بسم الله الرحمن الرحيم

استمرار الكويت بالحاق الاضرار في العراق قنابل موقوته ستنفجر يوما ما



بغض النظر عن كيف صارت الكويت وهي جزء من ولاية البصرة دولة فانها ومنذ ذلك الوقت بقيت تكيل للعراق الدسائس ولاتترك فرصة فيها مجال للاضرار به الا واستخدمتها. والادهى من ذلك فأنها تفعل ذلك بشكل خبيث احيانا خفي واحيانا اخرى في العلن. ومن المعروف والبديهي هو ان اهمية الكويت تأتي من وجود النفط فيها ومن وقوعها على موانيء مباشرة على الخليج يتيح للدول المهتمة بذلك بشرائه بسهولة لاتتوفر لغيرها من البلدان. وكما هو معلوم فأن النفط كغيرها من المعادن ثروة زائلة مع تقادم الزمن ومع استهلاك تلك الثروة. ونفط الكويت من النوع الذي سوف ينفذ خلال فترة ليست بالبعيدة. حينذاك سوف تقل اهمية الكويت كثيرا ولربما تنعدم.

لقد تسببت الكويت باضرار هائلة للعراق خاصة بعد محاولة صدام حسين باسترجاع الكويت للعراق باعتبارها جزء منه. ولقد تم استغلال هذا الامر بشكل خبيث ومعد مسبقا من قبل الدول الاستعمارية الطامعة بخيرات المنطقة ولاسيما امريكا مما مهد لصدام باسترجاع الكويت والقيام باعطائه الضوء الاخضر حتى آخر اللحظات ومن ثم ضرب العراق وايقاع الكويت بفخ التعمير والتحرير وما رافق ذلك من فصول مسرحية معروفة. ولاتزال فصول مسرحية تحرير الكويت تتتابع واحدة تلو الاخرى وكلها قد دفعها العراق ثمنا غاليا من دماء ابنائه وعرق جبينهم وباستقطاع نسب هائلة من ثروة العراق النفطية ناهيك عن تسبب الكويت بمشاكل كبيرة جدا متعلقة بذلك. ومن هذه المشاكل مسألة محاصرة الخطوط الجوية العراقية ومسألة ترسيم الحدود وسرقة المزارع والاراضي العراقية والاعتداء على المياه الاقليمية وعلى الصياديين العراقيين وهلم جرى. ولاننسى دورها في الحصار البربري الذي قتل فيه مليون طفل عراقي بعد (مسرحية تحرير الكويت) وتم تدمير البنية والنسيج العراقي وتهجير ملايين العراقيين من ديارهم ووطنهم. ولو اردنا سرد وتعداد الاضرار الكويتية على العراق لاحتجنا الى صفحات عديدة ومواضيع لاتعد ولاتحصى لكي نتمكن من سرد هذه التفاصيل. ولم يقتصر الاذى الكويتي على العراق بعد استرجاع صدام لها ولكن كان ذلك اثناء فترة حرب العراق وايران حيث صبت الكويت الزيت على تلك الحرب مما تسبب بتدمير البلدين.

أن الخطأ الذي وقع به صدام هو خطأ مركب بالنسبة للكويت حيث ان صدام حسين لو كان قد استرجع الكويت اثناء فترة الحرب مع ايران وخاصة في بداية الحرب لما تفوهت أية دولة اخرى ببنت شفة لان في ذلك الوقت كانت الدول الكبرى والاقليمية خائفة من امتداد ثورة الخميني اليها. وعليه فان هذه الدول كانت مستعدة للتنازل عن الكويت لصدام مقابل استمراره بحرب ايران كما وكان بامكان صدام ان يتحجج بحجة دخوله الكويت ليس من اجل استرجاعها او احتلالها ولكن من اجل حماية حدود العراق الجنوبية من ايران وقد يكون ذلك مقبولا ومع استمرار الحرب مع ايران يصبح الوجود العراقي هناك تحصيل حاصل. والخطأ الاخر الذي وقع فيه صدام هو احتلاله للكويت لانه لو بقي خارج الكويت مع الابقاء على قوة العراق كما هي بعد حرب ايران لما بقيت الكويت كما هي عليه الان. كان صدام بامكانه مع احتفاضه بقوة العراق وجيشه ان يحصل على ما يريد سواء من الكويت او غيرها وحتى ان يؤثر في احداث تغييرات جوهرية في داخل الكويت نفسها دون الحاجة الى غزوها. وكانت الكويت على استعداد بأن تعطي للعراق في عهد صدام ليست جزيرة وربة او بوبيان ولكن الاكثر من ذلك. والجميع يتذكر ان صدام عندما كان يحرك كتيبة دبابات واحدة على الحدود العراقية الجنوبية في قاطع البصرة يرتفع سعر النفط في العالم بشكل حاد ومفاجيء. وقد حصل ذلك عدة مرات.

ان الكويت بافعالها في سرقة نفط العراق في حقل الرميلة الحدودي وهو حقل عراقي معروف وحقول اخرى مماثلة وسرقة المزارع العراقية من مالكيها والتعدي على حدود العراق في المونيء العراقية والاستمرار بالحاق الضرر بالعراق في المحافل الدولية واستخدام الرشاوى لتحقيق ذلك وغير ذلك ما هو الا قنابل موقوته لزمن متشنج لايعلمه الا الله. ولقد كان اخر ما تريد الكويت عمله هو بناء ميناء ضخم مقابل الميناء العراقي الوحيد مما سيتسبب باغلاقه بشكل كبير امام الملاحة الضخمة خاصة. وبما ان العراق لايمتلك موانيء على الخليج فانه بذلك سيكون مضطرا لتحميل وافراغ بضائعه في هذا الميناء الكويتي مما سيحمله اضرار اضافية ومما سيجعل الكويت تثري على حساب العراق كما هو الحال منذ ما يسمى بحرب تحرير الكويت في عام 1991. والمصيبة هنا هو عدم وجود حكومة عراقية قوية تستطيع الدفاع عن مصالح العراق بل وان الحكومة الحالية ليس لديها حس وطني ولاتهتم الابمصالح احزابها الطائفية واشخاصها والكثير منهم كان ولايزال له مصالح شخصية مع حكام الكويت. ولكن الوضع متغير ولابد من ان تأتي حكومة اخرى تأخذ على عاتقها وفي اولوياتها مصلحة الوطن العليا فوق كل شيء. حينها سوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. ولابد للظلم أن ينتهي يوما ما سواء من قبل الدول او الاشخاص. واذا كان البعض الكثير من العراقيين لم يوافق صدام على حرب استرجاع الكويت فأن توالي الاحداث وانكشاف المخططات الكويتية سوف يجعل كافة العراقيين ينظرون الى ذلك بشكل آخر. واذا حصل هذا فأن الكويت تمهد الى ما لايحمد عقباه سوف تتحمل هي وحدها مسؤوليته اذا هي استمرت ببرامجها التدميرية للعراق. والمطلوب حاليا من الحكومة العراقية الحالية هو اعادة مواقفها الاقتصادية والسياسية من الكويت وتفعيل الضغط الشعبي والدولي على الكويت وفي كافة المحافل من اجل اعادة الحقوق العراقية وايقاف بناء الميناء الكويتي. ويمكن التقدم بشكوى حول ذلك الى المؤسسات الدولية ذات العلاقة خاصة وان هذا الميناء سوف يمنع من تصدير النفط العراقي التبادل التجاري المباشر مع الدول. كما وان للعراق حق بمطالبة الكويت بتعويضه عن الاضرار التي اصابته من خلال الحصار الجائر منذ عام 1991 والذي كانت الكويت طرفا رئيساً فيه وفيه كما ذكرنا قتل مليون طفل عراقي للكويت مسؤولية مباشرة فيه ناهيك عن حرب احتلال العراق عام 2003 وما تلى ذلك من حروب وارهاب وتدمير.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter