بسم الله الرحمن الرحيم

الشعوب العربية المقهورة ستنتصر لتتخلص من الظلم والجور والتعسف


الظلم عمل شنيع لايمكن ان تستقيم معه الامور مهما كانت لانه شيء ينافي العدالة والاستقرار والتوازن الطبيعي والاجتماعي والانساني. ويتخذ الظلم اشكال عديدة من اسوئها شئناً هو الظلم الذي تمارسه الحكومات على شعوبها او الذي تمارسه الدول الاقوى على شعوب الدول الاقل قوة. وعليه فاذا وقع الظلم من قبل حكومات مدعومة بقوى (عظمى) يكون الامر لايطاق ومن اتعس انواع الظلم. ولاشك فان الشعوب العربية كلها تتعرض منذ القرن الماضي الى اسوأ انواع الظلم الشديد لانه ظلم من قبل الحكومات المتسلطة والمدعومة من قبل دول استعمارية (عظمى) هي امريكا والغرب.

لقد بلغ الظلم على الشعوب العربية مبلغا لايمكن السكوت عليه بل واصبحت الشعوب او على الاقل قسم منها يفضلون الموت على الحياة مع الذل والتسلط والخذلان. لقد ركز حكام العرب بين اثنتين بين اذلال الشعوب او قتل هذه الشعوب. وخير مثال على ذلك ما يتعرض له الشعب العربي الليبي اليوم من قبل مجرم الحرب الدكتاتور معمر القذافي الذي اصر على اما ان يحكم هذا الشعب او ان يقتله!؟ ولايختلف عن القذافي الباقين من الخليج العربي الى المحيط ومن الشمال الى الجنوب.

ان واحد من انواع الظلم الكبير هو احتكار الحكم بيد فئة او حزب او عائلة او شخص واحد دون غيره لمدة زمنية طويلة. وما بالك فية بلدان عربية كالسعودية مثلا احتكرت عائلة واحدة ليس للحكم فقط بل اطلقت اسمها على كل شخص يعيش في هذه البلاد وكأن آل سعود ملكوا ليس البلاد فقط بل العباد كذلك!

ان قمع الحريات وخاصة حرية التعبير والمطالبة بالحقوق المشروعة واصلاح الدول والانظمة هي واحدة من اتعس انواع الظلم الذي لايولد بالتالي الا الانفجار الشعبي مهما طال الزمن. حيث ان القمع لايمنع الرفض بل يكبته مما يولد رفض اكبر يزداد حتى ينفجر بشكل كبير بعد حين. واذا انفجرت الشعوب فانها اول ما تقوم به هو كسر حاجز الخوف الذي تضعه الحكومات بعدها لايصبح للحياة معنى مع الظالمين وتحت قمعهم واذلالهم وتسلطهم بل يصير الموت بعز ومن اجل التحرر خيرا من الحياة بذل وقمع وظلم كبير.

كانت الحكومات العربية المدعومة من قبل الدول الاستعمارية كامريكا والغرب تقمع وتعتقل وتقتل وتجوع وتذل شعوبها خاصة الذين يعارضون سياساتها بكل سهولة لان ذلك يتم بالخفاء. اما اليوم فقد صارت الامور اكثر وضوحا وشفافية بحيث لايمكن ان يتم القمع والظلم دون ان ينكشف مهما عملت السلطات لتغطيته. ومع تقدم وسائل الاتصال والبث وتسارع تقدم التقنيات التكنولوجية في هذا المجال فأن الامر سيكون اصعب مع تقدم الزمن في وقتنا الحاضر على السلطات القمعية من المنع والكتم.

ان الشعوب تتعلم من بعضها البعض واصبحت لاتفصلها حواجز كما كانت قبل بضعة سنين وان ثورة الشعب العربي في تونس وفي مصر اصبحت نبراس للشعوب العربية الاخرى الثائرة حاليا كاليمن وليبيا والبحرين والعراق والاردن وعمان او التي في طريقها للثورة مثل (السعودية) و والجزائر وباقي الشعوب العربية. بعد اليوم لايمكن لاحد ان يسكت على الظلم ولا على التسلط من قبل الحكام. وعليه فأن هؤلاء الحكام يجب ان يفهموا ويعملوا على الاصلاح الحقيقي والعاجل لكي يجنبوا انفسهم وشعوبهم الويلات. حيث ان الشعوب اذا ثارت ارتفعت سقوف مطالبها خاصة اذا اريقت الدماء وقتلت الانفس. ان على الملكيات العربية مثل (السعودية) والاردن والمغرب ان تقوم باصلاح يصبح به الحكم الملكي حكم دستوري ويقوم الشعب بانتخاب حكومته لمدة لاتزيد عن 4 سنوات. وعلى باقي الحكومات الجمهورية مثل سوريا والجزائر ان تقوم بسن دساتير من قبل الشعب وان تبتعد عن التوريث او الحكم مدى الحياة وعلى هؤلاء الرؤساء الخروج لشعوبها والقول لهم بانهم سوف لن يعيدوا ترشحهم ثانية. وبذلك سوف يحافضون على شعوبهم وسوف يدخلون التاريخ من ابواب الاصلاح وهو خير لهم من دخول التاريخ مثل حسني مبارك وبن علي والقذافي.

اما بالنسبة للعراق فهو البلد العربي الوحيد الذي تحتله امريكا بشكل رسمي وفعلي منذ عام 2003 وهو بلد خرج من نظام قمعي دكتاتوري زجه في حروب خاسرة الى نظام غريب رغم ما قيل بانه انتخابي. فالنظام العراقي الحالي يقوم على المحاصصة الطائفية والقومية والعرقية وهذا عيب وخطأ كبير. اما بالنسبة للفساد الاداري والقمع والقتل وفقدان الامن وفقدان الخدمات والتستر على المفسدين وعدم انجاز حقوق المواطنين من قبل هيئات ووزارات الحكومة العراقية خاصة ما يتعلق بالحقوق المالية والتعويضية التي تتعرض للسرقات الكبيرة وغير ذلك فالعراق غارق حتى رأسه بالظلم من ذلك كله. ومن اتعس الامور بان العراق حكمه بعد عام 2003 مندوب امريكي صهيوني اصدر قرارات بحل الجيش العراقي والاجهزة الاخرى وغيرها من القرارات التي دمرت البلد حتى اليوم. وان حكومة العراق الحالية ماهي الا حكومة دكتاتورية متسلطة بواسطة حزب حاكم تتنافس معه احزاب اخرى ليس من اجل الشعب والعراق بل من اجل الحكم وما فيه من رواتب عالية وامتيازات عالية. ويوجد في العراق بدل الدكتاتور الواحد مئات يستنزفون خيرات البلد بشكل كبير بينما يعينون اقاربهم في المناصب والوضائف وباقي الشعب يقتله الجوع والتشرد في البلدان وانعدام الكهرباء والماء والمجاري والخدمات الصحية وباقي الخدمات والامن. كما ويتعرض العراق الى التدخل السافر في شؤونه من قبل ليس امريكا وحدها بل باقي البلدان الاقليمية. فالعراق بحاجة الى اصلاحات كبيرة جدا في كافة المجالات وبحاجة الى حكومة وطنية غير موالية لاحد من الخارج ويكون همها الوحيد هو العراق وفوق كل شيء لاتقوم على اسس طائفية ولاعرقية ولاقومية. ان حكومة نوري المالكي حكومة عاجزة لم تعمل للعراق شيئا وان الائتلاف الحاكم منذ فترته الاولى للحكم بقي يلقي اللوم على النظام السابق ويتصرف وكأنه هو الذي حرر العراق وكأنه لايزال في المعارضة والقاء كل شيء على شماعة البعث وصدام. كما وانهم يتهمون كل من يخالفهم او لايريدونه في صفوفهم بانه بعثي ومن حيث يعلمون او لايعلمون فانهم بتصرفاتهم هذه سوف يجعلون كل واحد يتعاطف مع العبث والبعثيين خاصة وان ليس جميع البعثيين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وليس جميعهم كانوا مؤيدين لصدام في كل شيء بل وان احد ضحايا صدام كان حزب البعث نفسه وذلك بقتل العديد من اعضائه وبتحويله الى اداة تحت يده وتحت طائلة مجموعته المقربة فقط. اما صفوف الحزب الاخرى من غير الدائرة المقربة لم يكن لهم الا تنفيذ الاوامر او القتل والموت ان لم يفعلوا.

النصر المؤزر لابد ان يكون للشعوب المقهورة والملظومة مهما طال الزمن وهو ليس بطويل فقد حان وقت التحرر من العبودية والذل والتسلط ولقد حان وقت اخذ الحقوق بقوة الشعوب وليس بالتمني ولا بالتدخل الاجنبي.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter