بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة المصرية البطلة تحصن نفسها من الاعداء والسرقة وعليها العمل بشكل مدروس ومتصاعد


دخلت الثورة الشعبية المصرية البطلة مرحلة التصعيد المطلوب والمتزايد الوتيرة. لقد بدأت قطاعات واسعة من المؤسسات بالاضرابات والعصيان المدني واتسعت الثورة من الاعتصام الى نزول الملايين من الثوار الابطال الى كافة الميادين لمحاصرة المؤسسات الحكومية المهمة والسيطرة عليها. فلقد امتد الاعتصام الى مجلس الوزراء والبرلمان وغيرها من مؤسسات. وسوف يشهد يوم غد تصعيد كبير لعله يضم محاصرة رموز النظام كلها بما في ذلك حسني مبارك وذلك لعزله تماما ومنع دخول المندوبين والمسؤولين منه واليه.
ولعل الامتداد سيشمل السيطرة على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لقطع الاصوات المنافقة والكاذبة واعطاء الثورة شمولية وقوة اكبر.

ولقد بدأت استقالات المسؤولين من وزراء مثل وزير الثقافة تتوالى وهو شيء مهم لهم قبل فوات الاوان ولكي ينضموا الى شعبهم خاصة وانهم في هذا الوقت مجرد اسماء على ورق ليس لها فعالية ولا يعترف بها الشعب الثائر. وعليه فان انضمامهم للثورة او على الاقل الابتعاد عن النظام هو نقطة تحول لهم قد ينالوا بها شرف الثورة فيما بعد قبل ان يكون الامر معكوسا عليهم.

كما وان الثوار الابطال في مصر يجب ان يحذروا من محاولة اسرائيل وامريكا من الترتيب لانقلاب عسكري والمجيء بعميل اخر. وعليه فانهم يجب ان يستبقوا الاحداث ويعلنوا بانهم لايعترفون بشيء من هذا الامر لو تم كما وعليهم ان يقوموا بتكوين حكومة مؤقته من الثوار انفسهم تستلم موازين القوى من الان وتطالب بحقها بادارة شؤون البلاد لغاية ترتيب الانتخابات وذلك لقطع الطريق على اي واحد يريد سرقة الثورة.

وفي هذا الوقت الذي تتسع فيه الثورة وتنسحب فيها القوى العالمية من تاييد النظام يبقى البعض ممن تربطه مصالح مع النظام او مصيره مماثل لهذا النظام كالانظمة الاقليمية العميلة للغرب والصهيونية بالتمسك ومحاولة الابقاء على نظام حسني مبارك العميل. ومن اهم الذين يصرحون بتمسكهم بالنظام المصري الساقط هي (اسرائيل) والنظام السعودي المتمثل بملكه عبد الله الذي اتصل برئيس امريكا لكي يعلن تايده الغير محدود لحسني مبارك ونظامه. كما ويسعى النظام الاردني بملكه عبد الله للعمل على نفس الشيء اي الابقاء على نظام حسني مبارك علما بان نظام عبد الله الاردني تربطه مع (اسرائيل) نفس الروابط التي تربط نظام حسني وهو متوجس من امتداد الثورة للشعب الاردني الذي يغلي طوقا للحرية والانعتاق والديمقراطية وحكم الشعب. وقد ذكرت الانباء بأن ملك السعودية الذي يقيم الان في المغرب بانه اعلن للرئيس الامريكي بأنه اي عبد الله سوف يقوم بمساعدة حسني مبارك بالمال والدعم لكي يبقى في الحكم! هذا الامر ليس غريبا على ملك السعودية فهو يعلم بان نجاح الثورة المصرية وزوال النظام هناك سوف يمهد الطريق بشكل كبير للتغير في كافة الدول العربية وفي مقدمتها الدول التي تحكم بشكل شمولي دكتاتوري متسلط ينهب ثروات الشعوب. والملك عبد الله يعلم جيدا بأن حكم آل سعود هو في مقدمة هؤلاء. كما وان الحكم السعودي في مأزق كبير جدا لانه لاينفع معه الاصلاح مع وجود سيطرة تامة من آل سعود ونهب كبير للثروات ومشاكل مستعصية وشعب مرهق وشباب يروم للتغير والثورة وهو يراقب ثورة الشعب المصري والتونسي ويغلي غضبا لما يدور حوله من انتهاكات للحقوق والبطالة والتعسف والنهب والقهر والعدوان والارتماء في احضان امريكا واسرائيل والغرب. هذه وغيرها ما يتعلق بها هي الاسباب التي تجعل الملك السعودي للعمل بكل ما اوتي من مال سعودي منهوب وغيره للابقاء على نظام حسني مبارك بينما تغرق مدينة جدة بالمستنقعات والماء الاسن. وللعلم فان الشعب المصري البطل سوف لن ينسى هذا الموقف غير المشرف والذي لايقل عن مواقف الحكام العرب الذين لم يخرج واحد منهم للوقوف الى جانب الشعب المصري البطل لانهم كلهم خائفون مرعوبون من ان يلاقوا نفس المصير من شعوبه المقهورة.

النصر المؤزر للثورة المصرية البطلة والعار والذل والخذلان للذين يسعون فسادا في الارض ويقفون ضدها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter