بسم الله الرحمن الرحيم

الابادة الجماعية في غزة استمرار للنهج العنصري ضد العرب والمسلمين


اعتمدت السياسة البريطانية في سيطرتها على الشعوب ونهب خيراتها على منهجي المكر والخداع من خلال مبدأ (فرق تسد) المعروف. ولقد استمر هذا المبدأ حتى يومنا هذا ليس فقط في تعاملهم مع المستعمرات ولكن حتى في تعامل الخصوم مع بعضهم البعض في داخل المكونات البريطانية على كافة المستويات. هذا على خلاف السياسة الامريكية التي تعتمد على مبدأ القوة ولهذا فأن كلا الدولتين يكمل احدهما الاخر في معظم الشؤون خاصة المتعلقة في الدول الاخرى وفي مجلس الامن. وهذا ما ينطبق على القضية الفلسطينية بشكل خاص والعرب بشكل عام.

كانت بريطانيا تختلف عن فرنسا باستعمارها للدول. فالثانية تفرض استعمار ثقافي ولكنها مقابل ذلك تبني وتعمر وهذا ما نراه في المغرب العربي أي انها تحاول ان تطمس لغة ودين وثقافة الاخر. وبالمقابل تعطيه ثقافتها ولغتها وتساعده على البناء نوعاً ما. بينما تعتمد بريطانيا على تجهيل الاخر وبدلاً من ان تعلمه كيف يعمل تجعله معتمداً عليها وتعتمد اساليب ماكرة في السيطرة. فهي في العراق كانت تأتي بالهنود لكي يجبوا الضرائب من الشعب فيذهب العراقي الى البريطاني مشتكياً من الهندي ليجد البريطاني فاتحاً له ذراعيه لاعناً الهندي جابي الضرائب الذي جلبها اليه تواً! وتستخدم نفس المبدأ في مصر والفرق هنا تستبدل الهندي بالسوداني! ومن اساليبها الماكرة والخطيرة التي اهدرت دماءاً كثيرة منذ ذلك الزمن الى يومنا هذا وخاصة في البلاد الاسلامية هو مساندتها للقلة لكي تحكم الكثرة واستقطاع اجزاء من البلاد لكي تزرع الفتنة بين الدول اما بتنازعها كما يحصل في كشمير وكما حصل في شبه الجزيرة الهندية التي انقسمت الى باكستان والهند وثم بنغلادش وبقيت كشمير تنزف دماً او كما هو الحال في الحدود بين ايران والعراق والعراق والسعودية والعراق والكويت وقطر والسعودية وغيرها.

ان اخطر أمر فعلته بريطانيا وساندته امريكا بقوتها ونفوذها هو امر تقسيم فلسطين على اساس عنصري ديني وذلك بانشاء وطن قائم على اساس ديني تحت اسم اسرائيل. كان ذلك بما يعرف بوعد بلفور الذي نتج عنه قيام المنظمات الصهيونية حينها بانشاء هذا الوطن تحت ذريعة دينية لايتفق معها جميع اليهود بل هناك يهود يعارضون انشاء هكذا وطن لانه لايتفق مع مباديء التوراة القديمة. وهناك فرق كبير بين الصهيونية التي هي حركة سياسية وبين اليهودية وهو دين سبق الاسلام وبشر بقدوم نبي الاسلام وحث على اتباعه من قبل اتباع الاديان السابقة ومنها اليهودية حسب (كتاب التثنية الفصل 18 المقطع 17 الى 24 ) ناهيك عن انجيل برنابا الذي يصرح باسم الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بصراحة وغيرها من كتب العهد القديم ويطلب اتباع دينه. ولايوجد دليل واحد على الاطلاق يدل على ان العبرانيين في عهد موسى او بعده قد ملكوا فلسطين او دخلوها ولا يوجد دليل على ان ابراهيم (عليه السلام) قد تملك شيئاً فيها انما هي احلامهم بذلك. اضف الى ذلك ان ابراهيم لم يكن يهودياً ولو افترضنا (وهذا افتراض لاصحة له) بأنه قد وعد بالارض المباركة فمن حق ابناء اسماعيل بان يكون لهم نصيباً بذلك. ولكن ابراهيم قد مات وهو لم يملك شيئاً وقد دفنه ابناءه بقبر كانوا قد اشتروه لذلك من اصحاب الارض من الكنعانيين.

منذ تأسيس (اسرائيل) بقرار بريطاني ومساندة امريكية وخيانة اقليمية عربية معروفة تم تمزيق الامة العربية والاسلامية واضعافها وقتل اهلها وتشريدهم من ديارهم وافتعال الحروب ضدهم وتسليط الحكام عليهم. ومنذ ذلك الزمن والدماء العربية والاسلامية تنزف باستمرار بأبادات جماعية مذلة وعنصرية رهيبة واحتقار يراد به تمريغ وجه الامة بالتراب وبالذل والعار. وما يحدث اليوم في (غزة) هو استمرار لهذه المجازر الجماعية والاذلال المهين لكل ما هو عربي ومسلم بل لكل ما هو انساني ومتحضر. فالشعب الفلسطيني كغيره من الشعوب يريد ان يعيش بسلام كما تريد (هذه المرأة) ان تعيش بسلام حسب ما قالته وهي في طريقها لتكون رئيسة وزراء (اسرائيل) ولكن ليس قبل ان تخضب يديها بالدم العربي الفلسطيني قبيل تبؤها لهذا المنصب. فلماذ لايتركوا الشعب الفلسطيني يعيش في دولته المستقلة جنبا الى جنب معهم؟ و لماذا لايحلوا قضيته بسرعة بل ويخادعون فيها منذ زمن طويل؟

كيف تريد اسرائيل ان تعيش بسلام بين شعوب تقتل اهلها يومياً وعلى مر العصور وتضرب مرتكزاتهم كما ضربت مفاعل تموز النووي في العراق والذي لاينسى ما دام الدهر. فالبارحة قتلت الشعب اللبناني ومن قبله الشعب المصري والسوري والاردني وغيرهم ولاتبرح تهدد ضرب مرتكزات الشعب الايراني العلمية رغم انها تكدس مئات الرؤوس النووية الكافية لاحراق الشرق الاوسط كله. كيف لدولة كهذه تقتل الشعوب التي تجاورها رغم احتلال اراضيها (اي اراضي هذه الشعوب) ان تستطيع ان تعيش بسلام كما تقول هذه المرأة؟! هذا هو عين الارهاب وليس السلام. قتل الاطفال والنساء وتدمير المستشفيات وبنى الخدمات ليس الا ارهاب ورعب.

والشعوب سوف لن تنسى ذلك ولن تنسى غيره وتلك الايام دول!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter