بسم الله الرحمن الرحيم

ماهي الاسباب التي ستؤدي الى حصول أنقلاب عسكري في العراق؟


لايمكن لأحد ان ينكر المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق والتي لم تؤدي لحد الان الا الى الدمار والوعود الكاذبة والانهيار شبه التام للبنية الاساسية والخسائر المستمرة على كافة الاصعدة. لقد اصبح العراق بعد جملة الحروب المتتالية بما فيها الحرب الاخيرة التي لاتزال مستمرة كالجسد الجريح الذي تكالبت عليه الذئاب من كل حدب وصوب من البعيد والقريب. كما و اصبح واضحاً بأن الحرب الامريكية الاخيرة كانت مدروسة من اجل اهداف بعيدة المدى تم ويتم التخطيط لها بقرارات تم تنفيذها منذ ان اصبح سيء الصيت (بول بريمر) حاكما امريكياً للعراق.

يعاني العراق حالياً من خلل تام وفساد ادراي في كافة القطاعات بما في ذلك الجيش الذي يريد ان يكون كباقي الجيوش في العالم قادراً على بناء نفسه بنفسه لكي يحمي الوطن وحدوده من المعتدين والطامعين والغزاة. ان وضع العراق قبيل ثورة 14 تموز بقيادة بعض الضباط من الجيش العراقي انطلاقاً من معسكر المنصور في ديالى باديء ذي بدأ لم يكن أسوأ من وضع العراق في هذا اليوم. ولم تكن المبررات لذلك الانقلاب العسكري ان صحت التسمية كما هي الان.

هناك العديد من الاسباب التي تنذر بحدوث انقلاب عسكري و سيكون له مؤيدين من كافة القطاعات العراقية وبشكل واسع على المستوى العشائري والعسكري والمثقفين وباقي الشرائح. ومن أهم هذه الاسباب التي ستؤدي الى حدوث انقلاب عسكري ومجيء حكومة انقاذ وطني هو فشل وعمالة بعض الاحزاب العراقية الحالية وتناحرها لتحقيق مصالح ذاتية بل وعملها نيابة عن دول اقليمية مجاورة وبشكل سافر مع وجود نزعات انفصالية عند البعض الاخر. اما السبب الثاني هو استهداف العراق من قبل الدول الاقليمية وانتشار عملاء ومخابرات هذه الدول مما عقد مسألة الاحتلال الامريكي فصار العراق ساحة للصراع ما بين هذه الدول وامريكا.

هناك عوامل اخرى مستجدة بعد حصول تغيير في الحكومة الامريكية القادمة والتي ستدخل البيت (الابيض) بعد اسابيع قليلة حيث ستواجه هذه الحكومة صعوبات وتحديات داخلية وخارجية كبيرة جداً مما يجعلها غير ملزمة بسياسات سابقتها. ومن اولى اولوليات عدم الالتزام واحداث التغيير الجذري هو الحرب المستمرة بدون نتائج في العراق. هذه الحكومة سيكون لديها (سيناريوهات) او خطط معدة مسبقاً اقل ما يقال عنها انها اخطر بل وأسوأ من حكومة الحزب الجمهوري المخلوع (ديمقراطياً).

ان مراجعة بسيطة للانقلابات العسكرية التي حدثت في مناطق عديدة من العالم تؤكد بأن جميع ما يحدث الان في العراق يمهد لذلك. وطبعاً الانقلاب يقوم به الجيش بالتعاون مع البعض الاخر والجيش سوف لن يأتي ويصرح بانه سيقوم غداً بالانقلاب بل أنه يفاجأ به البلاد ككل. واذا كانت امريكا (جورج بوش) لاتقبل بذلك لانها صاحبة مشروع الديمقراطية ولو كانت (معاقة) فأن امريكا (باراك اوباما) قد تسمح بذلك وقد تجد به مخرجاً لها من المأزق الذي سيتركه (بوش). كذلك هو الجيش العراقي الذي يشعر بمرارة متراكمة من جراء ما حدث له وما حدث لبلاده فأن فيه من يتوق لانهاء مسلسل العنف والطائفية ولتحرير العراق من الاحتلال متعدد الاشكال. ومن السذاجة ان تستمر الدول التي دخل العراق معها بحروب بمعاداة العراق وجيشه بواسطة اعلامها وتصريحاتها وما شابه بينما يرفع سياسيو العراق الجدد شعارات وصور رموز تلك الدول بل ويحولون العراق الى تابع الى هذه الدول. انهم انما يهينون بذلك ليس الجيش العراقي فحسب بل والشعب. ان هذه الاسباب ستدعو الى حدوث انقلاب عسكري عاجلا ام اجلا. طبعاً نحن لسنا مع أي انقلاب عسكري يأتي بحكم فردي دكتاتوري متسلط ولكننا نقرأ ان ذلك سيحصل أن لم يتغير الوضع العراقي الحالي. ومن الخطأ التصور بأن الرقابة على الجيش والتجسس على قادته ستكون كافية للحيلولة من ذلك بل على العكس فأن الضغط سيولد الانفجار الاكبر وكما يوجد آليات عند البعض فالذي يريد احداث تغيير عسكري ستكون له آليات سرية مغايرة. ومما يساعد على نجاح الانقلاب هو عدم نضوج ديمقراطية صحيحة ومؤسسات مدنية وقضائية رغم طول الفترة منذ سقوط النظام السابق بعد الغزو الامريكي.

ان خير وسيلة لتفادي حدوث انقلاب عسكري خاصة مع التغيير الامريكي القادم هو قيام ديمقراطية صحيحة ترتكز على اسس نموذجية ومؤسسات مدنية وقضاء مستقل واعادة بناء البلاد على مستوى كبير وبناء قوات عسكرية بكشل جيد ومهني وبمختلف الصنوف وتحرير العراق من كافة اشكال الاحتلالات والتدخلات الخارجية والمخابراتية ومعالجة الاسباب الاخرى التي قد تؤدي الى قيام انقلاب عسكري فالوقاية خير من العلاج والانتصار لابد ان يكون حليف الشعوب مهما حصل.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter