بسم الله الرحمن الرحيم

تعليقات مهمة على نهائي بطولة كأس آسيا وانتصار أسود العراق وآسيا


لاشك ان هناك الكثير الذي يمكن ان يقال في هذا الشأن ولكن لنبدأ بالفريق السعودي وبالذات باللاعب (الكحطاني). فلقد كان الفريق السعودي قبل اللعب يمشي على قدمين احدهما الغرور والاخرى الحظ. اذ ان الحظ هو الذي حالف هذا الفريق لكي يهزم الفريق الياباني مما جعل غروره بنفسه وخاصة لاعبه المعروف بالكحطاني يزداد كيل بعير!

وحالما بدأ اللعب وزأر الاسود زئيراً مصحوبا بالعقل والهدوء والتخطيط تشتت الفريق السعودي أيما تشتت! ولقد كان تعليق احد المعلقين بان الفريق السعودي اصبح لايدري من اين تأتيه الكرة يضع الامور في نصابها. ولم نرى من الفريق السعودي بكافة لاعبيه وخاصة اولئك المغرورون من امثال الكحطاني فيه الا الركض في الملعب دون هدف وكأنهم يركضون وراء سراب ولاندري هل كانت هناك ملائكة من السماء تموه عليهم؟!

ومنذ اللحضات الاولى وحالما احس لاعبي المنتخب السعودي بالضعف وبانهم قد غلبوا وارتدوا على اعقابهم حتى بدأوا بالاعتداء على لاعبي المنتخب العراقي بالضرب كما حصل مع (يونس البطل) وذلك بتعرضه الى لكمة على الوجه من قبل (عبدربه السعودي). وقد الجأ اليأس (الكحطاني) الى ان يصطنع التعرض للاعتداء باكثر من مرة.

وبشكل عام لقد قدم الفريق العراقي عرضا رائعا لم يفرح شعبه فقط بل واسر المتابعين للعب في انحاء العالم بسبب طريقة اللعب الرائعة والممتعة. وعلى العكس من ذلك فلقد كانت الكرة في ايدي المنتخب السعودي تضفي نوع من الرتابة والضجر عند المتابع. وحتى عندما حصل على هدف رائع فان الفريق العراقي استمر باللعب والهجوم وتقديم اروع العروض دون ان يلجأ الى محاولة تهدأت اللعب واضاعة الوقت لتمريره.

ان العراق لو احسن لاعبيه (يونس) و (كرار) وباقي الفريق كافة الكرات الخطرة التي انفرد بها يونس امام (المسيليم السعودي) لاصبحت النتيجة الحتمية على اقل تقدير 4 مقابل صفر لصالح العراق. ولقد اضاع الحكم ضربة جزاء للعراق عندما قام حامي هدف السعودية بعرقلة اللاعب العراقي في منطقة الجزاء عندما فشل يونس من تسديد هدف محقق وسقط (المسيليم) مما تسبب وهو يمد يده الى رجل اللاعب العراقي باسقاطه في منطقة الجزاء وبهذا اضاع الحكم ضربة الجزاء هذه.

واما بالنسبة الى تعليق المعلقين قبيل اللعب فلقد كان غير متزن ولايعتمد المهنية عند معلقي ومحللي الاعلام الخليجي وخاصة احد لاعبي المنتخب الكويتي الذي كانت تستضيفه قناة العربية (السعودية الهوى) والذي كان يردد بان الفريق السعودي هو الذي سيكسب المبارة. ولاغرابة في ذلك ولكن الغريب فان قناة الشرقية العراقية كانت تكيل المديح والثناء الغير مبرر للفريق السعودي وكيف انه كان قويا وكان افضل فريق وكان وكان حتى ضننا ان معلقهم سيقول بان العراق قد فاز بالحظ! ورغم التشجيع العراقي الاصيل في قناة العراقية الرياضية ولكنهم ارتكبوا خطئا غير متعمد بابراز خبر (تكريم نوري المالكي) للفريق بشكل مكتوب مما حجز ثلث الشاشة وهذا شيء يعيق رؤية اللعب ولو لفترة قصيرة الا ان ذلك لم يكن ملائما وكان الافضل ان يعلن عن ذلك بعد انتهاء اللعب. كما وكان المعلق يسهب في الاخبار عن قصص او رسائل استلمها بينما تعرض امامه لقطات مهمة يترك التعليق عليها كما حدث عند تعرض (يونس) الى لكمة من عبد ربه السعودي!

المهم في الحدث انه وحد العراقيين واظهر للعالم بان هذا الشعب حيوي لايمكن ان يقهر وهو يخرج من بين الركام كالعنقاء راسها في السماء وقدميها في الارض وخافقيها يمتدان بين الافق والافق! ولقد اظهرت اليوم كافة صحف العالم كيف ان اسود الرافدين حققوا النصر ووحدوا الشعب واحرزوا النصر في اكبر قارة في العالم!

لم يكن الفريق العراقي سوى جزء من هذا الشعب المبدع رغم الجراح والالم والحزن وتكالب الاخوة قبل الاعداء عليه. فالفريق قد خرج من رحم العراق وليس العكس ولم يكن العراق ليحتاج الى الفوز ليكون شاهداً على ابداعه بل كان مجرد بلسماً لجروحه وشاهدا على ذلك الابداع رغم قلة الامكانيات التي توفرت بشكل مبالغ فيه الى غيره كالفريق السعودي والاماراتي والعماني.

هل رأيتم شعبا يمر من حرب الى حرب الى حصار الى حرب الى ارهاب الى حرب ودمار وتشريد وتهجير ودماء وقتل وتمزيق واحتلال وهو يبدع ويقدم للعالم نخب من الاساتذة والعلماء والاطباء والمهندسين والاكاديميين والرياضيين وغيرهم سواء في العراق او في بلدان العالم المختلفة.

فالعراقي يختزن الحزن بين احشائه ولكنه يظهر الابتسامةعلى شفتيه وفي قلبه جرح كبير ولكنه يستقبل الحياة بتفاؤول وامل.

مبروك للعراق وعلى الجميع وخاصة ممتهني السياسة ان يتعلموا الدرس من ابطال الفريق الوطني العراقي لكرة القدم كيف استطاعوا توحيد الناس. واننا على ثقة كبيرة بان اغلب العراقيين المبتهجين بهذا النصر والفرح لايعرفون من هو السني ومن هو الكردي ومن هو الشيعي او المسيحي في الفريق العراقي او في كادره التدريبي والاداري بل ولانريد ان نعرف فهم كلهم عراقيون ويكفي.

فهل فهم ممتهني السياسة الدرس ام انهم صم بكم عمي لايفقهون؟!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter