بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا لو لم يغزو صدام الكويت


بعد مرور اكثر من ست سنوات على الغزو الامريكي للعراق مروراً باراضي الكويت والسعودية لاتزال الكويت تعرقل خروج العراق من البند السابع ولاتزال تطوق العراق بتعويضات وملاحقات مثل مسألة الخطوط الجوية العراقية. ومن جانب اخر فلقد ازداد عداء السعودية للعراق سواء على الصعيد الرسمي او دعم العمليات الارهابية داخل العراق.

ان جميع ماحصل هو بسبب حرب الكويت ودخول القوات العراقية اليها خلال عملية دامت بضع ساعات كان بامكان تلك القوات بالتمدد داخل الاراضي السعودية الى مسافات لايعلمها الا الله لو اراد لها صدام آنذاك. ولقد وقع صدام في خطأ فادح بتصديقه للمسرحية الامريكية بقيادة المجرم جورج بوش الاب عندما اسرت الية سفيرته في بغداد بأن الكويت هي جزء من العراق ولو اراد العراق ان يعيدها فان امريكا لاتتدخل بشؤون العراق الداخلية! صدق صدام ذلك وضن حتى اللحضات الاخيرة بان امريكا لاتريد غزو العراق بل تريد فقط السيطرة على الخليج العربي وكبح جماح ايران ودول المنطقة.

خرج العراق من الحرب مع ايران بجيش يعد اكبر جيش في العالم من حيث العدد حيث كان هناك اكثر من مليون مقاتل مدربين تدريبا عسكريا محترفاً اضافة الى عسكرة كافة افراد الشعب من الرجال والنساء. وقد كان يمتلك خبرة عسكرية لديها تجربة قتالية شرسة استمرت اكثر من ثمان سنوات انجبت قيادات عسكرية مؤهلة وكبيرة. كما وكانت المخابرات العراقية من اقوى الاجهزة الامنية في المنطقة وكانت الكويت تعتبر قاعدة رئيسية لتواجدها فيها. عند ذاك كان مجرد تحريك كتيبة عسكرية عراقية على الحدود الكويتية يرفع اسعار النفط بشكل كبير ومؤثر. وكان بامكان صدام احداث تغييرات كبيرة توازي بحجمها ما اقدم عليه ولكن بدون حرب وبشكل غير محسوس ولكنه لم يفعل!

فلو ان صدام خرج من حرب ايران بما لديه من معدات وجيش وقوة حافظ عليها وترك الكويت بين مطرقة جيشه البعيد عنها عسكريا والقريب منها جغرافيا وبين سندان المخابرات العراقية المتغلغلة في الكويت انذاك لما راق ذلك لامريكا ولا لأسرائيل. ان اكثر من استفاد من وضع حرب الكويت وما بعدها هو اسرائيل. حيث ان الاخيرة لم يكن يروقها عراقاً قوياً خصوصا ومن المعلوم فأن بعد العداء قد تتولد صداقة وهذا ما كانت تخشاه اسرائيل بان تتحسن علاقة العراق بايران وقد كانت هناك مؤشرات على ذلك رغم الحرب.

وعلى هذا الاساس فعلت امريكا فعلتها فدفعت صدام لغزو الكويت ثم قامت بقتل ملالاين العراقيين من خلال الكويت والسعودية وعلى مدى الحصار البربري ثم الحرب القذرة الاخيرة وتلتها ما هو مستمر حتى يومنا هذا. وهذا كله تمهيداً لخلق العداء الذي سوف لن يزول بسهولة الا اذا انتبهت الكويت والسعودية وكذلك العراق لذلك ناهيك عن ايران. والحليم تكفيه الاشارة فانتبهوا يا اولي الالباب.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter