بسم الله الرحمن الرحيم

تكشف النوايا الامريكية البغيضة يجب ان يكون حافزا لتوحيد كلمة المخلصين العراقيين


بعد ان تكشفت النويا الامريكية الصهيونية في العراق وبعدما حولت امريكا العراق الى ساحة حرب مستمرة واضعفته الى درجة التشرذم الطائفي والعرقي واشاعت فيه الفساد بكل انواعه وحطمت قوته العسكرية والامنية والمخابراتية مما جعله مرتعا تجول فيه المخابرات الصهيونية والعالمية بعد كل هذا وغيره الكثير فلايوجد عذر للذين يستخدمون الطائفية او العرقية كخطاب او منهج لان ذلك يصب في المخطط الانلكوسكسوني الصهيوني. ان الخطاب الذي تنتهجه بعض الجهات والمواقع والجماعات والمبني على اساس طائفي قد اصبح ممقوتا من قبل المواطن العادي والمثقف الوطني حتى اذا كان هذا المواطن او المثقف ينتمي الى نفس فصيلة تلك الجماعة الطائفية. فالشيعي الوطني الذي يرى ان جماعة او حزب شيعي ينتهج منهجا عدائيا طائفيا ضد سنة العراق لايرضى بذلك ولايضم صوته الى هذه الجهة وكذلك راي السني العراقي الوطني في اية جماعة سنية تنتهج النهج الطائفي المعادي للشيعة وهكذا باقي الاطياف العراقية.

يجب ان يكون تكشف نوايا العدو والمحتل الامريكي الصهيوني الانكلوسكسوني دافعا قويا الى توحيد الكلمة والصف العراقي والتعالي والسمو فوق المذهبية والطائفية والعرقية التي يبغضها الله. ان العراق بخطر كبير جدا ويراد بهذا البلد الذي تمتد حضارته الى اكثر من ستة الالاف سنة ان يتمزق وبواسطة جيش دولة ارهابية عمرها لايتجاوز 200 سنة. على ابناء العراق الذين علم اجدادهم السومريون والبابليون والاشوريون الدنيا كيف تكتب وتقرأ وكيف تبني وتزرع وكيف تخطط المدن وعلموهم الحساب والاقتصاد والبنوك والقوانين والطب والري والبريد واكتشاف العجلة والفلك والدين والمؤسسات الاجتماعية والمدنية وغيرها من علوم, عليهم ان يتوحدوا تحت اسم الوطن الذي ضمهم منذ الالاف السنين كشعب واحد من مختلف الاطياف.

كما ويجب ان تترك الخلافات او على الاقل التخفيف منها الى حين رحيل المحتل لان ستراتيجية الاحتلال تعتمد على البقاء تحت غطاء (فرق تسد). ان تأجيج الخلافات بين شرائح المجتمع العراقي وعدم العمل على تذليلها وانكارها هو خيانة وطنية سوف تلعنها الاجيال القادمة التي ستلعن كذلك كل الذين يقومون بذلك.

ان امريكا وبعض دول المنطقة المجاورة تريد للعراق ان يتمزق الى مشايخ ودويلات صغيرة وليس الى ثلاث كيانات فقط. وبذلك تتمكن امريكا وذيولها من بناء قواعد بحجة حماية هذه الكيانات الصغيرة مقابل ابتزاز هذه الكيانات وسرقة ونهب ثرواتها. فيتحول العراق الى مجرد محميات صغيرة لاتستغني كل منها عن حماية امريكا او بريطانيا او غيرهم. ان الله والتاريخ سيلعن كل من يساعد على تنفيذ هذا المخطط الذي اصبحت خيوطه تلوح في الافق. وان احد اهم اسباب الهجوم التركي على شمال العراق هو ليس (حزب العمال) بل هو اهتمام تركيا بالمخطط الرهيب الذي يراد له التنفيذ بخطوات قد تكون اسرع في المرحلة القادمة ما لم يتم التصدي له بكفة الوسائل المتاحة.

ان الامر من الخطورة بحيث لو استدعى ان تتم المصالحة الوطنية العراقية مع كافة المجموعات المسلحة وغير المسلحة وبضمنها (حزب البعث) ممن لم يشتركوا بجرائم ضد الشعب فيجب ان تتم هذه المصالحة ونكران الذات والنظر نحو الامام وليس الى الخلف. علما بان حزب البعث لم يكن كله يرضى بالجرائم التي ارتكبها نظام صدام بل ان الحزب كان هو الاخر ضحية من ضحايا اخطاء النظام الدكتاتوري السابق الذي حول الحزب الى بوق من اجل مصالحه.

ان على كافة العراقيين مسؤولية وطنية لتحرير وطنهم من قيود الاحتلال وانتزاع سيادته كاملة غير منقوصة وبعد خروج المحتل يمكن ان يختلف الجميع بشكل ديمقراطي وحر دون سفك دماء ودون الانتقاص من الرأي المخالف او التسفيه الذي لايرضي الله ولايرضي رسوله.

كما وان العراق لاتبنيه امريكا التي دمرته فهذا حلم مستحيل. العراق لايبنيه الا ابنائه وهم اهلا لذلك اذا ما تفرق عنهم المفسدون والارهابيون وتوفرت لهم القيادة الوطنية الحكيمة والنزيهة وغير الطائفية. وعليه فان كافة اشكال الطائفية التي ارادت لها امريكا ووضع قوانينها سيء الصيت ((بول) بريمر) يجب ان تنتهي ويتم اعتماد ديمقراطية حقيقية اساسها المساواة ونكران الذات والكفاءة والاختصاص دون محاصصة طائفية.

اللهم اجعل هذا العيد خيرا على العراق وكافة العراقيين والعن اعدائهم وشتت من يريد الشر بالعراق وفرق جمعهم و اوهن كيدهم ودمرهم تدميرا حتى تصبح بلدانهم حجر على حجر ومدر على مدر. اللهم جفف مياههم واقطع ارزاقهم ودمر قوتهم وابتلهم بالبلاء والحروب فيما بينهم حتى يرتد كيدهم عليهم. وساعد اللهم العراقيين على توحيد كلمتهم وبناء وطنهم والعيش فيما بينهم ومع غيرهم في سلام ووئام. اللهم امين.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter