بسم الله الرحمن الرحيم

عبود قنبر قال كلمة حق يراد بها حق


عند التقائه ببعض الشباب من الطلبة العراقيين في منطقة الدورة جنوبي بغداد قال لهم قائد خطة فرض القانون (الجنرال عبود قنبر) ان العراقيين اصحاب حضارة منذ سبعة الالاف سنة ومنهم اليوم (اطباء وغيرهم) في الدول المتقدمة. وعندما علق احد الشباب على كلام قنبر قائلا: وهم (ماشين) استدرك السيد قنبر وقال له: كلا بل هم اساتذة! وهذه هي الحقيقة وهذا هو الحق وهذه هي كلمة الحق. فمن (النعم) التي انعمها صدام على العراقيين كما كان يقول لهم ذلك الى اخر لحظة في حياته بانه جعلهم موزعين على اصقاع العالم. ومن بين هؤلاء العراقيين مبدعين من (الاطباء) وغير الاطباء من كافة الاختصاصات ابدعوا في عملهم ومجالات اختصاصاتهم بشكل يشهد له اعدائهم قبل اصدقائهم. وتشهد للعراقيين من الاطباء وغيرهم الجامعات والمعاهد العلمية وميادين البحث والمستشفيات في كافة الدول المتقدمة التي كانت محضوضة بالحصول على هذه العقول الجادة والفعالة والتي لاتكل من العمل والعطاء اذا ما وفرت لها الامكانيات البسيطة والمتقدمة.

ورغم القهر والضروف الصعبة والتفكير بالوطن الجريح والاهل والحروب والغربة القصرية التي فرضت على العراقيين في اغلب الاحوال فرضا دون ارادتهم فانهم ابدعوا وقدموا من العطاءات للدول الغربية وغير الغربية التي استضافتهم ما يعجز الانسان من احصائه. والشيء المهم هنا ان عطاء الاساتذة والاطباء والعلماء العراقيين لم يقتصر على افراد متميزين او مجموعات قليلة بل شمل كافة العراقيين دون استثناء وهذا ما تشهد له مؤؤسساتهم في الدول التي يعملون بها.

والعراق ينهض اليوم من بين الركام ليس كطائر العنقاء بل لكي يقتدي به هذا الطائر ان كان موجودا! وعليه فان عام 2008 يجب ان يكون ليس عام البناء فحسب بل وعام العلم والتقدم. فالعراق الذي اسس اول حضارة انسانية ووضع الاحرف الاولى للكتابة يجب ان يعيد عطائه لهذه الانسانية من خلال ابنائه المبدعين في الداخل والخارج. ولقد راينا كيف نهض طائر العنقاء العراقي في شارع المتنبي من خلال المسرحيين العراقيين خلال الايام السابقة!

ان المثال الذي ضربه (الاستاذ عبود قنبر) حول ابداع العلماء والاطباء العراقيين في الخارج يجب ان ينظر اليه من عدة زوايا. فالعراق الذي اراد له الاعداء ان يتمزق وتطحنه الحروب الاهلية اكتشف ابنائه دون استثناء خطورة الذي يخطط لهم فسارعوا الى لملمة الجراح وادركوا بان تفرقهم سوف لن يخسرهم الوطن فحسب بل سيخسرون حتى مصالحهم الذاتية التي لربما يتقاتلون عليها. وصار جليا بان تلك المصالح الذاتية نفسها سوف يكون من السهل تحقيقها بل ولربما تحقيق اكثر منها اذا ما اتحد الجميع لهدف واحد هو الوطن وفي الاختلاف رحمة وقوة اذا ما احسن استخدامها وذلك باحترام الراي الاخر وعدم الاستبداد وترك الاقتتال الذي لايلجأ اليه الا الضعفاء والمستهترين بارواح الاخرين.

وهنا يجب ان ينتبه ابناء العراق وخاصة حكومته ليس الى افشال مخطط الحرب الاهلية والتدمير الارهابي ولكن الى مخطط افراغ العراق من العقول ذات الخبرة. و يجب ان تضع حكومة السيد (نوري المالكي) في حساباتها خطط كيفية الاستفادة من العقول العراقية المهجرة والمهاجرة والتي اكتسبت خبرات متراكمة رهيبة وكبيرة في مجالات اختصاصها خاصة وان العراق مقبل على اعادة بناء وتأسيس شركات ومستشفيات ومعاهد ومطارات وغير ذلك.

ان وضع خطط واسس ومحفزات وذلك بالتدارس والاستشارة مع اصحاب الشأن من العقول العراقية ذات الخبرة المتراكمة والتحصيل الدراسي العالي في الدول المتقدمة يوفر ثروة عظيمة للبلاد اذا ما احسن استخدامها ووفرت لها الامكانيات والوسائل. ان هذا سوف يغضب الدول التي يعملون فيها ولكنه لو تم سينعش العراق وذلك بضخ عقول متدربة وذات خبرات عالية مما يعطي دفعة قوية جدا لكافة المجالات العلمية والبحثية والتدريسية والصحية في العراق. وهو في النهاية والبداية سيشكل ضربة اخرى قوية للذين ارادوا افراغ العراق من العقول على مدى الثلاثين سنة الماضية وخاصة خلال وبعد الحرب الاخيرة منذ عام 1991 اذا ما عادت هذه العقول الى العراق.

اللهم انصر العراق والعراقيين ووحد شملهم وقوي عزيمتهم واجعل بلدهم سلاما وامنا و رخاءا وعزا واهدهم لكي يعبدونك ولايشركون بك شيئا ويبنون ولايهدمون ويحيون ولايقتلون ولكي يستفغرك من ضل منهم فيهتدي.

اللهم فرق شمل اعداء العراق واجعل كيدهم في نحورهم وشتت جمعهم واوهن قوتهم واجعلهم بددا لاقرار له.

اللهم اخرج المحتلين دون ان ينالوا من العراق سوءا واجعل من يريد السوء بالعراق منهم طعما للهوام و لا اعدته سالما ولاغانما بل ذليلا منكسرا.

اللهم لاتترك في العراق مريضا الا شافيته ولامهموما الا فرجت عنه ولا معسورا الا يسرت عسره ولامحتاجا او فقيرا الا واغنيته من فضلك امين وانت ارحم الراحمين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وسلاما اكبر على سيد المرسلين محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter