بسم الله الرحمن الرحيم

بلاك وتر مثال على السقوط الاخلاقي الامريكي ووحشية الاحتلال


لم تكن حادثة ساحة النسور التي قتلت فيها مجموعة ارهابية امريكية بعض المواطنين العراقيين الابرياء العملية الوحيدة ولا الاخيرة مادامت القوات الغازية لاتبالي الا بحياة جنودها وعصاباتها الاجرامية.

ان هذا النوع من القتل تقوم به جماعات متدربة بشكل خاص على القتل الوحشي اي بمعنى اخر ان هذه المجموعات عبارة عن مرتزقة مهنتهم تقديم الحماية لغيرهم بشكل يقوم على الوحشية والقتل والتدمير وباساليب مدروسة ودقيقة. تقدم هذه المجموعات الامريكية خدماتها مثل مجموعة الماء الاسود (البلاك وتر) الى من يقوم بتأجيرها بمبالغ باهضة من امثال وزارة الخارجية الامريكية وغيرها. ويوجد في الولايات المتحدة الامريكية العديد من هذه الشركات التي يتكون افرادها من العديد من الرجال والنساء الذين خدموا في في المؤسسات الامنية او الجيش والشرطة او انهم تدربوا خصيصا لقيام لهذا العمل. ويتم تدريب هؤلاء في بيئات متعددة وتحت اصعب الضروف ومختلف انواع القتل والمقاومة. الا ان هناك مسألة مهمة يتم تدريب هؤلاء عليها الا وهي التمييز بين مختلف انواع الخطر وكيفية التعامل مع كل نوع وفي الوقت المناسب. وعليه فان قتل الابرياء في ساحة النسور لايمكن تبريره بسهولة على انهم يقومون بالدفاع عن النفس ضد مسلحين او حصل خطئاً. ان التمييز بين الشخص المسلح وغير المسلح امر يمكن تشخيصه بسهولة من قبل ابسط الاشخاص فكيف بمجموعة دموية مهنتها الوحيدة هي التمييز بين كافة انواع الخطر. ولكن يبدو ان هؤلاء المرتزقة الاوغاد جبناء الى حد الخوف من عائلة متكونة من طفل وامرأة وزوجها في سيارتهم التي لم يتمكن الزوج من ايقافها بسهولة كما يشاء الامريكي المرتزق الجبان.

ان قتل الابرياء العراقيين من قبل الامريكان الاوغاد استمر منذ ايام الطاغية المقبور صدام حسين اما بمشاركة او دفع او غض نظر امريكي وغربي. الا ان القتل الامريكي المستهتر بارواح العراقيين ما انفك يوما منذ نهاية الحرب (الصدامية - الخمينية) وبداية (مهزلة الاعراب في مهزلة حرب الكويت). ولقد ازداد هذا الاستهتار بعد غزو العراق في عام 2003 والذي ضحكت به امريكا على ذقون العراقيين على انها جائت لتحررهم من عميلها صدام فادخلت عليهم عملائها القدامى القادمين من قندهار وتورا بورا وغيرهم.

لقد اثبتت السنوات الاربعة الماضية بان الهدف الامريكي من الغزو هو لتحطيم العراق وارجاعه الى مئات السنين الى الوراء وافراغه من العقول والعلم وذلك من اجل تنفيذ مخطط صهيوني امريكي بغيض. ولقد صارت تلوح في الافق امراض مثل الكوليرا تنتشر في العراق كما انتشرت وقتلت المئات في بداية القرن الماضي.

ان المخطط الامريكي الصهيوني اصبح مكشوفا ولايحتاج الى ادنى عناء لمعرفته فالذي يبقي الاحتلال هي القاعدة حليفة وصنيعة امريكا السابقة. ان القاعدة وامريكا وجهان ارهابيان لعملة واحدة هي اشاعة التخلف والاستهتار بحياة الاخرين. ان امريكا كما مهدت ودفعت صدام للدخول في الكويت لكي تحقق اغراض كثيرة من وراء ذلك وكما ساعدت طالبان على السيطرة على افغانستان فهي التي قامت بادخال كافة اشكال الارهاب الى العراق لتحقيق غايات عديدة. ومن المهم الاشارة الى ان الحكومة الامريكية لايهمها قتل الالاف من مرتزقتها في العراق او غيره مادامت مصالحها ومصالح شركات متنفذيها من مثال (بوش) و (ودك تشيني) وغيرهم مستفيدة من الاوضاع المتأزمة هنا وهناك. ونشير هنا الى شركات النفط المملوكة لهؤلاء والتي لها علاقة بنهب وسرقة نفط العراق.

يجب ان يفهم العراقيين بان العراق سوف لن تقوم له قائمة ولن يتخلص مما هو فيه ما دام تحت الاحتلال الامريكي البغيض ومادامت القاعدة توفر العذر اللازم لهذا الاحتلال للاستمرار ومادامت هناك حكومة عراقية ضعيفة مسلوبة الارادة تتحرك كالدمية بيد المحتل ولاتقدر على حماية نفسها فكيف تحمي مواطنيها المظلومين. ان الحكومة العراقية الحالية مشغولة مابين الفساد الاداري المستشري وبين تمرير مشاريع لصالح الشركات الامبريالية الصهيونية كمشروع النفط وهي اخر من يستطيع ان يمنع عودة (البلاك وتر) من ممارسة استهتارها في شوارع بغداد والتي قد بدأت فعلا في ذلك وبعد 4 ايام على جريمتها الاخيرة!

ورغما عن امريكا وبؤر الارهاب فان الله بالمرصاد لكل ظالم ومعاند ومعتد اثيم واذا جاء امره فلامرد له وان عذاب الله لشديد وان غضبه لعتيد وان امره كلمح البصر او هو اقرب من ذلك كثيرا. هذا هو الذي ينساه الجميع وكلما نسي ذلك كلما صار قريبا فانهم يرونه بعيدا ونراه قريبا اذ يبدو ان سقوط امريكا وحلفائها سيكون من العراق ولعنة الله على الظالمين.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter