بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة العراق ضد الظلم الذي لايستقيم معه الحكم


بعد مظاهرات الغضب التي ظهرت في العراق يوم الجمعة والتي سقط فيها شهداء وجرحى اتضح بما لايقبل الشك بأن الشعب العراقي شعب واحد لاوجود للطائفية فيه. الطائفية هي شكل من اشكال ما بعد الاحتلال وانحصرت بين الكتل السياسية الموجودة حاليا ولاسباب معروفة للجميع.

والغريب أن نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي قد اصدر بيانا بعد المظاهرات لم يتطرق فيه الى الضحايا على الاقل ليترحم عليهم بل انه تحدث عن قوات الجيش والشرطة والامن ومنحهم مكافئات لاندري على ماذا؟ وقال في بيانه بان العراقيين يجب ان ينعموا بخيرات العراق جميعا!

هناك العديد من الاسئلة على نوري المالكي ووزاراته وهيئاته الحكومية ان يجيب عليها فيما يتعلق بالخدمات والفساد الاداري والمحسوبية والبطالة والتلكأ باعادة البناء والاعمار وترهل اجهزة الدولة بما في ذلك الوزارات والهيئات التابعة لها مثل هيئة نزاع الملكية التي تتلكأ بانجاز معاملات المواطنيين لان الامر يتعلق بمليارات الدولارات المسروقة من قبلهم. والاسئلة المطروحة على وزارة نوري المالكي لاعد لها ولاحصر لانها تتعلق بتراكمات عديدة من سوء العمل الاداري الحكومي منذ الاحتلال الامريكي عام 2003.

قد يقول قائل بأن حكومة العراق ليست كحكومات المنطقة الاخرى لانها منتخبة وهذا غير صحيح لان الحكومة العراقية تستند على اسس طائفية ومذهبية وعرقية وهذا يتنافى مع اسس الديمقراطية الصحيحة بل ويشكل خطرا كبيرا على المجتمع والبلد. اضف الى ذلك بان الثورات والانتفاضات تتشكل ضد الظلم والفساد وانعدام العدالة على مر العصور. والظلم له وجوه عديدة تتعلق بالفقر وانعدام الامن وتفشي الفساد الاداري وعدم الاهتمام بمصير الشعوب وانتشار الفقر والعبث بمقدرات الشعب وخيراته وعدم محاسبة العابثين والفاسدين وما شابه ذلك. وهذه الامور كلها موجودة الان في العراق وهذا لاشك ظلم كبير من الخطأ تعليه كله على شماعة النظام السابق لان ذلك النظام سقط منذ ثمانية سنوات وهو وقت كاف لاجراء اصلاحات وبناء كبيرة. هذه الاصلاحات يجب ان تشمل الزراعة والنفط والتعليم والصحة والفقر والفساد الادراي ومحاسبة المفسدين والبناء والكهرباء والماء والطرق والمساوات وغيرها كثير. أنه من الخجل أن يدخل العراقي الى بلده او حين يسافر ليجد (مرتزقة) افارقة وغير افارقة يقومون بتفتيشه واخذ جوازه وهم مسلحون باسلحة امريكية صهيونية كما هو الامر في مطار بغداد وبالذات في مطار النجف بينما يعيش ملايين العراقيين في فقر مقفع وبطالة بينما يعيش العديد من العراقيين ذوي الكفاءات في بلدان الاغتراب دونما يكترث بهم احد من حكومة العراق الحالية على الاطلاق. وهناك مرتزقة اخرين ليس فقط في المطارات بل في الحمايات الشخصية ودوائر الدولة وهي حالات مخجلة وظلم كبير.

ان وزارة نوري المالكي وهو شخصيا مسؤول امام الله والشعب والتأريخ لاتخاذ اجراءات عاجلة من اجل اصلاح الخلل واخراج البلاد مما ينتظرها. ولو لم يفعل ذلك فأن الشعب سوف ينتفض بشكل متصاعد وسوف يرتفع سقف مطالبه لاسقاط النظام خاصة اذا استخدمت قوات الشرطة والامن القوة وسقوط ضحايا.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter