بسم الله الرحمن الرحيم

العراق بين الفساد والنهب والاحتلال والارادة المسلوبة والنفاق الاقليمي


منذ الغزو الامريكي البريطاني البغيض للعراق عام 2003 الى الان يستشري الفساد الاداري وسرقة المال العام الذي هو ملك للشعب العراقي المظلوم وبشكل منظم ومعقد ومتداخل بحيث يكاد لايخلو منه مجال. ولقد اكدت تقارير الامم المتحدة ذلك قبل ان يؤكدها راضي الراضي الذي لم يكن سوى واحدا من اجهزة دولة الاحتلال.

لم يأتي راضي الراضي بشيء جديد وما تعرض له بعض موضفي جهاز النزاهة من تهديدات واغتيالات كان يصدر من قبل نفس الجهاز ومن اجهزة اخرى لها علاقة بدوائر (حكومة ما تحت الاحتلال).

ان العراق لاتوجد فيه حكومة مستقلة بقرارها بل توجد حكومات متداخلة كل واحدة لها تمويلها وميليشياتها وقراراتها والدول الداعمة لها. وهذا سهل للسراق من سرقة قوت واموال الشعب فمنهم من غادر بها لينعم بالملايين التي سوف يحاسبه عليها الشعب والتاريخ قبل الله مهما طال الزمن.

ان دولة مثل العراق فيها النفط والماء والاراضي الزراعية والخيرات الاخرى اضافة الى السياحة الدينية المستمرة رغم الضروف الامنية علاوة على امتلاكها للعقول والايدي العاملة المنتجة دولة كهذه كان يمكن للمواطن فيها ان ينعم بالامن والرخاء حتى في فترة ما بعد الاحتلال البغيض. ولكن واضافة للاسباب المعروفة والحجج الواهية مثل الامن فان الفشل الحكومي منذ سيء الصيت (بول بريمر) حتى المالكي تعد من اهم الاسباب التي ادت الى تردي الوضع الخدمي والاقتصادي في البلاد. فاين نفط العراق والشعب لايحصل على نفط ابيض يتدفأ به او يطبخ به؟ اين ذهب النفط؟ هل يمكن لوزيره السابق او الحالي ان يوضح ذلك؟ وهل لايران حصة فيه ام ان انه صار يقدم مجانا للاردن او هبات يقوم بتقديمها عادل عبد المهدي في زياراته ام يستخدم لدفع الالاف الدولارات لغرف الفنادق الفارهة لاعضاء ورئيس برلمان العراق. ام ان قسم منها يذهب للقصور التي يتنعم بها عمار الحكيم والمالكي وعلاوي والاشيقر والهاشمي وغيرهم.

لقد اثبتت الايام ان قرارات (بول بريمر) كان الهدف منها هو تدمير العراق من اجل عيون (اسرائيل) ومن اجل تركيع الشعب العراقي والامعان باذلاله وتقسيمه وتشتيته الى سنة وشيعة واكراد وعرب وغير ذلك. فلم يكن حل الجيش العراقي الذي يعتبر من احسن واقوى الجيوش في المنطقة الا خدمة لما ذكرناه اعلاه طبعا اضافة الى اسداء هذه الخدمة الى (ايران) و (الكويت) اللتان كلاهما لم يرغبا باستمرار الجيش العراقي السابق. ولكن الخاسر الوحيد كان هو العراق. فالجيش العراقي لم يكن ملك لصدام ولا لابيه بل كان جيش عريق يمتد تاريخه الى بداية القرن العشرين. واذا كان صدام قد سيسه وزجه في حروب فهذا لايعني ان قرار (بول بريمر) كان صائبا. وينطبق نفس الشيء على الاجهزة الامنية والمخابراتية السابقة التي كان من الممكن ان يستفيد منها العراق الجديد ومن خبراتها عوضا ان يصبح مرتعا للمخابرات الصهيونية والامريكية والعالمية الاخرى وللعملاء المندسين في قوى الحماية الامنية مثل (البلاك وتر) تصول به وتجول ليل نهار. فاين وطنية من كانوا يدعون الوطنية والدين من الذي تسلقوا على ظهر السلطة تحت حماية امريكية من اعضاء حزب الدعوة وغيرهم.

لقد ظهر علينا عمار الحكيم البارحة يردد بانه حارب النظام الصدامي في الاهوار حتى سقط النظام! ولاندري على من يكذب عمار على نفسه ليصدقها ام على شرائح مثقفة ومتعلمة من الشعب العراقي؟ فعمار الحكيم انتقل من ملايين طهران الى ملايين العراق ولم يكن يحلم برؤية العراق لولا الدبابات والطائرات الامريكية التي انطلقت من قطر والكويت والخليج العربي (ليس الفارسي). لهذا نرى عمار يزور الكويت لرد الجميل بين الحين والاخر ولاينكر بان الكويت لعبت دورا غريبا ومفهوما وواضحا في تدمير العراق ليس الا انتقاما من (احتلال) صدام لها وهي تعلم علم اليقين لو ان صدام اخذها ايام الحرب مع (الخميني) لما تكلمت امريكا بكلمة واحدة ولبلعتها وسكتت خوفا من ايران الخميني ذلك الوقت ولعل صدام قد احس بذلك فيما بعد وندم عليه. على كل حال فان العراق كشعب في وادي وحكومته في واد اخر. فالحكومة التي لايهمها شعبها ولاتتالم عليه ليس لها من الشعب من شيء وسيحاسبها على كافة الاخطاء.

ان ذرائع الامن وعدم استتبابه في مسألة اعادة اعمار العراق لم تعد تنطلي على احد فهناك مناطق مستقرة في العراق لم يحصل فيها تقدم ملموس ويذكر علاوة على ان البدأ باعادة الاعمار واقامة المشاريع الكبرى وفتح المطارات وتطويرها وبناء اخرى واعادة الخدمات توفر فرص عمل وتمتص البطالة وتوفر دخل للفرد مما يقلل من انخراط الشباب في الاعمال الارهابية او الجرائم الاخرى. ولاشك ان حكومة يرئسها حزب الدعوة وأئتلاف الحكيم فشلت في ذلك.

ان الشعب العراقي اصبح من النضج والوعي بحيث لم يعد يفكر بالطائفية وبان هذا شيعي وذاك سني وغيرها من مفاهيم يراد بها التسلق للسلطة. ان الانسان العراقي سواء كان شيعي او سني او غير ذلك ينظر الان من منظار من الذي يحقق له الرخاء والامن ومحاربة الفساد واعادة البناء وتوفير الخدمات الصحية والعلمية والترفيهية وتعزيز امن البلاد عسكريا وامنيا وطرد الاحتلال وتخليص البلاد من العملاء والجواسيس الذي يدخلون البلاد بمختلف الوسائل. ولايهم اذا كان هذا الشخص او الحزب صابئيا او يزيديا او سنيا او شيعيا او مسيحيا-عراقي او اي عنصر اخر من العراق ما دام لايظلم ولايسرق ويحارب الفساد ويوفر الامن ويعمل على اسعاد الشعب ويكون كغيره تحت طائلة القانون.

واخيرا فان العراق غارق في الفساد سواء قالها راضي الراضي ام لم يقلها وسواء كان هو احد اطرافها ام لم يكن.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter