بسم الله الرحمن الرحيم

تباشير الانفراج والوحدة والنصر اصبحت تلوح في افق العراق


اصبحت تلوح وبشكل جلي وواضح تباشير صبح جديد يلقي بافقه الجميل على العراق وشعبه ليمسح عنه الحزن والاسى والدموع. فالانفراج وهزيمة العابثين بأمن الوطن والذين يريدون تمزيق شعبه العريق باتت قاب قوسين او ادنى. ولكن يجب ان تكون اجهزة الامن العراقية ومن يساندها من مجالس الصحوة والمعنيين من ابناء المناطق المختلفة على اعلى درجات الاستعداد والحيطة والحذر لاجهاض أية محاولة يخطط لها من تبقى من الارهابيين لكي يثبتوا بانهم لايزالون موجودين واقوياء. حيث يعمل من تبقى منهم بالقيام بعمليات نوعية ولكن قد تكون خطيرة وتتسبب بتدمير وقتل كبير مما يثير الشكوك والرعب وخاصة عند البدأ بازالة العوائق وفتح الطرق. اذ يجب ان تتخذ البدائل عند رفع الحواجز وذلك بزيادة نقاط السيطرة المدعومة بالقوة الواضحة للعيان مع زيادة العمل الاستخباري والسري والمسنود شعبيا لاجهاض وكشف زمر الجريمة والارهاب في مهدها.

ان الاسباب التي ادت الى التحول الايجابي المضطرد في تحسن الوضع الامني عديدة وتشمل الخبرة المكتسبة للقوات العراقية وتحسن ادائها والتطور الحاصل في تجهيزها رغم حاجتها الماسة الى العديد من التجهيزات والصنوف والتسليح. كما ويعود السبب الى الوعي الشعبي العام بعدم جدية وجدوى اقتتال الاخوة ابناء الوطن الواحد وبدوافع تمليها عليهم دول اقليمية لايهمها الا مصالحها حتى وان دمر العراق واقتتل اهله مع بعضهم البعض. ومن هذا الوعي انطلقت بعض المجاميع التي كانت تحسب على الارهاب الى مراجعة النفس وتصحيح المسار ثم القيام بمحاربة العناصر المفسدة والتي لاتريد الا تخريب العراق وقتل اهله بحيث اصبحت تقتل اهل العراق اكثر ما تم قتله منهم على ايدي الاحتلال فاصبح هناك احتلالين للعراق كلاهما اسوأ من الاخر وكلاهما يعتمد على الاخر في البقاء. وهاذان الاحتلالان هما المحتل الانكلوسكسوني والمحتل الارهابي والمعروف (بالقاعدة). فالقاعدة تريد تطبيق اجندتها المتخلفة والتعسفية وتقتل ابناء العراق بغض النظر عن انتمائاتهم وكذلك هو الاحتلال. وان اهل (ديالى) وغيرها من المناطق يعرفون حق اليقين مدى الذل والظلم والتعسف والفساد والاستهتار والتلاعب بالدين والتخلف العقلي الذي مارسته ضدهم المجموعات الارهابية من جماعات القاعدة الدخيلة. ولانريد ان ندخل بتفاصيل ذلك لان الكثير منها معيبة ومخجلة. ان القاعدة التي لاتعرف الاسفك الدماء والقتل والفساد والتخلف وباسم الدين قد حفرت قبرها بيدها وجعلت من المواطن العراقي يكرهها وبمجرد ان سنحت له الفرصة انقض عليها وجعلها فريسة له يمزقها حيث يشاء وكيف يشاء.

ان المواطن العراقي وهو ابن حضارة وادي الرافدين التي اعطت البشرية اولى الحضارات يمتلك عقلية واعية لايمكن ان تكون كعقلية الظلام المتخلفة الطالبانية (القاعدية) وهو قد رفض القاعدة منذ اللحضات الاولى لتواجدها في اراضيه ولكن لم تسنح له فرصة محاربتها وحاولت هي سحقه بعد غياب سلطة الدولة اذ انشأت لها سلطة بديلة مرعبة لسلطة الدولة على المناطق التي سيطرت عليها. وهذه الحالة ضعيفة سرعان ما أنهارت لانها لا اساس لها واعتمدت على الاكراه والضغط والترهيب الذي ابقى على المواطن ينتظر الفرصة المناسبة للرد وتدمير تلك السلطة المتعسفة. وهذا سبب مهم من اسباب التحول الحالي في الوضع الامني.

ومن الاسباب الاخرى التي يجب تفعيلها هو تجميد عمل ميليشيات ما يعرف بجيش المهدي والمهدي منه ومن افعاله براء. وهنا ياتي التدخل الايراني في التسبب المباشر وبشكل كبير في تدهور الوضع الامني وقتل العراقيين سنة وشيعة واشاعة الفساد بمختلف انواعه. وعليه فيجب ان يتم حل كافة الميليشيات الموالية لايران ويجب ان يتم رص الصفوف وتحويل الطاقات الشبابية من اللطم وما شابهه الى البناء والتطور والعمل المثمر. مثلا بدلا من ان يتوجه مليون شاب الى كربلاء للطم على الحسين (عليه السلام) يتوجه هؤلاء الشباب للقيام ببناء مدرسة او جامع او تنضيف مدينة الحسين او غرس مليون شجرة نخل بين طريق النجف وكربلاء او بغداد وكربلاء وهكذا! اليس ذلك افضل ويفرح به الحسين (ع) اكثر؟! على كل حال المهم هو ان ايران يجب ان لاتدس انفها في شؤون العراق. والدليل على دس هذه الدولة انفها في شؤون العراق بشكل غير مستساغ هو تصريحات وزارة خارجية (العجم) حول ارسال قوات (سورية وايرانية) للعراق كبديل للقوات الانكلوسكسونية وكأن العراق اصبح فريسة يستبدل بها احتلال امريكا باحتلال العجم! ان تصريحات ايران الاخيرة تدل على الاستهتار والاستعلاء والتكبر وتريد ان تؤكد بان (صدام حسين) كان محقا بحربه ضد العجم لانهم يعتبرون العراق ضيعة من ضيعات اجدادهم! كما وتريد ان تقول بان لامريكا الحق بالتدخل بالشؤون الايرانية ومنعها من امتلاك السلاح النووي كما لايران الحق بالتدخل بالشأن العراقي وبشكل يدعو الى التقيؤ! هذا وايران لاتزال لاتمتلك السلاح النووي فكيف ستتصرف وتتكبر عند امتلاكها لهذا السلاح! ان على العراقيين الذين استوعبوا مخطط القاعدة الارهابي لتفتيتهم ان يستوعبوا المخطط الايراني الذي لايهمه ان يغرق العراق بالوحل مادام ذلك يبعد امريكا عنه! ولكي يستكمل العراق استتباب الامن عليه ان يحارب المخطط الايراني الذي يدعم الارهاب وعدم الاستقرار في العراق وهذه مسؤولية تتحملها الحكومة العراقية قبل غيرها.

اليوم وقد بدأ الامن بالاستقرار والتحسن وانشاء الله يستمر هذا التحسن حتى النهاية القريبة فيجب تعزيز ذلك وبالسرعة الممكنة بالبدأ باعادة البناء وضخ ميزانية كبيرة للمشاريع مع حث الشركات الاجنبية على المنافسة للعمل في كافة المجالات. وبذلك يمكن خلق فرص عمل كبيرة تمتص البطالة وتجعل الشباب تتجه الى العمل وليس الارهاب. كما وان المناطق الساخنة سوف تسعى لكي تواكب ركب المناطق التي اصبحت تفوقها بالبناء وتتقدم عليها وبذلك يتم خلق تنافس طبيعي نحو الافضل. وهنا ياتي دور القضاء على الفساد الاداري لانه جزء من الارهاب. اي ان الخطوة القادمة للقضاء على الارهاب هو للقضاء على الارهاب الاقتصادي والفساد الاداري وهذا رغم صعوبته ولكنه اسهل اذا ما تم تفعيل القضاء واعطاءه الصلاحية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمحاسبة ومعاقبة المفسدين والمتلاعبين بالامن الاقتصادي والاداري للدولة.

الان وبعد ضمور الارهاب اصبحت الانظار تتجه وبشكل اكبر من قبل المواطن الى الوزارت ودوائرها وما تقدمه للمواطن على مستوى المحافظات والعاصمة واصبح المواطن يتطلع الى دولة خالية من الفساد فهل سيفهم وزراء حكومة المالكي ذلك!؟ علما بان الانتخابات القادمة سوف لم ولن تكون معتمدة على الاسس الطائفية بل سيتم التصويت حسب ما يقدمه ذلك الشخص او مرشح البرلمان لخدمة الشعب وتطوير البلد بغض النظر عن مذهبه ودينه. فلا تفيد في الانتخابات القادمة (عمامة) ولا (عقال) ولا (سدارة) بل سيكون الفيصل هو العمل الجاد للعراق والعراقيين كافة.

اللهم احفظ العراق واهله وبارك فيهم والف بين قلوبهم واجعلهم بنعمتك اخوانا وبلدهم امنا يرفل بالعز والرفاه والرزق الوفير والسعادة والايمان وانعم عليهم نعمة ظاهرة وباطنة حتى يعبدونك ولايشركون بك شيئا. اللهم واجعل بلدهم امنا مطمئنا ياتيه رزقه رغدا من كل مكان من حيث يحتسبون ومن حيث لايحتسبون. اللهم لاتجعل في العراق فقيرا الا اغنيته ولامريضا الا شفيته ولا محتاجا الا اعطيته ولا متمردا الا هديته ولا مذنبا الا والهمته استغفارك وتوبتك. اللهم وعليك باعداء العراق فاقذف الرعب في قلوبهم وشتت شملهم وسلط عليهم من لايرحمهم حتى يفيئوا الى امرك وانت من بعد ذلك غفور رحيم.

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter