بسم الله الرحمن الرحيم

التنافس من اجل السلطة


اثبتت الفترة السابقة التي تلت احتلال العراق بعد حربي عام 1991 وعام 2003 بان الذين كانوا ينسبون على المعارضة العراقية (اي معارضة النظام السابق) ما هم الا طلاب سلطة ولافرق بينهم وبين اي نظام دكتاتوري سوى ان طريقة سيطرتهم على السلطة في العراق هذه المرة كانت تختلف حيث تمت بواسطة وجود المحتل الامريكي الذي ادعى الديمقراطية ولم يكن يعجبه سيطرة فئة دون اخرى لاسباب اقليمية وستراتيجية معروفة. ولقد اتضح دون لبس بان هؤلاء لو تسنى لهم تولي السلطة بطرق مشابهة لباقي الانظمة الشرق اوسطية دون وجود الاحتلال لما توانوا من تطبيق نفس السياسات التي كان يتخذها النظام السابق في السيطرة وهي لاتخفى على احد.

اصبح من الجلي الذي لاشك فيه واثبتته الفترة المذكورة هو ان الفساد الاداري والسرقات وعدم الاحساس والتصرف بوطنية هي الامور التي طغت بشكل كبير على تولي هؤلاء الحكم في العراق (والمقصود بهولاء الذين كانوا يدعون الوطنية والمعارضة كما اسلفنا). ليس ذلك فحسب بل فان الذين كانوا يدعون تبني ايديولوجية دينية معينة بمختلف اتجاهاتهم اثبت تواجدهم في السلطة بانهم بعيدون عن تلك الشعارات التي كانوا يرفعونها باسم الدين. فهؤلاء لايختلفون عن غيرهم ان لم يكن البعض منهم اسوأ بكثير من الاخرين من غير (الدينيين) من كافة النواحي بما في ذلك الفساد الادراي والسرقات وحب السلطة والجاه وتسييس الحزب والدين والشعارات لاغراض فردية صرفة.

ومن اهم الفترات التي اصبحت شاهدا على ذلك هو الفترة التي تلت الانتخابات الاخيرة والتي تكشفت فيها بوضوح اوراق هؤلاء اللاهثين وراء السلطة والمصالح الفردية والتاركين وراء ظهورهم جميع ما يتعلق بالوطن كبلد وكشعب وما يتصل بهما. فلقد رأينا بوضوح كيف دافع كل واحد منهم عن مصالحه الشخصية متخذين احزابهم كادوات لتنفيذ ذلك وطبعا الذين يدافعون عنهم في هذه الاحزاب هم مثل رؤسائهم ينطلقون من منطلقات لاتتعدى حدود مصالحهم الضيقة للحصول على جزء من الكعكة.

لقد اصبح العراق والشعب وما يتعرض له من ماسي كبيرة شيء ثانوي بالنسبة لهؤلاء الذين يقبعون تحت ظل الحماية الامريكية. فلقد انشغل جميعهم على مدى اكثر من نصف سنة بالتخطيط والدفاع عن كيفية احتفاضهم او وصولهم للسلطة سواء الحاكم فيهم او الراغب بالوصول الى الحكم. والاسوأ من ذلك كله فانهم وبعد اتفاقهم على ابقاء الوضع على ما هو عليه اي تثبيت الوضع الحالي على ما هو عليه والذي اساء للعراق طيلة السنوات الاربعة الماضية؛ بعد هذا الاتفاق ؛ صاروا يتصارعون على الوزارات لمن تكون؟! وسوف لن يكون غريبا بعد ذلك سيكون الصراع في داخل الوزارات نفسها ومن ثم في المديريات والدوائر حتى تصل الى ادنى مستوى!!؟؟ وهذا ما ينطبق المثل عليه شر البلية ما يضحك!

ان هذه الحلقات السلبية المفرغة التي يدور فيها العراق والسياسات الخاطئة والمحاصصة المذهبية والقومية والطائفية بل وحتى العشائرية والاسرية سوف لن تقود العراق الا الى المزيد من الخراب والدمار والتمزق وسوف تبين ذلك الفترة التي ستبقى بها الامور على ما هي عليه. والاسوأ من ذلك لم يبقى من العراق شيئا لكي يبيعه هؤلاء بعد ان تم بيع بعضه الى الكويت والبعض الاخر لايران ولتركيا ولغيرها من الدول ناهيك عن امريكا ومن لف لفها. انها مأساة وقدر مرير يمر به العراق ويقوده الى مصير مجهول قد يكون حالك الظلام ان لم يتم تداركه بسرعة خاصة وان هذا القدر تتلاعب فيه قوى اقليمية تحيط بالعراق من كل جانب لايهمها الا مصالحها تلك المصالح التي من سوء حظ العراق اتفقت ان لاتكون الا بما يضر بهذا البلد. ومن اسوأ الفترات التي اصبحت بها تلك المصالح تهدد امن وازدهار العراق وحاضره ومستقبله هو منذ بداية الحرب (العراقية الايرانية) في عام 1979 وحتى اليوم.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter