بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا ثار الشعب المصري ومتى يثور الشعب العراقي؟


من الخطأ التصور من ان الشعب المصري ثار لأنه كان يقلد ثورة الشعب التونسي. صحيح ان ثورة الشعب التونسي كان لها اثر والهام كبير على ثورة الشعب المصري ولكن الثورة ضد نظام حسني مبارك تغلي في صدور الشعب المصري الجريح لفرتة طويلة.

ان السبب الرئيسي للثورة ضد الطغاة هو الظلم والتعسف. حيث ان مظالم العباد شيء لاتستقيم معه نعمة ولايتركه الله دون عقاب في هذه الدنيا ناهيك عن الاخرة.
هناك نوعين من الحكم والحكام بغض النظر عن طريقة المجيء للسلطة سواء بالانتخاب او بالسيطرة وهما حاكم ظالم لشعبه وحاكم عادل ومتسامح. واسوأ هؤلاء انما يكون حاكم مستبد وظالم يأتي عن طريق القوة. ولو عرفنا بأن الظلم له انواع عديدة نستطيع ان نفهم بأن كافة الانظمة العربية هي انظمة ظالمة لشعوبها ولكن بشكل متفاوت. وأن اسوأ انواع الظلم هو كبت الحريات وقمع الشعوب وفرض ارادة النظام بالقهر وتفضيل التعاون مع الاعداء مثل اسرائيل وامريكا ضد ابناء الشعب. يضاف الى ذلك باقي انواع الظلم مثل العيش المترف للحكام وعوائلهم وتوريث ابنائهم الحكم بينما يعيش الشعب في بؤر من الفقر والمعاناة والتعاسة والكبت وانعدام الامن وانعدام الخدمات والبطالة والتجهيل وغيرها من سلبيات عديدة. ومن اسوأ انواع الظلم كذلك هو عدم الاستماع الى مايريد الشعب وعدم الاهتمام بتحقيق الخدمات الاساسية التي تتماشى مع العصر وفوق هذا وذاك عدم تحقيق الامن والامان. هذه الامور كلها وغيرها تقع تحت عنوان الظلم.

أن الشعوب اذا ظلمت ثارت وهذا ما نراه موجوداً الان في مصر وتونس وباقي الدول العربية. ولاننسى بأن فرض أسرة واحدة نفسها على مقدرات شعب كامل بما في ذلك فرض حتى ان يحمل ذلك الشعب اسم هذه الاسرة هو من اعتى حالات الظلم الكبير. اضف الى ذلك أن كافة انواع الفساد كالرشوة والسرقات والمحسوبية والتسيب هي انواع من الظلم. ولاشك بأن الحكام كلما بقوا طويلا في السلطة دون تغيير كلما ازدادت ضواهر الظلم المذكورة وغيره علاوة على ازدياد كراهية الشعوب لهذه الانظمة المتعسفة. وخير مثال لاستمرارية الحكم والحكام هو ما موجود في الدول العربية حيث ترى شعوبها نفس الوجوه دون تغيير. ومنذ ان سقط الاتحاد السوفيتي وتغير العالم تغيرت العديد من المفاهيم والسياسات ولكن بقيت الشعوب العربي ترزخ تحت نفس الانظمة والوجوه وبمباركة اسرائيل وامريكا وكلاهما يدعي الديمقراطية ويتفاخر بها امام هذه الشعوب.

وكما ذكرنا سابقا فأن الظلم قد يأتي من قبل نظام حتى ولو كان يعتبر نفسه منتخباً من قبل الناس. وهنا يأتي السؤال عن النظام العراقي الحالي الذي يعتبر نفسه منتخباً رغم أن عملية تكوينه بعد الانتخابات افرزت اسئلة عديدة حول نوايا المتسلطين في بغداد اليوم. ومن اهم هذه الامور التي افرزتها تلك الفترة هو أن الذين يعتلون السلطة في بغداد اليوم قد وضعوا مصالحهم مصالح احزابهم فوق الوطن وفوق مصلحة الشعب. ولقد افرزت الفترة التي تلت ذلك وسبقته بأن هؤلاء لايعيرون اهتماماً كبيرا لمصالح الشعب العراقي ولا لأمنه بل والكثير منهم سرق وخرب ثم خرج سالما غانما دون حساب ولا مسائلة!

وعليه فأن الشعب العراقي يتعرض الى ظلم كبير جداً قد يكون فاق بحدوده وتشعباته ما حصل ايام حكم صدام حسين. ولايزال الظلم يستعر في انحاء جسد العراق من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب والنظام الحالي هو المسؤول.

ومن أجل كل ذلك وبسبب الظلم الذي تعرض ويتعرض له الشعب العراقي فأن عليه أن يثور ثورة يستعيد بها كرامته ويسيطر بها على ثرواته ويحقق بها الخدمات الاساسية كالكهرباء والقضاء على الفقر والبطالة وما شابه ذلك. هل سيثور الشعب العراقي لتصحيح مسار الديمقراطية ووضعه على اعتابه السليمة؟ الجواب نعم ولكن متى؟ هذا هو السؤال الذي ستجيب عليه الايام او الاشهر القادمة والشعب اذا ثار لن تستطيع اقوى الدول او الحكومات ان تقف امامه لان ارادة الشعوب لاتقهر خاصة اذا ثارت باصرار.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter