بسم الله الرحمن الرحيم

البيعة وتجميع الناس والخطب الرنانة والشعارات الفارغة والوعود الكاذبة اساليب بالية


ان عملية تجميع الناس بوسائل الترغيب والترهيب من اجل الانتخابات تقع في خانة النفاق والكذب والتدليس. فما اشبه اليوم بالبارحة عندما يخرج الدكتاتور ليلقي بخطاباته امام جمع من الناس تم حشرهم امام الكامرات لكي يبث تلفازه الخاص خطاب (القائد) عند كل نشرة اخبار يليه بعض الاناشيد او الشعارات او استخدام الرموز الدينية التأريخية وغير ذلك من (بروباكاندا)!

الانتخابات ليست (بيعة) ولقد رأينا بعض الاحزاب الموجودة في الحكم تدلس مرة ثانية لتعلن على شاشاتها بأن المحافظة الفلانية قد (بايعت) القائمة الفلانية!! وهذا نموذج آخر للافلاس والنفاق والتدليس وهو نفس النموذج الذي يتبعه المتسلطون على رقاب الشعوب. وهو نوع آخر من النماذج التي تذكرنا بسنوات القهر والظلم والاستبداد الذي كان يتصف (بالبيعة) والخطابات والتجمعات. والانتخابات ليست زيارات يقوم بها هذا وذاك تحت حماية المدرعات وصفارات سيارات الشرطة مصحوبة بالاناشيد التي استبدلت لتلائم بعض الاشخاص وهم يتجولون فما أشبه اليوم بالبارحة! وللعلم العراقيون قد سأموا ذلك رغم خروج البعض لسبب او لاخر.

والمثال الاخر هو (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس)! وهذا هو ديدن الاحزاب المستبدة التي عندما تستلم السلطة تظهر للناس على أنها ذات منجزات عظيمة فحتى لو تم تبليط شارع في حارة صغيرة معدومة الخدمات تماماً نراهم يظهرون الشارع على أنه من منجزات (الحزب او الثورة) العظيمة. ودع عنك كم سرق من الاموال المخصصة للشارع (المسكين)! بينما يسيطرون هم على التجارة والقصور الفارهة والسياسة كيفما يشاؤون. ولنرى مثلاً ما هي منجزات الاحزاب التي تأتلف مع الحكومة الحالية ومن الذين يروجون لانفسهم بالشكل الذي نراه يومياً من خطب تثير الاشمئزاز لقة مصداقيتها فلنرى الواقع ماذا انجزت احزاب الحكم الحالي:

اولا: عدم القابلية على تحقيق اعادة اعمار الخدمات ولو الاساسية منها منذ عام 2003 فلا توجد كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا مجاري صحية فعالة ولاخدمات صحية تكفي الغرض الاساسي ولا مؤسسات علمية على الاقل بمستوى اعوام السبعينات والثمانينات وحدث ولاحرج. مما تسبب بالامراض المعدية كالكوليرا والحصبة والتهاب الكبد الفيروسي والتيفوئيد وغيرها.

ثانياً: ارتفاع اعداد المهجرين والمهاجرين داخل وخارج العراق بشكل مخيف وموت العديد منهم

ثالثاً: مقتل الالاف من العراقيين بما في ذلك الاساتذة والاطباء والمهنيين وضباط الجيش العراقي الباسل السابق ومنهم الطيارين بالذات

رابعاً: تفشي ظاهرة الفساد الادراي والمنسوبية والمحسوبية وهذا يخالف الدين والقوانين والحضارة

خامساً: تجهيل الشعب بواسطة عدم استخدام الدين بشكله الصحيح واحراف مباديء الثوار والشهداء مثل الامام الحسين (عليه السلام) عن طريقها القويم وذلك بادخال طقوس لاتليق بمقام الحسين (عليه السلام) ولا بمباديء ثورته بل وتعرضها للنقد والاستهجان من قبل المتربصين من الاعداء علاوة على كونها تنافي مباديء الدين الصحيحة

سادساً: ابقاء العراق ضعيفاً غير قادر على الدفاع عن نفسه دون تحقيق تقدم يذكر ببناء جيش قوي من اجل ذلك الغرض. وحتى الابقاء على العراق تحت طائلة البند السابع لمجلس الامن رغم توقيع اتفاقية مع المحتل الامريكي

سابعاً: السماح لبعض الدول الاقليمية للتدخل بشؤون العراق وبشكل مفضوح ومباشر

ثامناً: الابقاء على العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية دون حل وتسبب البيروقراطية والفساد والمحسوبية بتفاقم ازماتها مع ادخال قوانين في الدستور تشجع على تقسيمات مذهبية وطائفية وخير مثال المناهج الدراسية المختلفة بين مدينة واخرى وحتى حي وحي آخر غيره في بغداد علاوة على التشريعات على اسس مذهبية ناهيك عن باقي الامور والمؤسسات الطائفية اما السنية او الشيعية. وهذا تقسيم غير مدني ولامتحضر ولايمت للاسلام بصلة

تاسعاً: صرف اموال طائلة لبعض اللجان دون معرفة مصير هذه الاموال ودون التقدم بحل المشاكل التي رصدت لها هذه الاموال ناهيك عن أموال النفط والتلاعب بهذه الثروة التي تم ـاميمها وطنياً فعادت لتقع في أحضان الشركات التي لايعرف الشعب عنها شيئاً. وعلى سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للاموال فأن الاموال التي رصدت لحل (مشاكل الملكية) وخاصة تلك العقارات التي تم الاستيلاء عليها من قبل أشخاص قدموا من (أيران) بدعوى انها تعود لهم قبل ترحيلهم او رحيلهم مما تسبب بخسائر كبيرة للذين قاموا بشراء هذه العقارات عبر سلسلة طويلة من البيع والشراء من واحد الى الاخر ورمموها وحافظوا عليها. ولم تحل مشكلة هؤلاء لحد اليوم ولم يتم تعويضهم رغم مرور سنوات عديدة على تقديم الطلبات وصرف الاموال للجان المعينة! علماً بأن الاستيلاء على هذه العقارات خاصة في (النجف) من قبل العائدين من (أيران) مع الاحتلال الامريكي قد تم منذ عام 2003 . كما ويترتب على ذلك اعادة تقييم اسعار هذه العقارات مع تعويض مالكيها عن الاضرار التي لحقت بهم خلال هذه السنوات من فقدان للايجارات وغير ذلك ولكن هذا لم يحصل وهذه واحدة من انجازات الذين يحكمون (ويلقون خطبهم من وراء الزجاج) بنفاق مفضوح.

عاشراً: هناك العديد من الامور ولكن نتوقف عند آخر قرار يصدر عن (الائتلاف الحاكم) وبواسطة وزير ماليته (باقر صولاغ) وهو من أهم القرارات والمنجزات التي سيكتبها التأريخ لهم. حيث طالعنا في الاخبار المنشورة حديثاً بأن هؤلاء قد أتخذوا قراراً بسحب صفة الشهيد من (شهداء) الحرب العراقية الايرانية! فمن أعطى هؤلاء هذا الحق؟! وهل تم ذلك بالتصويت عليه في مجلس نوابهم مثلاً؟ أم أنه مجرد لقب يطلقونه كما يشاؤون مثل ما اطلقوا لقب (شهيد المحراب) وهو مختص فقط (بالامام علي عليه السلام) على المرحوم محمد باقر الحكيم الذي لم يستشهد في المحراب كما حصل بالضبط مع الامام علي عليه السلام عندما تم ضربه في المحراب وهو ساجد. المهم هنا هو ان شهداء الحرب العراقية الايرانية هم شهداء العراق شاء من شاء وابى من ابى. أم ان هؤلاء يرون بأن الذين قاتلوا أيران ليسوا بشهداء بل أعداء لأنهم لم يقفوا مع الخميني لقتال صدام؟! ونقول بأن هؤلاء قاتلوا ليس من اجل صدام بل لأن الخميني رفض وقف القتال لمدة ثمان سنوات بعد أن اعلن العراق بعد اليوم السادس من الحرب بأنه يوقف القتال من جانب واحد. فكان أحرى بالخميني منذ ذلك اليوم أن يستجيب لذلك ويوقف القتال حقناً لدماء المسلمين وللمحافظة على ثرواتهم ووحدتهم ولكنه لم يفعل بل وكان الاجدر به أن يطالب بوقف الحرب منذ اليوم الاول حقناً لتلك الدماء. ولكن الخميني لم يفعل واستمر وعندما قبل بوقف الحرب بعد ثمان سنوات عجاف من الدمار والقتل وصف ذلك بتجرع كأس من (السم)!!! أذن فأن الشهداء الذين سقطوا دافعوا عن العراق حتى لو كان صدام قد زجهم في الحرب فهم حينئذ جيش مسلح في حالة حرب لايملك ألا ان يدافع عن بلده الذي اوقف الحرب من جانب واحد منذ اليوم السادس. ولايفوتنا هنا أن نذكر بأن واحدة من الاخطاء التي تم السكوت عليها بعد قرار الحاكم الامريكي السيء الصيت (بول بريمر) ولم يتم تعديلها من قبل الائتلاف الحاكم هو قرار حل الجيش العراقي السابق وهو جيش العراق البطل وليس جيش أحد.

اضف الى ذلك ان من منجزات هؤلاء واهدافهم المعلنة هو تقسيم العراق الى كانتونات على اسس مذهبية وعرقية وطائفية وقومية وهذا أمر غير مرحب به طال الزمن ام قصر. واذا حدث فسيجر على العراق واهله ويلات من الحروب والمنازعات لاسامح الله.

وعليه يجب اخذ الحيطة والحذر فيمن يعطي العراقيون اصواتهم له. أي يجب أن يكون ذلك عراقي وطني لامذهبي ولاطائفي وله برنامج واضح بأعادة البناء والتطور العلمي والثقافي وتحسين معيشة المواطنيين بصدق واخلاص دون نفاق ولاكذب ولا اتباع اساليب كالبيعة وما شاكلها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter