بسم الله الرحمن الرحيم





الارواح البريئة التي قتلتها امريكا والاستعمار الغربي سوف لن تستكين حتى يأخذ الله بحقها من الظالمين




تعرض العالم العربي منذ الحرب العالمية الاولى والثانية الى هجمات استعمارية بغيضة من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي وثم الاستعمار البغيض الامريكي علاوة على زرع الكيان الصهيوني اللقيط في قلب الامة العربية من قبل الاستعمار البريطاني الملطخة ايديه بدم العرب والمسلمين. لقد لعب الاستعمار البريطاني بالذات دورا خبيثا يستند على اطروحتهم الخبيثة فرق تسد. ولقد عمد الاستعمار البريطاني على الاخص بتجهيل الناس ونهب خيرات هذه الشعوب وتركههم في حالة من الفقر المقفع. ولم تتحرر الشعوب العربية الا بعد تقديم الملايين من الشهداء كما حصل مع الشعب الجزائري الذي عانى من القتل الرهيب على ايدي الاستعمار الفرنسي البغيض كما هو الحال مع الاستعمار البريطاني في مصر والسودان والعراق وغيرها ناهيك عن الاستعمار الايطالي في ليبيا والذي عاث فسادا شنيعيا اقل ما فيه اعدامه للشهيد البطل عمر المختار.

ومن الخطأ الاعتقاد بأن الاستعمار قد انتهى مع خروج القوات الغازية من البلاد العربية بل ان المستعمرين خرجوا بعساكرهم وتركوا عملائهم من ابناء تلك الشعوب تحكم هذه البلاد. حتى لو لم يتركوا عملاء معروفين فان هؤلاء الملطخة ايديهم بدماء الشعوب من الاستعمار الغربي قد فرضوا اجندات وضغوط وخطوط حمراء على تلك الحكومات وعلى هذه الشعوب لكي لاتتقدم. ولقد تم استخدام المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان الغربية كادوات لفرض هذه الضغوط الخبيثة. وكان استخدام هذه الادوات الدولية واضحا جدا فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الذي بقي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كقطب يعادل الجانب الرأسمالي ولكنه بعد ان تفكك في نهاية اعوام الثمانينات اصبحت المؤسسات الدولية ليس الا ادوات بادي المستعمرين الغربيين وبالذات امريكا. هنا اصبحت حقوق الانسان وما شابهها عبارة عن حقوق الانسان الغربي وصار مجلس الامن ليس الا اداة لتمرير الاجندات الامريكية الغربية. ويجب ان لايتوهم البعض بأن الحكومات الغربية تهتم بحقوق مواطنيها بشكل صحيح فهي مجرد اهتمامات ببعض الحقوق الحياتية المادية الصرفة مع تحجيم حقوق الروح والنفس والقيم الانسانية الصحيحة. اضافة الى ان هذه الحكومات وخاصة الامريكية اصبحت تعاني من انهيار كبير في الاقتصاد وبشكل حلزوني متصاعد وذلك بسبب صرفها للاموال الطائلة على الحروب في مختلف بقاع العالم مما اثقل كاهل دافعي الضرائب الذين اخذوا يشعرون بان ضرائبهم تذهب الى قتل الشعوب الاخرى لاغير.

وبالعودة الى الشعوب العربية فان هذه الشعوب بقيت ترزخ تحت وطأة الحكومات التي تم اختيارها من قبل الاستعمار الغربي الامريكي خاصة للابقاء على هذه الشعوب متأخرة ولاعطاء صورة مشوهة عنها اذا ما قورنت بالكيان الصهيوني اللقيط. والهدف الاول والاساس من هذه الحكومات بالاضافة الى الابقاء على السيطرة الغربية هو من اجل حماية (اسرائيل) كدولة مبنية على اساس عرقي ديني عنصري. ولقد سأمت الشعوب العربية هذه الحكومات وبسبب تطور الاتصالات وعدم قابلية هذه الحكومات واسيادها من تكميم الافواه واستخدام سياسة الارهاب والقتل والسجون وما الى ذلك فأن الشعوب العربية في حالة انتفاض تام للمطالبة بالتغيير واجتثاث بقايا فلول الاستعمار وما خلفه من فساد وحكومات فاسدة. وان اهم دليل على ذلك هو تدخل الحكومات الغربية والامريكية بشكل مباشر او غير مباشر للمحاولة من عدم قيام هذه الشعوب من التحرر الصحيح. فركبت امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وهم انفسهم الذين تلطخلت ايديهم بدماء الابرياء ولايزال الدم العراقي ساخنا في ايديهم ركبوا موجات الثورات العربية باشكال مختلفة.

فمثلا بعد ان دعت فرنسا (ساركوزي) بقمع الثورة التونسية عند بدايتها وسحق الشعب التونسي البطل تراجعت وركبت موجة الثورة عندما تبين لها بأن الشعب التونسي اصبح قاب قوسين او ادنى من النصر. وفي الثورة المصرية وبعد ان حاولت امريكا وبريطانيا وغيرها من المستعمرين وعلى رأسهم اسرائيل من سحق الثورة وبدعوات مفتوحة سمعها الجميع من قبل اعضاء في الحكومة والكونغرس الامريكي بسحق الشعب المصري البطل. ولكن هذا الشعب استمد قوته من الله ووحدته ومعاناته الطويلة ودماء شهدائه والاصرار العربي المعروف استمر بثورته رغم جميع المحاولات الامريكية الغربية المباشرة بافشال ثورته. وبعد ان استنفذت هذه الدول كافة الوسائل رتبت عملية عسكرية يقوم بها المجلس العسكري لكي يتم تمييع الثورة المصرية بعد ذلك وبالتدريج. ولكن وعي الشعب المصري لم ولن يموت فهو اليوم يقوم بتصحيح المسار الثوري وسيضل حتى يتحرر من التدخل الامريكي الغربي الصهيوني بشؤونه.

اما الامثلة الاخرى في التدخل الامريكي الغربي بشكل سافر وبغيض وسلبي في الثورات العربية هو الكيل بمكيالين. ففي الثورة اليمنية مثلا نرى التدخل الامريكي هو لصالح علي عبد الله صالح او على الاقل لعدم الاهتمام بثورة الشعب اليمني الذي قدم الالاف الشهداء كما وان علي صالح استخدم اقسى انواع القمع واساليب الموت والقتل. بينما يتم التدخل في الثورة الليبية من قبل حلف (الناتو) وامريكا ولكن بشكل اصبح واضحا وهو بفرض شروط اقل ما فيها نفطية وغيرها. وفي الوقت الذي تم فيه قمع ثورة الشعل البحريني بشكل منسق مع امريكا وبشكل مباشر فان امريكا وفرنسا وبريطانيا تتدخل بشكل مباشر في احداث ثورة الشعب السوري وبالشكل الذي يروق لها ويحقق لها اضعاف الشعب السوري وتمزيق وحدته.

ان على امريكا ان تحل مشاكلها اولا فهي غارقة في مشاكل سوف تطيح بامبراطوريتها بشكل عاجل وسريع من حيث لاتحتسب. فامريكا عبارة عن عجوز تحاول حمل شيء ثقيل على كاهلها المثقل بالمشاكل والامراض مما سيدفعها الى السقوط. واذا سقطت سوف لن يتأسف عليها احد من قبل الشعوب المظلومة التي مزقتها آلة الحرب الامريكية كالشعب الفيتنامي والشعب في هيروشيما ونكازاكي والشعب الافغاني والشعب العراقي الذي مزقته امريكا منذ عام 1991 وحتى هذه الساعة وباقي الشعوب المغلوبة على امرها والمستضعفة. ان الحكومة الامريكية والحكومات الغربية عليها اولا اصلاح الخلل في الديمقراطية المزيفة التي تضحك بها على اذقان وعقول شعوبها. اين الديمقراطية في المجتمعات الغربية التي يتناوب فيها على الحكم حزبين او ثلاثة فقط وباجندات متقاربة كلما فاز حزب رفع معدلات الضرائب لكي يقوم باستخدامها لقتل الشعوب الاخرى؟ ان شعوب هذه البلدان الغربية هي نفسها قد ملت واصيبت بخيبة كبيرة من قبل هذه السياسات المتكررة وهذه الاحزاب المتعاقبة على السلطة وبدون وجود البدائل. كما وان هذه الحكومات الغربية ماهي الاحكومات علمانية دكتاتورية منتخبة تكم الافواه ولاتسمح بالتعبير ولقد ظهر ذلك جلياً من خلال منعها للتظاهرات المناهضة للنظام الرأسمالي الفاشل الذي ينتهك كرامة الانسان ويحوله الى آلة تعمل من الصباح حتى المساء مع غياب تمام للقيم الروحية والنفسية والتي لاتهتم بها الحكومات العلمانية الرأسمالية على الاطلاق.
ان واحدة من اهم اسباب سقوط الامبراطوريات السالفة كالامبراطورية الرومانية والفارسية والصينية والعثمانية هي نفسها الاسباب الموجودة في امريكا والغرب الان وهي نفسها التي ستؤدي الى سقوط امبراطورية الدول الاستعمارية في المنظور القريب. وعندما تسقط هذه الدول سوف يسقط معها كامل النظام العالمي التي بنته وسوف تظهر قوى اخرى غيرها قادرة على انتاج نظام عالمي جديد لعله افضل مما يسود الان بالنسبة لجميع الشعوب. ومن الاسباب التي سوف تعجل بسقوط ما تبقى من الدول الاستعمارية هو تدخلها المباشر وغير المباشر في شؤون الشعوب الاخرى وصرفها الاموال الطائلة على الحروب الخارجية التي مجرد تظهر بها قوتها وغياب القيم الروحية والدينية في شعوبها وتململ اهلها بسبب الضرائب والفقر وفقدان الرعاية الاجتماعية والوضيفية وعدم المساواة. هذه الامور وغيرها سوف تعجل بسقوط الامبراطورية الامريكية وتوابعها وذيولها ونظامها العالمي واذا حصل ذلك فأن الملايين من الارواح التي ازهقتها الحروب الامريكية سوف تفرح وتسجد لله شكرا وهذه الارواح وخاصة ارواح الاطفال منهم الان غير مستقرة وفي حالة بكاء وحزن شديدين وصلاة لله لكي يقتص من الظالمين ومن الذين ذبحوها بدم بارد. وان الله لقريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه فكيف لو كانت هذه الدعوات من امهات ثكلى وارامل محزونة واطفال يتمهم الغزو الامريكي الغربي وارواح لاتزال تشتكي ممن ظلمها وهي في كنف الله وحرمات انتهكت حيث كانت يذكر فيها اسم الله وابرياء شردوا من بلادهم او اجبروا على تركها من قبل الغزاة والقتله وهم في دعاء مستمر لله لكي يقتص من هؤلاء الظالمين المتعسفين والله هو الذي لايضيع من دعاه وهو السميع المجيب. أين تذهب امريكا وذيولها من عذاب الله اذا جاء وهل تحسب بأن الله سوف يهمل لها جرائمها؟ حاشا لله العلي القدير ولكنه يمهل ولايهمل واذا جاء عذابه الكبير فهو لايرد ولايقدر عليه احد مهما كانت قوته فهي لاتستقيم امام قوة الله العلي القدير.
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ .

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter