بسم الله الرحمن الرحيم

العراق بحاجة الى ثورة اكثر من حاجة مصر وتونس وغيرها من الاقطار العربية .. لماذا؟


العراق واحد من اغنى البلدان العربية في موارده بينما يعيش مواطنيه بحالة من الفقر والتعسف والظلم لامثيل لها في افقر الاقطار العربية.

لايمكن اجراء مقارنة بين الوضع السيء في العراق وبين الوضع المتقدم في كل من تونس ومصر. ففي الوقت الذي يوجد في تونس ومصر خدمات كهربائية على مدى 24 ساعة وخدمات اتصالات متقدمة وخدمات بنوك ومواصلات وامن وطني وشوارع وتنمية ومطارات وغيرها وغيرها فلا يوجد في العراق حتى المستوى الادنى للخدمات. فلا يوجد كهرباء وطنية الا لسويعات ضررها اكثر من نفعها حيث لاتكفي لحفظ الاغذية في البيوت ولا لاي غرض بسيط اخر. وفي العراق تغرق الاحياء في مياه الصرف الصحي والمستنقعات والتراب والازبال. وفي العراق تلوث بيئي جراء المولدات الكهربائية الاهلية والتي يشغلها المواطنون بسبب عدم وجود كهرباء وطني. وفي العراق تلوث بيئي بسبب الحروب الانكلوسكسونية الصهيونية التي اغرقت العراق باليورانيوم المنضب في كافة انحاء العراق. وفي العراق غياب للامن الوطني والقومي وفيه احتلال بغيض امريكي صهيوني مخابراتي.

العراق ليس فيه ديمقراطية حقيقية بل انتخابات صورية مبنية على المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية وحتى العشائرية وهذا لايحتاج الى ادلة لاثباته فقد اثبتته حصيلة الصراعات على السلطة بعد الانتخابات الاخيرة. تلك الصراعات التي امتدت على مدى 9 شهور ما بين شخوص واحزاب قائمة على اسس طائفية وشخصية صرفة. ولاتزال لحد الان هذه الصراعات دائرة على من الذي يتبوأ حقيبة الوزارة الفلانية والوزارة العلانية ليس لعدم وجود كفائات عراقية مؤهلة بل بسبب النظرة الضيقة الطائفية. ان الذين تقوم احزابهم على اسس طائفة معينة تتعلق بالمذهبية الفلانية او العلانية لايمكن ابدا وعلى الاطلاق ان يخدموا الوطن. هؤلاء همهم الوحيد مصالحهم ومصالح احزابهم ومصالح طوائفهم بالدرجة الاولى. ان الذين يحكمون الان في العراق جاؤوا مع الاحتلال الانكلوسكسوني الصهيوني وتحركهم اجندات خارجية لاتتماشى مع خدمة الوطن.

ولقد استشرى الفساد الاداري بعد الاحتلال بشكل متزايد وصارت سرقات المال العام تتخذ اشكالا لاحصر لها ومن اعلى الى ادنى المستويات. وانتشرت المحسوبية والمنسوبية وشراء الذمم ونهب المال العام ووجود اشخاص غير مؤهلين في وضائف لاتتناسب وكفائاتهم. وبذلك عاش الانسان العراقي حالة من القهر والذل والهوان والفقر والبطالة وانعدام الخدمات والتأجيل في البت في مظالمه ومعاملاته خاصة اذا كانت تلك المعاملات والمظالم تتعلق بالتعويض عن عقار فقده او متنازع عليه جراء المآسي والحروب السابقة بينما يتم تعويض الكويت بمليارات الدولارات من قوت الشعب الجائع. وهناك هيئات اسست لهذا الغرض التعويضي مثل هيئة نزاع الملكية التي صرفت لها اموال طائلة تقدر بالمليارات بينما تراوح معاملات الناس منذ سنوات دون تعويض رغم اكتمال معاملاتهم وتمييزها نتيجة لضياع ممتلكاتهم بسبب الضروف السابقة في الوقت الذي يشتري فيه ابناء المسؤولين العراقيين العقارات والفلل وفنادق الدرجة الاولى في الدول العربية كسوريا و دبي والدول الاجنبية.

وبدلا عن الدكتاتور الواحد تعددت الدكتاتوريات وتعددت اوجه التهديد وبينما كان الدكتاتور يقتل معارضيه على كرسي الحكم ويوفر الامن لغيرهم صار الامن في الوقت الحاضر معدوما ولايمكن لاحد ان يضمن حياته سواء من الاحزاب ودكتاتورياتها او من غيرهم مما جلبه الاحتلال الانكلوسكسوني. وبينما رحل النظام السابق قبل 8 سنوات او سقط بعد الاحتلال بقيت ابواق بعض الاحزاب الطائفية لحد الساعة وهي في الحكم تخاطب الانسان العراقي بعقلية المعارضة التي تلقي باللوم من جراء اهمالها على النظام علما بان 8 سنوات كانت كافية لاصلاح الكثير مما خلفه النظام ولامجال بالقاء العذر على عدم وجود الامن لان الامن هو من مسؤولية النظام الحالي بشكل كامل.

اما بالنسبة للبرلمان فهو قائم على نفس الاسس الطائفية والمذهبية والعرقية التي هي نفسها القت بظلالها على حكومة العراق الحالية والتي سبقتها. اضف الى ذلك ان اعضاء البرلمان ليس لهم وجود على ارض واقعهم الذي من المفترض انهم يمثلونه ووجودهم مثل الحكومة مقتصر على المنطقة المسماة (خضراء).

اما بالنسبة للجيش فقد تم حله بقرار صهيوني امريكي من قبل سيء الصيت (بول بريمر) كما تم حل باقي الاجهزة ثم تمت اغتيال العديد من ضباطه وقادته وخاصة الطيارين وهي ثروة عراقية كان يجب عدم التفريط بها. بل ولقد امتدت ايدي الغدر الاجنبية والصهيونية (حسب ما كشفته وثائق ويكيليكس) الى الكفاءات العلمية والاطباء والاساتذة وحتى طلاب الجامعات الذين يقومون بتجارب تخيف الجهات الاجنبية الصهيونية.

العراق ممزق من جميع الوجوه الخدمية وابنائه يعانون الظلم والقهر والضيم بينما يتسلط على رقابهم العديد من الحكام الذين تقاسموا الكعكة فيما بينهم بينما تركوا الشعب يذهب الى حيث!
ولقد اصبح للعراق مراكز قوى لاتدري من الذي يمثل ماذا؟ فلكل واحد منهم ابتداءا من الرئيس الى اقل واحد مراكز قوى وحمايات واسناد وميزانيات مالية ودوائر بالاضافة الى رؤساء احزاب ورؤساء كتل يتلاعبون بالعراق وشعبه وكأنه ضيعة من ضيعات ابائهم واجدادهم! وهناك شكوك تدور حول العديد ممن يتربط منهم بالمخابرات الاجنبية او حتى العمالة المكشوفة ناهيك عن المستورة.

ولايقل عن هؤلاء اعضاء المجالس المحلية والمحافظين وغيرهم. وعلاوة على ذلك فان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يخدم فيه عضو البرلمان او العضو المحلي لمدة بضعة سنوات ثم يكون له تقاعد مدى الحياة! وحدث ولاحرج عن الرواتب الخيالية للوزراء ورئيسهم والوضائف السيادية التي جميعها تقوم على المحاصصة.

ان الكتابة عن الوضع العراقي لايكفيها كتاب ولامجلدات فالوضع ماساوي والشعب يعيش في قهر وفقر وانعدام لابسط الحقوق والخدمات بينما يعيش حكام الطائفية وابنائهم في رفاه وثراء لايمكن ان يوصف واخذ كل واحد منهم يشرك عائلته في السلطة والنهب.

العراق بحاجة الى ثورة عارمة بلا توقف حتى تحقيق الاهداف باقامة انتخابات جديدة لاتقوم على اي اساس طائفي لاكردي ولاعربي ولاسني ولاشيعي بل عراقي وطني بكل الاطياف. ثورة عراقية كبيرة سلمية تحافظ على البنية التحتية وتحترم الانسان كانسان عراقي فحسب لاغير. ثورة وحدة وطنية عراقية غير طائفية الجميع فيها يد واحدة. ثورة يجب ان يكون فيها الجيش الحالي العراقي يد بيد مع الشعب لتحقيق مطالبه ولايسمح للعناصر الامنية وغيرها بالمساس بالشعب بل ويقوم بحماية ثورته بشكل حضاري كما فعل الجيش المصري البطل والتونسي.

الثورة العراقية يجب ان تقوم فورا باعتصامات ومظاهرات مليونية واضرابات عامة وعصيان مدني حتى يتم تغيير الوضع كله وليس فقط البطاقات التموينية والكهرباء والشوارع لان حكومة لايهمها الامصالحها وتقوم على المحاصصة والطائفية والسرقات سوف لن تفي باي وعد على الاطلاق. وحكومة قائمة على هذه الاسس الطائفية لايمكن ان يقال عنها حكومة ديمقراطية ابدا.

يجب كسر حاجز الخوف واعلانها ثورة شعبية سلمية منظمة باصرار تام في كافة انحاء العراق وليكن الاعتصام في ساحة التحرير وفي ساحة الفردوس وغيرها من الساحات في بغداد وفي كافة انحاء العراق. العراق بحاجة الى ثورة اكثر من مصر وتونس وغيرها ولكي يسترد الشعب كرامته وعزته وثرواته المسروقة والمهدورة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter