بسم الله الرحمن الرحيم

العراق دولة واحدة وشعب واحد ليس من حق احد تقسيمها


أقر (الكونغرس) الامريكي باغلبية كبيرة قراراً غير ملزم ولكنه مهم جدا يوصي بتقسيم العراق الى كيانات على اسس عرقية و طائفية مقيته. لاشك ان من بين اعضاء (كونغرس) امريكا كان قد خطط لذلك منذ زمن طويل من اجل المصالح العسكرية والستراتيجية الامريكية والصهيونية. ولاغرابة فان هناك تقاطع بين مصالح امريكا وبين بعض الدول الاقليمية التي في الحقيقة تعتبر عدوة للولايات الامريكية ولكنها في تقسيم العراق قد تتفق معها الى حد كبير. كما وان هناك دويلات اقليمية مجاورة للعراق يروق لها ان ترى العراق الكبير الذي يشكل لها (صداعا) قديما ومزمنا ان يقسم لكي تشفى هي من هذا الصداع المألم والارق القديم.

ولكن العراق كدولة يرجع تأريخها الى الاف السنين بل وهي الدولة التي اسست للبشرية حضارتها فلولا حضارة سومر واور وبابل واشور واكد ما ابتدعت الكتابة ولا بناء وتخطيط المدن ولا القوانين ولا العلوم المختلفة ولا الزراعة والري وتنظيم العلاقات الاجتماعية والمدنية والعسكرية وغيرها مما انتفعت به البشرية لحد هذه اللحظة. فالكلمة التي نقرأها اليوم ما هي الا نتاج اولئك السومريون الذي ابتدعوها ولم يبخلوا بها او يحتكروها بل نشروا بها علومهم في الزراعة والصناعة والعلوم الى الصين شرقا واوربا غربا. ان دولة كالعراق تعرضت الى هجمات من قبل المغول والتتر والاستعمار البريطاني وغيرهم من الاوباش وصمدت سوف لن تستطيع ان تقسمها حثالات المتكبرين والمغرورين في هذا الزمن.

ان المطلوب في هذه المرحلة الخطرة جدا هو التوحد ثم التوحد وترك الخلافات حيث انكشفت الاقنعة الامريكية الصهيونية التي تريد الدمار للعراق واضعاف اهله وتقسسيمهم على اسس عرقية لجعلهم محميات لها مقابل سرقة خيراتهم. يجب ان يكون الوطن هو القاسم المشترك للجميع واحترام حرية الغير في حق اختيار المذهب والدين لان ذلك لله وهو وحده يحاسب عليه. فالعراقي الوطني هو الذي يعمل من اجل العراق بغض النظر عن المنتميات المختلفة.

ان توجه د. طارق الهاشمي اليوم لزيارة السيد علي السيستاني خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح لانها تفوت الفرصة وفي الوقت الصحيح على اصحاب التجزئة والتفرقة وبها يمكن ان يكون السياسي الصحيح لاسنيا ولاشيعيا بل عراقيا وطنيا. ان خطوة كهذه رغم انها جائت متأخرة ولكنها صحية ويجب ان تتكرر في اتجاهات مختلفة لانها تخرج التقوقع الطائفي من بؤره المخجلة. ولاشك ان خطوات كهذه ان كانت نياتها لخدمة العراق ووحدة كلمته تحتاج الى شجاعة واقدام كما وانها تخرج الواقع السياسي الراكد والمتقوقع بين اكفان الطائفية والمذهبية الى فضاء الوطنية والوحدة. كما ويجب ان يقابل ذلك مبادرات متناسقة في كافة الاتجاهات وليعلم الجميع ان الاحتلال وسلبياته لايمكن ان تحل الا بالوحدة الوطنية التي هي وحدها الكفيلة بتقدم واستقرار العراق والحفاظ على وحدته وكيانه.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter