بسم الله الرحمن الرحيم

عمار الحكيم دور الوريث المتسلط


من سخرية الدهر أن يأتي شخص من امثال (عمار الحكيم) لكي يرث من ابيه مسؤولية حزبه وهو يمارس دور دكتاتوري دون أن يكون له موقع رسمي في الدولة في الوقت الذي يعيبون به على الاخرين الوراثة في الحكم بينما يرثون هم رئاسة الاحزاب! يتكلم هذا الشخص بشكل يدعو الى الازدراء وكأنه عالم بكل شيء وله سيطرة على كل شيء في العراق بل وكأنه قد حرر هو وابوه العراق من التعسف والعبودية والاستبداد. والادهى من ذلك فأنه يتكلم بالانتصارات والمكاسب الذي حققها هو وحزب ابيه للعراقيين ولايحتاج احد الى تفكير لكي يكتشف كذب وتكلف وتكبر هذا الشخص. لم يكن عمار الحكيم اثناء الحصار والحروب والمعاناة التي عاناها العراقيون الا في طهران يتمتع بالملايين من الدولارات وهو اليوم يسيطر على التجارة مع ذلك البلد بينما طالب أبوه بمنح أيران تعويضات عن حرب (صدام – خميني). ولم يصب عمار الحكيم ولو جزء ضئيل من الضيم والقهر والظلم والاستبداد والتشرد والهم والمعاناة القاسية التي اصابت ولاتزال تصيب العراقيين على مختلف شرائحهم وفي جميع الاماكن.

يحاول عمار الحكيم ان يجهد نفسه ويعتصرها لكي يتكلم مع الذين ينتخبونهم له وكأنه ذلك الدكتاتور او أبن ذلك الدكتاتور ولكن بدلا عن الزيتوني نجد الجبة والعمامة السوداء. ولايزال هذا الشخص يحاول جاهداً تذكير العراقيين بالنظام السابق وكأنه هو الذي اسقطه وليست الدبابات الامريكية المحتلة وهو قد جاء بعدها او ربما مع قدومها. كما وانه يُذَّكر من يلتقي بهم بعائلة الحكيم على أنها صاحبة الفضل على العراقيين وبأنها عانت في السجون وغير ذلك من اجل العراق متناسياً بأن العراقيين كلهم قد عانوا أكثر مما عانت أسرته. بل وهناك عوائل ومدن كاملة دمرت من قبل النظام السابق والفرق هو ان اغلب العوائل التي اعدمت ابنائها لاتزال تعاني من القهر والفقر والفاقة وعدم الاهتمام بينما يتنعم هو بالقصور الفارهة والتجارة المتزايدة والمواقع السلطوية أكثر مما كان في طهران. ويذكر عمار الحكيم للذين يلتقي بهم (منظمة بدر) بينما لايعلم هو بأن العراقيين عندما يسمعون باسم هذه المنظمة يتبادر الى اذهانهم اشتراكها بقتل العراقيين الى جانب الجيش الايراني اثناء الحرب (الصدامية – الخمينية ). كان على عمار الحكيم ان يقرأ القرف الذي ظهر على وجوه ابناء عشائر ديالى وهم يحاطون بجيش من حمايته ولايكادون يطيقون سماع حديثه وهو يتكلف كل كلمة يقولها لهم او لغيرهم في جامعة كربلاء فهو (ماشاء الله!) يلتقي بكافة الشرائح من الاطباء والمهندسين ورجال القانون والسياسة وشيوخ القبائل والنساء وطلاب الجامعات والاساتذة لكي يعلمهم او ربما يثقفهم باحوال العراق وغيره فهو العالم بكل شيء. أليس هو هذا حال المتسلطين والذين يحبون الظهور والتسلط والاستبداد؟

والامَرُ من ذلك هو ان عمار الحكيم يتدخل في كل شيء دون علم ولامعرفة ولاموقع رسمي وبشكل يعيد الى ذاكرة العراقيين (حسين كامل وعدي صدام وغيرهم). فهو يلتقي بالكوادر العلمية والكفاءات والسفراء والوزراء ويسافر الى مختلف الدول ويلتقي شيوخ العشائر والمنظمات النسوية والدينية واحياناً يصبح قاريء مقتل الحسين (عليه السلام) وغير ذلك كثير مما يؤهله الى موقع دكتاتوري ولكن تنقصه الصفة الرسمية وقد لايليق الموقع الدكتاتوري بالعمامة والجبة.

وفي اكثر من مرة يطلع عمار الحكيم في فضائيته الفرات ليقول للناس بأن العمل والوضائف والمعاناة لاتهم بل المهم هو انهم بقوا يرفعون اسم الحسين! فهل نسى عمار الحكيم بأن الحسين ما خرج الا لكرامة الانسان وما خذله الا العراقيين من اهل الكوفة انفسهم. كما وعلى عمار الحكيم أن يفهم بأن العراقيين بحاجة الى عمل ووضائف وكرامة بأنهاء الاحتلال واعادة بناء ما دمر من جراء هذا الاحتلال.

أخيراً نحن نعلم بأن شهيد المحراب هو أنسان واحد تم ضربه بالسيف في المحراب ومات على اثر ذلك وهو الامام علي (عليه السلام) فكيف تنسحب تلك التسمية على المرحوم محمد باقر الحكيم وهو قد تم اغتياله ليس في المحراب بل خارجه؟

اننا مع كل من يريد ان يخدم العراق ولكن يجب ان يكون ذلك بالعمل والفعل وكل حسب اختصاصه ومؤهلاته وليس بالتسلط والدكتاتورية وتبوأ مناصب حزبية او سلطوية بالوراثة. كما ويجب احترام الاخرين وذلك بعدم التمدد خارج نطاق الحجم الحقيقي لذات الشخص اعتماداً على مؤهلاته وخبرته ومجال اختصاصه التي يجب ان تبقى ضمن نطاق حدودها الفعلية. وخلاف ذلك سوف لن يخدم قضية ذلك الشخص ولا يخدم غيره وستكون بدل الدكتاتورية الواحدة دكتاتوريات متعددة سيكون لها نفس مصير الدكتاتوريات التي سبقتها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter