بسم الله الرحمن الرحيم



ثورة الشعب اليمني: طال انتظار النصر؟





لقد اصبحت ثورة اليمن اطول ثورة في ثورات الربيع العربي ضد الظلم والدكتاتورية والتعسف. ويعود سبب عدم نجاح ثورة اليمني لاقصاء الدكتاتور اليمني لحد الان الى عدة اسباب منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي. والاسباب الخارجية معروفة حيث ان التغطية الاعلامية لما يحصل في اليمن ليست على مستوى التغطية التي حصلت عليها ثورتي مصر وتونس وليبيا. كما وان بعض الانظمة مثل النظام (الدكتاتوري) الامريكي لاتريد ان يرحل علي عبد الله صالح لاسباب عديدة اقلها هو انهم لن يتمكنوا من الحصول على عميل مثله يمرر ما يريدون. ونقول النظام الدكتاتوري الامريكي لانه نظام صحيح منتخب ولكن مسرحيات الانتخابات الغربية اصبحت لاتنطلي حتى على شعوبهم نفسها. فالانتخابات الغربية يتنافس فيها حزبين او ثلاثة رئيسين احدهما يذهب ويأتي الثاني وهكذا دواليك. وهم يفرضون على الناس ضرائب طائلة معضمها يتم دفعها لقتل الشعوب في افغانستان والعراق وفلسطين وغيرها بينما لايحق لاحد ان ينتقد سياسات حكومته بشكل مؤثر لان صوته لايسمع الا اثناء الانتخابات. وبسبب عدم وجود تغيير حقيقي في هذه الانتخابات الغربية التي يذهب بها الحزب الجمهوري ليحل محله الحزب الديمقراطي وبالعكس فقد ضعف اقبال الناس على الانتخابات التي اصبحت متكررة وغير موفقة ولا ينتج عنها الا نظام دكتاتوري منتخب. ولقد اصبحت هذه الشعوب تكره النظام الرأسمالي مما تسبب بحدوث ثورات متنامية ضده. وبالنسبة لليمن فان الاهم من جميع الاسباب هو انعدام التصعيد الثوري اليمني الذي يحرج النظام بشكل مباشر ويزعزع وجوده. فمثلا عندما احس المصريون بان حسني مبارك باقي ولن يتنازل عمدوا الى التصعيد ومحاصرة النظام في عقر داره ومؤسساسته واعلنوا العصيان المدني العام حتى يسقط النظام. وكان ذلك يتم بخطى متسارعة وتصعيد واضح. بالاضافة الى ذلك كان الجيش المصري كله تقريبا مع الشعب وقرر حمايته. هذه الامور كلها وغيرها افتقرت لها الثورة الشعبية اليمينة ولم تحاول ان تجد لها بدائل. الشيء الايجابي هو ان الثورة اليمينة رغم تقديم شهداء بالالاف فهي قررت البقاء كثورة سلمية.

اما الان وقد عاد علي عبدالله صالح بعد علاجه في السعودية ومغادة امعانه بالقتل والكذب لمرات عديدة فان الشعب اليمني يجب ان يقوم بالتصعيد لمحاصرة اركان النظام وبشكل متسارع مع اعلان العصيان المدني الشامل حتى يتنحى النظام ويتم تقديم المتسببين بقتل وازهاق الارواح الى المحاكم لينالوا جزائهم. ان ما حدث في الثورة المصرية هو ان المدن المختلفة حاصرت واستولت على دوائر النظام ومراكز امنه في المدن المختلفة وعليه فان ثورة اليمن اذا ارادت ان تحصل على النجاح وتعجل بالنصر هو ان لاتقتصر على الشوارع وعلى ايام الجمع بل يجب ان تنتقل الى ما هو ابعد من ذلك وبشكل متصاعد وبدون ذلك سوف لن يحصل النصر وسوف يدفع اليمن ثمنا باهضا مع تفرج الاخرين عليه. يجب استمالة الجيش والوحدات الامنية لصالح الشعب ووضع خطة تصعيدية شاملة وبشكل يومي لكي يكون النظام محرجا بشكل دائم وفوق هذا وذاك فضح الجرائم التي استخدم بها النظام الغزات السامة وما شابه الى المنضمات الدولية لتوفير حماية فعالة للشعب اليمني المظلوم والتواق للحرية والانعتاق.
النصر لثورة الشعب اليمني البطل والذل والعار للقتلة المتسلطين على رقاب الشعوب بالقتل والدمار والنار.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter