بسم الله الرحمن الرحيم

العراق ليس بحاجة الى نادي مجلس المشايخ الخليجية وسيكونون هم بحاجة اليه


صدرت تصريحات عن مسؤولين من مشايخ دول مجلس التعاون الخليجي حول تصريحات وزير الدفاع الامريكي حول حثهم لكي ينضم العراق الى مجلس تعاونهم. حيث جائت هذه التصريحات رافضة لذلك ولقد علل هذا الرفض عبد الرحمن الراشد بأن العراق غير مؤهل الان للدخول في أي نادي كناديهم لأنه مريض يعالج في المستشفى وعليه أن يتعافى أولاً!

لابد أن يفهم الراشد ومن لف لفه من اصحاب النوادي التعاونية الخليجية بأن العراق والشعب العراقي لم يطلب من وزير الدفاع الامريكي للتحدث بالنيابة عنه لكي يأتي الراشد ويصف العراق بالجسم المريض. ان هذا اسلوب غير مهذب وفض وبحاجة الى لباقة ادبية لكي يتسم بالجدية والصراحة. ولو افترضنا بأن العراق جسم مريض فواحد من الاسباب المهمة التي جعلت العراق كذلك هو مشايخ نادي التعاون الخيليجي (العربية)! فمن هذه المشايخ انطلقت القوات الاجنبة لضرب وتهديم العراق منذ عام 1991 ومنها فرض الحصار على العراق فقتل مليون طفل عراقي ومنها انطلقت جحافل الارهاب فقتلت ولاتزال الالاف من العراقيين ومنها يتم تمويل هذه المجاميع الارهابية بالاموال وهلم جرى.

العراق سوف يتعافى وهو عند ذاك سوف لن يحتاج نادي مشايخ التعاون الخليجي. لقد اثبت هذا النادي فشله في كافة الاصعدة. فهو لم يحقق تقدماً يذكر لمواطني ذلك المجلس سوى اجتماعات لبعض المترهلين جسدياً وسياسياً وجعلهم أسواقاً للشركات الاجنبية كمستهلكين ليس ألا.

يمتلك العراق من المقومات البشرية والاقتصادية والمادية والعقول والجامعات والارث الحضاري وغير ذلك الكثير مما لايتوافر لدى جميع دول مجلس التعاون الخليجية مجتمعةً. علاوة على ذلك فأن العراق لم يكن وسوف لن يكون يوماً ما سوقاً مستهلكة لترويج وتمرير بضائع شركات الاغذية والملابس ومواد التجميل والعطور والتوابل والبخور وغير ذلك من الشركات الاجنبية. فالعراق له أرث ابداعي يتسم بالانتاج والعمل والمثابرة والاختراع اضف الى ذلك انه لم يكن يوماً ما معتمداً على العمالة الاجنبية لان أهله يعملون وينتجون اذا ما تسنى لهم ذلك. كما هو شأن الاسر العراقية التي لاتعتمد على استقدام الخادمات الفلبينيات او السريلانكيات وغيرهن. العراقيون لايحتاجون الى ذلك. اضف الى ذلك ان المجتمع العراقي خليط متنوع من الحضارات والاعراق والاجناس وهذا مصدر قوة وليس ضعف كما يعتقد الراشد.

واخيراً فأن تصريح روبرت غيت يركز على نقطة مهمة ذكرها غيت بشكل مباشر الا وهي الدور ألايراني المتصاعد. فأن روبرت غيت لم يصرح بذلك قبل شهر او اكثر رغم أن الضروف لم تتغير كثيراً ولكن السبب هو اطلاع غيت على سياسة الادراة الامريكية الجديدة في المنطقة. فالمنطقة مقبلة على تغيير جوهري الا وهو القبول والتسليم الامريكي بأيران النووية. فامريكا سوف تدخل التفاوض مع أيران على هذا الاساس. ولو افترضنا أن العراق قرر أن يكون شريكاً لأيران وليس مناؤاً لها ولا محايداً وعلى المستويات الستراتيجية والاقتصادية والامنية كلها فسيكون مصير دول نادي التعاون الخليجي غيرما تتمنى. عند ذاك سوف يتوسلون بالعراق وبأيران لأن امريكا سوف تميل الى جانب الاقوى الذي يفرض نفسه على الواقع الاقليمي. وهنا سوف يتم طرق ابواب العراق ليس كما يفهمه عبد الرحمن الراشد بل كما يفهمه اسياده. وان كان لايفهم فليسألهم؟

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter