بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة الشعوب العربية ضد الدكتاتورية والظلم والطغيان والتعسف والفقر


الانظمة التي تحكم الشعوب العربية منذ عقود من الزمن جميعها انظمة دكتاتورية غير منتخبة. وتتبع هذه الانظمة القمع والقتل والاعتقالات وافتعال التهم والازمات واذلال الشعوب وسرقة خيراتها هي وعوائلها والمقربين منها. ويجمع هذه الانظمة صفة واحدة هي صفة العمالة للاجنبي خاصة لامريكا والغرب مما يدفع هؤلاء الاسياد من السماح للحكام بقهر الشعوب بل وباعطائها الوسائل اللازمة لقمع هذه الشعوب. ومن هؤلاء الحكام من ربط مصيره وعلاقته بالكيان الصهيوني رغم علاقة هذا الكيان المباشرة بقتل وتدمير مصير الشعوب العربية منذ احتلال فلسطين.

ليبيا

ومن اعتى هذه الانظمة التي تربعت على اكتاف شعبها واذلته وقهرته وافقرته واهدرت خيراته هو النظام الليبي. واليوم وبعد نجاح الثورة التونسية والمصرية بالاطاحة باعتى نظامين في المنطقة فقط امتدت ثورة الشباب (الجيل الجديد) لرفض الظلم والقهر والذل والمهانة. انهم ابناء عمر المختار وليس لهم الا النصر الذي لاياتي الا بالشهادة التي هي خير من الموت المتكرر في كل يوم. الجيش الليبي سوف لن يكون مختلفا عن الجيش المصري والتونسي فهو اولا واخرا جيش عربي شريف وسوف يقف مع الشعب لانه جيش للدفاع عن الشعب وليس لقتله من اجل نظام دكتاتوري متعجرف. الشعب الليبي البطل ليس له الا النصر القريب وهو يلوح كالصبح فلاشعب الليبي لن يتراجع عن النصر لان تراجعه يوفر فرصة للقذافي لقتل الشعب بشكل اكبر. والان نظام القذافي يتلاشى بشكل تدريجي في العديد من المدن الليبية في طبرق والبيضاء وبنغازي وغيرها التي تحررت وهي بيد الشعب الليبي البطل الان ولم يبقى الا طرابلس.

اليمن

وبالنسبة للشعب اليمني البطل فلقد قطعت ثورته اشواطا كبيرة خلال الايام الماضية رغم بلطجية نظام علي صالح الذي هو واحد من هؤلاء العتاة المتسلطين. هذا النظام ليس له شرعية الان بعد رفض الشعب له بشكل كامل بل ولقد فقد شرعيته بعد ان سلم مقاليد امره بيد امريكا وسمح لها بقتل الشعب اليمني عندما قال لامريكا اقتلوهم وانا اقول باني ضربتهم. هذا النظام قهر اليمن وتسلط على رقاب شعبها وافقره واذله ولقد اصبح في حكم الساقط وعليه ان يحترم نفسه ويرحل قبل ارتفاع حصيلة جرائمه بقتل هذا الشعب الثائر البطل ويحل به ما حل بمبارك وبن علي.

البحرين

البحرين تحكم من قبل نظام متعجرف لايختلف عن باقي المتسلطين سوى انه اكثر عمالة للامريكان الذين استخدموا اراضيه ومياهه لضرب العراق وتدمير شعبه. هذا النظام هو نظام طائفي يقهر الشعب ويفقره ولايتوارى عن قتله والصور الحديثة بقتل المتظاهرين الذين كانوا نائمين في ميدان اللؤلؤة خير دليل على جرائم وعنجهية هذا النظام. ان ثورة الشعب البحريني هي ثورة حضارية تطالب بحقوق لجميع البحرينين دون تمييز بالحرية والديمقراطية والرفاه وليس لفئة خاصة. ان الذي يعزف على وتر الطائفية هو نظام آل خليفة الذي يضرب السنة بالشيعة لكي يبقى في الحكم مستخدما نفس اسلوب اسياده في بريطانيا ايام استعمارها سياسة (فرق تسد). النصر يلوح بعد ان اعطى الشعب البحريني البطل ارواح ابنائه وسالت دمائهم على ارض البحرين فهي وقود النصر ولاعودة عن النصر للشجعان. اليوم تراجع نظام آل خليفة وسحبوا دباباتهم التي ارتكبت الجرائم بحق الاطفال والنساء والشيوخ والشباب. وقد نرى غدا ان ولي العهد قد اطاح بأبيه وحل محله ولكن الحل هو بالديمقراطية والحرية وانهاء حكم العائلة الواحدة وتداول السلطة التنفيذية بشكل سلمي والسلطة التشريعية بشكل منتخب وشعبي. النصر المؤزر للشعب البحريني العربي البطل.

الانظمة الاخرى

الانظمة العربية الاخرى كلها انظمة دكتاتورية متسلطة واغلبها وراثية تقهر شعوبها العربية بالذل والهوان ما لايمكن للاجيال الشابة الحالية من ان تطيقه او الصبر عليه خاصة بعد التحولات العالمية والاقليمية. هذه الانظمة قد انتهت صلاحياتها وان لم تسارع بالاصلاح الجذري فان الثورات التي امتدت اليها الان سوف ليس لها الا الانتشار كالنار في الهشيم وسوف تطيح بعروش الطغاة. ومن هذه الانظمة النظام السوري والنظام الاردني ونظام الجزائر والمغرب والكويت والانظمة الخليجية الاخرى.

النظام السعودي

اما النظام الاخطر في المنطقة فهو نظام آل سعود. هذا النظام عبارة عن عائلة واحدة لم تفرض دكتاتورياتها فقط على شعب الجزيرة العربية بل حتى فرضت اسم عائلتها على الشعب العربي في نجد والحجاز. هذا النظام كان سبب لضرب العراق وتدمير اهله وقتل اطفاله في حربي المجرم جورج بوش الاولى والثانية والحصار البربري الذي كان ما بين هاتين الحربين. وهذا النظام هو نفسه الذي باع فلسطين على عهد عبد العزيز آل سعود. ويقوم هذا النظام على دكتاتوريات رهيبة تتمثل بالمئات من الامراء وابنائهم ممن كلفوا الدولة اموال طائلة من النهب وبناء القصور وغير ذلك من ملذات ورفاه بينما يعيش الشعب بمستوى لايتناسب ومقدار الخيرات التي تتوفر في ارضه. ويسيطر هؤلاء الامراء من آل سعود على مقاليد البلاد والحكم بشكل شمولي يجعل من هذه الدولة وكأن ليس فيها رجال وسياسيون ومثقفين غير آل سعود. وهذا النظام يستخدم القمع والمذهبية والطائفية والقهر والاذلال والتكبر ضد شعبه. وان عمالة هذا النظام للغرب وامريكا والكيان الصهيوني لاتحتاج الى تعليق فهي واضحة لكل واحد كوضوح الشمس بل وهذا النظام من اكبر العملاء للغرب وامريكا وهو نظام مدلس قد فقد صلاحيته. ان شعب الجزيرة العربية شعب شجاع ولكنه يعيش اما في غيبوبة او ربما يعيشه نظامه في حالة تخدير دائم. فمتى ينهظ هذا الشعب لينفض التراب عن نفسه ويثبت للعالم بانه ليس شعب مترهل كسول او غير شجاع ولكل ثورة لابد من تضحيات.

العراق

واخيرا وليس اخرا بالنسبة للنظام العراقي الحالي فهو نظام لايختلف كثيرا عن باقي الانظمة العربية سوى انه بدل الدكتاتورية الواحدة يظم هذا النظام دكتاتوريات متعددة تتصارع على السلطة وهي في داخلها. وبكلمة اخرى تتقاتل على كعكة العراق ونهب خيراته وليس على خدمة شعبه. هذا النظام جاء بعد الاحتلال الانكلوسكسوني الامريكي عام 2003 بعد الاطاحة بالنظام الدكتاتوري السابق. وهو نظام جاء بعد انتخابات لم تكن بعد ثورة شعبية بل بعد احتلال غربي اطاح بنظام دكتاتوري متعسف. ولقد بنيت هياكل النظام العراقي الحالي على اسس محاصصة طائفية ومذهبية وعرقية وقومية وليس على اسس وطنية صرفة. اما برلمانه فهو قائم على نفس الاسس. والاهم من ذلك هو ان النظام الحالي ومنذ 8 سنوات لم يقدم للعراق سوى انه يضع اللوم كله على النظام السابق على انه ورث منه كل هذا الدمار ولكنه لم يسأل نفسه يوما ما ماذا قدم هذا النظام للشعب غير الفقر والحرمان وانعدام الامن وغياب الخدمات والتدهور الكبير والبطالة وغيرها. ولقد ارتفع الفساد الاداري ونهب الخيرات والمحسوبية للاحزاب والحاكمين والمنسوبية بشكل مخيف جعل من العراق من اسوأ البلدان في العالم رغم خيراته النفطية الكبيرة. وفي الوقت الذي تصل به رواتب الحكام ونوابهم ووزرائهم واعضاء البرلمان الى ارقام خيالية تفوق كل الرواتب العالمية ناهيك عن السرقات يعيش الشعب تحت خط الفقر المقفع بل ويعيش العراق على ارض كأنها مستنقعات في القرن السابع عشر. وعن حال العراق وتعدد القوى الناهبة فيه حدث ولاحرج ويكفي الاشارة الى خطاب نوري المالكي المتشنج قبل يومين الذي اتهم فيه الشعب الثائر في الكوت بانهم مثيري شغب ولهم اجندات خارجية وذلك بعد اعتقال العديد منهم. وبدلا من الاستماع لمطالبهم يصفهم المالكي بانهم مشاغبين في الوقت الذي يقوم ابنه بشراء فنادق عالمية في سوريا والامارت ولندن بملايين الدولارات. و يقول نوري المالكي ان على الشعب ان يصبر لانه ورث كل هذا التخريب من نظام صدام بل ويعيرهم بانهم لم يثوروا على صدام والمالكي مسؤول عن قوله هذا على افراد الشعب العراقي البطل فهو يعرف قبل غيره كم قدم الشعب العراقي من تضحيات في عهد صدام بينما كان هو يتاجر بالسياسة في سوريا! والحقيقة ما ورثه نوري المالكي هو نفس الاسلوب الذي كان يصف به صدام الثوار ونفس كلام صدام ضد الشعب ناهيك عن السرقات. الانظمة تدان وتسقط ليس فقط بسبب الدكتاتوريات ومدى بقائها في السلطة ولكن بناءا على عدم انسجامها مع متطلبات الشعوب فالنظام الذي يسرق ولايهمه الشعب ويعيش شعبه رغم ثراء خيراته في حالة يرثى لها يجب ان لايبقى في الحكم. النصر للشعب العراقي الذي سوف يقول كلمته على لسان شبابه وعلى المالكي ان يسمعها جيدا ويعيها جيدا وان لايكون كغيره والا فان مصير نظامه سيكون لايفرق عن غيره وسوف يقف كل من هو سارق ومفسد في نفس قفص الاتهام الذي وقف فيه صدام. النصر للشعب العراقي المطالب بالاصلاح والبناء ومحاسبة المفسدين والمقصرين واجتثاث جذور الفساد وعلى النظام العراقي الاستماع الى اصوات الشعب بدل من وصفها باوصاف لاتيليق بالشعب الثائر.

النصر المؤزر لكافة الشعوب العربية من اجل الحرية والديمقراطية والرفاه.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter