بسم الله الرحمن الرحيم

نضوج العملية الديمقراطية سيؤدي الى رفض الطائفيين والمخادعين


أثبتت عملية الانتخابات لمجالس المحافظات العراقية اليوم بأن الشعب العراقي مهما فعل به الاعداء ورغم الحروب وسنوات الدكتاتورية والحصار البربري فانه شعب حي لايموت. لقد ادى الشعب العراقي الانتخابات بصورة ديمقراطية حرة وبلغة بنفسجية تحكيها اصابع هي خير من الشعارات الفارغة والهتافات البراقة التي لاتغني من جوع ولاتسمن من فقر.

عملية الاقتراع التي تمت بواقع أمني جيد ودون حصول خروقات امنية او غير امنية كبيرة سوف تفرز نتائج من اهمها ما يترتب على صعيد سحب قوات الاحتلال من العراق. حيث قيل بأن فريق الرئيس الامريكي وهو شخصياً يراقبون باهتمام كبير سير هذه الانتخابات وذلك لانهم يخططون لسحب المزيد من قواتهم في الاسابيع القادمة خاصة مع مرور الانتخابات بشكل جيد.

ومن الجدير ذكره هو ان الناخب العراقي قد اضهر هذه المرة نضوج ملحوظ رغم تعدد الاحزاب المشاركة وكثرة عدد المرشحين. فلقد لاحظنا ان الناخب اصبح يميز بين الاحزاب والقوائم التي تحاول خداعه بالاكاذيب وتضليله بالشعارات البراقة او شراء اصواته ببعض الوسائل المتخلفة او بالعزف على اوتار الطائفية والعرقية وغيرها وبين البحث عمن يحاول خدمته بصدق واخلاص عن طريق تحسين الخدمات وحل ازماتها التي اصبحت مستعصية ولم تتمكن الاحزاب التي صوت لها سابقاً من حلها. كما واصبح المواطن الناخب يبحث عن التغيير بقصد بناء البلد وتحسين الخدمات والقضاء على الفقر والبطالة والفساد الاداري والتصويت على وحدة العراق وليس لتقسيمه الى اقاليم.

ان النضوج الانتخابي هو تقدم نحو الديمقراطية الحقيقة وفهم لعبتها التي لاتزال العديد من الكيانات السياسية بعيدة عنها فهي تحاول الدخول من الابواب التي دخلتها الى قلب المواطن عام 2005 ولكنها نسيت بأن المواطن العراقي كان حينها قد خرج تواً من أتون الدكتاتورية التي اغلقت عليه الابواب وجعلته بين خيارين لاثاني لها أما ان ينعق للدكتاتور وبيعته او يموت بصمته ويغلق سمعه وحواسه الاخرى عن العالم الخارجي. اما اليوم فلقد اصبحت الابواب مفتوحة امام المواطن للاطلاع على ما حوله من عالم اصبح قرية صغيرة من خلال وسائل الاتصال المتعددة كما وخلص الى استنتاج مفاده ان المذهبية والطائفية والعرقية لاتؤدي الا الى تمزق البلد وتشريد اهله وعدم سلامة احد منهم من الضرر الذي ان عم فانه لايستثني احداً. من هنا فان الذين يستخدمون نفس الوسائل المذهبية والعرقية سوف لن يلقوا ترحيباً سواء في هذه الانتخابات او غيرها ومع مرور الزمن فسيجدون انفسهم خارج نطاق العملية السياسية لأن صناديق الاقتراع يحددها الناخب الذي سوف لن يجدد للذين يخدعونه ولايخدمونه.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter