بسبب عدائهم لانفسهم بانفسهم. فالانسان ظلوم جهول مناع للخير اثيم وهو اكثر الاشياء والمخلوقات جدلا. هذا هو ما قاله به خالقه بل واكثر من ذلك فالقران الكريم يشهد على ان قليل من عباد الله الشكور وقليل منهم القنانعين وقليل منهم الصابرين وقليل جدا منهم المخلصين. وعلى هذا المنوال فقليل جدا المتدبرون والمتفكرون والعابدون والخاشعون بل وحتى الذين يعلمون الى اين هم صائرون.

الانسان قد طغى بل وان خالقه الكريم اكد ذلك بقوله الكريم أن الانسان ليطغى! فالطغيان هنا سبقه الله بلام التوكيد. والانسان قد ظلم اخيه بل وقتله دون ان يعرفه وبلا ذنب وهل يكون ذلك الا في آخر الزمان؟! بلى ورب الكعبة انه كذلك. فلا دين بعد الاسلام ولانبي بعد سيد المرسلين وسيد الكائنات والخلق اجمعين الى يوم الدين محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم). اذن قد ختم الزمان بخاتم سيد المرسلين وهو الذي حدد لنا علامات هذا الزمان الاخير. فلم يبقى الا القليل وحتى حين ظهور المهدي المنتظر الذي ينتظره كل مظلوم ومقهور وطريد وشريد وغريب واسير ومتهم بريء في كل انحاء الارض وحتى بعد الظهور سوف لن يبقى من الزمن الا القليل القليل.

لقد انتشر الظلم والتعسف والقتل دون معرفة القتيل وهتك الاعراض وقطع صلة الرحم والعقوق والتكبر والفساد والحروب دون سبب وقتل شعوب كاملة من قبل حكامها او دول اخرى تسمى عظمى زورا وبهتانا لانها اصغر من صغرى. لقد انتشر الزنى وشرب الخمر في كل مكان وانقلبت الموازين فصار الحلال حراما والحرام حلالا بل وخلقا ومنهاجا وسلوكا وانتشرت العنصرية واصبحت المرأة جسدا رخيصا يباع ويشترى للاعلانات رخيصة الثمن. ولقد اصبحنا في زمن تنقرض به القيم والاخلاق والدين والمباديء بل وحتى القيم الوطنية اخذت تضمحل في عالم اصبح كالمحلة الصغيرة بل وكالزقاق الصغير الذي يعرف فيه الجميع بعضهم البعض دون تعاون ولامحبة ولا تعاضد. انها معرفة الانترنيت والستلايت التي الغت الحدود ولكن ضيعت الكثير من القيم.

كما ان الزمن يتسارع بتكنولجيا العصر فهو يتسارع نحو الهاوية الحتمية. فلقد قيل بعام 2012 الكثير عن حدوث كوارث وما الى ذلك وسواء حدثت تلك ام لم تحدث فانها قادمة دون ادنى شك. لماذا؟ لان الانسان طغى وسيطغى اكثر وعليه فهو سيدفع ثمن طغيانه لان الله تعالى خلق كل شيء بميزان وامر الانسان ان لايطغى في الميزان فان طغى حق عليه العذاب. اننا لانرغب بذلك ولكنه لامحالة كائن وقد يرونه بعيدا ولكننا نراه قريبا. انه كقلم الرصاص الموضوع على طرفه المدبب لايمسكه الا الله فان تركه وقع وهذا هو مصير البشر ان لم يهتدوا ولن يهتدوا.

ان الله لايقبل باشياء وقد يمهل على اشياء. فالبشر كان في السابق في عصرنا الحالي يعمل الفواحش ويفسد ولكنه لم يصل درجة الطغيان ويعلن بالفساد وتصبح الفاحشة قيما مقبولة وتصير القيم شيء غريب بل ومرفوض وينتشر الظلم وسفك الدماء والعنصرية والاستعلاء الا حديثا وبشكل متسارع. وهذه كلها لا ولن يقبل بها الله فحاشا لله ان يقبل باستمرار الظلم او القتل او العنصرية او الاستعلاء او انقلاب الموازين الطبيعية. ان هذه الامور تنذر بكوارث او كارثة كبرى سوف تنزل على البشر. هناك من يقول بان كوكبا يدعى (نبيرو) او الكوكب اكس قادم وهناك من يقول ان عاصفة شمسية سوف تضرب الارض وتعطل الطاقة الكهربائية لعدة اشهر في جميع الدول الاوربية مما يتسبب بامور رهيبة. ولكن نحن نقول ان الاقرب من ذلك هو ان ينظر الانسان الى ما احدثه من امور لايقبلها الله وهي التي اكبر خطرا عليه من نبيرو والعواصف الشمسية واذا كان العديد يشككون او ينفون نبيرو وغيرها فانهم لايستطيعون على الاطلاق نفي طغيان وفساد وتكبر وظلم البشر وما شاكل ذلك. ان هذا يحصل على المستوى الجماعي والفردي والاسري وهو الخطر القادم. ان ذلك سيعجل من انتقام الله وهناك علامات ظهرت واخرى ستظهر قريبا ولا امل بان يتعض البشر ابدا لان ذلك ما قاله الله في القران وهو الذي يعلم بخلقه وهو الذي يعلم بالماضي والحاضر والمستقبل.

كلمة اخيرة هي ان الماسك على دينه في هذا الزمان هو كالماسك على جمرة من النار. واقول لكم كلمة مهمة جدا جدا: لايغتر احدكم ويقول لنفسه انا استطيع ان اهتدي واكون من المؤمنين بالله والمرابطين على صراطه! ان هذا هو الغرور فابليس كان يسمى بطاووس الملائكة لانه كان يعبد الله احسن عبادة على مدى مئات الالاف من السنين وبسسبب غروره بعبادته وعدم امتثاله لامر الله بالسجود لادم ظنا منه ان ذلك لايجوز لانه اصيب بالغرور فقد عصى الله مرة واحدة فقط كانت كافية لاقصائه من رحمة الله. وبدلا من قول احدكم انه قادر على التمسك على دينه بنفسه عليه ان يسأل الله دوما وابدا بان يهديه لانه لاهداية دون هدي الله. اي من اراد ان يهتدي فعليه ان يسأل الله التثبيت دوما لان ابليس سوف يأتيه من حيث لايحتسب وسوف يكون دبيب ابليس له كدبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء أي لايشعر به. اذن الحذر والدعاء من الله ان يثبت الايمان والهدى بقلب صاحبه ليس بارادة الفرد نفسه على الاطلاق بل بارادة الله. ان الله يهدي من يشاء (ان يهتدي) اي بارادة الله والا فكيف يمكن للانسان ان يمسك على جمرة حارة ان لم يكن ذلك بقدرة الله وبمعجزة منه. فاتعظوا بالله تفلحوا!

نسأل الله الهداية لنا ولكم بالاسلام والدين الحق والصراط المستقيم ولاييأس من لديه ذنوب ان يستغفر لانه سوف يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه مابين الارض والسماء. ولتكن بدايات الاعوام والشهور والدهور لكم بالقران والصلاة والدعاء وليس غير ذلك.

اللهم عجل بظهور الامام المهدي المنتظر تعجيلا عظيما لعله يكون اليوم او غدا ليقيم دينك ويرفع كلمة التوحيد على مشارق الارض ومغاربها ولايبقي مظلوما ولامقهورا ولابريئا ولاطريدا ولامستضعفا الا وانتصر له بك يالله آمين.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter