بسم الله الرحمن الرحيم

نصيحة الى السيد نوري المالكي والسيد مقتدى الصدر


لقد تقدمنا بالنصح للسيد مقتدى الصدر قبل ايام وهو قد تقدم بخطوة ايجابية لعلها تنم عن خوف الله وكان افضلها هو تبرئة نفسه من اعمال القتل والاجرام الاخرى التي تقوم بها عصابات ذات توجهات مختلفة سواء من جماعته او من غيرهم ولكن تحت نفس المسمى. ان السيد مقتدى الصدر في نفس الوقت قد اعترف بأن جزء كبير من المسلحين يعودون الى جماعته وذلك بالطلب منهم بأن يتوقفوا عن الاعمال المسلحة وهذا اعتراف واضح من قبله بأنهم تابعون له وانهم يستخدمون السلاح بشكل يخالف القانون. ورغم ان هذه خطوة ايجابية ولكن سيكون السيد مقتدى الصدر اكثر مصداقية وقبولا لو اتبع هذه الخطوة بحل ما يسمى بجيش المهدي (والمهدي منه براء) وتحويل جماعته الى مجموعة او منظمة او حزب سياسي وطني يسعى الى انهاء الاحتلال وبناء البلد بالوسائل السلمية والمحافل الدولية وكسب احترام الشعب قبل كل شيء. كما واننا نحترم (المرحوم السيد محمد صادق الصدر) ولكن يجب ان ينتبه السيد مقتدى الى نقطة مهمة وهي ان حصر تياره باسم عائلة واحدة او فرد واحد (بالتيار الصدري) لايخدم لاقضيته ولا استشهاد والده ويجعل من تياره محدودا على اشخاص بعينهم وربما جعل الاخرين ينظرون الى من معه بانهم ينتفعون ماديا واجتماعيا بهذا التنظيم وهذه التسمية التي تضر مسماها اكثر مما تنفعه لان التفع لو كان بهذا الشيء لسمي الناس اسمائهم بالحسين او الرسول او علي بن ابي طالب عليهم السلام. كما وان تيار باسم عائلة واحد في بلد متعدد الاعراق والديانات والعوائل لايصلح ان يكون ذا طابع وطني وقد تكون تلك التسمية عائق ضد قبول الكثير من الناس له. اننا ننصح السيد مقتدى الصدر بأن يتخذ خطوات ايجابية لتعديل مسيرة جماعته وتطهيرها من المنتفعين باسم ابيه او الذين اندسوا بها وان تكون اهدافها لخدمة العراق وسيادته بغض النظر عن الدين والعرق وعدم فرض رأي مجموعته على الناس باي شكل من الاشكال لان الله خلق الناس احرارا وهو الذي يحاسبهم وما على الذين يريدون بالناس خيرا الا النصح والمساعدة وبذل الجميل والاحسان ليس من اجل عيون احد بل من اجل الله تعالى فالذي يريد ان يرجم الاخرين عليه ان يطهر نفسه اولا وان يكون بلا خطيئة.

كما و نتقدم بالنصحية للسيد نوري المالكي لنقول له بانه قد تأخر كثيرا لما يقوم به الان من محاولة تعزيز الامن وسلطة القانون وسيادة الدولة ولكن رغم ذلك فان ما قام به هو خطوة في الاتجاه الصحيح الذي هو مطلب وطني وشعبي منذ فترة. ولعل السيد المالكي قد شعر بما شعر به الكثير من المواطنين الشرفاء وحتى اعداء العراق بعد خطوة تعزيز الامن في البصرة. فالجميع قد شعر وللمرة الاولى بأن هناك دولة لها قوة وسيادة وتستطيع ان تفعل ما تقول وان تفرض القانون لحماية الوطن وخيراته من عصابات الاجرام وعبث العابثين ومن لف لفهم. وعلى هذا الاساس فان السيد المالكي مطالب وعليه تقع مسؤولية الاستمرار بتطهير البصرة وكافة محافظات الجنوب والعراق من كافة المجرمين وقطاع الطرق والعصابات التي تعيث في الارض فسادا وفي العباد تقتيلا وانتهاكا وفي نفس الوقت عليه البدأ باعمار البلاد (وهذا أي اعمار البلاد بند جيد تقدم به السيد مقتدى في بيانه الاخير - وهذا يقلل من البطالة التي تدفع الى الوقوع بالخطأ من قبل الشباب) والتقليل من البطالة وتوفير فرص العمل وبناء الخدمات وتطهير مؤسسات الدولة من عناصر الفساد الاداري والمالي. ان تطهير وفرض الامن في البصرة يجب ان يستمر حتى النهاية لانه اذا توقف عند نقطة ما قبل النهاية سوف يهدأ ليعود بعد حين فالعصابات قد تنام لكي تعود ثانية اذن الواجب هو اعتقال وتقديم اصحابها والضرب بقوة على كل من يحاول العودة للنهب والقتل والسلب وفرض رأيه على المواطنين. وهذا يجب ان يستمر وينسحب على كافة المحافظات.

ان السيد المالكي قد خطى الخطوة الصحيحة لفرض سيادة القانون والدولة ويجب عليه الاستمرار بذلك حتى يتوفر الامن ويقضى على العصابات ويحال المجرمين الى القضاء. كما وان السيد مقتدى الصدر قد خطى خطوة ايجابية وعليه ان يتمها بخطوات اخرى قد ذكرناها اعلاه. علما بان المستفيد من الاقتتال هم اعداء العراق والمحتلين الذين يسعدهم ان يروا العراقيين يقتتلون بينما هم يعززون احتلالهم وقواعدهم وانطلاقا من قاعدة (فرق تسد). وان خير طريقة لانهاء الاحتلال والوضع السائد هو وحدة العراقيين انفسهم فالاحتلال يبقى مع الفرقة ويرحل مع الوحدة وبناء العراق لهذا فان الاحتلال هو نفسه من ساعد وغض النظر عن القاعدة لكي تأتي الى العراق فتكون رديفه الذي يساعده على البقاء وعلى تعطيل عجلة التطور وذلك من اجل سرقة نفط العراق ومن اجل عيون دولة واحدة بعينها.

قال تعالى:

إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter